موقع النيلين:
2024-12-24@01:14:10 GMT

???? هل نسفت مسيّرات الدعم السريع طاولة جنيف؟

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

في نفس الوقت الذي كانت تحلق فيه مسيّرات ميليشيا الدعم السريع في سماء جبيت كان القائد العام للجيش السوداني الفريق أول البرهان يتلقى التحية من طابور العرض العسكري لضباط الكلية الحربية، فيما لم يحول دوي الانفجار دون إكمال مراسم التخرُّج بنفس الفدائية التي تدربوا عليها، وقد بدا لافتاً وجه العقيد عبد الرحمن حسن وهو يستحضر أيامه الأخيرة في مصنع الرجال وعرين الأبطال، إذ أنه اليوم أيضًا سيقدم نفسه فداءاً للوطن، ليلحق بركب شهداء الحرس الرئاسي، وهو تقريبًا المشهد الذي لم يبارح ذاكرة البرهان – المُثقلة بالتضحيات – أثناء تشيع العقيد عبد الرحمن والمساعد مصعب أحمد، ضحايا غدر التمرد، كما لو أن رداءهما الملطَّخَ بالدماء خط على جبال المنطقة العسكرية رسالة تضمنها خطاب قائد الجيش لاحقاً؛ وهى (لا تصالح).

من يخشى المسيّرات؟
رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قدم خطاباً حماسياً عقب الحادثة، وضع فيه النقاط على الحروف، ليستبين بشكل أوضح موقف الحكومة الرافض للإملاءات الخارجية، وقال البرهان إن الجيش لن يتفاوض مع قوات “الدعم السريع ولا يخشى الطائرات المسيّرة”.

وأضاف في حفل تخريج دفعات من الطلبة الحربيين بـ جبيت، أنه لايمانع في الوصول إلى سلام، ولكن يجب أن يحفظ عزة وكرامة الشعب السوداني، وتابع “نريد أن تتوقف الحرب ورأسنا فوق ومنتصرين، لايمكن أن تتوقف الحرب والعدو متواجد في منازل المواطنين”.

لكن المثير في الأمر هو موقف الحكومة الأمريكية التي رفضت إدانة محاولة اغتيال البرهان، واكتفت بالتلميح أنها كانت تعلم بأمر مسيّرات الدعم السريع.

ونقلت قناة الشرق السعودية عن مصدر في الخارجية الأميركية قوله: “نحن على علم بالتقارير عن هجوم بالمُسيّرات في السودان ونؤكد أننا نعارض العنف”، دون الإشارة إلى من يؤجج ذلك العنف، وبدا الحديث المنسوب إلى مصدر في الخارجية الأميركية كما لو أنه فقط يلتمس الأعذار للوفد الأمريكي الذي طالب بلقاء البرهان في مطار بورتسودان عوضاً عن قصر الضيافة في المدينة الساحلية، وجاءهم الرد سريعاً بالرفض.

ميليشيا إرهابية
يرى القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل المحاولة الإرهابية لاستهداف رئيس مجلس السيادة بأنها تأتي فى إطار سياسة الضغط التى ظلت تمارسها المليشيا منذ توقيع اتفاق جدة، والهدن التى صاحبت ذلك الاتفاق.
وقال الفحل لـموفع “المحقق” الإخباري إن ميليشيا الدعم السريع تمارس المزيد من التصعيد والانتهاكات بغية رضوخ الجيش والتوقيع على أى صيغة اتفاق تحقق لهم أهدافهم بالعودة للمشهد من جديد. لافتاً إلى أن الجيش السودانى نجح فى كسر الحصار الخارجي وامتصاص الصدمة الأولى والقضاء على الكتلة الصلبة للمليشيا، لذلك هذا الأسلوب لن يمكن المليشيا من تحقيق أهدافهم لأن الواقع الميداني للعمليات العسكرية فى مصلحة الجيش الوطني.

واعتبر الفحل أن حرب المسيّرات واستهداف المدنيين والتدوين العشوائي سوف يعجل بتصنيف مليشيا الدعم السريع المتمردة جماعة إرهابية، وأضاف: “لن يمثل كرت ضغط على القوات المسلحة التى تلتزم بالقوانين الدولية فى التعامل مع المليشيات وعدم استهداف المدنيين”.

نسف مشاريع الاستسلام
في المقابل ينظر الكاتب الصحفي ضياء الدين بلال، في تدوينة على صفحته على موقع فيس بوك، إلى تداعيات مسيّرات المليشيا بأنها أخطأت البرهان وأصابت عدة أهداف، من بينها محاولة الدفع بقيادة الجيش للاستسلام على موائد التفاوض، بينما حَدثَ عكس المُراد، وفقاً لضياء الذي يرى بأن المسار الآن أبعد عن محطة جنيف، وأكثر عزماً على التمسُّك بخيارات الشعب في منع تحويل انتهاكات وفظاعات المليشيا لمكاسب سياسية وعسكرية، مشيراً إلى أن التطورات العسكرية الآخيرة ومحاولة استهداف القائد العام للجيش بأنها “نسفت كل مشاريع الاستسلام المُتفاوض عليه”، وأصبحت القضية واضحة إمّا انتصارٌ حاسمٌ أو اتّفاق سلام يُحَقِّق إخلاء المنازل السكنية والأعيان المدنية، وإنهاء تعدُّد الجيوش، وجبر ضرر المُواطنين.

