أبوذر بابكر
abuzar_mohd5@hotmail.com
ما زال النقلُ وهماً يحبو
********************
إلحاقا بالمقال السابق بعنوانه "آفة النقل الهوى" تناولا لآفة حبت وتسللت ثم استشرت "وسط الوسائط" وما تزال تحبو وتسيطر على أمكنة كانت دوما منابعا ومناهلا لولادة الجديد وخلق المبتكر من كل صنف وضرب ونوع، والمعني والمقصود هنا هي آفة نقل المواد المبذولة في مواقع الأسافير التي تضج بها حياة الناس والعالمين، في كل لغة من لغات وألسنة البشر على ظهر هذا الكوكب المنكوب أصلا.
أصبح الأمر مستسهلا وسائغا ومتاحا لدرجة تفوق كل توقع وتصور، والمأخذ هنا ليس على "تكنيك" وطريقة النقل، بل على الهدف المنشود من وراء ذلك، فقد انبرى بعض منافحين وثلة من المبررين بالقول أن في توسيع وتكبير دائرة نشر هذا الموضوع أو ذاك، إتاحة أوسع للنشر والذيوع، بغض النظر عن من هو المتلقي أو المستقبل لتلك المنقولات، وهذا لعمري ليس سوى تبرير لا يقوم ولا يستند الى عقلانية بائنة ولا الى مصداقية جلية، والقصد من الإحتجاج على هذه الآفة المستشرية في الأساس، هو الدفاع والمنافحة عن منابر بعينها، كانت ذات يوم منطلقا للخلق وحقلا تزرع فيه وتنضج وتحصد كل سنابل الفعل الإبداعي الكتابي من كل نوع، ثم اصبحت وغدت وأمست مجرد ساحة لعرض ما هو معروض اصلا وما هو منشور ومتاح ومتوفر، بلا إضافة إبداعية أو مساهمة مفيدة ومثمرة، والتطور اللافت في الأمر كذلك، هو التركيز على نقل وجلب المقاطع المصورة، "فيديوهات" وما أكثرها واغزرها الآن في سماء الوسائط، وكما قلنا آنفا، صار بوسع كائن من كان، يمتلك هاتفا ذكيا أو حاسوبا غبيا، أن يجلس نفسه على مقعد العلماء والأدباء والمحللين وأهل الرؤى واصحاب البصيرة، لينتج لنا مقطعا يكتظ فراغه باللاشيء، والطامة الأكبر تأتي بعد ذلك، حين يتلقف الناقلون الطيبون تلكم المقاطع ليعيدوا نشرها ووضعها في تلك المواقع التي صرنا نتحسر عليها، بدل أن نستمتع بها ونستفيد منها، في لا مبالاة غريبة وتأكيد حضور لا يبين منه ولا يظهر سوى الظهور نفسه.
وما زال النقل وهماً يحبو.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بالإنفوجراف.. قرارات محافظ الأقصر لوقف فوضى الحنطور
تشهد مدينة الأقصر حالة من الانضباط المروري، في أعقاب تنفيذ توجيهات المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، لوقف فوضى الحنطور، وتنظيم حركة المرور والسير بشوارع المدينة.
أكد المحافظ أنه تم وضع آليات للتعامل مع عربات الحنطور، وتنظيم سيرها بشكل منظم وقانوني كونها أحد العناصر السياحية التى يقبل السياح على استخدامها للتنزه بها في مختلف الشوارع والميادين وبين المعالم الأثرية والسياحية.
وبهدف الحفاظ على المظهر الحضارى لعاصمة السياحة العالمية، أصدر المهندس عبدالمطلب عمارة، محافظ الأقصر، عدة قرارات لتنظيم حركة سير الحنطور، أبرزها: تفعيل الخط الساخن بحجز عربات الحنطور، وخروج عربات الحنطور المرخصة فقط من المواقف المخصصة لها بالمدينة، بالإضافة إلى توفير أكثر من 500 بامبرز وتوزيعهم مجانًا على ملاك وأصحاب عربات الحنطور للحفاظ على نظافة الشوارع والبيئة والحد من انتشار مخلفات الخيول بشوارع المدينة والالتزام بالضوابط المنظمة للسير، فضلًا عن عمل قائمة بتسعيرة عربات الحنطور من قبل نقابة النقل البطئ وتفعيل منظومة النقل البطئ مع محاسبة المخالفين بكل قوة وعدم التهاون معهم.
وكان قد عقد محافظ الأقصر منذ وصوله المحافظة، عدة اجتماعات مع ممثلى وزارة السياحة وغرفة المنشآت الفندقية وغرفة شركات السياحة ونقابة المرشدين السياحيين ونقابة النقل البطىء بحضور اللواء دكتور على الشرابى، رئيس مدينة الأقصر والأجهزة المعنية وتم اتخاذ عدة قرارات لتنظيم حركة سير عربات الحنطور.
يذكر أن محافظة الأقصر تشتهر بانتشار عربات الحنطور التى يستقلها السياح الأجانب والمواطنين، للتنزه على كورنيش النيل وبين المعالم الأثرية والسياحية.