أعلنت حركة حماس اغتيال إسرائيل لرئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، ومرافقه في العاصمة الإيرانية طهران، ليلتحق بعدد من القادة الذين اغتالتهم سلطات الاحتلال في مواقع ومناطق مختلفة.

وكان آخر ظهور لهنية في طهران أثناء حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وجاء استهدافه بعد إعلان تل أبيب مطاردة قادة حماس في غزة وخارجها، وفي كل مكان، رداً على ما تقول إنه الهجوم الذي قامت به المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023.

ومع أسئلة الاستفهام التي تركها استهداف إسماعيل هنية في عاصمة الدولة الحليفة لحماس، ما تزال الأنباء شحيحة عن سبيل الوصول إليه في هذا الظرف، والذي كشف عن اختراق أمني عالي المستوى.

لكن بالعودة لعمليات سابقة، تتضح بعض التفاصيل من جمع محاولات قامت بها إسرائيل للوصول لعشرات القيادات من فصائل المقاومة الفلسطينية، وإن تراجعت وتيرتها أو توقفت مؤقتا، لمعظم الفصائل الأخرى ما عدا “حماس”، خلال مفاوضات السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.

ووضعت سلطات الاحتلال قوائم واسعة بأسماء شخصيات وقيادات من حماس ترغب في الوصول إليهم، استكمالاً لتاريخ أجهزتها في استهداف قادة الحركة منذ تأسيسها في ثمانينات القرن الماضي، دون وضع حد بين السياسية منها والعسكرية.

وبعد “عملية طوفان الأقصى”، استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية مكتباً تابعاً لحماس ضمن بناية تقع في قلب معقل حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت، واغتالت صالح العاروري، نائب رئيس “حماس” وقائد الحركة في الضفة الغربية، ويعد من أهم حلقات الوصل مع “حزب الله” اللبناني وإيران.

ولم يكن اغتيال العاروري سابقة أو مرتبطا بتداعيات السابع من أكتوبر، بل يأتي ضمن سلسلة من عمليات الاغتيال التي طالت قادة وكوادر حركة حماس منذ بداية تسعينات القرن الماضي. وتأتي محاولات تل أبيب ضمن ما تقول إنه محاولة لإضعاف والقضاء على الحركة، مع جهود تبذلها مختلف أذرعها الاستخباراتية والعسكرية والأمنية والسياسية، على امتداد سنوات للوصول إلى رموز حماس، مثل اغتيال عماد عقل وهو من أبرز القادة العسكريين لكتائب عز الدين القسام، والذي اغتيل بعد محاصرة إسرائيلية في 24 نوفمبر 1993، منزلاً بحي الشجاعية في مدينة غزة واغتالته مع أحد مساعديه.

وبعدها اغتالت سلطات الاحتلال، يحيى عياش، الذي يعد من أبرز القادة العسكريين في كتائب القسام، وكانت تتهمه بتنفيذ تفجيرات وعمليات داخل إسرائيل.

ولتنفيذ عملية اغتيال عياش، تمكن جهاز “الشاباك” الإسرائيلي، في يناير 1996، من تسريب هاتف ملغم إليه، وفجّره عن بعد. وهو ما جعل العديد من قادة حماس من يومها يتفادون الاستخدام المباشر للهواتف، وغالباً لا يتعاملون مع الهواتف المشبوهة.

وبداية الألفية الحالية، في 31 يناير من عام 2001، قصفت طائرات إسرائيلية بالصواريخ مكتب الإعلام والدراسات التابع لحركة حماس في مدينة نابلس بالضفة الغربية، فقتلت القياديين جمال منصور وجمال سليم. ثم لاحقاً استهدفت إسرائيل إسماعيل أبو شنب القيادي في حماس، في 21 غشت 2003 بمدينة غزة.

ولم تتوقف آلة القتل الإسرائيلية بعد الوصول لزعيم حماس، حيث بعد أسابيع قليلة، اغتالت خلفه عبدالعزيز الرنتيسي، وهو طبيب وسياسي من مؤسسي حركة حماس ومن أبرز القيادات السياسية فيها، في 17 أبريل من نفس العام.

وهو ما دفع حماس لفترات طويلة أن لا تعلن عن قادتها علناً أو تسمي رئيس مكتبها، مخافة استهدافه، مثلما حدث مع خالد مشعل الذي تعرض لمحاولة تسميم من قبل الموساد في العاصمة الأردنية عُمان عام 1997.

كما اغتالت إسرائيل شخصيات أخرى من قيادات حماس، مثل صلاح شحادة مؤسس الذراع العسكري للحركة في 22 يوليوز 2002، بقنبلة تزن أكثر من طن، ألقتها طائرة حربية على منزل في حي الدرج شرقي مدينة غزة، أدت إلى استشهاد شحادة و18 شخصا بينهم زوجته ومرافقه زاهر نصار. وكذلك اغتالت جمال منصور ومحمود أبو هنود بواسطة صاروخ أطلقته طائرة حربية على السيارة التي كان يستقلها في 23 نوفمبر 2001. واستهدفت إسرائيل بعد سنوات نزار ريان ويعد من قيادات حماس السياسية والعسكرية، وهذا في يناير 2009، بغارة استهدفت منزله.

