موقع النيلين:
2024-09-09@05:43:51 GMT

???? هل نسفت مسيّرات الدعم السريع طاولة جنيف؟

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

في نفس الوقت الذي كانت تحلق فيه مسيّرات ميليشيا الدعم السريع في سماء جبيت كان القائد العام للجيش السوداني الفريق أول البرهان يتلقى التحية من طابور العرض العسكري لضباط الكلية الحربية، فيما لم يحول دوي الانفجار دون إكمال مراسم التخرُّج بنفس الفدائية التي تدربوا عليها، وقد بدا لافتاً وجه العقيد عبد الرحمن حسن وهو يستحضر أيامه الأخيرة في مصنع الرجال وعرين الأبطال، إذ أنه اليوم أيضًا سيقدم نفسه فداءاً للوطن، ليلحق بركب شهداء الحرس الرئاسي، وهو تقريبًا المشهد الذي لم يبارح ذاكرة البرهان – المُثقلة بالتضحيات – أثناء تشيع العقيد عبد الرحمن والمساعد مصعب أحمد، ضحايا غدر التمرد، كما لو أن رداءهما الملطَّخَ بالدماء خط على جبال المنطقة العسكرية رسالة تضمنها خطاب قائد الجيش لاحقاً؛ وهى (لا تصالح).

من يخشى المسيّرات؟
رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قدم خطاباً حماسياً عقب الحادثة، وضع فيه النقاط على الحروف، ليستبين بشكل أوضح موقف الحكومة الرافض للإملاءات الخارجية، وقال البرهان إن الجيش لن يتفاوض مع قوات “الدعم السريع ولا يخشى الطائرات المسيّرة”.

وأضاف في حفل تخريج دفعات من الطلبة الحربيين بـ جبيت، أنه لايمانع في الوصول إلى سلام، ولكن يجب أن يحفظ عزة وكرامة الشعب السوداني، وتابع “نريد أن تتوقف الحرب ورأسنا فوق ومنتصرين، لايمكن أن تتوقف الحرب والعدو متواجد في منازل المواطنين”.

لكن المثير في الأمر هو موقف الحكومة الأمريكية التي رفضت إدانة محاولة اغتيال البرهان، واكتفت بالتلميح أنها كانت تعلم بأمر مسيّرات الدعم السريع.

ونقلت قناة الشرق السعودية عن مصدر في الخارجية الأميركية قوله: “نحن على علم بالتقارير عن هجوم بالمُسيّرات في السودان ونؤكد أننا نعارض العنف”، دون الإشارة إلى من يؤجج ذلك العنف، وبدا الحديث المنسوب إلى مصدر في الخارجية الأميركية كما لو أنه فقط يلتمس الأعذار للوفد الأمريكي الذي طالب بلقاء البرهان في مطار بورتسودان عوضاً عن قصر الضيافة في المدينة الساحلية، وجاءهم الرد سريعاً بالرفض.

ميليشيا إرهابية
يرى القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل المحاولة الإرهابية لاستهداف رئيس مجلس السيادة بأنها تأتي فى إطار سياسة الضغط التى ظلت تمارسها المليشيا منذ توقيع اتفاق جدة، والهدن التى صاحبت ذلك الاتفاق.
وقال الفحل لـموفع “المحقق” الإخباري إن ميليشيا الدعم السريع تمارس المزيد من التصعيد والانتهاكات بغية رضوخ الجيش والتوقيع على أى صيغة اتفاق تحقق لهم أهدافهم بالعودة للمشهد من جديد. لافتاً إلى أن الجيش السودانى نجح فى كسر الحصار الخارجي وامتصاص الصدمة الأولى والقضاء على الكتلة الصلبة للمليشيا، لذلك هذا الأسلوب لن يمكن المليشيا من تحقيق أهدافهم لأن الواقع الميداني للعمليات العسكرية فى مصلحة الجيش الوطني.

واعتبر الفحل أن حرب المسيّرات واستهداف المدنيين والتدوين العشوائي سوف يعجل بتصنيف مليشيا الدعم السريع المتمردة جماعة إرهابية، وأضاف: “لن يمثل كرت ضغط على القوات المسلحة التى تلتزم بالقوانين الدولية فى التعامل مع المليشيات وعدم استهداف المدنيين”.

