الثورة نت:
2024-12-25@17:57:39 GMT

عن العدو وتفكيك خطابه

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

 

 

يقال أن كل نهضة وتقدم تبدأ بثبات أخلاقي وكل تخلف وتراجع يبدأ بسقوط أخلاقي، ومن الملاحظ أن العدو بدأ يشتغل على الصغائر فلا يدع شاردة أو واردة إلا وقال فيها شيئا يفصح عن نذالة خصومته وفجورها، بالأمس اشتغل العدو على حوادث قد تكون عارضة تحدث في أي تجمع إنساني وحاول استغلالها استغلالا رخيصا كحوادث القتل التي تحدث بين الفينة والأخرى لسبب اجتماعي أو آخر، ويحوّل القضايا إلى قضايا رأي عام، وحين تتم المحاكمة وتنفيذ أحكام القضاء بصورة عاجلة يجعل منها قضايا أخرى يهدف من ورائها إلى بث الريبة والشك في موضوع الأحكام، وسلامة الإجراءات القضائية، وهو يجهد في تأليب الرأي العام ويحاول تفكيك بنية المجتمع، ويحدث فصلا بين السلطة وحواضنها الاجتماعية، ومثل ذلك يعزّ عليه بسبب واحد وبسيط وهو أن السلطة الوطنية بصنعاء تبسط يدها على كامل الأرض، وتحقق نجاحات أمنية غير مسبوقة، وحين المقارنة تكون كفة السلطة الوطنية بصنعاء راجحة على سلطة المحتل ومرتزقته، كما أن الكثير من القضايا والجرائم التي شهدها المجتمع الواقع تحت نير الاحتلال ومرتزقته، لم تضبط ولم يحقق فيها، بل يقال إن السلطة القضائية مشلولة الكف والساعد في مناطق الاحتلال .


