قالت لجنة من خبراء الأمن الغذائي في تقرير صدر الخميس إن الحرب في السودان والقيود المفروضة على توصيل المساعدات للمحتاجين تسببت في تفشي المجاعة في مخيم "زمزم" للنازحين بشمال دارفور غربي البلاد.

وتوصلت لجنة مراجعة المجاعة المدعومة من الأمم المتحدة في تقريرها إلى أن المجاعة -التي تتأكد عند استيفاء معايير تتعلق بسوء التغذية الحاد والوفيات- في مخيم زمزم القريب من مدينة الفاشر ستستمر على الأرجح هناك حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل على الأقل.

ويضم المخيم 500 ألف شخص، وزاد عدد النازحين في المنطقة جراء المعارك الدائرة في مدينة الفاشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ولم تصل أي مساعدات إلى المخيم المترامي الأطراف منذ أشهر، بحسب وكالة رويترز.

كما أشار تقرير خبراء الأمن الغذائي إلى أن مطار الفاشر غير صالح لإيصال المساعدات الإنسانية بسبب انعدام الأمن، مشيرا إلى أن آخر شحنة من المساعدات الغذائية إلى مخيم زمزم كانت في أبريل/نيسان الماضي.

وكشف تحليل أجرته وكالة رويترز لصور أقمار اصطناعية غطت 14 مقبرة في دارفور أن المقابر توسعت سريعا في الأشهر القليلة الماضية، وتوسعت مقبرة في مخيم زمزم في الفترة بين 28 مارس/آذار والثالث من مايو/أيار بسرعة تزيد 50% عن الفترة التي سبقتها بـ3 أشهر ونصف.

واستخدمت لجنة مراجعة المجاعة هذا التحليل دليلا غير مباشر على زيادة معدلات الوفيات في المخيم.

وجاء في تقرير لجنة مراجعة المجاعة أن ظروفا مماثلة لتلك السائدة في مخيم زمزم ربما تؤثر على مناطق أخرى في دارفور تشمل مخيمي أبو شوك والسلام للنازحين.

وفي أواخر يونيو/حزيران الماضي، توصلت عملية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قادتها الحكومة السودانية إلى أن 14 منطقة في البلاد، من بينها أجزاء من ولايات الجزيرة وكردفان والخرطوم، معرضة لخطر المجاعة.

ويقول خبراء ومسؤولون في الأمم المتحدة إن تصنيف المجاعة قد يؤدي إلى صدور قرار من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يمكن الوكالات من توصيل الإغاثة عبر الحدود إلى المحتاجين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مخیم زمزم فی مخیم إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل يتسبب تحرير الخرطوم في إسقاط الفاشر… نداءات عالية وتحذيرات كبيرة

مع استمرار انتصارات الجيش السوداني الكبيرة في العاصمة الخرطوم، وقرب تحرير مدنها الثلاث بالكامل، انطلقت دعوات تطالب بضرورة التركيز على الفاشر، والتأكيد على أن الحرب بالخرطوم والجزيرة قد انتهت بالفعل وأن الحرب الفعلية ستزداد كثافتها على مدينة الفاشر.

مخرج للهروب

بدأ هذه النداءات وزير المعادن السوداني محمد بشير أبونمو مؤكداً أن الحرب الفعلية في العاصمة والجزيرة قد انتهت، وأن كل ماتبقى من المليشيا الآن في هذه المناطق، كل همه ليس قتال الجيش، ولكن البحث عن مخرج للهروب إلى دارفور، مطالباً القيادة العسكرية والمشتركة والجيش بدفع القوة الضاربة منهم نحو دارفور وفوراً لأن الأمر لا يتحمل التأخير.

