هيرا محمود: «دانة» أرهقتني نفسياً
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أخبار ذات صلةكشفت الممثلة الإماراتية هيرا محمود، عن أنها زارت طبيباً نفسياً بسبب شخصية «دانة» التي جسدتها في الفيلم الإماراتي «دلما»، الذي عُرض مؤخراً في صالات السينما المحلية، حيث أرادت أن تتقمص الشخصية وتدرسها بشكل أكبر، قبل تصوير العمل، خصوصاً مع صعوبة تأديتها لاسيما أنها تحمل العديد من المشاعر المركبة، لذا فهي ارتأت أنه من الأفضل أن تسأل طبيباً نفسياً عن رأيه فيها، وفي سلوكياتها وتصرفاتها، وعن نوعية المشاكل التي قد تكون عرضة لها، ومن هذا المنطلق استطاعت تطوير الشخصية وبنائها سيكولوجياً.
سعادة وإشادة
أعربت هيرا عن سعادتها بردود الأفعال الإيجابية التي تلقتها عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، بعد عرض فيلم «دلما» في صالات السينما المحلية، والإشادة بقصة الفيلم ودورها المختلف فيه، خصوصاً بعد رحلته الفنية ومشاركته في عدد من المهرجانات، مثل «مهرجان العين السينمائي الدولي»، و«مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، وقد شارك في البطولة راشد حسن، وإخراج حميد السويدي.
دراسة الشخصية
وحول الذي جذبها لتجسيد «دانة»، المليئة بالانفعالات والمشاعر والسلوكيات المتناقضة، قالت: قرأت السيناريو أكثر من مرة، حتى أضع دراسة وتصوراً مبدئياً للمشاهد التي سأؤديها لهذه الشخصية، والتي تحتاج إلى نبرة صوت معينة، وأداء تمثيلي حقيقي بعيداً عن الافتعال، خصوصاً في المشاهد التي تظهر فيها شخصية قاسية، إلى جانب افتعالها المشكلات وطريقة تعاملها مع من حولها في جزيرة «دلما»، وهذا ما حفزها لتجسد هذه الشخصية.
قصة اجتماعية
وأوضحت هيرا أنها فخورة بأن تشارك في بطولة هذا الفيلم المميز، الذي يجسد قصة اجتماعية مهمة، تدور أحداثها حول «دانة» التي تنتقل للعيش في جزيرة دلما، بعدما ورثت بيتاً قديماً من والدها المتوفي، وتقوم «دانة» بترميمه وتأجيره للسياح الذين يرتادون الجزيرة، وفي أحد الأيام تتوقف «دانة» لتناول وجبة في المطعم الوحيد الذي تجده، ولكن سرعان ما تتحول هذه الوجبة البسيطة إلى سبب خلاف كبير بينها وبين بعض سكان الجزيرة.
وقالت: «دلما» تجربة سينمائية إماراتية مختلفة من حيث القصة والمضمون ودوري فيه، ويتميز بالغنى الفني من خلال تنفيذه إخراجياً وبصرياً بمستوى عالي الحرفية من قبل المخرج حمد السويدي، الذي تعاونت معه سابقاً في فيلم «مسك»، في دور مساعد، إلى أن رشحني في دور بطولة في «دلما»، الذي يُعتبر أول فيلم إماراتي يتم تصويره في جزيرة دلما بأبوظبي، والتي أضفت بعداً شعرياً جمالياً على أحداث الفيلم.
دعم جماهيري
وأشادت هيرا بتطور المشهد السينمائي في الإمارات، وقالت: لدينا مواهب متميزة، ومخضرمون في عالم الكتابة والإخراج والإنتاج، وأتوقع خلال الـ5 سنوات المقبلة، أن يصل الفيلم الإماراتي للعالمية، من حيث الإنتاج والتنفيذ، موجهة نصيحة لصناع السينما الشباب، في تنفيذ أفلام جادة بمستوى تقني وفني واحترافي وجودة عالية، بحيث يكون على قدر المستوى المطلوب، وأوضحت أن ما ينقص السينما المحلية في الوقت الحالي، هو الدعم الجماهيري للفيلم الإماراتي في صالات السينما.
وتمنت في المستقبل تنفيذ عدد من الإنتاجات الضخمة في السينما الإماراتية، لأعمال مشابهة للفيلم المميز «الكمين»، الذي استعرض ملحمة سينمائية تعلو فيها قيم التفاني والتضحية لـ«بواسل الإمارات».
