بقلم الصادق عبدالله أيوعيّاشة
sadigabdala@gmail.com
تعوّدت أن ألقي التحية بقدر ما استطيع. حادثة عارضة، لفتت انتباهي بقوة، ودعتني للكتابة عن التحية. كنتُ ذات يومٍ مطرقاً، عابراً من مسكني القريب من مكان عملي. ولا بد أن تفكيري كان مركّزاً على أمر ما. عادة في مثل مروري العابر أن أهتمّ وأحيّ الناس في الطريق.
كان أحدهم، معروف لدي، جالساً إلى جنب الطريق. وبدلاً من أن ألقى عليه التحية بادرني هو بالتحية (السلام عليكم). فانتبهتُ، وقفت قبالته واتجهت إليه بوجهي، ثم رددتُ إليه التحية. وحاولتُ جهدي أن تكون تحيتي حارّة. وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. أرجو أن تكون بخير، ويتبادلنا بعض كلمات التحية. بدءا لما أنا مأمور بحسب القرآن في سورة النساء، أن أُحيّ إذا حُييت بأحسن منها. لكن فوق ذلك كانت تحيتي تحمل تكفيراً عن موقف كنتُ قد قصرت فيه، ذلك أن أبدأ بالتحية. ولحديث رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لِيُسَلِّمِ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، والْمَارّ عَلَى الْقَاعِدِ، والْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ. وفي رواية قد زيد: َالرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي. وأن من يبتدر يكسب الفضل، وأنّ إبتدارها سنة، وردّها فرض. وإذا ثلم به البعض سقط عن الباقين. إذاً فما سر التحية، وما مغزاها في الإسلام، لما سيأتي في خاتمة العرض. !!!
التحية ممارسة اجتماعية راتبة
تحدث التحية عند ما يحدث التقارب المكاني لأول الأمر. وتلتقي العينان، أو قد يلتقط السمع. عادة ما يفتر الفم عن ابتسام أو شهقة. قد تستوجب التحية مد اليد والمصافحة. أو يكتفي بمجرد الإشارة باليد. أو التلويح بها. أو قد تستوجب المصافحة، والضم على الصدر. والتقبيل، أو ضماً اليدين أمام الوجه، أو رفع اليدين أمام الصدر، أو إشارة باليد كما يفعل العسكريون، أو التحية برفع قبعة أو عمامة أو عقالاً. والايماءة باليد تعد الإشارة الأكثر استخداماً على اختلافها واختلاف الثقافات. أو برفع الصوت من بعد، أو بالصفير، أو النفخ على بوق. وعادة ما يصحب التحية البشر بالإبتسام، أو حتى قد يكون البكاء، فرحاً بعائد بعد غيبة، أو زغرودة، من أمٍ أو أختٍ أو زوجى أو بنت.
التحية المعروفة ممارسةٌ، هي تعبير ابتدار وإشعار حميم، ودود. ويعني بث الإحترام والتقدير من قبل من تصدر منه التحية إلى المقصود بالتحية. والتحية شكل متعارف عليه على نطاق واسع بيت البشر، من أشكال التواصل الاجتماعي، يسعى من خلالها الشخص للتعريف عن وجوده، أو لإظهار الاهتمام بمن يحيط به، ولفت انتباهه.
وغالباً ما تُسبق التحية أي حديث آخر. كما قد تستخدم التحية أيضا أثناء العبور على شخص أو جماعة. وهي تعني فيما تعني، إشعاراً بالوجود، وافتتاحاً للقاء. ورد التحية يعني القبول. وعدم الرد قد يستلزم أخذ الحيطة والحذر. أو حتى الابتعاد عن المكان.
التحية يمارسها الأفراد قدوماً أو وداعاً.. التحية قد يصحبها البكاء فرحاً أو حزناً. وقد تصحبها الزغاريد. ومع اختلافها، فالتحية حالة تفاعلية في أدناها بين شخصين، بحسب الموقف المحدد. وبحسب صلة الشخصين ببعض. وبحسب الإحساس اللحظي بالشخص الآخر. وبحسب العلاقة بين الشخصين. وفي ذلك حكم خاص للعمر والنوع والقرابة وطبيعة العلاقة.