رسالة للقيادة

وفي السياق بعث رئيس تحالف سودان العدالة (تسع) بحر إدريس أبوقردة برسالة مفتوحة إلى كل من القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، بنفس معنى نداء أبونمو، وقال أبو قردة في رسالته “حتى لا نعطي العدوان الذي يمثل خطراً وجودياً لبلادنا، فرصة جديدة بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى من القضاء عليه، وحتى نتمكن من الإنتصارات المذهلة التي تحققت، أرجو أن تتفرغ 48 ساعة القادمة وتقود بنفسك (مخاطباً البرهان)، ومعك مستويات القيادة بتجهيز وتسيير 3 متحركات من المحاور القتالية الجاهزة المختلفة دون انتظار أي شئ لا يتوفر خلال المدة الزمنية المحددة لفك حصار الفاشر وتحرير بقية دارفور.

الفاشر عصية

من جانبه علق الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله على هذه النداءات والتحذيرات مؤكداً أن الفاشر عصية على مليشيا الدعم السريع. وقال عبد الله لـ “المحقق” إن جهود قواتنا هناك، وقوة إرادتهم وصمودهم وبجانبهم القوة المشتركة والمقاومة الشعبية سيفشل أي هجوم من جانبهم على المدينة.

هناك مخاطر

من جهته أوضح وزير الصحة السوداني الأسبق بحر إدريس أبوقرده سبب إرساله هذه الرسالة للفريق البرهان، وقال أبوقردة لـ “المحقق” بأن المليشيا وجهت جنودها الذين انسحبوا من المحاور بعد هزيمتهم في العاصمة والوسط بالخروج إلى دارفور وهدفهم الفاشر، مستدركاً أنه ليس معنى ذلك أن الفاشر يمكن أن تسقط، لكن احتياطاً لهذا التوجه، مضيفاً أن الأسلحة النوعية التي يستخدمونها مؤخراً مثل المسيرة الاستراتيجية تحدث خسائر كبيرة مثلما فعلت وقتلت بها 70 مواطن في المستشفى السعودي بالفاشر، وتابع حتى الهجوم المباشر الآن لا يستطيعوا فعل شئ من خلاله، لكن بالقوات الكبيرة التي يحركونها من العاصمة إلى هذه المحاور يمكن أن يحدثوا تأثيراً، منبها أنه إذا لم يتم التحرك بسرعة سيكون هنالك مخاطر، ويجب ألا نعطي فرصة لذلك، وقال رغم أن البعض قد يرى أن مطالبتنا بذلك قد تعطي فرصة للمليشيا بالتحرك أكثر، لكني لا أتفق مع ذلك، مضيفا أننا يجب أن نكون مستعديين لأي تحرك يمكن أن يقوموا به رغم ما لحق بهم من هزائم.

وتابع علينا أن ننبه ونتحرك ونسرع حتى لا نعطي أي فرصة حتى ولو كانت ضئيلة، مؤكدا في الوقت نفسه أن بقاء المليشيا في العاصمة وكردفان أصبح مستحيلا الآن، وقال إن الجيش يستطيع أن يخرجهم في وقت قصير.

حرب نفسية

بدوره رأى خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز البحوث الاستراتيجية الدكتور أمين اسماعيل مجذوب أن مسألة تأمين الفاشر يقوم بها أبناء دارفور والقوات المشتركة. وقال مجذوب لـ “المحقق” صحيح أن هنالك تهديد من قبل المليشيا ولكنها حرب نفسية إعلامية، ولا تملك المليشيا الآن أي قدرة على اسقاط الفاشر أو تشكيل حكومة في إقليم دارفور، مضيفاً أن المعركة الآن انتهت منذ أسبوع في العاصمة والجزيرة ومناطق أخرى، وانسحبت المليشيا، لأنها ليس لديها قيادة مركزية أو خطوط إمداد، وتم قطع اتصالاتها جميعا بمجموعاتها الصغيرة، مشيراً إلى تصفيات داخل المليشيا بين الأسر والقبائل المكونة لها، مؤكدا أنه لا خوف على الفاشر ولا على دارفور ولا من إعلان حكومة منفى، ولا أي حكومة تنافس الحكومة الشرعية، ورأى أنه أمام الدعم السريع كمليشيا متمردة خيارين إما الاستسلام، واما أن تقاتل حتى تفنى، مطمئنا الجميع بأن الفاشر بخير، وأن القوات كلها الآن تطارد المليشيا في اتجاهات مختلفة، مطالبا في الوقت نفسه بعدم الالتفات للشائعات التي تطلق من هنا وهناك.

