القراءة.. الطريق إلى الإبداع والابتكار
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
القراءة تحفز على الخيال والإبداع، تزيد الأفق اتساعاً، تسهم في تحسين مهارات التفكير النقدي والتحليلي، ترفع قدرات الأفراد الفكرية، وتساعد على ابتكارات جديدة، وتمكّن القارئ من فهم الواقع والمعلومات وتحليلهما بشكل أعمق، وتزيد مفرداته وتحسن مهارات التواصل لديه، مما يساهم في تعزيز ذكائه اللغوي وقدرته على التعبير بشكل أفضل.
وأكد نخبة من القراء والكتاب والرسامين والشعراء أن القراءة أسهمت في تكوين وعيهم المعرفي وتنمية الابتكار لديهم وتطوير مهاراتهم الفكرية، وتكوين شخصيتهم كما نمَّت قدرتهم على التنبؤ وإبداء الرأي السليم، موضحين أن القراءة تلعب دوراً حاسماً في تحسين الذكاء وتطوير الإبداع واتساع المعرفة لديهم، فمن خلالها يكتشفون عوالم جديدة ويكتسبون معلومات متنوعة في مجالات عدة، مما يسهم في اكتشاف العالم من حولهم.
نور العقل
قالت وفاء الشامسي، معلمة لغة عربية لطالبات الثانوية العامة، وصاحبة صفحة على «انستجرام» تشجع عبرها على القراءة: إنّ القراءة مفتاح للإبداع والابتكار، فالكتب الجيّدة تفتّش عن قرّاء يتعمقوّن في عوالمها، ويتنقّلون بين أفكارها الثرية، بحثاً عن الأمل والضوء الذي ينير العقول، وأضافت «القراءة تنمّي الخيال والإبداع، وأنا أشجّع الجميع على القراءة لأنّني مدركة أنّ وراء كلّ كتاب فكرة ووراء كلّ فكرة خطوات إلى الأمام، فالكتب هي التي ترشد إلى النور الذي يصنع الأمم والحضارات، وبوابة لإدراك ما حولك، لتكون إنساناً أكثر وعياً، فلم تعد القراءة من كماليات الحياة فهي من لوازمها، ولا يحقّ لإنسان أن يربّي أولاده دون أن يحيطهم بالكتب، ففي اعتقادي أنّ أعظم هدية من الممكن أن يحظى بها الإنسان هي الشغف بالقراءة، فالكتب شمعة نحملها معنا أينما ذهبنا لتنير دروبنا».
تحديات
بدورها، ترى مروة كوكاش، صاحبة دار نشر، أن هناك تحديات تواجه تعزيز القراءة لدى هذا الجيل، ومنها غزو وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفعها إلى تعزيز القراءة لدى الأجيال عبر العديد من الوسائط، ومنها مجموعات عبارة عن بطاقات، وألعاب تحفيزية ومسابقات، بحيث أن كل علبة تتضمن 50 سؤالاً وجواباً، وكل سؤال يتضمن احتمالات ومعلومة عن الجواب، منها أيضاً مجموعة «العبقري الصغير» المنوعة وتتضمن مجالات عدة من فنون ورياضة وعلوم ورياضيات، مؤكدة أنها تستهدف جميع الفئات العمرية من 4 إلى 18 سنة.
وأضافت: «بهذه الوسائط نواجه التحديات التي تعرقل القراءة، كما نشجع على الإبداع والابتكار عبر ألعاب الذكاء، بحيث يقرأ الطفل بشكل بسيط ومفيد، وفي نفس الوقت نمده بالمعرفة، كما أنها تحفز اللعب والمشاركة مع الأهل، وهي وسيلة تعليمية تضاف للكتب، وهذه الوسائط قد تشجع وتحفز على الإبداع.
كتب متخصصة
وأشار محمد الحلبي، مهندس معماري يروِّج لكتب أجنبية مستوردة في الهندسة المعمارية والفن والموضة والتصوير، إلى أنه يحرص على توفير كتب متخصصة وعميقة وجلبها للوطن العربي كتغذية بصرية ومعلومات جديدة عن هذه المجالات، موضحاً أن الفرد عندما يقرأ في الكتاب المتخصص لمدة طويلة تترسخ لديه معلومات وميول بهذا الحقل العلمي، ومنها يأخذ أفكاراً وتغذية بصرية وتدفعه للبحث أكثر، ولأن هناك صعوبة في توفير الكتب الاختصاصية، نوفر معلومات عن الطاقة المتجددة والعمارة المستدامة، وهذه المعلومات ترفد القارئ بمعلومات دقيقة، ورغم إمكانية الحصول على هذه المعلومات عبر شبكة الإنترنت، إلا أن الكتاب يوفر معلومات أعمق، ويمكّن المبدع من تطوير مداركه واستخلاص الأفكار المتجددة.