التحية على اختلاف ألفاظها، أو حركاتها سلوك متبع في كل الثقافات الإنسانية. أن تلقى التحية أثناء المرور بشخص آخر، أو القدوم إليه. وأول ما تدل عليه التحية هو الوجود، حيث تلفت الإنتباه. بعض الناس يملأونها إشعاعاً وبشراً. قد يبعثون بها من بعد، يلوحون بايديهم، مبتسمين، أو حتى برفع القبعة أو حسر الرأس في بعض الثقافات. وبعض أخر قد لا تصدر عنه إلا همهمة يمكن أن تعرف أنّها تحية. ولا شك ربما تدعو للتساؤل عن القصد؟
وبحسب اختلاف ممارسات البشر وتنوعها، تختلف صيغة التحية باختلاف الثقافة. داخل الثقافة الواحدة، عادة يختلف حال التحية بين الناس من نوع الرجال، أو النساء. أو رجل وامرأة. وبين الكبير والصغير. والتحية للصغار قد تشمل حمل الصغير أو مسح رأسه، أو تقبيله. والتحية بين الفرد والمجموعة وغير ذلك. والتحية عندما تكون من صاحب المكانة الاجتماعية إلى غيره تنم عن تواضع كبير.
معنى التحية.
مفردة تحية من الجذر (حَ يَ يَ)، وتعني بث الحياة. تحيَّة: إحياء وحياة. والجمع تحيّات وتَحايا. والفعل حيَا (حيّ)، يُحيّ، يعني بث فيه الحياة، وكذلك (الرباعي أحيا). حَيَّاهُ اللهُ، أحياه الله وأَبقاه حيّا، فاعلاً. أغاثه، وبث فيها أسباب الحياة. إلى غير ذلك من التصاريف والمشتقات. تذكر بعض القواميس، أن التحية هي فعل تواصل يقوم فيه البشر عن قصد بتعريف بعضهم البعض بوجودهم، في دائرة وجودهم. في مجال نظرهم وسمعهم. بدءاً لإظهار الاهتمام، وبذل الود وإظهار القبول بالأخر الموجود في الجوار.
التحية تحمل معنى الدعاء بالخير. فمثل قول السلام عليكم هي الدعاء للشخص بحالة السلام والطمأنينة. أو كلمة حيّاك الله. أي الدعاء بطيب الحياة. ومثلها صباح الخير، أو نهارك سعيد.
كذلك تكون التحية إشعارٌ، وإحياء وبعث إنتباه. ومن التحية كلمات مثل صباح الخير، أو مساء النور، أو لعلك بخير، أو حتى كلمات مجردة موحية بالوداد مثل مرحباً، أهلاً أو هلو.. أو غير ذلك. وفي رد التحية لدى العرب (أهلاً وسهلاً) أي جئت لمن هم لك أهل، وحالك بينهم (سهلاً ميسوراً). وفي السودان رد (حبابك) أي مرحباً بك. للتحية ألفاظ كثيرة، معلومة في الثقافات أشبه بالشعار.
عالمية التحية
التحية، لغة عالمية. ازداد التعرف على اشكالها وطرائقها مع عصر الانفتاح تكنولوجيا التواصل. فقد صار كل الناس، يشاهدون عبر الوسائط، كيف يُحي بعض بعضاً. ومن قبل قد نقلت السينما بحسب مصدرها ثقافة التحية والتفاعلات الاجتماعية المختلفة في الرضا والغضب وفي الحب وفي الخصام. وانتشار الجيوش نقل أنواع من التحية الرسمية، التي قد تختلف في طريقة رفع اليد. وغالباً اليد اليمنى.
تصبح التحية مهما كان نوعها مشاهدة ومعلومة. وإن تفاوت الناس في تفسيرها وتقديرها. على كلٍ تختلف التحية باختلاف الثقافات حول العالم. وقد تكون التحية بين شخصين، أو شخص مقابل آخرين. أو مجموعة مقابل مجموعة، قد يكتفى بالتحية العامة، وقد ينخرط الناس في موجة من التحية المباشرة، كل ينال من التحية نصيب.
