قراءة في أبعاد صفقة تبادل السجناء و”عملاء الاستخبارات” بين روسيا والغرب
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
روسيا – أكد المحلل السياسي ألكسندر نازاروف أن صفقة تبادل السجناء و”عملاء الاستخبارات” الأخيرة بين روسيا ودول غربية ليست انفراجا في العلاقات أو خطوة نحو التعاون بينها.
واعتبر نازاروف أن إسراع الرئيس بايدن ونائبته هاريس من جهة، والمستشار الألماني شولتس في بلده لاستقبال الجواسيس الذين أفرجت عنهم روسيا، ما هو إلا ردة فعل على ما قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه السجناء الذين وصلوا إلى أرض الوطن بعد الإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل.
وأشار الخبير السياسي إلى أن استقبال الغرب لعملاء الاستخبارات هو تقليد لما قام به بوتين مع الواصلين إلى مطار “فنوكوفو” في العاصمة موسكو، حتى لا يظهر هؤلاء في واشنطن وبرلين على أنهم قادة سييؤون في نظر شعوبهم.
مبادرة رمزية من بوتين
كما لفت إلى أن مبادرة بوتين في الاستقبال تعتبر خطوة رمزية لتكريم هؤلاء الأبطال الذين بقوا أوفياء لوطنهم رغم كل التجارب القاسية التي عاشوها في سجون الغرب.
وأكد أن خطوة بوتين هذه تهدف إلى تعزيز إرادة البلاد وجيشها على متابعة القتال وإشارة إلى أن العمل الفذ لكل جندي لن يُنسى وإنما سيتم تقديره عاليا.
وأردف: “لا علاقة للتعاون بين الطرفين بهذا الأمر، ولا داعي للحديث عن أي انفراجة. فليس لدى بوتين أي دوافع لهذا الأمر قبل الانتخابات (الأمريكية)”.
وقال نازاروف: “بعد فضائح السجون الأمريكية في غوانتانامو وأبو غريب، نستطيع استنتاج ما قد يرتكبه الأمريكيون بحق السجناء وطريقة معاملتهم”.
لزيادة شعبية هاريس
وأوضح نازاروف أن “ضرورة مشاركة هاريس في استقبال عملاء أجهزة المخابرات الأمريكية هو تحديدا ما عجل في إتمام هذه الصفقة وجعلها ممكنة بهذا الشكل، فكما أفهم، فإن المساومة بين الطرفين كانت مستمرة منذ فترة طويلة ولم تتنازل الولايات المتحدة، لكن إدارة بايدن تواجه الآن حاجة ملحة لتعزيز شعبية كامالا هاريس كمرشحة في الانتخابات الرئاسية”.
وأضاف:”في الوقت نفسه تصور وسائل الإعلام التي تقع تحت سيطرة الديمقراطيين في الولايات المتحدة على أن شعبية هاريس ارتفعت بشكل حاد، ولكن في الواقع هذا بالطبع تلاعب ولا يتوافق مع الواقع، وبناء على ذلك، فإن أي إجراء يزيد بالفعل من شعبية هاريس لا يقدر بثمن بالنسبة للديمقراطيين”.” بحسب نازاروف.
شولتس وتحسين صورته أمام الجمهور
أما فيما يتعلق بالمستشار الألماني شولتس، اعتبر نازاروف أنه من خلال هذه الصفقة التي أفرج فيها عن مواطنين له متهمين بالتجسس في روسيا “لم يكن بإمكان شولتس الظهور بمظهر المنشق مقارنة بالآخرين (بايدن وهاريس) وحتى لو لم يكن قد خطط للقيام بذلك من قبل، فقد اضطر للذهاب إلى الاجتماع مع الجواسيس الغربيين المفرج عنهم ليقرأ بضجر قصاصة ورق سطرت فيها كلمات لن تجد بكل حال من الأحوال من يسمعها .. وأخشى أن مثل هيه الخطوات الدعائية لن تساعده لا هو ولا حزبه ” في تحسين صورتهم المتدهورة في أعين المواطنين الألمان.. وإن كانت لن تؤذيه”.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
ترامب يتوقع أخبارا جيدة من روسيا وستارمر يشكك في جدية بوتين
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه ينتظر أخبارا "جيدة جدا" من روسيا، في حين اعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير جاد بشأن السلام مع أوكرانيا.
ونقلت وكالة رويترز عن ترامب قوله في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة إن إدارته تحدثت مع بوتين، معربا عن شعوره بأن موسكو ستبرم صفقة معه.
وأضاف أنه ينتظر أخبارا "جيدة جدا" من موسكو بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
ونقلت وكالات أنباء عن الرئيس الأميركي قوله إن أوكرانيا قبلت وقف إطلاق النار، معتقدا أنه يمكن إقناع روسيا بذلك أيضا.
وأوضح ترامب أن بلاده أجرت محادثات "جيدة للغاية" مع روسيا وأوكرانيا، وأنه تلقى أخبارا سارة في هذا الصدد.
وكان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف زار موسكو والتقى بوتين، وذلك بعد أن أبدت كييف استعدادها لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما.
بوتين "غير جاد"
في غضون ذلك، اتهم رئيس الوزراء البريطاني ستارمر الرئيس الروسي بأنه لا يتعامل بجدية مع مساعٍ تبذلها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.
وجاء في بيان لستارمر صدر في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة أن تجاهل الكرملين التام لمقترح الرئيس ترامب بشأن وقف إطلاق النار يثبت أن بوتين غير جاد بشأن السلام.
إعلانمن جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يتعين على روسيا قبول الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، والذي تقدمت به الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وأضاف ماكرون أنه ناقش الوضع أمس الجمعة مع رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وفي كلمة مصورة مساء أمس الجمعة، قال زيلينسكي إنه وماكرون ناقشا "حالة الدبلوماسية والإمكانيات المتاحة والجوانب التقنية" للإشراف على وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني إنه يمكن مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار مع روسيا بمساعدة الولايات المتحدة عبر الأقمار الصناعية والمعلومات المخابراتية.
والثلاثاء الماضي، شهدت مدينة جدة السعودية انطلاق محادثات أميركية أوكرانية برئاسة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيغا، لبحث التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين كييف وموسكو.
وعقب ذلك أعلن الإعلام السعودي الرسمي موافقة أوكرانيا على مقترح أميركي لوقف إطلاق نار مع روسيا يستمر لمدة شهر.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتقول إن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) بقيادة الولايات المتحدة تهدد الأمن القومي الروسي.