الجمهورية تصدر بياناً: الى الحداثة والتحول الرقمي
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
أعلنت جريدة "الجمهورية" في بيان" تدشين عصر جديد في الإعلام الرقمي، عبر تحولها الاستراتيجي الشامل من نسخة مطبوعة محددة الانتشار في لبنان، لتصبح منصة رقمية إعلامية لبنانية-عربية رائدة. مدفوعةً برؤية مستقبلية واضحة ورغبة قوية في مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، ولا سيما منها الذكاء الاصطناعي"، مؤكدة انها "تسعى إلى تعزيز حضورها الإقليمي والعالمي، وتقديم محتوى رقمي اكثر ابتكارا وموثوقا لجمهورها الواسع".
واشارت الى انه" في إطار هذه الاستراتيجية الطموحة، أبرمت شراكات استراتيجية مع كبرى المؤسسات الإعلامية العالمية، بما في ذلك مجموعة إعلامية رائدة في الخليج وصحف أوروبية عريقة. هذه الشراكات تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الإعلامي، وتثري المحتوى الذي تقدمه "الجمهورية" عبر صفحاتها ومنصاتها الإلكترونية لجمهورها المتنوع في العالم العربي وبلدان الانتشار".
واوضحت "الجمهورية" انها "ستركز في هذه المرحلة الجديدة، على تطوير صفحاتها ومنصاتها الرقمية بشكل مستمر، مع الالتزام الراسخ بالقيم التي تقوم عليها، ألا وهي المصداقية، الشفافية، الموضوعية، واحترام الرأي والرأي الآخر. كما ستحرص من خلال المانشيت العالية المستوى وكتابها العريقين الحاليين ، إضافة إلى اقلام جديدة على تقديم محتوى عالي الجودة يلبي تطلعات القراء في لبنان والعالم".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إفيه يكتبه روبير الفارس "رشق الغول"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عندما ترى "آمنة" و"هنادي" القطار لأول مرة في فيلم "دعاء الكروان "، تصرخان: "الغول! الغول! حديد... عينيه تقدح نارًا وشرارًا!"، لكن الأم تهدئ من روعهما وتقول: "إنه القطار... ودّعنا الركايب".
القطار من أهم رموز النهضة الحديثة، وهو أحد أبرز مظاهر الحداثة. وقد دخل مصر أول قطار سنة 1854، إيذانًا ببدء عصر السكة الحديد.
ورغم ذلك، لا أفهم لماذا تكمن في الوعي الجمعي، عدواة باطنة لدى عدد من الأطفال والفتيان تجاه القطارات. وما المتعة في رشقه بالحجارة الحادة؟ ما اللذة في إصابة الركاب؟
هذه ظاهرة شهدتها كثيرًا أثناء استخدامي القطار، الذي أراه أفضل وسيلة للسفر بين الصعيد والقاهرة. كنت أظن أن هناك حقدًا طبقيًا يقف وراء رشق القطارات المكيفة التي تحمل السياح، وربما كراهية قديمة للأجانب، موروثة من تراث ثورة 1919، حيث كان قطع الفلكنات والهجوم على القطارات التي تنقل جنود بريطانيا من أبرز مظاهر العنف الثوري.
وكنت أظن أن هذه الظاهرة قد انتهت... لكن ما شهده مؤخرًا مركز منوف بمحافظة المنوفية أعاد إلى الأذهان ذكريات أليمة.
ففي حادثة مأساوية، ألقى مجموعة من الأطفال الحجارة على نوافذ القطار القادم من "طنطا – القاهرة"، أثناء ركوب رجل وابنته - من ذوي الهمم - عائدين من جلسة علاج دورية لها بمستشفى الهلال للتأمين الصحي بشبين الكوم.
تهشم الزجاج فجأة، واخترقت الحجارة جمجمة الطفلة ووالدها، مما أسفر عن إصابات مباشرة في الرأس والأنف.
وقد أصيبت الطفلة بكسر ونزيف حاد في المخ ناتج عن المقذوف، وأدى ذلك - للأسف - إلى تلف كامل في عينها، وحالتها غير مطمئنة.
هنا تجد نفسك حائرًا أمام سر المتعة التي يجدها البعض في إلحاق الأذى بأناس لا يعرفونهم. قد نُرجع المعنى القريب إلى سوء التربية والانفلات الأخلاقي، وانتشار العنف والفوضى، وسهولة الهروب من العقاب. فأنت ترشق قطارًا متحركًا، وأنت بمنأى عن قبضة الأمن.
أما المعنى البعيد، فقد يدفعنا إلى التساؤل عن سر هذه العداوة تجاه مظهر من مظاهر الحداثة. عداوة ممتدة لمظاهر أخرى عديدة.
فعلى الرغم من شراهتنا في استهلاك أدوات الحداثة، إلا أن هناك كراهية كامنة تجاهها. نرشقها بكل التهم والسلبيات، ونتهمها بأنها تدمر حياتنا.
إنها الغول الذي نخاف من تقدمه المستمر، فنكره أن نتعلمه، ويهرب طلابنا إلى القسم الأدبي حتى لا يواجهوه.
هي وسائل التواصل الاجتماعي التي نهدر فيها أيامنا وطاقتنا، ثم نسبها لأنها تحاصرنا بالسلبيات وتسرق متعتنا.
نعكس أهداف وجودها، ونتغنى بأننا "ودعنا الركايب"، ونرشق الإنسانية بحجارة "بطولاتنا التاريخية الكاذبة"، وحضارتنا في الرغى التي تعمي البصيرة.
أفيه قبل الوداع:
- يا مسافر وناسي هواك
- اوعى تقعد جنب الشباك