من التحية نوع رسمي يمارسه الرؤساء والقادة، حين قدومهم أو وداعهم. وتمارسه الجيوش، حتى تضفي عليها مقاطع موسيقية وألحاناً تسمى باسمائها، سلام المجد، سلام العلم، سلام الوداع. وهكذا. في السودان مقطوعة موسيقية محببة تعزف في تحايا الوداع.. لن ننسى أياماً مضت، لن ننسى ذكراها.. لن ننسى أياماً مضت مرحاً قضيناها. وهي موسيقى سودنها أحد المعلمين بغرض إحتفالات التخرج من أصلها الاسكتلندي. عنوانه الاسكتلندية Auld lang syne.
مفردات التحية
تستخدم في التحية الكلمات المفردات بالسلام، والسؤال عن الحال، والدعاء بالخير، وعن الأخبار السارة،. وكلمات المجاملة وتطييب الخاطر والمؤاساة في حالات، مثل المرض أو موت قريب، أو خسارة أو نقص أو حدث ما.
التحية ولغة الجسد
ولا تقتصر التحية على مجرد الألفاظ. بل لها لغة جسد واسعة وعددية التعابير. بدءا بتقابل النظر والابتسام. العيون وحدها تُحي وتفهم بعضها. التلويح باليد من بعد، مقابلةً أو وداعاً. ويستخدم التلويح عادة في الوداع، بعد أن يأخذ المسافر مقعده. وقد يكون التلويح باستخدام علم أو منديل.
المصافحة، و التربيت على الكتف (السودانيون)، أو العناق، وتقبيل الخدود، أو حتى الالتقاء بالأنوف (لدى العرب) أو الإلتقاء بالكتف(لدى الإثيوبيين) أو بالرؤوس (في غرب أفريقيا). أو الإحتضان وتشمل التحية الوقوف (التحية قياماً). يقول السودانيون القومة ليك. أي أحييك قائماً. وتشمل التحية رفع القبعة أو حسر الرأس (نزع القلنسوة والعمامة) أو حتى خلع الحذاء. وربط الحزام (المتصوفة) ثم الإنحناءات المختلفة وتقبيل الأيدي والرؤوس. وكل نوع فيها يدل على الحال .. ولديها أدب شامل بحاله.
قد يصاحب التحية، نوع من الرقص أو الاختيال. أو الزغرودة، تعبيراً عن حالة فرح بالقدوم بعد الغياب الطويل، عندما تقصر الكلمات أن تعبّر عنها. أو حتى التحية ضرب بالدف أوطبل. أو إطلاق أعيرة نارية، أو نقر أجراس أو نفخ بوق. وفي الجيوش تتم التحية باستعراض كامل بالموسيقى. وللتحية بروتوكولات في مراسم الدولة والمجتمعات السلطانية. يذكر المسلمون تحية أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا تكتفي مراسم التحية بالمفردات اللغوية، المنطوقة المجردة. هناك لغة كاملة التحية التعبيرية. للتحية لغة إشارة يستخدم فيها الجسد قل أو كثر. يستخدم فيها أجزاء مختلفة من الجسد، بحسب الثقافة وبحسب الحالة الشعورية وقت أداء التحية.
وفي لغة الجسد، وبحسب اختلاف الثقافات، قد يكون هناك بعض التعارض في تفسير بعض التصرفات. قد يُنظر إلى تصرف بحسبانه وقاحة في بعض البلدان قد يكون بمثابة تحية حارة في بلدان أخرى. مثلاً إخراج اللسان. أو لمس الذقن. وضع اليد على الرأس، عندما يكون في التحية إحتراماً، وفي غيرها قد يكون تقليلاً من الشأن.
فالتحية قد تكون باردة. وقد حارّة مشعّة. موحية بالرضا. وقد تكون التحية مسطحة، موحية بعدم الرضا والقبول. وقد تتطلب التحية تغيير حالة الجسم من جلوس إلى وقوف. ومن مجرد إنتظار القادم إلى التحرك نحوه ولقائه في موقع متقدم. وغير ذلك من مظاهر الحفاوة. وتشمل:
o المصافحة هي لغة تحية شعبية معلومة حول العالم. زلها طقوس تختلف من منطقة إلى أخرى. تتفاوت طريقة ومدة المصافحة، وتسحبها كلمات يتبادلها المتصافحان. وقد يفك المتصافحان أيديهما ثم يعيدان المصافحة، حسب مقتضى التحية. في منطقة القرن الافريقي، في إثيوبيا والصومال، وجيبوتي المصافحة إحدى واجبات التحية. وفي السودان قد يكرر المتصافحان إطلاق (فك يديهما) ثم إعادة المصافحة مرة أخرى أو مرتين، حسب حالة الاحتفاء بين المتصافحين. مع ترداد كلمات بالدعاء.. الله يحفظك.. الله يعافيك.. الله يسلمك.. مع السؤال عساك طيب، وأهلك.. تحية دائرية حميمة.. وقد تستمر الكلمات والدعوات حتى بعد إطلاق المتصافحين أيديهما.