اليوم يحاول العدو أن يطلق العنان لبعض مرتزقته من رعايا السفير ويقومون بحملة تمس الجوانب الأخلاقية في تعبير فاضح عن حالة السقوط والشعور بالهزيمة والتفسخ القيمي وهي ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الصراعات والخصومات ويستنكره كل من يحمل ضميرا حيا وقد استنكره الخصوم أنفسهم ونصحوا السفير بتوجيه الرعايا الذين ينساقون وراء توجيهاته بالكف عن هذه المهزلة التي تعبر عن السقوط في الرذائل ولا تنال إلا من الذين يقولون بها ويرعون توجهها .
صنعاء خلال حالة الاضطراب والتموج والثورات وخلال زمن العدوان مع ما صاحب ذلك من أحداث ظلت تقدم نموذجا إنسانيا فريدا، ونموذجا فريدا للمدنية والتعايش، ونموذجا فريدا للدولة المتخيلة التي كان المجتمع ينشدها خلال السنين الخوالي، وقد فشل المرتزقة في تقديم أي نموذج بل كانوا دمى يلهو بها الأمريكي والإسرائيلي والسعودي والإماراتي، وهو الأمر الذي جعل من تلك الثلة من البشر دون قيمة واقعية، أو أخلاقية .
اليوم يفرش المرتزقة الجفون للمستعمر كي يحتل اليمن، فبريطانيا تعود هذه المرة ليس إلى عدن بل إلى المهرة في حالة من حالات تبادل الأدوار بين الدول السبع، في حين تضع أمريكا يدها على عدن وقاعدة العند وباب المندب وميناء بلحاف بشبوة، وتتواجد في جزر البحر، كما تضع إسرائيل يدها على جزيرة سقطرى، في مقابل ذلك تتواجد فرنسا في الطرف المقابل في القرن الأفريقي، يحدث ذلك في الجنوب الذي قالت الأيام أنه لم يستقر ولن يستقر ،ومن يدعون الشرعية يمارسون التضليل ويقرون بالوصاية على اليمن وأهله حتى تمر من تحت الطاولة مشاريع المستعمر الأجنبي الذي يبسط يده على الموانئ والممرات البحرية وعلى الجزر اليمنية ذات الأهمية الاستراتيجية في طرق الملاحة الدولية .
لقد وقع العدو في التناقض في خطابه الذي يستهدف اليمن، ولذلك سوف بفشل كما فشل في عدوانه رغم ضخامة آلة الدمار والرعب التي استخدمها في العدوان، وفشل العدو لا يعني أن نقعد مع القاعدين ونقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، بل يتطلب جهدا مكثفا لبيان الزيف والتضليل وفضح الأكاذيب والأضاليل بخطاب مواز يتسع نطاقه ليشمل كل وسائل الاتصال والتواصل، وقد أصبحنا اليوم مطالبين بوضع الخطط والاستراتيجيات التي تفضح العدو وتبين للناس والرأي العام العالمي ما غاب عنهم، كل الوسائل اليوم متاحة، ولا بد لنا من تنظيم جيش إلكتروني، كما يحاول العدو أن يصنع، حتى نخوض معركة الوعي وننتصر فيها، فالمعركة العسكرية يقر العدو بفشله فيها، وقد قرأنا تصريحات في سالف الأيام تقر بذلك، ولذلك فالمعركة القادمة التي يعد لها العدو هي معركة فصل السلطة عن مجتمعها، وثمة أخطاء إجرائية تحدث شرخا في جدار الوجدان العام لابد من الوقوف أمامها ببصيرة ووعي ودراية وعلم حتى لا نجعل للعدو شروخا ينفذ منها ليبث سمومه .
اليوم تطرأ قضايا يجتهد فيها البعض فيقع في الخطأ وقد يقع في الصواب لكن صوابها قد يشكل حالة صادمة لمن اعتاد ذلك الحال، وليس من الحكمة أن نصدم المجتمع بموانع اليوم في قضايا يعتادها في سوالف أيامه اجتهادا منا، أو رفضا منا لها، فالله حين أراد تحريم الخمر على قوم كانوا يرونه من ضرورات وجودهم كثف الحديث عنه، وخلق له البدائل في الحياة الأخرى وتدرج في تحريمه على مراحل ثلاث، ولذلك قد يضخم العدو الصغائر ويخلق منها كبائر حتى يصل إلى مبتغاه، وهو ما يحدث اليوم بالفعل، فكل حادث يحدث كقضايا اعتيادية يتداخل العدو حتى يجعل منها قضايا كبرى وله غاياته وأهدافه من وراء ذلك .
المعركة مستمرة والانتصار فيها يتطلب منا وعيا واستعدادا نفسيا لمواجهتها، كما يتطلب قدرات ثقافية واستراتيجيات واشتغالا ممنهجا، فتفكيك خطاب العدو في المرحلة الراهنة من ضرورات الانتصار فيها .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

سلطان المساليت بدارفور يكشف للجزيرة نت تفاصيل خطابه بمجلس الأمن

الخرطوم- كشف سلطان دار (قبيلة) المساليت بولاية غرب دارفور سعد بحر الدين، عن معلومات جديدة بشأن مشاركته في جلسة مجلس الأمن الدولي، ومخاطبته للاجتماع الوزاري الذي ترأسه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس الماضي، حيث قدم شرحا لما تعرضت له قبيلة المساليت من انتهاكات وصفتها منظمات بالتطهير العرقي ضد القبيلة.

وقال بحر الدين في حوار مع الجزيرة نت، إنه تلقى الدعوة من الولايات المتحدة وروسيا وإنه طلب من المجتمع الدولي أن يلعب دورا في وقف الحرب وإنقاذ شعب السودان. كما دعا إلى تحييد دول الإقليم الداعمة لقوات الدعم السريع والضغط عليها لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في منبر جدة، وحثّ دول المجلس على التنفيذ الجاد للقرار 1591 القاضي بحظر دخول السلاح إلى دارفور.

وفي حين تُتهم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة بحق قبيلته المساليت، نفى بحر الدين تجاوزه الحكومة السودانية، وأكد وقوفهم مع وحدة السودان وإسنادهم دور الحكومة في حماية المواطنين في أي منطقة بالبلاد.

