د.مرتضى الغالي

إذا صحّ أن (نافع علي نافع) قد هرب (بالدرب التحت) إلى تركيا، فهذه نقطة فارقة في شرف الرجولة وشرف المواقف باتجاه الانكسارات المريعة التي تحيق بشخص كان قد تطاول على الشعب السوداني بأسوأ ما يمكن أن يتطاول به متطاول. حيث كان يتحدى الأمة السوداني، ويتوعدها بأن مطالبها في الحرية والعدالة هي من المستحيلات التي لخّصها بنفسه الشحيحة وتصورات عقليته البدائية (وهو الأستاذ الجامعي الذي أنفقت الدولة على تعليمه ما أنفقت) بعبارة استحالة (لحس الكوع.

مع أن الوصول للكوع باللسان يُعد من أسهل التمرينات عند فتيات الباليه وصبيان الجمباز وتمارين الرقص الإيقاعي.!

هل لحس الكوع أكثر صعوبة من الهرب عياناً بياناً من المشروع الحضاري، ومن “معركة الكرامة” والسفر برفقة الأنجال المترهلين من آثار النعمة و”الحرز الدولاري الفخيم” لأستاذ معلوم المرتب في قوائم جامعة الخرطوم، وفي سلك موظفي الدولة.! رغم أن وثائق استرداد مال الدولة أثبتت أن نافع علي نافع (مع حفظ الألقاب ومعاني الأسماء) هو ورفيقه “البروف” إبراهيم أحمد عمر كان يتسلمان بانتظام، وعلى دائرة المليم مرتبات الأستاذ الجامعي بامتيازاتها وبدلاتها وعلاواتها على مدى 25 عاماً، وبعد أن هجر العمل في الجامعة طوال هذه السنوات..!

كم نأمل أن تكون أخبار هروب نافع كاذبة.!

حيث إنها لو صدقت، فإن سمعة في غاية السوء ستلحق بالمواريث السودانية في الثبات على المبدأ في مقابل التدنّي الرخيص عن شرفات المروءة.! خاصة لدى المتبجحين (فالتي العيار) في التهديد والوعيد و(ادعاء المرجلة والثبات) ورافعي راية الاستقواء على المدنيين العُزّل؛ ليس بصولجان القانون والسلطة. بل باستخدام أشد آلات التعذيب (خساسة ودناءة) ضد مدنيين محصورين في زنازين وبيوت أشباح بغير جريرة غير الاختلاف في الرأي والمواقف السياسية.!

كم نأمل أن تكون الأخبار عن هروب نافع كاذبة.!

كيف يهرب الرجل من “مشروع حضاري” لإنقاذ شعب السودان من الضلال.؟! وهو مشروع هجر هذا الرجل من أجله مقعد الأستاذية في الجامعة. وذهب ليتعلم فنون التعذيب في إيران و(ما وراء سيحون وجيحون.؟

ثم قام هذا الرجل بممارسة التعذيب بيديه تجاه آخرين تحت قبضة العسكر مقيدي الأيدي لا حول لهم ولا قوة. وهو يعلم أنه يقوم بخرق كل نواميس وبديهيات المروءة والدين والإنسانية..!

كم نأمل أن تكون هذه الأخبار عن هروب نافع على نافع (كاذبة. حتى لا تنفصم عرى آخر خيط يرمز للإنسانية بسبب في انتهاك الإنسان لحرمات الآخرين. ومن ذلك على سبيل المثال تهديد الحرائر والرجال بالاغتصاب. وتعيين (مغتصب عمومي) ضمن مهام رجال الأمن. وتهديد الابن باغتصاب أمه أمام عينيه. وتهديد الأب باغتصاب ابنته أمام ناظريه..!

ألم يكن هذا دأب الجهاز الذي ترأسه هذا الرجل.؟! أنه الجهاز الذي أدخل قضيباً من خشب في دبر معلم اقتادوه من بيته. ثم أعلنوا أن سبب وفاته (تسمّم بسندوتش فول وجبنة.!