o المصافحة وهز الأيادي. تحية مستخدمة على نطاق واسع، وهي شائعة في أمريكا الشمالية وأوروبا وأجزاء كثيرة من آسيا والشرق الأوسط. بالنسبة لأمريكا الشمالية والأوروبيين، تعتبر القبضة القوية أمرًا شائعًا، بينما تُفضل اللمسة الخفيفة في معظم الثقافات الآسيوية والشرق أوسطية.
o لدى شعوب الشرق الأقصى، مثلاً تُستخدم المصافحة أيضًا كتحية على نطاق واسع. ومع ذلك، قد يجمع الشباب بين هذه الإيماءة والانحناء، ويضغطون بجبهتهم على اليد الممدودة للشخص الآخر، والذي عادة ما يكون أحد كبار السن المحترمين. وتتغير إيماءة المصافحة في ماليزيا، أثناء التحية الرسمية، يمكن للشخص أن يمسك يد الطرف الآخر بكلتا يديه ثم ينحني قبل وضع يده اليمنى على قلبه، وهو ما يكون بمثابة علامة على الاحترام.
o التقبيل: أنواع من التقبيل قد تصحب التحية، لمراسم مختلفة. تقبيل في الخد أو أو في الجبهة أو في اليد، أوحتى في الفم، أو الحذاء في بعض الحالات. وفي قصيدة للشيخ البرعي (قيّل قدم أمك وبه تبرّك) إمعاناً في الإحتفاء والخضوع.
o قد يقوم الأشخاص القريبون من بعضهم البعض بالتقبيل مرة أو أكثر من مرة أثناء حدوث المصافحة أو العناق. تقبيل الخد طريقة أخرى معروفة على نطاق واسع لإلقاء التحية، في فرنسا، وفي أمريكا اللاتينية، تعتبر القبلات على الخدين طريقة كلاسيكية لتحية الأصدقاء وحتى بعض المعارف. والتقبيل عادة لا يتم مع الغرباء، حيث تكون المصافحة عادةً بمثابة التحية بدلاً من ذلك.
o تلامس الأنوف. كذلك في بعض الثقافات، يعد التلامس بالأنوف (وربما الجبين) بمثابة تحية تقليدية. معروف في الثقافة العربية في مجتمعات البدو، وغير البدو، كتحية يقتصر عادةً على التفاعلات مع الأشخاص من نفس الجنس. كذلك لدى بعض شعوب أمريكا الشمالية قد يضع شخص أنفه على وجه الشخص الآخر عند إلقاء التحية، وغالبًا ما يكون التنفس أثناء القيام بذلك. أو بين الأقارب أن يضع أحد خده على خد الشخص الآخر ثم يستنشق بعمق.
o الإنحناء: يعد الانحناء ممارسة شائعة في العديد من ثقافات العالم، خاصة في آسيا. العالم، واليابان أكثر شيوعًا. يمكن أن يختلف عمق الإنحناءة، بدءًا من إيماءة خفيفة إلى إنحناءة كاملة من الخصر. قد تكون الإنحنتءة الحفيفة مصحوبة برفع اليدين وضمهما أمام الوجه أو فوق مستوى الصدر. في الهند، من الشائع أن يصاحب القوس كلمة مثل كلمة (مرحباً). وفي الثقافة العربية، خفض الرأس قليلاً دليلاً على الإحترام أثناء تأدية التحية، خاصة لكبار السن أو المكانة الإجتماعية أو الدينية.
o كذلك من إيماءات التحية، تحريك الحواجب أو غمز العين. وعادة ما تكون تحية خلسة عندما يتعلق الأمر بتحية مخفية، أو يكون رفع الحاجبين بمثابة ترحيب وإشعار بوجود. وقد يحدث عندما تلتقي عينان قد يكون في زحام، وهو رمزية بأنّه قد رآه، والتأكد من الترحيب.
