الجزيرة:
2025-04-17@18:00:11 GMT

هل تجر اغتيالات نتنياهو واشنطن إلى حرب لا تريدها؟

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

هل تجر اغتيالات نتنياهو واشنطن إلى حرب لا تريدها؟

واشنطن– مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط هذا الأسبوع بعد اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وقبلها اغتيال فؤاد شكر القائد العسكري بحزب الله في هجوم على العاصمة اللبنانية، تتزايد المخاوف في واشنطن من سيناريو الانجرار لحرب إقليمية شاملة، خاصة مع تعرض إيران لضغوط للرد على الهجوم الذي وقع على أراضيها.

وتراقب واشنطن ما إذا كان قتل هنية تحديدا قد يفتح الباب على رد فعل يتمثل في حملة منسقة في المنطقة تضم مختلف الجهات التابعة لإيران من العراق واليمن ولبنان، وربما حتى طهران نفسها، في رد مباشر على إسرائيل.

وفي حديث مع الجزيرة نت، أشار ديفيد دي روش، المسؤول السابق بالبنتاغون والمحاضر بكلية الدفاع الوطني، إلى أنه "منذ الغزو الإسرائيلي لغزة ردا على 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان الهدف الرئيسي لسياسة بايدن الخارجية هو منع نشوب حرب إقليمية أوسع في الشرق الأوسط. وسعت واشنطن إلى إبقاء الصراع في غزة محصورا فيها ومنع نشوب صراع أوسع قد يؤدي إلى حرب مباشرة بين إيران والولايات المتحدة".

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة شاركت بحماية إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي عندما قتلت إسرائيل عددا من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في غارة جوية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، سوريا، إذ ردت طهران بإطلاق أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل.

خامنئي: إسرائيل أعدت عقابا قاسيا لنفسها باغتيال هنية (رويترز) عرقلة المسار الدبلوماسي

رد قادة إيران بغضب في أعقاب اغتيال هنية في طهران، وحذر علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية -الذي التقى شخصيا مع هنية اليوم السابق لاغتياله- من أن إسرائيل "أعدت عقابا قاسيا لنفسها".

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى صدور أوامر من خامنئي بضرب إسرائيل مباشرة ردا على مقتل هنية على أراضيها.

وخلال زيارته للفلبين، قال وزير الدفاع الأميركي الجنرال لويد أوستن "سنساعد في الدفاع عن إسرائيل، لقد رأيتمونا نفعل ذلك في أبريل/نيسان. يمكنك أن تتوقع منا القيام بذلك مرة أخرى".

ودفع ذلك بتاريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي بواشنطن، للرد بالقول في تغريدة على موقع إكس إنه "لا توجد دولة أكثر احتمالا لجر الولايات المتحدة إلى حرب كارثية في الشرق الأوسط من إسرائيل. لا يمكنك معارضة الحروب الأبدية بالشرق الأوسط في ظل طبيعة العلاقات الحالية بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

وفي تحليل له، أشار بارسي إلى أن الاغتيالات الأخيرة تخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي من عدة نواح، منها القضاء على أي فرص لتجديد المسار الدبلوماسي بين واشنطن وطهران التي تفاءل الكثير من المعلقين بشأنها عقب انتخاب مسعود بزشكيان رئيسا جديدا لإيران.

وكانت حملة بزشكيان الانتخابية قد قامت على أساس يهدف لتجديد المسار الدبلوماسي بين الدولتين. ولكن مع تصاعد التوترات في أعقاب عمليات الاغتيال، فإن فرصة خلق انفتاح دبلوماسي بين البلدين قد تقلصت، على الأقل الوقت الحالي.

ويعتقد بارسي أن إسرائيل تبنت سياسة اختلاق أزمات سياسية ترفع تكلفة بدء المحادثات بين واشنطن وطهران، كطريقة فعالة لعرقلة هذه الجهود الدبلوماسية.

الضغط وحنق إيران

تمثل عملية اغتيال إسرائيل إسماعيل هنية -خلال مشاركته في احتفالات تنصيب الرئيس الإيراني- ضربة قوية لطهران تضعها في موقف شديد الحرج إستراتيجيا.

وعسكريا، قضت عملية اغتيال هنية على ادعاء إيران بأنها أعادت الردع في مواجهة إسرائيل في أعقاب قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية بدمشق مطلع أبريل/نيسان الماضي. وقد بعث نجاح عملية اغتيال هنية إلى حلفاء إيران رسالة صارمة بأنهم ليسوا آمنين ولا حتى داخل طهران، وأن إيران لا تستطيع حمايتهم.

ونتيجة لذلك، يرى بارسي أنه من المرجح جدا أن تنتقم إيران، وعندئذ من المرجح أن يكون نتنياهو قد نجح في خلق دوامة تصعيدية يمكن أن تؤدي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق قد تجر الولايات المتحدة إليها أيضا.

ومن شأن أي حرب إقليمية جديدة أن تؤسس توازنا جديدا في المنطقة يعيد هيمنة إسرائيل وحريتها في المناورة بعد تلقيها ضربة 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنها لا تستطيع إقامة مثل هذا التوازن بمفردها، إلا بدعم وتورط أميركي مباشر.

