اتفقت دولة الإمارات وجمهورية أذربيجان على تنمية شراكتهما الاقتصادية في قطاعات ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والاقتصاد الجديد والسياحة والطيران والصناعة والابتكار والتكنولوجيا والزراعة والأمن الغذائي والخدمات اللوجستية والثقافة والطاقة والطاقة المتجددة والاستثمار.

جاء ذلك خلال اجتماع الدورة التاسعة من اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين البلدين، الذي عُقد في مدينة شوشا الأذربيجانية، برئاسة معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، ومعالي ميكائيل جباروف، وزير الاقتصاد الأذربيجاني، وبحضور عدد من كبار المسؤولين، وممثلي الهيئات الحكومية والقطاع الخاص في البلدين.

وأكد معالي عبدالله بن طوق المري، أن دولة الإمارات وأذربيجان ترتبطان بعلاقات إستراتيجية وشراكة اقتصادية متميزة تطورت على مدى أكثر من ثلاثة عقود، حيث تحظى هذه العلاقات باهتمام كبير من قيادتي الدولتين الصديقتين، لا سيما في ظل الزيارات الرسمية رفيعة المستوى بين البلدين، وآخرها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” إلى أذربيجان في يناير الماضي وتوقيع مذكرة تفاهم بشأن الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وقال معاليه: “يمثل اجتماع اللجنة محطة مهمة لتعزيز الروابط الاقتصادية بين الإمارات وأذربيجان، حيث تضمَّن برنامج هذه الدورة عددًا من القطاعات الاقتصادية الحيوية التي من شأنها دفع اقتصاد الجانبين إلى مستويات جديدة وتعزيز مسيرتهما التنموية، ونحن حريصون على مواصلة العمل عن كثب لتنمية التعاون الاقتصادي بما يدعم فتح مجالات عمل جديدة خاصة في ظل وجود فرص متنوعة في مختلف القطاعات، الأمر الذي يصب في دعم النمو المستدام لاقتصادي البلدين”.

واستعرض معاليه خلال الاجتماع الفرص والممكنات التي تتيحها بيئة الأعمال الإماراتية، التي من أهمها تعديل قانون الشركات التجارية للسماح بملكية أجنبية بنسبة 100%، حيث أسهم هذا التعديل في إضافة أكثر من 275 ألف شركة جديدة خلال عام ونصف، في حين وصل عدد الشركات التي تعمل في دولة الإمارات بنهاية عام 2023 إلى أكثر من 788 ألف، بالإضافة إلى تحديث أنظمة التأشيرات والإقامة واستحداث مساري العمل الحر والإقامة الخضراء، بما يعزز جاذبية الدولة للمواهب والكفاءات وأصحاب الأعمال والمشاريع الريادية في مختلف القطاعات الاستراتيجية.

ودعا معاليه، مجتمع الأعمال في أذربيجان إلى الاستفادة من السياسات المرنة والتنافسية التي توفرها الإمارات لتسهيل تأسيس وبدء الأعمال، مشيراً إلى التحديثات التي أجرتها الدولة على عدد من التشريعات، مثل قانون الشركات العائلية والوكالات التجارية والتعاونيات والتجارة من خلال وسائل التقنية الحديثة، مما عزز من المناخ الحاضن للأعمال، إضافة إلى تعزيز سياسات النمو المستدام للاقتصاد الإماراتي من خلال إطلاق المبادرات الداعمة للتحول نحو الاقتصاد الدائري ومن أبرزها “أجندة الإمارات للاقتصاد الدائري 2031″، والتي تلعب دوراً حيوياً في دعم الاستدامة للمسيرة التنموية للدولة بحلول العقد المقبل.

وتفصيلاً .. اتفق الجانبان خلال أعمال اللجنة على تشكيل فرق عمل مشتركة من البلدين لاستكشاف مزيد من فرص التعاون الاقتصادي في القطاعات ذات الأولوية على المستويين الحكومي والخاص، وتوفير كافة سُبل الدعم للمصدرين والمستوردين لتسهيل وزيادة تبادل السلع والخدمات، والعمل على تنويعها، لا سيما أن دولة الإمارات تُعد بوابة تجارية حيوية تدعم وصول الصادرات الأذربيجانية إلى أسواق المنطقة.

كما بحث الجانبان الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاعات الصناعات الغذائية والصناعات التحويلية، وفتح قنوات جديدة للتواصل بين المستثمرين وأصحاب الشركات في الجانبين.

