اليمن المحررة.. معاناة مزدوجة مع بداية العام الدراسي الجديد
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
في وقت تستعد فيه الأسر في العاصمة عدن والمناطق المحررة لاستقبال العام الدراسي الجديد، يعاني الأهالي من ضائقة معيشية حادة وتراجع اقتصادي خطير، ما يجعل من شراء المستلزمات المدرسية أمرًا بالغ الصعوبة.
فعلى الرغم من تحرير هذه المناطق من قبضة مليشيات الحوثي الإرهابية، إلا أن استمرار حرب الحوثي وتمكين سلطته الاقتصادية جعل الوضع الاقتصادي في حالة انهيار مطرد.
تقول حنان السيد لـ"نيوزيمن"، إنها عجزت عن شراء المستلزمات الدراسية لأبنائها الأربعة، واضطرتها الظروف الصعبة لاقتراض مبلغ من جيرانها ميسوري الحال لشراء بعض الأشياء الضرورية مثل الدفاتر، فيما سيرتدي الأطفال بدلهم القديمة وحقائبهم التي بحوزتهم منذ 3 سنوات.
أما محمد العزعزي فعبر عن استيائه من الأوضاع الاقتصادية، وقال: مرتبي الذي لا يتعدى الـ100 ألف لا يكفي لشراء بدلات ومستلزمات دراسية لأولادي، ولجأت للجمعيات الخيرية والمساجد التي توفر بعض الأحيان المستلزمات للأسر المتعسرة.
وبحسب تقديرات مصادر محلية، فإن نسبة الأطفال خارج المدارس في المناطق المحررة ارتفعت خلال العام الماضي، في ظل العجز عن توفير المستلزمات المدرسية اللازمة.
يخشى المجتمع أن يترك هذا الواقع المُرّ آثارًا خطيرة على مستقبل الأجيال القادمة في اليمن. فالحرمان من التعليم وسوء الأوضاع المعيشية سيجعلان من هؤلاء الأطفال فريسة سهلة لجماعات التطرف والعنف، ما قد ينذر بتفاقم الأزمة الأمنية في البلاد.
وناشد مواطنون الحكومة والمجتمع الدولي لتكثيف جهوده لدعم اليمن في هذه المرحلة الحرجة، مشددين على ضرورة توفير المساعدات الإنسانية العاجلة لتمكين الأهالي من إرسال أبنائهم إلى المدارس، والحفاظ على مستقبل هذه الأجيال.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
اليمن يخطو نحوَ مستقبلٍ زاهٍ
يمانيون ـ بقلم ـ علي يعقوب
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبه نستعين على تحقيق الطموح، اليوم، وأنا أكتب هذه الكلمات، أجد نفسي محاطًا بمشاعر متداخلة من الفرح والفخر والامتنان. لقد منّ الله عليّ بالتخرج من كلية الشريعة والقانون، ضمن دفعة “صدر الحكم”، تلك الدفعة التي أصبحت لي أكثر من مُجَـرّد رقم أَو اسم؛ بل هي رحلة مليئة بالذكريات والتجارب التي صاغت شخصيتي وصقلت مهاراتي.
على مدار سنوات الدراسة، تعلمت في هذه الكلية أن الشريعة ليست مُجَـرّد نصوص جامدة أَو أحكام معزولة، بل هي منظومة متكاملة تحمل في طياتها رسالة الرحمة والعدل. تعلمنا كيف نربط بين القوانين الوضعية ومقاصد الشريعة، وكيف نستخدم العلم الشرعي كأدَاة لإصلاح المجتمع ونشر قيم العدل والمساواة.
“صدر الحكم”، اسم دفعتي، يحمل في طياته معنى عميقًا؛ فهو يعبر عن المسؤولية التي تقع على عاتقي كخريج، مسؤولية إصدار الأحكام بعلم وعدل، بعيدًا عن الهوى أَو التعصب. لقد أدركت من خلال دراستي أن العدالة ليست مُجَـرّد كلمة، بل هي أمانة ثقيلة تحتاج إلى إخلاص وعزيمة.
اليوم، ونحن نغادر هذا الصرح العلمي العظيم، أشعر بالامتنان لكل من كان له دور في هذه الرحلة: دكاترتي الكرام الذين لم يبخلوا علينا بعلمهم وتوجيهاتهم، زملائي الذين كانوا لي خير سند، وعائلتي التي وقفت إلى جانبي في كُـلّ خطوة.
ها نحن نخطو نحو المستقبل، محمِّلين بالعلم واليقين بأن رسالتنا لا تنتهي بالتخرج، بل تبدأ منه. نسأل الله أن يجعلنا من الذين يعملون بما علموا، وينشرون الخير في الأرض، ويكونون سببًا في تحقيق العدالة وبث الطمأنينة بين الناس.
وفي الختام، أقول لزملائي: لنكن كما علَّمتنا الشريعة، دعاة حق وصدق، نحمل لواء العدل حيثما كنا، ولنتذكر دائمًا أن النجاح ليس نهاية الطريق، بل بداية لمسيرةٍ أعمق وأكبر، وضمن المسيرة القرآنية المباركة ومشروعها العالمي العظيم.