دراما تلفزيونية
وفضلاً عن مشاركتها في عدد من الأفلام السينمائية، فلدى هيرا تجارب درامية حققت فيها حضوراً جيداً، منها مسلسل «العدالة» الذي عُرض على منصات رقمية، و«بو حظين» مع جابر نغموش الذي عُرض منذ عامين على «قناة الإمارات»، و«ذاكرة قلب» الذي عرض في رمضان الماضي مع أحمد الجسمي، وعن هذه التجارب قالت: كنت محظوظة بأن أشارك في بطولة «بو حظين» مع عدد من الممثلين المخضرمين في عالم الدراما، حيث استفدت منهم كثيراً، كما أنني كنت فخورة بالوقوف أمام الممثل القدير جابر نغموش حتى ولو بمشاهد بسيطة في العمل، وأتمنى في المستقبل أن أشاركه أعمالاً أخرى بمساحات أكبر، إلى جانب تجربتي المميزة في «ذاكرة قلب» مع أحمد الجسمي.
«كائنات»
أشادت الممثلة هيرا محمود بتوجه بعض القنوات مثل شبكة تلفزيون أبوظبي، في تنفيذ أعمال درامية قصيرة، مثل «البوم» و«خطاف»، اللذين عرضا في رمضان الماضي على شاشة «أبوظبي»، ومواكبتها للعصر الحالي الذي أصبح للمسلسلات القصيرة فيه حضوراً طاغياً، كاشفة أنها من المقرر أن تشارك في مسلسل قصير مكون من 13 حلقة، من إنتاج شبكة تلفزيون أبوظبي، بعنوان «كائنات»، وهو عمل درامي اجتماعي في إطار من الفانتازيا، من إخراج الأسعد الوسلاتي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأفلام السينمائية الأفلام الإماراتية السينما السينما الإماراتية عدد من
إقرأ أيضاً:
والدي الذي لم يلدني.. او قصة حياتي..
محمد لطيف
كنت أسأل نفسي دوما إن لم يقرر هو إصطحابي في ذلك العام المبكر من سني حياتي من تلك القرية الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات الى الشمال الشرقي من مدينة دنقلا على حواف حوض السليم ومن أسرة متواضعة الحال .. الى مدينة عطبرة حيث البيت الكبير والحياة العريضة والآمال الكبيرة ايضا .. كيف كان يكون حالي اليوم ..؟ الشاهد أنني وبفضل والدي الذي لم يلدني الشيخ محمد سعيد محمود عليه رحمة من الله ورضوانه ..وجدت نفسي في البيت الكبير حيث الجد والحبوبة والخالات والأخوال حتى قبل أن ابلغ سن التعليم .. فقضيت شهورا قاربت العام مدللا مرفها حتى حسبت أن الحياة إن هي إلا لعب ولهو !!
ثم حدث الإنقلاب الهائل وتغير كل شيء .. فما أن بدأت اليوم الأول من سلمي التعليمي في مدرسة خليوة الأولية حيث البيت الكبير .. حتى ظننت أن شروط أن تعيش في هذه الدنيا هي الصلاة والمذاكرة ..كان الأمر بالنسبة لوالدي الذي لم يلدني مقدسا لا يقبل المساومة ولا يحتمل التأجيل ..والمصيبة أنني كنت كسولا في الإثنين ..مما جعلني في موضع المراقبة الدئمة والملاحقة المستمرة من جانبه ..وكنت أظن .. وكم من ظنون هي آثام .. أنه يرهقني بما يفعل .. حتى إذا بلغت أشدي واصبحت في موقع المربي من أبنائي .. أدركت أنني كم ارهقت الرجل بل كم عذبته جراء كسلي وغبائي ذاك .. غفر الله لي و أجزل له العطاء.
كان بر والدي الذي لم يلدني بوالديه عجيبا موحيا مثيرا مما تسير به الركبان .. فطوال حياتي في البيت الكبير لآ اذكر أنه ذهب الى فراشه ليلة واحدة قبل أن يمر على فراش والدته .. جدتنا الراحلة مريم فضل حربة عليها الرحمة .. مطمئنا عليها .. ولا اذكر أنه خرج الى صلاة الصبح قبل أن يمر عليها وهي في مصلاتها تستعد للصلاة .. بل لا اذكر قط أنه عاد يوما من خارج البيت إلا وبدأ تحيته بها .. أما بره بوالده .. جدنا الراحل سعيد محمود عليه الرحمة .. الذي كان أحد كبار خلفاء الختمية ..مما حتم أن يكون البيت الكبير محل إنعقاد الليلية الختمية الشهيرة كل أحد وخميس ..وفي كل ذلك كان والدي الذي لم يلدني ..وهو الإسلامي الملتزم تنظيميا وسياسيا .. هو القائم على ترتيبات تلك الجلسات .. وبينما كنا نحن الصغار نؤدي ادوارنا مجبرين ممتعضين .. كان هو يتابع كل صغيرة وكبيرة بمنتهى الحماس والحفاوة بدءا من التنظيم والتمويل والترحيب .. وحتى المشاركة في قراءة المولد والحرص على قراءة بعض المدائح التى كان يحبها جدي عليه الرحمة ..ولم يكن يفعل كل ذلك إلا برا بوالده كما قال لي لاحقا .. !