نسف مشاريع الاستسلام
في المقابل ينظر الكاتب الصحفي ضياء الدين بلال، في تدوينة على صفحته على موقع فيس بوك، إلى تداعيات مسيّرات المليشيا بأنها أخطأت البرهان وأصابت عدة أهداف، من بينها محاولة الدفع بقيادة الجيش للاستسلام على موائد التفاوض، بينما حَدثَ عكس المُراد، وفقاً لضياء الذي يرى بأن المسار الآن أبعد عن محطة جنيف، وأكثر عزماً على التمسُّك بخيارات الشعب في منع تحويل انتهاكات وفظاعات المليشيا لمكاسب سياسية وعسكرية، مشيراً إلى أن التطورات العسكرية الآخيرة ومحاولة استهداف القائد العام للجيش بأنها “نسفت كل مشاريع الاستسلام المُتفاوض عليه”، وأصبحت القضية واضحة إمّا انتصارٌ حاسمٌ أو اتّفاق سلام يُحَقِّق إخلاء المنازل السكنية والأعيان المدنية، وإنهاء تعدُّد الجيوش، وجبر ضرر المُواطنين.

فيما وصف التوم هجو، السياسي المعروف والقيادي في المقاومة الشعبية مليشيا الدعم السريع بأنها مجموعة إرهابية جبانة لا تريد السلام، ووصف في لقاء مع الجزيرة مباشر البرهان بالقائد الميداني الشجاع، وقال إنه اختار البقاء وسط قواته ولم يتخلف عن قيادة المعركة بنفسه، مؤكداً أن قيادة الدعم السريع هربت من الميدان وترسل من الخارج المسيّرات لقتل المدنيين في الولايات الآمنة.

ليس بعيدًا عن ذلك ينسج القيادي بتنسيقية تقدم مصباح أحمد على جديلة المخاوف بتقويض تلك تلك المسيّرات لجهود السلام. وقال مصباح في ذات اللقاء إن استهداف القائد العام للجيش السوداني مسألة خطيرة ولها تداعيات سلبية على جهود الاستقرار في السودان، وتوقع أن تتسبب في تقويض الدعوة للتفاوض في جنيف وأضاف “من الممكن للدعم السريع أن يقوم بهذه الخطوة في إطار الحرب”.

مؤامرة فاشلة
من جهته طمأن نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار الشعب السوداني على تماسك مؤسسات الدولة، وقال إن الرئيس عبد الفتاح البرهان أكمل واجبه بتخريج دفعة الضباط في منطقة جبيت. وأضاف عقار في تدوينة على فيسبوك “إن محاولات الإرهابيين وحلفائهم لم ولن تنجح، وسنمضي بشعبنا إلى النصر ببسالة و بلا تردد”.

عموماً ليس ثمة تفسير لمحاولة استهداف البرهان واستئناف القصف العنيف تجاه الفاشر والخرطوم وسيلان الدماء وسط المدنيين نتيجة لذلك القصف سوى أن مليشيا الدعم السريع ومَن يقفون خلفهم لا يرغبون في السلام، وأن جنيف بالنسبة لهم محطة لتحويل هجماتهم العسكرية إلى حصائل سياسية، دون الاعتبار للدمار والموت الذي تخلفه نيرانهم من أجل التفاوض.

وينظر العديد من المراقبين إلى أن التصعيد عبر الطيران المسيّر جلب للدعم السريع نتائج عكسية، بخلاف ما سعت له، ولذلك أنكرت علاقتها بها، بقصد التضليل، وبذات القدر قطع الطريق أمام الجهود الأمريكية التي تحاول الضغط على الجيش السوداني إلى فتح منابر جديدة للتفاوض، فضلاً على ذلك فقد جعل الوصول إلى تسوية مع الدعم السريع أقرب إلى المستحيل، وعزز مواقف الرافضين لمفاوضات جنيف بوصفها محاولة للتهرب من استحقاقات اتفاق جدة، وغسل أيادي الدعم السريع من دماء السودانيين التي ولغوا فيها لأكثر من عام ونصف.

المحقق – عزمي عبد الرازق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع المسی رات مسی رات

إقرأ أيضاً:

خبراء أمميون يدعون لنشر قوة “محايدة” حماية للمدنيين في السودان ويتهمون الجيش والدعم السريع بارتكاب “انتهاكات” مروعة ترقى “لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية

أصدرت الجمعة، هيئة من الخبراء المكلفين من قبل مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، تقريرها عن تقصي الحقائق في السودان، دعت فيه إلى نشر قوة "محايدة" لحماية المدنيين في "أقرب الآجال" من فظائع الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع. واتهم الخبراء الأطراف المتصارعة بارتكاب "انتهاكات" مروعة لحقوق الإنسان قد ترقى "لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

فرانس24

دعا خبراء، مكلّفون من قبل مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الجمعة في تقرير إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة من دون تأخير" في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان. وخلُص الخبراء إلى أن المتحاربين "ارتكبوا سلسلة مروّعة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم دولية، يمكن وصف الكثير منها بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وقال محمد شاندي عثمان رئيس بعثة تقصّي الحقائق بشأن السودان، إن "خطورة هذه النتائج تؤكد الحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين". وكان مجلس حقوق الإنسان أنشأ هذه البعثة نهاية العام الماضي بهدف توثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. وفي حين لم تتّضح الحصيلة الفعلية للنزاع، تفيد تقديرات بأنها قد تصل إلى "150 ألفا". كما أدت إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجوئهم إلى البلدان المجاورة، بحسب أرقام الأمم المتحدة. وتسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية للبلاد، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.

