ماذا لو نشبت الحرب؟.. الضاحية الجنوبية تتفاعل مع خطاب نصر الله
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
بيروت- الخميس، عند الساعة الرابعة مساء، يسود صمت مطبق في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، فالشوارع خالية على غير العادة والناس إما في منازلها أو بالمقاهي تتسمر أمام شاشات التلفاز والهواتف. نسأل ماذا حصل؟ فيأتي الجواب "السيد حسن يتحدث".
ندخل إلى المقهى المكتظ بمؤيدي حزب الله الذين يتابعون بشغف وترقب ولهفة كل كلمة وحركة وإيماءة من شخص يعتبرون كلامه "صدقا، فهو لم يخذلنا في الماضي ولن يفعل في المستقبل"، كما يقول علي، أحد رواد المقهى.
دقائق معدودات قبل كلمة أمين عام حزب الله حسن نصر الله التي ألقاها الخميس خلال تشييع القائد العسكري فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل في غارة على ضاحية بيروت الجنوبية، الثلاثاء الماضي. وهنا كان النقاش عالي السقف بين الأشخاص ومحوره الرئيس حول سؤالين:
أولهما: هل يعلن السيد حسن الحرب على إسرائيل؟ ثانيهما: ماذا إن وقعت الحرب؟ كيف نتعامل معها في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة؟يقول حسن -وهو أب لطفلين ويعمل في شركة أدوية- "إننا مع السيد وإذا أعلن اليوم فتح الحرب ضد إسرائيل انتقاما لاغتيال الشهيد شكر فنحن معه وكلنا فداه".
ويرد محمد -عامل توصيل طلبات وغير متزوج- "رغم أنني مع حزب الله قلبا وقالبا وأؤيد كل قرارات السيد، ولكن في حرب 2006 كان هناك اقتصاد في البلاد ونستطيع إذا هربنا من منازلنا (يسكن في الضاحية) إلى منطقة آمنة أن ننفق لفترة من مدخراتنا، ولكن الآن كل شيء في البلاد منهار ونعيش كل يوم بيومه".
يتدخل مهدي -طالب جامعي ومؤيد لحزب الله- موجها حديثه لمحمد "لا نريد أي تثبيط للعزيمة، نحن نساند إخواننا في غزة منذ 10 أشهر ومستعدون للصمود، وإذا فرضت علينا الحرب، سنقاتل كما حصل في السنوات الـ30 الماضية، نعيش بكرامة أو نستشهد دفاعا عنها".
ترتفع حدة النقاش ويسود هرج ومرج، وفجأة يصمت الجميع ويعم الهدوء ونسمع صوتا قادما من آخر المقهى يقول "بدأ السيد".
لا صوت يعلو في الضاحية فوق صوت خطاب نصر الله، وحتى النفس قطع في المقهى، والجميع يشاهد دون أن ينبس ببنت شفة.
نحو ساعة والعيون كلها على التلفاز والآذان تتأكد من أنها لم تستمع لعبارة "نعلن الحرب على إسرائيل". انتهى الخطاب وبدأت التحليلات وتنفس الجميع الصعداء "ما في حرب اليوم".
ويقول الطالب مهدي "السيد قال إن ما جرى في الضاحية عدوان، وهذا يعني أن حجم الرد سيكون موازيا للفعل ولا أحد يزايد على السيد بالحكمة والعقل والجرأة".
أما علي، فيرى أن خطابه رفع السقف، وأكد على الثأر ولكنه "كما عهدناه دقيقا في اختيار كلماته".
بدوره، يعتبر محمد أن "السيد كان عند حسن ظنه كما العادة، ووصف الخطاب بالتاريخي رغم الألم والحزن اللذين تسبب بهما استشهاد صديقه ورفيق دربه في المقاومة فؤاد شكر".
نخرج من المقهى ونتجول في شوارع الضاحية، وكأن الحياة دبت من جديد، وزحمة السيارات والأسواق رجعت لسابق عهدها. ويقول أحد المارة "شوارع الضاحية قبل خطاب السيد كانت مترقبة ومتخوفة وبعده عادت الروح والراحة إليها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الضاحیة
إقرأ أيضاً:
أرض الصومال قاعدة إسرائيل في الحرب ضد اليمن
الجديد برس|
قالت صحيفة إيطالية، تخوض اليمن حرباً غير متوازنة ضد إسرائيل في إطار جبهتها المعلنة لدعم الشعب الفلسطيني.
