قبل حفله بالعلمين.. حكاية أغنية أهداها الفنان رامي جمال إلى زوجته
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
ساعات قليلة، وينطلق الحفل المنتظر للفنان رامي جمال بمهرجان العلمين الجديدة، وسط حالة من التشويق لمحبي ومتابعي المهرجان لسماع أغانٍ مميزة، التي كان من بينها «أوعديني»، خاصة أن تلك الأغنية لها حكاية خاصة في تلحينها وغنائها، فهو أهداها لزوجته «ناريمان».
هدية الفنان رامي جمال لزوجتهقبل زواج الفنان رامي جمال، كانت زوجته تسلك طريق الغناء، إلا أنه طلب منها أن تبتعد عن هذا الطريق، فما كان من زوجته «ناريمان» سوى الترحيب بهذا القرار، وتركت الساحة الفنية من أجل بناء حياة زوجية سعيدة، لذلك أراد «جمال» أن يقدم لها هدية كنوع من الشكر، وفق تصريحات تلفزيونية سابقة له.
«حبيت إني أهديها أغنية أوعديني بسبب إني خليتها تسيب الفن.. الأغنية دي كان لي نصيب أغنيها أنا بعد ما رفضها حماقي وتامر حسني» حسب ما أوضحه رامي جمال، مشيرًا إلى أنه في احد المرات طلب من زوجته تصعد على المسرح حتى يغني لها «أوعديني»، إلا أنها حينما صعدت كانت ردت فعلها غريبة بالنسبة لها «طلعت على المسرح كنت بترعش حسيت برهبة كبيرة على المسرح مقابلة الجمهور مش سهلة أكيد» هكذا أوضحت «ناريمان» زوجة الفنان رامي جمال، في حديث سابق لها، مشيرة إلى أنها تحب أغنية «أوعديني» للغاية، لما تقدمه من إحساس ومعانٍ جميلة.
يذكر أن الفنان رامي جمال، يقدم حفله المنتظر اليوم على خشبة مسرح مهرجان العلمين الجديدة، وكانت قد نشرت الصفحة الرسمية لمهرجان العلمين: «انتظروا حفلة مميزة مع نجم الغناء رامي جمال».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أوعديني رامي جمال زوجة رامي جمال حفل العلمين مهرجان العلمين الفنان رامی جمال
إقرأ أيضاً:
رسالة من قلب الخرطوم… حكاية الصامدين في زمن الحرب
قبل أيام، أرسلت رسالة لصديق قديم أعرف أنه ما زال في الخرطوم، لم يغادرها منذ اندلاع الحرب. كنت قلقًا عليه كأخ، وسألته عن حال الأمن، عن الماء والكهرباء، وعن “كيف الحياة ماشية؟”. جاءني رده مختصرًا، لكنه كان كفيلًا بأن يحرّكني من الداخل:
“الأمن ولله الحمد تمام شديد. الموية بنشتريها يوم بعد يوم. الكهرباء عندنا طاقة شمسية. ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.”
توقفت طويلًا عند هذه الكلمات. لم تكن مجرد رد سريع على سؤال عابر، بل كانت شهادة حيّة من قلب الخرطوم. شهادة إنسان يعيش التفاصيل، ويختبر الصبر كل يوم، لكنه ما زال واقفًا.
“الأمن تمام شديد” — هكذا ببساطة. لكن خلف هذه الكلمات عالم كامل من المعاناة والانتصار. الخرطوم، التي يحسبها البعض قد أصبحت أطلالًا، ما زالت فيها أحياء تنام وتصحو، تُقيم الصلوات، وتوزع الابتسامات. في وقتٍ سادت فيه الشائعات واشتدت فيه الحملات النفسية، تأتي هذه العبارة كضوء في نفق مظلم، تؤكد أن هناك مناطق آمنة، وأن الحياة، على قسوتها، ما زالت آمنة وممكنة.
“المويه بنشتريها يوم بعد يوم” — يقوله دون تذمر. لا شكاية ولا تململ. فقط وصف واقعي. لكنها أيضًا تعني أن الناس هناك ما زالوا قادرين على تنظيم يومهم، والتعامل مع النقص بإصرار. أما “الكهرباء عندنا طاقة شمسية”، فهي دليل على أن العقل السوداني لا يستسلم، بل يبحث عن البدائل، ويصنع من الشدة فرصة. الطاقة الشمسية هنا ليست رفاهية، بل أداة للبقاء، ووسيلة لحفظ كرامة العيش.
ثم تأتي الجملة التي اختزلت كل شيء، كل الحرب، كل المعاناة، كل السياسة: “ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.” كأن صديقي يقول لي: قد نفقد كل شيء… الماء، الكهرباء، الراحة… لكن طالما لا نسمع وقع أقدام الجنجويد في حينا، فنحن بخير. هذه ليست مجرد جملة، إنها ميزان يقيس الناس به حياتهم اليوم. لا يبحثون عن الكمال، بل عن الحد الأدنى من الأمان. وهذه، بحد ذاتها، درس في بسالة الإنسان السوداني.
تظل مثل هذه الرسائل البسيطة، الصادقة، هي البوصلة. هي التي تخبرنا أن الناس بخير… ليس لأن حياتهم مريحة، بل لأنهم لم يفقدوا شجاعتهم ولا إحساسهم بما هو “أهم”. وهل هناك أصدق من إنسان يقول: “ما دام مافي جنجويد… فدي أكبر نعمة”؟ نعم، ما زالت الخرطوم بخير، لأن فيها من يشبه صديقي هذا. وهل هناك أصدق من شهادة من لم يترك أرضه؟
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٩ أبريل ٢٠٢٥م