منحت شركة "تي أس أم سي" التايوانية العملاقة في صناعة الرقائق الإلكترونية، يوم الثلاثاء، الضوء الأخضر لإنشاء أوّل مصنع لها في أوروبا، وذلك في دريسدن الألمانية، ضمن مشروع بكلفة أكثر من 10 مليارات يورو سيعزّز مكانة القارة في هذا القطاع الإلكتروني الاستراتيجي.

وأعطى مجلس إدارة الشركة التي تستحوذ على أكثر من نصف الإنتاج العالمي في مجال أشباه الموصلات، موافقته على الخطوة المرتقبة، وأعلن في بيان أنّ الشركة ستستثمر 3.

5 مليارات يورو في المصنع الذي يتوقع أن تبدأ أعمال بنائه في العام المقبل.

اعلان

وستستحوذ "تي أس أم سي" على 70 بالمئة من المشروع، على أن تتقاسم ثلاث شركات أوروبية هي "أن أكس بي" الهولندية و"بوش" و"إينفيون" الألمانيتان، بالتساوي الحصة الباقية.

وأشار بيان مشترك صادر عن الشركات الأربع إلى أنّ "الاستثمارات الإجمالية ستتجاوز 10 مليارات يورو، وستكون على شكل ضخ أصول خاصة، وقروض، ودعم صلب من الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية".

وسيكون هذا المصنع الأوّل لشركة "تي أس أم سي" في أوروبا، ويأتي العمل عليه بينما تسعى دول القارة إلى الإمساك بصناعة هذه المكوّنات الإلكترونيّة البالغة الأهمية، والتي تدخل في مروحة واسعة من الأجهزة، من الكومبيوتر الى السيارات مروراً بالصواريخ والأسلحة.

فرنسا تخصص مبلغًا كبيرًا لتصنيع الرقائق الإلكترونيةكيف تساعد "الأنوف" الإلكترونية على اكتشاف حرائق الغابات في ألمانيا؟الولايات المتحدة تعلن مساعدات عسكرية لتايوان بقيمة 345 مليون دولاردعم حكومي

تتخذ الشركة من تايوان مقراً. وأثارت التوترات الغربية مع بكين بشأن هذه الجزيرة ذات الحكم الذاتي والتي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، قلقاً بشأن سبل ضمان توافر أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية بشكل يلبّي الطلب العالمي.

كما كانت جائحة كوفيد-19 وتأثيرها على سلاسل الإمداد من دواعي القلق، اذ كشفت اعتماد الصناعات العالمية بشكل كبير على المزوّدين الآسيويين في مجال الالكترونيات. وتسبّبت القيود التي فرضت لمواجهة الفيروس، بنقص مهم في الرقائق الالكترونية أثّر في قطاعات أوروبية عدة أبرزها صناعة السيارات.

وسيتخصص المصنع المزمع إقامته في ألمانيا بانتاج أشباه الموصلات لقطاع صناعة السيارات الذي يشهد تحوّلاً تاريخياً نحو التقنيات الكهربائية.

واعتبر الرئيس التنفيذي للشركة التايوانية شي شيا وي أنّ "أوروبا هي مكان واعد للغاية للابتكار في مجال أشباه الموصلات وخصوصاً في قطاعي السيارات والصناعة"، وفق ما نقل عنه البيان الصادر عن الشركات الأربع.

وتسعى الشركات إلى إطلاق أعمال إنشاء المصنع في النصف الثاني من العام 2024، وبدء الإنتاج بحلول نهاية 2027.

ويتوقع أنّ يخلق المصنع ما يناهز ألفي وظيفة مباشرة، وأن تبلغ قدرته الإنتاجيّة الشهريّة 40 ألفاً من شرائح السيليسيوم 300 ملم، وهي إحدى التقنيات الأكثر تطوراً في مجال الرقائق الالكترونية.