فيما وصف التوم هجو، السياسي المعروف والقيادي في المقاومة الشعبية مليشيا الدعم السريع بأنها مجموعة إرهابية جبانة لا تريد السلام، ووصف في لقاء مع الجزيرة مباشر البرهان بالقائد الميداني الشجاع، وقال إنه اختار البقاء وسط قواته ولم يتخلف عن قيادة المعركة بنفسه، مؤكداً أن قيادة الدعم السريع هربت من الميدان وترسل من الخارج المسيّرات لقتل المدنيين في الولايات الآمنة.

ليس بعيدًا عن ذلك ينسج القيادي بتنسيقية تقدم مصباح أحمد على جديلة المخاوف بتقويض تلك تلك المسيّرات لجهود السلام. وقال مصباح في ذات اللقاء إن استهداف القائد العام للجيش السوداني مسألة خطيرة ولها تداعيات سلبية على جهود الاستقرار في السودان، وتوقع أن تتسبب في تقويض الدعوة للتفاوض في جنيف وأضاف “من الممكن للدعم السريع أن يقوم بهذه الخطوة في إطار الحرب”.

مؤامرة فاشلة
من جهته طمأن نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار الشعب السوداني على تماسك مؤسسات الدولة، وقال إن الرئيس عبد الفتاح البرهان أكمل واجبه بتخريج دفعة الضباط في منطقة جبيت. وأضاف عقار في تدوينة على فيسبوك “إن محاولات الإرهابيين وحلفائهم لم ولن تنجح، وسنمضي بشعبنا إلى النصر ببسالة و بلا تردد”.

عموماً ليس ثمة تفسير لمحاولة استهداف البرهان واستئناف القصف العنيف تجاه الفاشر والخرطوم وسيلان الدماء وسط المدنيين نتيجة لذلك القصف سوى أن مليشيا الدعم السريع ومَن يقفون خلفهم لا يرغبون في السلام، وأن جنيف بالنسبة لهم محطة لتحويل هجماتهم العسكرية إلى حصائل سياسية، دون الاعتبار للدمار والموت الذي تخلفه نيرانهم من أجل التفاوض.

وينظر العديد من المراقبين إلى أن التصعيد عبر الطيران المسيّر جلب للدعم السريع نتائج عكسية، بخلاف ما سعت له، ولذلك أنكرت علاقتها بها، بقصد التضليل، وبذات القدر قطع الطريق أمام الجهود الأمريكية التي تحاول الضغط على الجيش السوداني إلى فتح منابر جديدة للتفاوض، فضلاً على ذلك فقد جعل الوصول إلى تسوية مع الدعم السريع أقرب إلى المستحيل، وعزز مواقف الرافضين لمفاوضات جنيف بوصفها محاولة للتهرب من استحقاقات اتفاق جدة، وغسل أيادي الدعم السريع من دماء السودانيين التي ولغوا فيها لأكثر من عام ونصف.

المحقق – عزمي عبد الرازق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع المسی رات مسی رات

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يعلن السيطرة على قاعدة عسكرية مهمة بدارفور

أعلن الجيش السوداني، سيطرة قوات متحالفة معه على قاعدة "الزُرق" العسكرية بولاية شمال دارفور، وانتزاعها من أيدي قوات "الدعم السريع".
 
وأفاد بيان صادر عن الجيش السوداني بأن "القوة المشتركة بسطت سيطرتها على قاعدة الزُرق".

وأضاف أن القوة ذاتها "سيطرت على عدد مقدر من المركبات القتالية و"قتلت العشرات من عناصر الدعم السريع".



وتتواجد قاعد "الزُرق" في منطقة تحمل الاسم ذاته، وتقع على الحدود بين السودان وتشاد وليبيا.

أما "القوة المشتركة" فتتبع حركات مسلحة في إقليم دارفور موقعة على اتفاق جوبا للسلام مع الحكومة السودانية في عام 2020.

وتقاتل هذه القوة مع الجيش السوداني، والمشرف العام عليها هو حاكم إقليم دارفور أركو مني مناوي.

ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

مقالات مشابهة

  • البرهان يطالب الأمم المتحدة بموقف حاسم حيال الدول المساندة لـ الدعم السريع
  • قوة من الدعم السريع تستسلم للجيش السوداني في سنجة
  • بعد سيطرة الجيش السوداني عليها.. ماذا تعرف عن قاعدة الزرق؟
  • الدعم السريع تطلق سراح رئيس اتحاد ألعاب القوى السوداني بعد ستة أشهر من الاعتقال
  • ماذا تعني سيطرة الجيش على أكبر قواعد الدعم السريع بدارفور؟
  • قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
  • هذه تفاصيل سيطرة الجيش السوداني على قاعدة الزُرق بدارفور
  • الجيش السوداني يسيطر على قاعدة الزُرق العسكرية بدارفور
  • الجيش السوداني يعلن السيطرة على قاعدة عسكرية مهمة بدارفور
  • الجيش السوداني يُعلن السيطرة على قاعدة"الزرق" شمال دارفور