ليت خبر هروب نافع يكون من الأخبار الكاذبة…! ذلك أن الرجل لو كان ينطلق من موقف سياسي لقلنا إن السياسة (كر وفر.! ولكن الرجل كان يتحدث عن إقامة شرع الله في أرض السودان. ويقول (هي لله. فكيف يجوز هذا مع وعيد التولي يوم الزحف. والاتجاه إلى منتجعات تركيا وشريعة الإنقاذ لم يكتمل قيامها في السودان.؟!

شهادات الناجين من بيوت الأشباح التي سمعها كل الشعب السوداني تروي أن (الطبيب الشهيد علي فضل) كان مختصرا في النزع الأخير، وعلى رأسه مسمار صدئ.وهو ملقى بلا حراك أمام عتبة مكتب رئيس جهاز الأمن وبداخله نافع ونائبه يحتسيان أقداح الشاي.!

تلك الصورة المروّعة لن تفارق عيون وأفئدة السودانيين إذا ذهب نافع إلى تركيا أو الإكوادور. أو إذا بقي في مخبئه الأمن.!

وحتى إذا لم يهرب نافع إلى تركيا فهو في حُكم الهارب.! أنه يعيش مع أنجاله بعيداً عن الحرب والاستنفار. وهو يجلس في مكان هادئ بجانب (غرة عينه) وكلاهما بملابس وملامح الدعة والطمأنينة بعيدين عن غبار “حرب الكرامة” وهما في انتظار انتقال من مكان مريح إلى راحة أوسع.!

كم نأمل أن يكون الخبر كاذباً حتى تبقى في الإنسانية وصورة الإنسان السوداني مهما تدنّت أفعاله وتسفّلت نفسه. بقية من حياء.!

الله لا كسّبكم.!

الوسومد. مرتضى الغالي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: د مرتضى الغالي إلى ترکیا

إقرأ أيضاً:

خالد ميري يكتب: في صدارة القوة الناعمة

أن تتصدر مصر القوة الناعمة في أفريقيا، وبفارق كبير عن المركز الثاني، هو الواقع الذي نعيشه والذي تفرضه دروس الجغرافيا وحصص التاريخ.

بعد أحداث 2011 تراجعت مصر كثيراً بقواها الناعمة والصلبة، لتخرج علينا إثيوبيا بالبدء في بناء سد النهضة ولتتحول القاهرة لمرتع لكل وسائل الإعلام الإقليمية والدولية. مصر الكبيرة تحولت إلى مُستقبِل للأخبار والدعاية والإعلام والفنون، ولو من جنوب شرق آسيا. المطامع كانت تفوق الخيال.. وجاءت ثورة يونيو 2013 لتبدأ مصر في استرداد قواها كاملة، وخلال 11 عاماً فقط حدثت المعجزة، استعادت مصر قوتها الصلبة بجيش وطنى قوى بين الأقوى عالمياً.. وانطلقنا نصنع ونبنى ونزرع ونستهدف 100 مليار دولار صادرات.

أما ما حدث في مجال القوة الناعمة فكان إعجازاً لا يقل عن النجاح الباهر لقوانا الصلبة.. استرددنا عرشنا الذى نستحق على رأس القوى الناعمة الأكثر تأثيراً أفريقياً وقطعاً إقليمياً.. نتيجة شارك في صياغتها كل الدول أعضاء الأمم المتحدة وفقاً لمنهجية علمية وقواعد واضحة لتمنحنا حقاً يفرضه الواقع ويراه البعيد قبل القريب.

الحقيقة أن الشركة المتحدة لعبت الدور الأهم في الوصول لهذا النجاح الكبير والمستحق.. لو بدأنا بالإعلام سنجد إعلامنا المسموع والمقروء والمرئى عاد قوياً راسخاً واصلاً للجميع والأهم مؤثراً.. قناة القاهرة الإخبارية الإقليمية احتلت مكانها في الريادة سريعاً، وقنواتنا المتعددة في كل المجالات لها جمهور لا تغفله العيون، والإذاعة عادت ترفرف على جناح النجاح بعد سنوات من التراجع بل والغياب، والصحافة الورقية، رغم ما تعانيه من أزمات على مستوى العالم، ما زالت موجودة بقوة وما زالت الأقدر على جذب الإعلانات والأكثر موثوقية لدى القراء، والمواقع الإلكترونية، يتصدرها «الوطن» و«اليوم السابع»، تصل لكل بقاع الأرض وتجذب مليارات المتابعات.. وحتى في السوشيال ميديا لدينا شباب قادر على أن يتصدر التريند في المنطقة وأن يجذب اهتمام الجميع.. القاهرة منبع الخبر وأصله والكل يسير خلفها.