حماية المدنيين
وقال عثمان "نظرا إلى أن الطرفَين المتحاربَين لم يتجنّبا (إيذاء) المدنيين، من الضروري أن تنشر قوة مستقلة ومحايدة ذات تفويض بحماية المدنيين من دون تأخير". ولا يتحدث هؤلاء الخبراء باسم الأمم المتحدة.

وأضاف عثمان أنّ "حماية السكان المدنيين أمر بالغ الأهمية ويجب على جميع الأطراف الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ووقف كل الهجمات ضدّ السكان المدنيين بشكل فوري وغير مشروط".

وطلب الخبراء الذين يدعون أيضا إلى وقف لإطلاق النار، من السلطات السودانية السماح لهم بزيارة البلاد أربع مرات. وكما هي العادة في هذه الحالات، أُرسل التقرير إلى الحكومة للتعليق عليه، غير أنّه بقي من دون إجابة.

انتهاكات واسعة النطاق
وبحسب التقرير، ثبُت أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى جانب حلفائهما، "مسؤولون عن انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك هجمات مباشرة وعشوائية تمثّلت في غارات جوية وقصف ضدّ مدنيين ومدارس ومستشفيات وشبكات اتصالات وإمدادات حيوية من الماء والكهرباء".

كذلك، استهدف الطرفان المتحاربان المدنيين "عبر ارتكاب عمليات اغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي، وتوقيفات وعمليات احتجاز تعسفية، فضلا عن التعذيب وسوء المعاملة". وأوضح التقرير أنّهما ارتكبا ما يكفي من الانتهاكات التي "تشكّل جرائم حرب".

وسلّط الخبراء الضوء على "الهجمات المروّعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع وحلفاؤها ضد المجتمعات غير العربية، خصوصا المساليت في الجنينة وما حولها في غرب دارفور".

وفي هذا السياق، أشاروا إلى جرائم قتل وتعذيب واغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي وتدمير الممتلكات والنهب.

وقالوا "هناك أيضا أسباب منطقية للاعتقاد أنّ الأفعال التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها تشكّل جرائم كثيرة ضد الإنسانية".

حظر الأسلحة والمحكمة الجنائية الدولية
ويأمل الخبراء الذين تمكّنوا من لقاء نازحين من الصراع إلى دول مجاورة للسودان و182 ضحية مباشرة للانتهاكات وأقارب لهؤلاء الضحايا، في أن يمتد حظر الأسلحة ليشمل كل السودان. كما يطالبون السلطات بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وتسليمها الرئيس السابق عمر البشير.

إضافة إلى ما تقدّم، يطالب هؤلاء الخبراء بوضع آلية قضائية دولية مخصّصة للسودان فقط. وقالت منى رشماوي عضو البعثة "يجب أن تكون هذه النتائج بمثابة تحذير للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حاسمة بهدف دعم الناجين وعائلاتهم والمجتمعات المتضرّرة، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم".

فرانس24/ أ ف ب  

مقالات مشابهة

  • مجزرة جديدة على يد الدعم السريع.. 20 قتيلا بقصف سوق بمدينة سنار جنوبي البلاد
  • مقتل طالبة جراء المواجهات بين الجيش والدعم السريع في الأبيض
  • الجيش يهاجم مواقع للدعم السريع في الخرطوم وشرق النيل
  • الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب: يوم اعتقالي حاول الدعم السريع اغتيال البرهان
  • تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتحذيرات للمواطنين
  • تجدد المواجهات بين الجيش والدعم السريع في الأُبيض غربي السودان
  • نزوح كثيف من الخرطوم بسبب تبادل القصف بين الجيش والدعم السريع
  • اشتباكات عنيفة بالخرطوم بين الجيش والدعم السريع
  • خبراء أمميون يدعون لنشر قوة “محايدة” حماية للمدنيين في السودان ويتهمون الجيش والدعم السريع بارتكاب “انتهاكات” مروعة ترقى “لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
  • البرهان: دول غير رشيدة تساعد الدعم السريع وتحيك مؤامرة ضد البلاد