وفيما يلي نص الحوار:

أثيرت التساؤلات حول سفرك إلى نيويورك ومخاطبة مجلس الأمن، ما الداعي لذلك ومَن دعاكم تحديدا؟

تمت دعوتي لحضور جلسة مجلس الأمن من دولتين عظيمتين في وقت واحد هما الولايات المتحدة الأميركية وروسيا. وشاركت بموجب هذه الدعوة، وخاطبت المجلس بالطريقة التي سمعتموها.

إعلان ماذا طلبت من مجلس الأمن؟ وما مدى تجاوب دوله مع ما طرحته؟

ما طلبته من مجلس الأمن كان عبارة عن 4 نقاط عن الحرب في السودان ومآلاتها واستمراريتها، وطلبت من المجتمع الدولي أن يكون له دور في وقف الحرب الذي يتطلب مسارات كثيرة هي:

المسار الأول: تحييد الدول المجاورة لنا التي تدعم الحرب وخاصة مليشيا الدعم السريع. المسار الثاني: منبر جدة الذي تحدثنا عن ضرورة أن يكون هناك ضغط على الطرف الرافض لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الجولة الأولى منه، التي كانت تمهد الطريق وتؤكّد الجدية للاستمرار في التفاوض. المسار الثالث: القرار الأممي 1591 الذي يحظر دخول السلاح إلى دارفور، وناقشناه مع مكونات أخرى لها تأثير على مجلس الأمن وقلنا إنه من الضروري تنفيذ هذا الأمر بشكل جاد. المسار الرابع: تحدثنا عن الحرب وإفرازاتها وعن الوضع الإنساني المأساوي الذي يعيشه اللاجئون في شرق تشاد وفي مناطق أخرى سواء في مصر أو ليبيا أو جنوب السودان أو إثيوبيا، والنقص الحاد في الغذاء والإيواء والماء الصالح للشرب والتعليم والصحة.

وأكدنا أن المجتمع الدولي لم يفِ بالتزاماته تجاه المتضررين السودانيين سواء كانوا لاجئين أو نازحين. ووجهنا نداءً له لإنقاذ شعب السودان من الوضع الإنساني السيئ في ظل ظروف مناخية قاسية مثل الأمطار والبرد مع النقص الحاد في الاحتياجات الأساسية.

كما ناقشنا مسألة الإعمار بعد الحرب، وتحقيق العدالة ومحاسبة كل الذين اعتدوا على الشعب السوداني وهجروه وقتلوه وارتكبوا جرائم الاغتصاب والنهب، على أن تتم المحاكمة عبر القضاء المحلي أو الدولي. واستشهدت في ذلك بالتقارير الواردة من منظمات أممية وقنوات إعلامية كثيرة.

وطلبنا من مجلس الأمن أن يتدخل ويحمي الشعب السوداني مما يحدث له الآن. وقد تحدث ممثلو أكثر من 18 دولة وأكدوا أن معاناة الشعب السوداني تستوجب أن يكون هناك تدخل حازم للوفاء بالمطالب التي ذكرناها. وبالتالي هناك ثوابت لابد من أن توضع في الحسبان حتى يتحقق السلام والطمأنينة والعيش بسلام.

إعلان

كيف سيتم التعامل مع مطالبكم بشأن أحداث مدينة الجنينة وما تعرضت له قبيلتكم المساليت من انتهاكات تقولون إنها ترقى للتطهير العرقي، لا سيما بوجود حكومة في السودان التي يمكن التعامل معها؟

نحن نُقرّ بأن هناك حكومة ودولة في السودان وبوجود مسؤولين قائمين على أمر الدولة. ونحن قبيلة المساليت جزء من الشعب السوداني، ومدينة الجنينة التي وقعت فيها هذه الانتهاكات جزء من جغرافية البلاد، ونحن لم نتجاوز الحكومة ولن نفعل.

والحكومة المتمثلة في مجلس السيادة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان تحمل على عاتقها قضية الجنينة وقضية السودان ككل. ونتمنى أن يكون هناك تكامل، ويتحمل كل الشعب السوداني المسؤولية لكي يتم تجاوز هذا الخطر.

وبالتالي من منطلق مسؤوليتنا كقائمين على أمر سلطنة المساليت تحركنا ودعمنا قضية السودان، وقضية قبيلتنا وأكدناها للعالم.