وناقش الجانبان الإماراتي والأذربيجاني إمكانية توفير برامج وتسهيلات من شأنها تسريع نمو الشركات الناشئة في أسواق البلدين وزيادة استثماراتها ودعم صادراتها للوصول إلى أسواق جديدة، إضافة إلى تشجيع أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال على الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الجديد، بما يسهم في دعم زيادة نسبة مساهمة قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي للبلدين.

وأبدى الطرفان رغبتهما في إقامة معارض وفعاليات ومؤتمرات سياحية مشتركة خلال المرحلة المقبلة من شأنها الترويج لأبرز المعالم السياحية والتاريخية في البلدين، ودعم الاستفادة من ممكنات ومقومات التنوع السياحي للإمارات وأذربيجان والتي تُسهم في جذب المزيد من الوفود السياحية من جميع أنحاء العالم، لا سيما مع وجود أكثر من 185 رحلة شهرياً عبر خطوط الطيران الوطنية الإماراتية.

وتم التطرق إلى تعزيز التعاون المشترك في مجالات الرقمنة والابتكار والتكنولوجيا، وتبادل الخبرات حول خلق نظام بيئي مبتكر يعزز من التحول نحو الاقتصاد الرقمي، ودعم العمل الثنائي بين الجهات الحكومية المعنية بالذكاء الاصطناعي والحلول المبتكرة بين البلدين.

وأبدى الطرفان اهتماماً كبيراً بدعم التعاون المشترك في مجالي الأمن الغذائي والزراعة وذلك من خلال زيادة التبادل التجاري للسلع الغذائية والمنتجات الزراعية والحيوانية، كما اطلع الجانبان على أحدث الاتجاهات المعنية في مجال الزراعة.

 

وناقش الجانبان تعزيز التعاون المشترك والاستثمارات المتبادلة في قطاع الطاقة والطاقة المتجددة، وتنمية الشراكة لإقامة مشاريع جديدة خاصة بمحطات توليد الكهرباء، والعمل على عقد ورش عمل للخبراء المتخصصين في البلدين حول تعزيز كفاءة الطاقة لدى الطرفين.

وتعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول لجمهورية أذربيجان عربياً، حيث تستحوذ على 40% من تجارة أذربيجان مع الدول العربية، في حين بلغت قيمة التجارة غير النفطية بين البلدين خلال عام 2023 أكثر من 1.64 مليار دولار (6 مليار درهم)، بنسبة نمو وصلت إلى 68% مقارنةً بعام 2022.

كما تُشير الأرقام الأولية إلى ارتفاع في حجم التجارة غير النفطية بين البلدين في الفترة من يناير وحتى أبريل 2024، حيث وصلت إلى 617 مليون دولار (2.3 مليار درهم) بنسبة نمو بلغت 62%، مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.

وتقدر قيمة الاستثمارات الإماراتية في أذربيجان بـ 1.1 مليار دولار حتى نهاية عام 2022، لتحل في المرتبة الأولى عربياً والسابعة عالمياً للدول المستثمرة في أذربيجان، وفي المقابل تبلغ قيمة الاستثمارات الأذربيجانية في الإمارات أكثر من 210 ملايين دولار حتى نهاية عام 2021.وام

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

السلة وكريدت عمان يجدّدان عقد شراكتهما الناجحة

جدد الاتحاد العماني لكرة السلة وكريدت عمان عقد الشراكة بينهما بتوقيعهما مذكرة تعاون لدعم لعبة كرة السلة من خلال استمرار بطولة كأس كريدت عمان للأندية لكرة السلة في نسختها الثالثة.

وقع الاتفاقية من الاتحاد العماني لكرة السلة محمد بن ناصر الحسني أمين السر العام للاتحاد بالوكالة ومن جانب الشركة سليمان بن غريب الشيباني مدير أول مبيعات بالشركة، بحضور الشيخ خليل بن أحمد الحارثي الرئيس التنفيذي لكريدت عمان وحنيف البلوشي رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد.

وأكد الشيخ خليل بن أحمد الحارثي الرئيس التنفيذي لكريدت عُمان على استمرار الشركة في دعم لعبة كرة السلة من خلال هذه البطولة، مبينا أنهم حريصون على استمرار دعم كرة السلة ونشرها بدعم رعاية بطولة كريدت عمان والذي يأتي في إطار المسؤولية الاجتماعية للشركة لدعم الرياضة والشباب والوقوف بجانبهم، موضحا أن دعم مثل هذه البرامج والمناشط الرياضية والاجتماعية لها أهمية بالغة في نشر اللعبة، ونعتز باستمرار هذه المبادرات التي تسهم في إثراء الرياضة بسلطنة عمان.