سيناريو خطير

في المقابل أكد رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني أن هناك مشكلة حقيقية بالفاشر الآن. وقال ميرغني لـ “المحقق” صحيح أن الجيش والقوات المشتركة صمدوا كثيرا في الدفاع عن المدينة ،وصدوا مايقارب 170 هجوماً عليها، لكن الهجمات الكثيرة من الدعم السريع استنفدت قدرات القوات في الفاشر، مضيفا أن هناك قوات من ليبيا وتشاد تم توجيهها للفاشر، مؤكدا أن محاولة تكوين حكومة في دارفور سيناريو خطير جداً، و تداعياته خطيرة، موضحا أن أول جهة خارجية سوف تصاب برزاز هذا السيناريو هي تشاد نفسها، وقال إن تشاد سيكون لديها عدم استقرار بسبب التقاطعات مع دارفور، إضافة إلى النزاع الموجود بالإقليم والخصومات التاريخية به، لافتا إلى أن الجيش يستطيع أن يصد الهجمات، لكن ذلك سيطيل أمد الحرب، لأنه مازالت لديه مناطق أخرى حتى يستطيع التفرغ للفاشر.

مربع جديد

ولفت ميرغني إلى أن خطورة هذا السيناريو تتمثل في أن المسافة بين دارفور والولاية الشمالية قريبة، وقال إن أي تسلل إلى الشمالية من دارفور وكأنما الدخول إلى منطقة الجزاء، مضيفا أن الجيش يهاجم من شندي إلى الجنوب، وإذا فتحت ثغرة من الشمال سيكون ذلك خطير جدا، وسينقل الحرب إلى مربع جديد، مؤكدا أن نداءات التحذير من سقوط الفاشر صحيحة تماما وأنها مربوطة بالزمن، وقال إن هناك ما يقارب 3500 أسرة الآن تخرج من الفاشر تحسبا لهذا الدخول للمدينة، مبينا أن سيناريو دخول الفاشر خارجي، وقال إنه سيتم إعلان حكومة من ولايات دارفور الأربعة حتى وإن لم تسقط الفاشر، لافتا إلى أن فك الارتباط في تنسيقية القوى المدنية “تقدم” مع المجموعة التي تسعى لتشكيل حكومة ماهو إلا نوع من التكتيك، وقال إن تقدم تعمل على تشكيل حكومة بجزء منها، والآخر يبقى ليحافظ على التواصل السياسي، متوقعا عدم اعتراف أي جهة دولية بهذه الحكومة في المدى القصير، مستدركا في الوقت نفسه لكنها لو وجدت أي اعتراف دولي ولو بجهة واحدة ستتعقد الأمور كثيرا، مطالبا الحكومة بقطع الطريق على ذلك بمزيد من التواصل مع المجتمع الدولي.

القاهرة – المحقق – صباح موسى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البقاع الغربي.. حريق كبير في مخيم للنازحين السوريين
  • المجاعة تنهش السودان حيث “لا طعام ولا دواء ولا أي شيء”
  • «7» قتلى في قصف على مخيم أبوشوك بدارفور غرب السودان
  • قتلى وجرحى إثر قصف للدعم السريع بالفاشر
  • عائشة الماجدي: الفاشر (عزيزة)
  • هل يتسبب تحرير الخرطوم في إسقاط الفاشر… نداءات عالية وتحذيرات كبيرة
  • المجاعة تنهش السودان… «لا طعام ولا دواء ولا أي شيء»
  • مجلس الأمن يعتمد بالإجماع بياناً حول مراجعة نظام الأمم المتحدة لبناء السلام
  • منظمة أممية: الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع تسببت بنزوح الآلاف في شمال دارفور  
  • الخارجية : مصر تدين استهداف المستشفى السعودي في الفاشر بشمال دارفور