وجدي كامل
المعلومة التي خرجت حديثا عن مصادر عليمة لخبراء عسكريين صرحوا لقناة (الحدث) الفضائية بانطلاق المسيرات من منطقة يسيطر عليها الجيش تثبت فرضية ان العمل المسيراتي غالبا ما مثل حدوتة مرتبكة العناصر والاركان بنحو اضعف دراميكيتها بعلم ربما من البرهان نفسه، وبنصيحة قد يكون تلقاها من ناصحين ذوي تكوين معلوماتي، وثقافة اعلامية قديمة عفى عليه الزمان بأغراض ودوافع تنمية صورته الاعلامية، وانتاجه كبطل خارق في مثل ظروف حرجة وخربة كهذه التي تحيط بالرجل ويتلقى فيها النقد من حاضنته الاسلاموية، والتهديدات من كتائب المستنفرين.
المسيرات المستخدمة، وكما ذكر الخبراء، لم تكن حربية، وانما اقرب لمسيرات التصوير ( الدرون) بدليل الصوت الواضح المرافق لها للطيران وهو ما يتعارض مع شرط وخاصية المباغتة في الهجوم، وهى بالتالي مسيرات بلا اسنان تقريبا، فلا تهاجم اهدافها بدقة، ولكنها قد تحمل اوزانا خفيفة من المتفجرات الباعثة لرسائل الزعزعة اكثر منها اصابة الهدف المحدد، وهو ما اظهرها كمسيرات كسولة، بطيئة، عالية الصوت، لافتة للنظر، خالية من عنصرى المباغتة والتشويق. ويبدو ان كل شيء كان مدركا ومدروسا مسبقا، وقد تم البناء عليه، بما فيه التفسير الذي سيذهب الراى العام عليه فيما بعد الحادثة كونها استهدافا من كتائب المستنفرين ضمن ما توعدت به قبلا.
انها خدعة من ذات عقلية ( ناس الشجرة بيسلموا عليكم) والتي لم تنطل على العالمين ببواطن زنقة الرجل تحت الارض وقتها فاستخدم التمويه وارتدى لباسا عسكريا خفيفا، وفي كتفه سلاحا لكى يدلل على مشاركته في المعركة وقدومه منها الى اجتماع القيادة المتواطئة في التمثيلية. اما بالنسبة لسيرة المسيرات فكل شي كان متوقعا ايضا كما وضحت الصور المأخوذة اثناء الحدث لاتجاه نظر الحرس الشخصي اثناء القاء البرهان لكلمته دون ادنى التفاتة شخصية منه وهو القائدالعسكري العارف والعالم بمهددات التأمين وصدور اصوات غير معتادة من فوقه.
غير ان الخطأ الجسيم الذي وقع فيه ( الخبراء) كان، وبعد اثباتهم ان المسيرات ذات طبيعة غير عسكرية او حربية في ان ذهبوا في دعم وتأييد التوقعات السياسية للواقعة باعتبارها محاولة اغتيال معتمدين في ذلك على معرفة النسبة المعلومة من الخطأ الواردة من استخدام متفجرات محمولة على مسيرة سينسحب من يعلم امرها في الوقت المناسب وسيقع من لا علم له بخدعتها. وفي ذلك تراث للاسلامويين المدنيين والعسكريين في التضحية برفقائهم. الخطأ الجسيم الذي اقترفه ( الخبراء) كان في نسيان القاعدة المنطقية البسيطة المتمثلة في ان الذي ينسف الاساس المادي للفعل لا يقر بنتائجه.
الخلاصة، ان الواقعة ربما لم. يرشح اي رد فعل تحقيقي او شفافية حول ما بعدها يلفها شيء من الغموض وقد تحتاج الى قدر من التحليل التقني والاستخباراتي الذي لا بد وان يفضي الى المصدر والفاعل. بدون ذلك سيكون الباب مفتوحا لاي تفسير، بما فيه تفسيرنا هذا المبذول هنا، وهو وعلى اي الاحوال يضع فرضية، ولا يزعم الاحاطة الكلية التامة بتفاصيل حقيقة ما وقع. وبعد، فمضي كل يوم على هذه الحرب يؤكد على انها حرب المعلومات الزائفة والاخبار المفبركة بامتياز.
انها حرب الخدع والحيل المكشوفة، والانشطة والانتهاكات بالغة الاذى والضرر باهل السودان الذين تقع عليهم اعباء انتقام التنظيم الاسلاموي الشيطاني جراء ثورتهم الباسلة عليه قبل ان تستحكم الامراض ، وتضرب جائحة الخيانة بغير رفق ورحمة في عمقها الحيوي بفعل زواج داهم وقاهر مع عدوها الاستراتيجي.
wagdik@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الحبس عامين وكفالة 2000 جنيه لطالب متهم بدهس لاعب مصارعة بالتجمع
أصدرت محكمة جنح التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، حكمها بالحبس عامين غيابي وكفالة 2000 جنيه، لطالب في واقعة اتهامه بقتل لاعب المصارعة شادي على طريق مصر السويس بالقاهرة «عن طريق الخطأ».
وادعى الدفاع بالحق المدني 101 ألف جنيه، على سبيل التعويض، وطالب بإضافة تهمة القيادة بدون رخصة للمتهم، بجانب تهمة القتل الخطأ، وكان قد وقع الحادث نتيجة تصادم بين سيارة الطالب، ودراجة نارية كان يقودها الضحية على طريق مصر السويس.
ووجهت النيابة العامة تهمة القتل الخطأ للطالب "م. أ"، بعد التحقيقات التي أكدت مسؤوليته عن الحادث.
وخلال استجوابه، قال المتهم: إنه أثناء قيادته سيارة شقيقته على طريق مصر السويس، انحرفت الدراجة النارية التي كان يقودها "شادي" المصارع بشكل مفاجئ أمامه، مما حال دون تفاديه الاصطدام.
ذكرت النيابة أن الواقعة مسجلة تحت الدعوى رقم 7301 لسنة 2024 جنح الشروق، وقد أكدت التحقيقات أن الحادث أدى إلى وفاة لاعب المصارعة فور سقوطه من دراجته النارية.