ونقلاً عن البوابة الاخبارية في تقرير مترجم لها، أكدت صحيفة “”Il Faro sul Mondo”” الإيطالية، أن إنجازات صنعاء كانت مذهلة، وخاصة قدرتها على إغلاق مضيق باب المندب والمعابر البحرية قبالة سواحل اليمن، وضرب عمق إسرائيل، وأظهر هذا الوضع مرونة اليمن العسكرية في مواجهة كيان يعد عاصمة استهلاك الأسلحة الأميركية المتطورة والباهظة الثمن.وقد دفع هذا الوضع إسرائيل إلى تحويل أنظارها إلى “أرض الصومال” لإنشاء قواعد عسكرية تسمح لها بالقتال عن قرب وبتكلفة أقل.
—أرض الصومال: الموقع الاستراتيجي والطموحات الإسرائيلية.
ولفت التقرير، أن أرض الصومال تتمتع بموقع استراتيجي على خليج عدن وبالقرب من مدخل مضيق باب المندب الذي يمر عبره حوالي ثلث التجارة البحرية في العالم.
وأضاف التقرير:” تتمتع أرض الصومال بساحل يمتد على طول 740 كيلومترًا على خليج عدن، مما يجعلها مركز جذب لإسرائيل. وتهدف تل أبيب إلى جعل المنطقة أصلًا استراتيجيًا في شرق أفريقيا، إلى جانب طموحات اقتصادية وتنموية أخرى”.
–التدخل الإسرائيلي في منطقة القرن الأفريقي:
وأكد تقرير الصحيفة الإيطالية ، أن إسرائيل تعمل على تعميق العلاقات مع أرض الصومال نظرا لموقعها الاستراتيجي، خاصة في ضوء قربها من اليمن والمعابر البحرية المهمة في المنطقة، وذكرت تقارير إعلامية أميركية أن إسرائيل بدأت بالفعل التخطيط لإنشاء قواعد في أرض الصومال. إن الاعتراف المحتمل بأرض الصومال ككيان مستقل من قبل إسرائيل يمكن أن يجعلها شريكا مهما على الساحة الإقليمية.
وتابع التقرير “: تتمتع أرض الصومال باقتصادها المتنامي، وتجذب الاستثمارات من العديد من البلدان، وخاصة في قطاعات الزراعة والطاقة والبنية التحتية، وتهدف إسرائيل إلى التعاون في هذه المجالات وتعزيز نفوذها في المنطقة، مع استغلال الموقع الاستراتيجي لأرض الصومال على طول طرق التجارة الرئيسية”.
—مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار التقرير أن دولة الإمارات العربية المتحدة تلعب دور الوسيط المهم في العلاقات بين إسرائيل وأرض الصومال. وفي عام 2017، وقعت الإمارات اتفاقية لبناء مطار في بربرة، على بعد نحو 300 كيلومتر جنوب اليمن، واستئجار قاعدة عسكرية لمدة 30 عاما. علاوة على ذلك، أفادت تقارير أن الإمارات تقدم الدعم السياسي والمالي لإنشاء القاعدة الإسرائيلية المخطط لها في أرض الصومال. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز نفوذها في منطقة مضيق باب المندب ومنطقة القرن الأفريقي.
—التطلعات الإقليمية – أرض الصومال وسقطرى:
وأفاد التقرير، أن إسرائيل تهدف إلى تحويل أرض الصومال إلى مركز استخباراتي وقاعدة عسكرية متقدمة، على غرار دور قبرص في الساحة اللبنانية. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب القيود التشغيلية التي ظهرت أثناء الحرب مع اليمن، بما في ذلك الحاجة إلى نشر لوجستي مكلف للرد على الهجمات اليمنية منخفضة التكلفة.
في الوقت نفسه، تشكل جزيرة سقطرى اليمنية محور اهتمام إسرائيل والإمارات، اللتين تسعيان إلى ترسيخ عمق استراتيجي أكبر هناك. وتشير التقارير إلى أن الإمارات كانت تخطط للسيطرة على الجزيرة حتى قبل بدء الحرب في اليمن عام 2015، وتعمل حاليا على إنشاء قاعدة عسكرية هناك بالتعاون مع إسرائيل.
وتؤكد التطورات الأخيرة في منطقة القرن الأفريقي سعي إسرائيل إلى توسيع نفوذها الإقليمي من خلال التعاون مع أرض الصومال والإمارات. وتُستخدم هذه الروابط لأغراض استراتيجية وأمنية واقتصادية، ويمكنها أن تغير موازين القوى في منطقة ذات أهمية جيوسياسية هائلة.