ويشير بارسي إلى أنه ومع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، ومع إشارة كامالا هاريس بأنها ستتبنى خطا أكثر صرامة ضد نتنياهو، فإن بدء حرب إقليمية قبل أن تصبح رئيسة سيعني أن نتنياهو لن يجبر الولايات المتحدة على الدخول في الحرب فحسب، بل سيحاصر هاريس أيضا ويزيل قدرتها على اتباع نهج أكثر تشددا تجاه إسرائيل.

الاغتيالات والتصعيد

عقب وقوع عمليتي الاغتيال، ثار الجدل بين المعلقين الأميركيين المحايدين، وبين أولئك الداعمين بشدة لإسرائيل. واعتبر فالي نصر، البروفيسور بجامعة جون هوبكنز، في تغريدة له على موقع إكس أن "عمليات الاغتيال الإسرائيلية، بغض النظر عن السبب وراءها، فقد تمت بطريقة استفزازية متعمدة تهدف إلى الانتقام التصعيدي".

وأضاف البروفيسور أن الولايات المتحدة "تسير نائمة في حرب أكبر لا تريدها. لقد وضعت نفسها في موقف مجنون على أمل ضبط النفس في بيروت وطهران".

ورد روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وهو معهد شديد القرب من إسرائيل، وقال إن ثمة وجهة نظر بديلة مفادها أن عمليتي الاغتيال "قد نفذتا بطريقة منضبطة تهدف إلى التركيز على قادة الإرهابيين والحد من الخسائر في صفوف المدنيين".

ونبه إلى أن كليهما "كانا عربيين، وليسا إيرانيين، كما ينبغي للمرء أن يلاحظ. ويوفر هذا لإيران فرصة للاقتصار على رد شكلي وتهدئة تخدم طهران بدلا من مواجهة محفوفة بالمخاطر وغير مؤكدة".

ورأى أنه "في هذا السيناريو، فإن الدعم الأميركي لإسرائيل -سواء بإرسال سفن إلى المنطقة أو اتخاذ تدابير موازية ضد المليشيات المدعومة من إيران في العراق- سيعزز الردع ويجعل خفض التصعيد أكثر احتمالا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة الشرق الأوسط حرب إقلیمیة اغتیال هنیة إلى حرب إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتحدث عن اغتيال قيادي بحزب الله بقصف سيارة بجنوب لبنان

قتل لبناني وجرح 3 آخرون، الثلاثاء، جراء قصف مسيرة إسرائيلية سيارة في بلدة عيترون الحدودية بمحافظة النبطية جنوب البلاد، وتحدثت إسرائيل عن اغتيال قيادي بارز بحزب الله في الهجوم.

وقال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو استهدف قائد فرقة في وحدة العمليات الخاصة بحزب الله في بلدة عيترون.

من جهتها أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن مسيرة إسرائيلية استهدفت ظهر اليوم سيارة في بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل بثلاثة صواريخ موجهة.

ولاحقا قالت الوكالة إن غارة المسيرة الإسرائيلية استهدفت "سيارة رابيد" (حافلة نقل صغيرة) في عيترون وأدت إلى مقتل شخص، دون تحديد هويته.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان، مقتل شخص وإصابة 3 آخرين بينهم طفل جراء غارة من مسيرة إسرائيلية على سيارة جنوب البلاد.

وكانت وكالة الأنباء اللبنانية ذكرت في وقت سابق الثلاثاء، أن قوات إسرائيلية أطلقت النار من أسلحة رشاشة باتجاه بلدة ميس الجبل الحدودية جنوب البلاد.

وأضافت أن مسيّرة أخرى ألقت قنبلة على مزارعي التبغ في بلدة عيتا الشعب بقضاء بنت جبيل جنوب لبنان.

وتأتي هذه الهجمات في سياق سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية اليومية جنوب لبنان، لاتفاق وقف النار مع حزب الله وللقرار الدولي 1701.

إعلان

وقبل نحو أسبوع شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على جنوب لبنان أسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين، وقالت إنها استهدفت قيادي ميداني بارز بحزب الله.

وفي 2006 اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف القتال بين حزب الله وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.

وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

ومنذ بدء سريان اتفاق وقف النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، ارتكبت إسرائيل أكثر من 1440 خرقا له، ما خلّف نحو 125 قتيلا و371 جريحا على الأقل، وقق بيانات لبنانية رسمية.

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا بينما تواصل احتلال 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • إيران تؤكد على الضمانات قبل جولة المباحثات الثانية مع واشنطن
  • هل تبتعد روسيا عن إيران من أجل التقارب مع واشنطن؟
  • غانتس يدعو لتنسيق مع واشنطن لإزالة احتمال امتلاك إيران سلاحا نوويا
  • "اتهام نتنياهو".. جدل واسع في إسرائيل حول تسريب خطة مهاجمة إيران
  • غانتس: إسرائيل قادرة على مهاجمة إيران.. و"حان وقت التغيير" بالتنسيق مع واشنطن
  • وسط انقسامات داخلية.. ترامب يحبط خطة نتنياهو لضرب نووي إيران
  • استعدادًا لقصف إيران.. إعلام عبري: جسر جوي أمريكي لنقل الأسلحة إلى إسرائيل
  • إيران والولايات المتحدة: تحت ظلال الردع وإعادة تشكيل النظام الدولي
  • إسرائيل تتحدث عن اغتيال قيادي بحزب الله بقصف سيارة بجنوب لبنان
  • واشنطن وأنقرة توحّدان المواقف ضد تهديدات إيران ووكلائها في المنطقة