ويتوقّع أن تقدّم برلين للمشروع إعانات حكوميّة بقيمة تناهز خمسة مليارات يورو عبر الصندوق الفدرالي للمناخ والتحول، وفق تقارير صحافية محلية.

ويأمل الإتحاد الأوروبي أن تستحوذ القارة بحلول العام 2030، على 20 بالمئة من السوق العالميّة لإنتاج الرقائق، وقرّر هذا العام تخصيص 43 مليار يورو من الاستثمارات العامة والخاصة سعياً لتحقيق هذا الهدف، ضمن ما عرف بـ"قانون الرقائق".

اعلان

ورحّب المفوض الأوروبي، المشرف على السّوق الرقمية تييري بريتون بالخطوة التايوانية، معتبرا أنها مؤشر الى مضي هذا القانون قدماً، وأنّه "يعزّز أمن تموين أوروبا" في هذا المجال.

وتسعى ألمانيا لأن تصبح قوة الدفع للتوجه الهادف الى تعزيز السيادة الأوروبيّة في مجال إنتاج الرقائق الإلكترونية. وتسعى أكبر قوّة إقتصادية في القارة إلى إعادة إطلاق حركة الإنتاج الصناعي التي سجّلت في حزيران/يونيو انخفاضاً للشهر الثاني على التوالي، بحسب أرقام رسمية.

ورحّب وزير الاقتصاد روبرت هابيك بالإستثمار التايواني "الذي يظهر أنّ ألمانيا موقع جاذب وتنافسي، وخصوصاً عندما يتعلّق الأمر بتقنيات أساسيّة مثل الإلكترونيات الدقيقة".

"سيليكون ساكسونيا"

تعد دريسدن مركز ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا من المواقع الأساسية في إنتاج الإلكترونيات الدقيقة في أوروبا، واصطلح على مدى أعوام على تسميتها "سيليكون ساكسونيا"، في إشارة إلى سيليكون فالي في الولايات المتحدة حيث تتواجد غالبية شركات التكنولوجيا الكبرى.

اعلان

وكانت ألمانيا وافقت، في حزيران/يونيو، على منح شركة إنتل الأميركية العملاقة للرقائق نحو ثلث تكلفة مصنع ستبنيه في مدينة ماغديبورغ بتكلفة 30 مليار يورو بعد محادثات استمرت أشهراً.

وإضافة الى إنتل، باشرت شركة "إنفينيون" الألمانية مؤخراً بناء مصنع لأشباه الموصلات بكلفة خمسة مليارات يورو، كما أعلنت "وولفسبيد" الأميركية استثماراً مهماً في غرب البلاد.

وتتركز غالبية انتاجات "تي أس أم سي" في شينزو بشمال تايوان، إلاّ أنّ المجموعة تقوم بتنمية نشاطها عالمياً مع بناء مصنع في ولاية أريزونا الأميركية يعدّ من أكبر الاستثمارات الأجنبيّة في الولايات المتحدة.

وأرجئ هذا المشروع حتى 2025 بسبب صعوبات توظيف اليد العاملة المؤهلة في الولايات المتحدة، وهي مسألة تثير القلق أيضاً في ألمانيا التي تعاني نقصاً في اليد العاملة الماهرة.

المصادر الإضافية • أ ف ب

المصدر: euronews

كلمات دلالية: تايوان ألمانيا اقتصاد أوروبا روسيا فرنسا كرة القدم رجل إطفاء النيجر أوكرانيا أوروبا أستراليا الحرب الروسية الأوكرانية روسيا فرنسا كرة القدم رجل إطفاء الولایات المتحدة أشباه الموصلات ملیارات یورو فی ألمانیا فی مجال

إقرأ أيضاً:

نيكي يغلق على ارتفاع بدعم أسهم شركات مرتبطة بالرقائق

 