وعلى ذكر إلتزامه التظيمي أذكر أمرين .. الأول أنني لم اسمعه يوما محتدا في نقاش أو منخرطا في جدال أو مسيئا لأحد أو رافعا صوته بـ (تكبيرة الجهاد) ضد آخر.. والذين عاصروه حتى في مواقع الخلاف يشهدون له بذلك ..ولعل تجربته في قيادة نقابة عمال السكة الحديد قد أثبتت تجرده ومهنيته و حياده تجاه الجميع .. قال لي مرة ( لكل حزبه والنقابة للجميع ) إندهشت حقيقة لإستخدامه العبارة وقلت له مداعبا .. يا حاج والله إنت ما بتشبه الجماعة ديل .. رد ضاحكا ( بطل لولوة يا هم بيشبهوني كويسين زيي أو أنا بشبهم كعب زيهم ابقى على واحد ) ولأنه لم يكن بوسعي أن اظلم نفسي واقول إنهم (كويسين) أو اظلمه وأقول إنه (كعب) انسحبت بهدوء.!!
أما المسألة الأهم علئ ذكر إسلاميته هذه فهي ورغم أنني عشت في كنفه بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة من إنفاق و تربية ورعاية وتوجيه وإشراف .. إلا أنني لا اذكر مرة واحدة طلب مني فيها بأي شكل من اشكال الإلتزام بما يؤمن به .. حتى عندما بدأت خوض غمار السياسة .. بوعي مستقل من وجهة نظري .. يساري من وجهة نظره .. لم يزد على أن يقول لي .. بس ما تخلي الصلاة .. له الرحمة والمغفرة .
ولكنه كان يعرف كيف يدير حواراته بما يقنع و يفحم و يضحك ايضا ..نزلنا ضيوفا عليه ذات عام رفقة بعض أصدقائي وقد تزامنت زيارتنا تلك مع احداث رابعة العدوية وكنا سعداء بـ ( بل وجغم) الإسلاميين ..(اليست هذه لغتهم ؟!) وكان هو غاضبا جدا بالطبع يصب جامه على مصر .. فقال له أحد الأصدقاء ياحاج مصر دي مذكورة في القرءان !! فضحكنا و نحن نستبطن أننا قد رددنا عليه بلغته ..ولم ندرك أن صديقنا الذي صفقنا له قد مد له حبلا ليشنقنا به .. إذ جاء رده سريعا ومباغتا على حكاية ذكر مصر في القرءان إذ قال ( أيه يعني هو إنت قايل اي حاجة مذكورة في القرءان كويسة ؟ ما هو قوم لوط مذكورين في القرءان !!) .. فغرقنا في موجة من الضحك لا لطرافة الرد فحسب .. بل لأننا لم نكن نملك ما نرد به عليه ..!
وأخيرا .. إن كانت لهذه الحرب من حسنة واحدة لي ولأسرتي فهي أنها قد منحتنا فرصة أن نقضي معه ثلاثة اشهر متواصلة .. قلت له أنا طلعت منك واحد ورجعت ليك بخمسة ..كان رده (والله أنا مبسوط من الحرب الرجعتكم لي ).. ثم استدرك ضاحكا ( بس اوعى تمشي تكتب محمد سعيد داير الحرب اصلكم بتلفحوا الكلام )..
وأشهد الله وأشهدكم أنني طوال وجودي معه لم اسمعه يوما داعما للحرب أو مؤيدا لها أو مبررا لها ..وكيف يكون كذلك وهو الذي لم يكن يوما متشددا أو عنيفا أو مؤجج فتنة أو مشعل نار ..؟ بل كان هو ما يقابل كل ذلك محضر خير وداعية سلام و منشد وفاق .. رحم الله خالي الشيخ محمد سعيد محمود والدي الذي لم يلدني ورحم الله والداي إذ منحاني فرصة الإنتقال الى كنفه لأكون ما أنا عليه .. فإن أسأت فلي وإن أحسنت فله الأجر .
الوسوممحمد لطيف