أما الفنون المختلفة من السينما للمسرح للمسلسلات للأغانى والموسيقى، فما حدث كان الأصل الذى عاد بريقه.. نجحت الشركة المتحدة والفن المصرى في أن يعود للصدارة وبجدارة، فهذا المكان الذى يستحقه.. ومن يبحث عن النجاح لا يحققه إلا عندما يستعين بالمبدعين المصريين في كل المجالات.. القوة الناعمة لا منافس لها أفريقياً وإقليمياً، وهذا قدرنا.

حتى كرة القدم والرياضة فرضت نفسها بجدارة، والأهلى ببطولاته وجماهيريته والزمالك بشعبيته، ونجومنا المحترفون يتصدرهم أبوصلاح العالمى جذبوا الاهتمام وترقبهم العيون مع كل حركة وسكون.

الثقافة عادت لتتوهج، والتاريخ يحكى قصته ببراعة، والسياحة تتدفق رغم آلام المنطقة كلها حولنا.

عودتنا لصدارة الوجود والتأثير بالقوة الناعمة لم تكن مجرد حلم.. كانت منهج عمل تواصل ليل نهار رغم صعوبة المنافسة وسطوة المال، لكن الاحترافية في الإدارة والمواهب الطبيعية فرضت نفسها، فلا يصح إلا الصحيح.. بالميزانيات المتاحة تمكنت العقول اللامعة والمواهب الحقيقية أن تفرض نفسها وتعود لمكانها الطبيعى في الريادة والصدارة.

واثق أن ما تحقق من نجاح، والذى لم يكن أبداً بالصدفة بل بالعمل الجاد ليل نهار، سيتواصل بلا توقف، فقدرنا أن نكون على القمة، لكن المحافظة على مكاننا الطبيعى تتطلب جهداً لا يتوقف وعملاً مدروساً محكماً لا يمل ولا يكل.. فالمنافسة شرسة، لكن رجالنا ومواهبنا قادرون على مواصلة كتابة فصول النجاح، من القارة السمراء والإقليم إلى كل العالم.

استمرار الدكتور أشرف صبحى وزيراً للشباب والرياضة لم يكن ضربة حظ.. كان اعترافاً بما قدَّمه الرجل ويواصل تقديمه من إنجازات شبابية ورياضية.. عندما يتخيل البعض أن الوزير لا يواجه مشكلات عاتية مستعصية يفاجأون في لحظات بالدنيا تتغير والمشكلات تختفي ليحل النجاح والاستقرار مكانها.

يتحمل الرجل مهمة ثقيلة وغالية لوطن يبنى مستقبله ويضع الأولوية لبناء الإنسان.. والاهتمام بالشباب يحتل الصدارة، والرياضة مصدر للسعادة والنجاح والقوة الناعمة، يعرف الرجل الذى لا تغيب ابتسامته صعوبة المهمة، لكنه يؤمن بقيمة العمل وحده وقدرته على تحقيق النجاح والوصول للأهداف حتى لو رأى البعض أنها مستحيلة.

مقالات مشابهة

  • امرأة تُـطـلـق 7 رصاصات على رجل أغواها وشَهَر بها
  • هروب 5 سجناء من سجن شديد الحراسة في البرتغال
  • لقطات لانهيار صخري كبير بمحافظة هروب .. فيديو
  • شاهد: لحظة نجاة سائق سيارة بأعجوبة من انهيارات صخرية مفاجئة (فيديو)
  • توم بيريللو المبعوث الأميركي للسودان يذكر بقصة زرزور
  • خالد ميري يكتب: في صدارة القوة الناعمة
  • طرحه أرضًا.. دب يهاجم رجلاً ويعضه في منتزه بكرواتيا
  • نادين نجيم تطل في برنامج "بيت السعد" مع عمرو وأحمد سعد "الليلة" على "MBC مصر"
  • عالم أزهري: الأزهر يتبرأ من هذا الرجل بسبب فتاواه الشاذة وأفكاره المنحرفة
  • العبور والانتصار