شراكة ناجحة

أبدى المهندس خلفان بن صالح الناعبي رئيس الاتحاد العماني لكرة السلة سعادته بتجديد الشراكة مع كريدت عمان والذي يأتي في إطار الشراكة المستدامة بما يخدم خطط الاتحاد وأهدافه في نشر لعبة السلة ودعم مختلف البطولات، وهي امتداد لخطط الاتحاد التي قامت خلال الفترة الماضية بتنفيذ مجموعة من بطولات كرة السلة في التجمعات السكانية وفي المجمعات التجارية إلى جانب إقامة البطولات في المهرجانات والمناسبات في مختلف محافظات سلطنة عمان، مؤكدا أن دعم القطاع الخاص وشراكته مع الاتحاد سيعطياننا الفارق في نشر رياضة كرة السلة لتصبح من الألعاب الأساسية لدينا. كما أكد على أهمية دور القطاع الخاص في دعم كرة السلة، وقال، إن أي دعم من القطاع الخاص مثمن من الاتحاد العماني لكرة السلة وتجربة استمرار بطولة كريدت عمان لكرة السلة تجربة ناجحة، وهنا ندعو القطاع الخاص لدعم اللعبة وتمكينه بشكل يساعد المنتخبات الوطنية والأندية ممثلي سلطنة عمان على المنافسة في البطولات الخارجية.

أما محمد بن ناصر الحسني الأمين العام لاتحاد السلة بالوكالة، فقال: استمرار بطولة كريدت عمان تؤكد الشراكة الناجحة مع الشركة وحرصها على دعم الشباب والرياضة في سلطنة عمان وخاصة كرة السلة، مضيفا أن البطولة مهمة جدا وهي بطولة تنشيطية للاعب العماني قبل انطلاق الدوري العام وبطولات الاتحاد المختلفة، وأشار إلى أن القطاع الخاص شريك مهم لتطوير الرياضة في سلطنة عمان ومن هنا ندعو الشركات إلى المبادرة في دعم البطولات الرياضية لما لها من أثر في تطور المستويات وإعداد اللاعبين ليكونوا أدوات مهمة لتعزيز التنافس بين الأندية الرياضية، ورفد المنتخبات الوطنية.

بينما قال سليمان بن غريب الشيباني مدير أول المبيعات بشركة كريدت عمان، أن هذا الدعم يأتي في إطار المسؤولية المجتمعية للشركة، التي تهدف إلى تعزيز الرياضة بين الشباب والمساهمة في تطويرها.

وأشار الشيباني إلى أن دعم البرامج والمبادرات الرياضية والاجتماعية يسهم بشكل كبير في نشر لعبة كرة السلة وزيادة شعبيتها في سلطنة عمان. كما أضاف أن الشركة فخورة باستمرار هذه المبادرات، التي تلعب دوراً مهماً في إثراء المشهد الرياضي، وتعزيز الروح الرياضية بين الشباب. وذكر أن الاستثمار في الرياضة ليس مجرد دعم مالي، بل هو استثمار في مستقبل الشباب العماني، مما يعكس الالتزام القوي للشركة تجاه المجتمع. ومن المتوقع أن تسهم هذه الشراكة في تنظيم فعاليات رياضية متنوعة، مما يعزز من مكانة كرة السلة كأحد الرياضات الرائدة في سلطنة عمان.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: نتطلع إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية مع الإمارات بجميع المجالات
  • بورشة تدريبية جديدة.. قصور الثقافة تواصل تنمية مهارات مسؤولي المتابعة
  • الهند والإمارات تراجعان اتفاقية الشراكة الاقتصادية.. ما علاقة المعادن النفيسة؟
  • الإمارات ومصر تبحثان تنمية الشراكة الاقتصادية في الاقتصاد الجديد
  • الهند والإمارات تراجعان اتفاقية الشراكة الاقتصادية.. ما علاقة المعادن النفسية؟
  • الإمارات ومصر تبحثان تنمية الشراكة الاقتصادية في قطاعات الاقتصاد الجديد
  • الإمارات والهند.. حقبة ذهبية من العلاقات الاقتصادية
  • وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يستقبل سفير فرنسا بالقاهرة لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين
  • شروط التسجيل في بطاقة ريادة الأعمال العمانية 2024 هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "sme.gov.om"
  • السلة وكريدت عمان يجدّدان عقد شراكتهما الناجحة