طوكيو (رويترز) 
 أغلق المؤشر نيكي الياباني مرتفعاً اليوم الثلاثاء، بفضل أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق، والتي اقتفت أثر مكاسب ناسداك الليلة الماضية، بينما ينتظر المستثمرون إعلان إنفيديا عن إيراداتها الفصلية.وصعد نيكي 0.51% إلى 38414.43 نقطة. وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.68% ليسجل 2710.03 نقطة.
وقال شوتارو ياسودا، محلل الأسواق في توكاي طوكيو إنتليجنس لابوراتوري: «ارتفعت أسهم بعض شركات الرقائق اليابانية، بعد أن أنهى مؤشر أشباه الموصلات الأميركي خسائر استمرت ست جلسات متتالية خلال الليل».
وأضاف، «انخفضت أيضاً أسهم بعض شركات الرقائق مع تجنب المستثمرين المخاطرة قبل إعلان أرباح إنفيديا».
وأغلق مؤشرا ناسداك وستاندرد اند بورز 500 على ارتفاع أمس الاثنين، ليعوضا بعض الخسائر مع توقع المستثمرين أرباحاً فصلية من إنفيديا.
وستعلن إنفيديا أرباح الربع الثالث غداً الأربعاء، والتي سيحللها المستثمرون لتقييم مدى الطلب على الرقائق واستدامة الإقبال على الذكاء الاصطناعي.
وقفز سهم شركة أدفانتست لصناعة معدات اختبار الرقائق 3.7%، ما شكل أكبر دفعة للمؤشر نيكي. وزاد سهم شركة شين إيتسو للكيماويات لصناعة رقائق السيليكون 1.12%.
وانخفض سهم ليزرتك 1.75%، بينما عوّض سهم طوكيو إلكترون خسائره المبكرة، وأغلق على ارتفاع 0.25%.
وربحت أسهم البنوك في ظل التوقعات بأن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة الشهر المقبل.
وزاد مؤشر البنوك 2%، مع ارتفاع سهم مجموعة سوميتومو ميتسوي المالية 3.32% وصعود سهم مجموعة ميزوهو المالية 2.49%.
وارتفعت أسهم شركات صناعة السيارات 1.73% مع صعود سهم شركة تويوتا موتور 2.04% وزيادة سهم هوندا موتور 2.42%، بينما يتجه الين بشكل عام للانخفاض.
وقفز سهم شركة كادوكاوا 23% ووصل إلى الحد الأقصى اليومي، بعدما أفادت رويترز بأن شركة سوني، التي أغلق سهمها على ارتفاع 0.63%، تجري محادثات للاستحواذ على الشركة الإعلامية العملاقة المنتجة للعبة «إلدن رينج».

أخبار ذات صلة «نيكاي» يغلق منخفضاً بعد مكاسب الأسبوع الماضي نيكاي الياباني يصعد مع ارتفاع وتيرة الشراء

مقالات مشابهة

  • شركة تعدين أسترالية تدفع 152 مليون يورو للإفراج عن موظفيها المعتقلين في مالي
  • مطور الألعاب الأسرع نموًّا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يستحوذ على شركة Gleam Games في Türkiye
  • وزير الصحة يبحث مع شركة سعودية الاستثمار في مجال الخدمات الطبية
  • نيكي يغلق على ارتفاع بدعم أسهم شركات مرتبطة بالرقائق
  • وزير الزراعة يبحث مع مسئولي شركة بيبسيكو استثماراتها في مصر ودعم صغار المزارعين
  • باحثة سياسية: رئيس الصين ناقش مع بايدن قيود تصدير الرقائق الإلكترونية
  • «الأمم المتحدة» تختار قريتان مصريتان ضمن الأفضل عالميا في مجال السياحة الريفية
  • قيادات المعهد القومي للأورام تشارك فى الزيارة الميدانية لوزير التعليم العالي إلى ألمانيا
  • مدير بنك تركي: استثماراتنا في مجال الطاقة المتجددة تثير اهتماماً عالمياً.
  • قيادات المعهد القومي للأورام في جامعة القاهرة تشارك فى زيارة ألمانيا