التحية في الإسلام عهد وميثاق بالأمان.
اهتم الإسلام وجعل للتحية شأن عظيم وموقع في حياة المسلمين. ليتم التوجيه بها في نص القرأن الكريم. وقد وردت أوّل ما وردت، توجيهاً من العلي القدير، إلى رسوله الأمين أن يطمئن من يأتي إليه من الناس مؤمنين برسالته، مشفقين من سوء أعمالهم السابقة، ذلك بأن الله غفور لما سبق من سيئات، رحيم بعباده. (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) سورة الانعام. وكذلك ورود كلمة السلام على ألسنة الانبياء عليهم السلام:
ثم تعميماً للمسلمين، الذين دخلوا في الإسلام أن: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) سورة النساء.
ثم التوجيه باحترام من ألقى التحية، مهما كان باعثه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94) من سورة النساء.
وكذلك جاء التوجيه بالتحية، لدى الدخول إلى البيوت والأماكن الحريزة: فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61) من سورة النور.
ثم جاء النهي بأن لا تنتهك الأماكن المحصنة ملك لآخر، إلا بعد التأكد من وجود شخص، وإلقاء التحية بالضرورة الانتظار حتى حدوث رد التحية. وهذا حرز لاحترام خصوصية الأماكن لأصحابها: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىأَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) من سورة النور.
وكلمة السلام هي تحية الملائكة، يحيّون الفائزين بدخول الجنة: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) من سورة الزمر، وغيرها.. وسلام تحية النبيين، للأخرين: تحية إبراهيم عليه السلام: إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) من سورة الذاريات.. وتحية موسى عليه السلام وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) من سورة طه.. وغير ذلك مما ورد وفيه تحية السلام.
ثم في سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مما بيّنه لأتباعه: (وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف). ثم التوجيه العام لأصحابه: لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ". إلقاء وبث التحية بالسلام، ومعه حزمة من لغة الجسم والمشاعر الإيجابية يستوجب بث المحبة.. كذلك قبول من ألقى التحية بالسلام أن يقابل بالأمن والسلام. وأنّه على من استقبل تحية أن يبعث بأحسن منها.. وهذا من معاني الفضل. وكما ورد في معنى الحديث.. أفشوا السلام بينكم. وإفشاء السلام يستوجب المحبة. التحية بالسلام من مستوجبات المحبة.
ولذلك التحية بالسلام، هي لدى المسلمين كلمة مرور password ، وفيها عهد بالسلام والأمان. السلام عليكم: أي أعاهدك، أو نعاهدك يا من ألقى علينا التحية، أو يا من ألقينا عليه التحية أيها المسلّم عليه، أن يكون وجودي معك أمن وسلام. وهي ليست مقرر بين فاضل ومفضول، كما تذهب بعض التأويلات بمعنى التحية.
تظل التحية الحارة المشعة عنوان لصاحبها، فإملأ تحيتك إشعاعاً وحرارة. وقد جتء في التحية: سلام سلام.. أهيل المقام.. خذوني إليكم، فأنتم كرام.. اللهم أجمعنا بالكرام المكرمين، عزة وفخاراً.
الصادق أبوعيّاشة 02.02.2024
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: على نطاق واسع من التحیة ت التحیة ع ل ى ال من سورة عادة ما قد یکون قد تکون ما یکون أو حتى فی بعض
إقرأ أيضاً:
الشلف.. إصابة 8 أشخاص في حادث مرور
شهدت ولاية الشلف، بعد ظهر اليوم، حادث مرور أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة.
وحسب ما أفاد به بيان لمصالح الحماية المدنية فقد وقع الحادث على الساعة 15:48 نتيجة اصطدام بين سيارتين في منطقة دالاس، التابعة لبلدية سيدي عكاشة بدائرة تنس.
وقد تدخلت مصالح ذاتها فور وقوع الحادث لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين في مكان الحادث، قبل نقلهم إلى المستشفى المحلي لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.