إسرائيل تريد تسوية في لبنان وتصفية في غزة
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": يتوقع أن يرفع الإسرائيليون خلال هذه الفترة من وتيرة عملياتهم العسكرية واغتيالاتهم ضد «حماس» للقضاء على آخر فلولها القادرة على التحرك. ويعتقد بعض الخبراء أن الإسرائيليين سيحكمون سيطرتهم على المعابر مع مصر، لأن منها سيجري تنفيذ مخطط التهجير إلى سيناء. فما يريده بنيامين نتنياهو من حرب غزة هو القضاء تماماً على «حماس»، وجعل القطاع نسخة ثانية من الضفة الغربية، أي انتزاع ما بقي فيه من نفوذ للفلسطينيين.
سكان القطاع يُراد تهجيرهم إلى سيناء. وهذه هي العقدة التي ما زالت تصطدم بالرفض المصري الصارم، على رغم الضغوط وعمليات الابتزاز الإسرائيلية التي تتعرض لها القاهرة لترضخ لهذا الطلب. ما يفعله نتنياهو اليوم، خصوصاً مع احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض هو إطلاق المسار لتنفيذ هذا المخطط، بدءاً بتصفية رؤوس
«حماس» ومقاتليها، وصولاً إلى تصفية ما بقي من القضية الفلسطينية. ويعتقد محللون أن الضفة الغربية قد تكون مقبلة أيضاً على صدمات عسكرية وسياسية بهدف إخضاعها تماماً للسيطرة الإسرائيلية.
لن يفوّت نتنياهو فرصة حصوله على ضوء أخضر أميركي، من أجل تنفيذ الأهداف الإسرائيلية الاستراتيجية. ولهذه الغاية سيتم الضغط على القوى الإقليمية الداعمة لـ«حماس»، وفي مقدمها إيران، كما على القوى الحليفة كـ حزب الله»، لجعل الحركة وحيدةومستفردة في المواجهة.
في المواجهة مع «حماس»، الإسرائيليون يسعون إلى التصفية. وأما في المواجهة مع حزب الله فإنهم يسعون إلى التسوية. وعلى الجانب اللبناني أن يوافق على طلب وقف حرب المشاغلة أو يرفضه. لكن نتنياهو يبدو مصراً على دفع «الحزب» ليحسم خياره. وهو لذلك رفع مستوى الضغط إلى الحد الأقصى.
ويبقى السؤال عن إيران هل ستخوض معركة مفتوحة بشعار علي وعلى أعدائي» أم ستسمح بخسارة حليفها الفلسطيني وتعطيل دور حليفها اللبناني؟ وهل من أحد مستعد لإعطائها الثمن الكبير الذي سيجعلها تتخلى عن «حماس» وتوافق على صفقة يعقدها الإسرائيليون مع «حزب الله»؟
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الغارات الإسرائيلية تكشف هشاشة وقف إطلاق النار في لبنان
قالت مصادر أمنية لبنانية إن الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة في جنوب لبنان أسفرت عن مقتل 5 من أعضاء حزب الله خلال الأيام القليلة الماضية مما يؤكد هشاشة وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة.
يأتي هذا في الوقت الذي استأنفت فيه إسرائيل الغارات الجوية العنيفة على قطاع غزة.
وشكلت الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان أعنف التداعيات لحرب غزة التي امتدت لشهور عبر الحدود قبل أن تتصاعد إلى هجوم إسرائيلي مدمر قضى على قيادة الجماعة المدعومة من إيران والكثير من مقاتليها ودمر جزءً كبيراً من ترسانتها.
ورغم أن وقف إطلاق النار أدى إلى خفض العنف بشكل كبير، يتبادل الطرفان الاتهامات بالتقصير في تنفيذه بالكامل.
وتقول إسرائيل إن حزب الله لا يزال يمتلك بنية تحتية في الجنوب، بينما يقول لبنان وحزب الله إن إسرائيل تحتل بعض الأراضي في لبنان بعدم انسحابها من 5 مواقع على قمم تلال.
وأفاد الجيش الإسرائيلي باستهداف 5 من حزب الله في 3 هجمات منفصلة بجنوب لبنان منذ 15 مارس (آذار).
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف في هجوم يوم الأحد اثنين من حزب الله "كانا يهمان في أعمال استطلاع وتوجيه عمليات إرهابية في منطقتي ياطر وميس الجبل جنوب لبنان".
وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن 5 من حزب الله قُتلوا.
وقال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إن عياراً نارياً أطلق على الأرجح من لبنان أصاب سيارة متوقفة في مستوطنة أفيفيم الإسرائيلية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الواقعة.
ذكرت مصادر أمنية في لبنان أن غارات إسرائيلية على بلدتين، الإثنين، دمرت منازل جاهزة جُلبت إلى المنطقة لتسكين من دُمرت منازلهم خلال الحرب.
وأشار أندريا تيننتي المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إلى تزايد الغارات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية قائلاً: "نحث جميع الأطراف على تجنب أي عمل من شأنه الإخلال بالهدوء الهش حالياً".
وأضاف "نواصل حث القوات الإسرائيلية على الانسحاب الكامل جنوبي الخط الأزرق، كما نواصل دعم القوات المسلحة اللبنانية في انتشارها في جنوب لبنان".
ويقضي اتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه بدعم أمريكي في نوفمبر(تشرين الثاني) بنزع سلاح حزب الله من الجنوب وانسحاب القوات الإسرائيلية مع انتشار الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتحدة في المنطقة.
وأعلنت إسرائيل هذا الشهر موافقتها على إجراء محادثات مع لبنان بدعم من الولايات المتحدة بهدف ترسيم الحدود. كما أفرجت عن 5 لبنانيين كانوا محتجزين لدى الجيش الإسرائيلي، فيما وصفتها بأنها "بادرة تجاه الرئيس اللبناني".
ويحمّل حزب الله الدولة اللبنانية مسؤولية تحرير ما تبقى من الأراضي التي لا تزال تحتلها إسرائيل. لكن المسؤول البارز في حزب الله علي دعموش قال يوم الجمعة "لا يمكن حصر السلاح بيد الدولة طالما هناك احتلال".
ويقول محللون إن على حزب الله أن يفكر ملياً قبل اتخاذ أي قرار بالتصعيد ضد إسرائيل، مشيرين إلى أن طريق إمداده البري إلى إيران انقطع بسقوط حليفه بشار الأسد في سوريا وأن العديد من أنصاره أصبحوا بلا مأوى بسبب الدمار الذي خلفته الحرب.
وقال قاسم قصير المحلل اللبناني المقرب من حزب الله إن (الحزب) حالياً تحرص على عدم الرد وترك القرار للحكومة والجيش في لبنان.