وتوصلت إسرائيل لمحمود المبحوح في يناير 2010 الذي كان يعتبر مسؤولاً عن الخدمات اللوجستية في الحركة. واغتالته داخل غرفته بفندق في دبي عن طريق 11 عميلا للموساد دخلوا الإمارات بجوازات سفر أجنبية.

وبحسب مصادر مقربة من حماس، فإن دوافع إسرائيل من هذه العمليات اعتقادها أن ذلك يضعف الحركة، بينما الواقع أن حماس بحسب المصادر تضع الأمر بعين الاعتبار، وهي تعمل على استمرارية العمل من دون وجود المسؤول أو القائد، عبر خلايا صغيرة مدربة لاستكمال أي مهمة منوطة بها.

وإن كانت عمليات الاستهداف والاغتيالات الإسرائيلية تحد من سرعة الحركة، لكنها بحسب تلك المصادر لن توقفها، لأنها برأيهم مشروع مستمر ومتجذر، وفكرة راسخة لدى أجيال عدة.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يقصف مدرسة شمال غزة ويزعم وجود مسلحين من حماس فيها

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، عن قصفه منشأة كانت تُستخدم كمدرسة شمال قطاع غزة، بعد حصوله على معلومات استخباراتية تفيد بوجود مسلحين من حركة حماس داخلها ، ووفقًا لبيان صادر عن الجيش، فإن القصف استهدف المنشأة بناءً على تقارير دقيقة تشير إلى أنها كانت تستخدم كمخبأ للمسلحين.

 

وأشار البيان إلى أن "العملية جاءت ضمن الجهود المستمرة لضمان الأمن ومواجهة التهديدات من قبل حركة حماس، والتي تستخدم المنشآت المدنية كستار لأنشطتها العسكرية".

 

وأكد الجيش أن الهدف من القصف كان "إزالة التهديدات المباشرة" دون الإضرار بالمدنيين. وأضاف أن "الجيش يواصل استهداف البنية التحتية لحماس وفقاً للمعايير العسكرية الدقيقة ويعمل على تقليل الأضرار الجانبية قدر الإمكان".

 

لم تصدر بعد أي تقارير عن الخسائر البشرية أو الأضرار الناجمة عن القصف، بينما دعت منظمات حقوق الإنسان إلى تحقيق عاجل في الحادثة لضمان عدم استهداف المدنيين.

 

حزب الله يعلن قصف مقر الاستخبارات الرئيسية في قاعدة ميشار بصواريخ الكاتيوشا

 

أعلن حزب الله، اليوم، عن استهدافه مقر الاستخبارات الرئيسية في قاعدة ميشار الإسرائيلية باستخدام صواريخ الكاتيوشا. وذكر الحزب في بيان رسمي أن الهجوم جاء رداً على "الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة"، مؤكداً أن الصواريخ أصابت أهدافها بدقة.

 

وأضاف البيان أن العملية تمثل جزءاً من التصعيد المستمر على الجبهة اللبنانية، مشدداً على أن الحزب "مستعد لمواجهة أي تصعيد جديد من الجانب الإسرائيلي".

 

عائلة المتضامنة الأمريكية عائشة نور تطالب بتحقيق مستقل في مقتلها وتنتقد التحقيق الإسرائيلي

 

طالبت عائلة المتضامنة الأمريكية التركية، عائشة نور، الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن بفتح تحقيق مستقل في مقتل ابنتهم برصاص جندي إسرائيلي، معتبرة أن التحقيق الإسرائيلي الجاري "غير كافٍ" لضمان العدالة.

 

وأكدت العائلة، في بيان نقلته شبكة "سي إن إن"، أن "عائشة قُتلت بعملية إطلاق نار غير قانونية"، وشددت على ضرورة "ضمان المساءلة الكاملة" عن مقتلها. وأشار البيان إلى مقطع فيديو يُظهر لحظة إطلاق جندي إسرائيلي الرصاصة التي أصابت عائشة خلال مشاركتها في احتجاج سلمي بالضفة الغربية.

 

وأضافت العائلة: "على الحكومة الأمريكية اتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق العدالة لعائشة، ويجب ألا تكتفي بالتحقيق الإسرائيلي الذي لن يحقق العدالة لابنتنا".

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يحقق في استغلال وثائق مزورة منسوبة لحماس
  • حماس تعلق على تقارير بشأن قتل الجيش الإسرائيلي عشرات المستوطنين في 7 أكتوبر
  • كيف اختير السنوار رئيسا لحماس وما التغييرات التي شهدتها الحركة؟
  • ‏الجيش الإسرائيلي: مسلح جاء من الأردن بشاحنة وفتح النار على القوات الإسرائيلية التي تعمل في معبر اللنبي
  • الجيش الإسرائيلي يقصف مدرسة شمال غزة ويزعم وجود مسلحين من حماس فيها
  • يديعوت: إسرائيل تُناقش الخميس مسألة توزيع الجيش للمساعدات بغزة
  • كان: الجيش الإسرائيلي يُغيّر طبيعة القتال في أنفاق غزة
  • أحد رجال الظل في حماس.. من هو علي بركة؟
  • بعد مقتل رهائن وتعليمات حماس.. الجيش الإسرائيلي يغيّر طبيعة القتال بأنفاق غزة
  • بعد مقتل رهائن وتعليمات حماس الجديدة.. الجيش الإسرائيلي يغيّر طبيعة القتال بأنفاق غزة