قبل سفرك إلى نيويورك كان لك نشاط في فرنسا، كيف تقيم نظرة باريس إلى الجرائم التي ترى أن الدعم السريع اقترفتها بحق قبيلتكم؟

كنت في باريس لأكثر من مرة والتقيت بعدد من المسؤولين المعنيين بالشأن الإنساني والعدلي في أوروبا. وتحدثنا أيضا مع بعض الأجهزة المختصة بمسألة الأمن. وفي تقييمي، كان هناك فهم خاطئ في البداية، لكن استطعنا تغيير مفاهيم أوروبية كثيرة، حيث كانت هناك أشياء غائبة عنهم بسبب عدم التواصل معهم من جانب الحكومة أو المتضررين.

وقمنا بهذا الدور وكان التجاوب لا بأس به في المرة الأولى، وتحسن في الثانية، وأصبح جيدا جدا في الثالثة. وعكسنا معاناة الناس عبر لقاءات كثيرة في مواقع متعددة مع الأوربيين خاصة في باريس التي تدار منها كثير من الأمور.

هل صحيح أن هناك وساطات حاولت الجمع بينك وبين قيادات في الدعم السريع؟ وماهي طبيعتها إن وجدت؟

هذا شيء قديم جدا ومرت عليه أعوام، والآن لا توجد أي وساطة ولا يوجد أي تواصل بيننا وبينهم.

إعلان كيف ترى موقف حكومة السودان فيما جرى لكم؟

حتى الآن مشكلة السودان منوطة بالحكومة، صحيح نحن الأكثر تضررا واستهدافا في البلاد والحرب بدأت في مناطقنا قبل 6 أشهر من بقية المناطق وحصل لنا تدمير كامل وفقدان لأرواح ومقتنيات واعتداء على أعراض، ولكن الأمر يتطلب أن يكون للحكومة دور أقوى ونحن نساندها لتحمي المواطنين في مدينة الجنينة وفي أي بقعة في السودان.

كيف تنظر إلى مستقبل التعايش الأهلي في دارفور خاصة مع دعم بعض القبائل للدعم السريع؟

نحن مجتمع متماسك ومتعاون في سلطنة دار المساليت، وسنعيش حتما مع القبائل السودانية الموجودة أصلا. أما المرتزقة الذين وفدوا إلينا فهذا أمر دولة وشعب وأي حديث عنه سابق لأوانه، وأتمنى أن تعود مدينة الجنينة كما كانت متحابة ومتآخية، ونرتبط بها وجدانيا ونتعايش كمكونات اجتماعية متنوعة.

مقالات مشابهة

  • مصطفى الفقي: أوباما كان سيلقي خطابه في مصر من جامعة الأزهر وليس القاهرة
  • شاهد بالفيديو.. الحسناء المصرية “خلود” تعود لإشعال مواقع التواصل السودانية بترديدها أغنية الفنانة ندى القلعة التي تمجد فيها ضباط الجيش (حبابو القالوا ليهو جنابو)
  • سلطان المساليت بدارفور يكشف للجزيرة نت تفاصيل خطابه بمجلس الأمن
  • خالد الغندور يوجه نصيحة لـ إمام عاشور: حافظ على النعمة التي تعيش فيها
  • 144 شهيداً ومصاباً في 5 مجازر صهيونية جديدة بغزة وأمنية السلطة تواصل اعتداءاتها على مخيم جنين
  • بتنسيق أمني بين بغداد وكوردستان.. مقتل 150 داعشياً بينهم قيادات وتفكيك خلايا نائمة
  • اليمن.. أسطورة الردع التي هزمت المشروع الأمريكي
  • أبناء أرحب يؤكدون جهوزيتهم لكل الخيارات التي يوجه بها قائد الثورة
  • دعوى قضائية أمريكية ضد طبيبة في نيويورك وصفت دواء للإجهاض لسيدة في ولاية تكساس التي يحظر فيها ذلك
  • الاحتلال يحاصر مستشفيات الشمال وعدد شهداء وجرحى غزة يتجاوز الـ152 ألفاً