الطريق إلى الإبداع
لا شك أن الكتاب هو الصديق الوفي ورفيق الوحدة الذي لا يبخل بالمعلومات، هكذا أشارت الشاعرة ميرة القاسم، التي تنظم القصيد وتمارس الرسم، إلى أنها كانت تقرأ كثيراً وفي يوم ما وجدت نفسها في عزلة بسبب جائحة «كورونا»، فوظفت العزلة في ابتكار أشكال وأنواع من اللوحات والأعمال الفنية، وقالت: «القراءة سبقت عندي الشعر والكتابة والألوان، وخلال العزلة كنت أبحث عن متنفس، فاكتشفت أن القراءة والكتابة تختزنان لدي موهبة وقدرة على الرسم، فبدأت بالرسم مع أولادي وزوجي لأستكشف عوالم جديدة بداخلي، رسمت على فواصل الكتب وبدأت لوحاتي تتسع وتتنوع، حيث دخلت عدة دورات لاكتشاف عالم الفن التشكيلي، وبدأت في رسم «وجوه في الذاكرة»، وأغلب لوحاتي تركز على العيون الناطقة، وكل لوحة رسمتها أوحت لي بكتابة قصة قصيرة أو رواية، فالقراءة هي مخزون يمكن توظيفه في الإبداع بمجال الكتابة والرسم والابتكار.
لغة مشتركة
الكلمة لغة مشتركة بين الشعوب وجسر تواصل مع مختلف الأجناس والأطياف، هكذا قال الكوري «كيم تي جيو»، الذي يطلق على نفسه اسم «هارون»، موضحاً: «عندما جئت إلى الإمارات كنت أفكر في حضور بعض المعارض، وأعود من حيث أتيت، ولكني اكتشفت ثقافة وعادات وتقاليد جديدة عليّ، فبدأت أقرأ وأثقف نفسي وفكرت في البقاء والكتابة عن هذا البلد المضياف، وبذلك فإن القراءة، إلى جانب تجربتي بوطن التسامح، دفعتاني للإبداع والتفكير في الكتابة لأساهم ولو بقدر بسيط في تغيير نظرة الغرب عن العرب.
خارج الصندوق
عن أهمية القراءة ودورها في الإبداع، قال الكاتب محسن سليمان: «القراءة تفتح جميع المجالات الفكرية من اجتماعية وأسرية وتاريخية، وتنمي الذائقة الروحية وترتحل بك إلى عوالم مختلفة، حسبما قال أحد الفلاسفة: «من يقرأ يطوف بلاداً بعيدةً، ومن لا يقرأ يبق حبيس منطقته»، لذلك القراءة تفتح آفاق الإدراك وتعرفك على ثقافة وعادات شعوب وتفتح اللغات الشعرية، وكلما تعمق الفرد في القراءة أصبح مخزونه الثقافي واللغوي والمعرفي غنياً، ما يعينه على مجابهة التحديات واستكشاف قدرته على التعامل مع الناس، ومن ثم ينعكس عليه وينسحب على الابتكار والقدرة على التخيل، وفي مجال التخصص يجب أن يغذي ويستزيد ويقرأ في مجال تخصصه لينمي معارفه»، موضحاً: «القراءة تجعل المرء أكثر فهماً وعمقاً وتصقل القدرات الإبداعية، والقدرة على ابتكار الحلول المتجدّدة لمشاكله، والتفكير خارج الصندوق، وتمكنه من اختيار ما يناسبه من قرارات قد تكون مصيرية في محيط أسرته ومجتمعه.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القراءة الكتابة الإبداعية الكتابة الأدبية الابتكار
إقرأ أيضاً:
فى نسختها الثانية.. انطلاق فعاليات احتفالية الذكاء الاصطناعي والعلوم والابتكار بجامعة حلوان 2025
انطلقت بجامعة حلوان فعاليات النسخة الثانية من احتفالية الذكاء الاصطناعي والعلوم والابتكار لعام 2025، وسط حضور واسع من قيادات الجامعة، والعمداء ووكلاء الكليات والعلماء وأعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب وضيوف الجامعة من داخل مصر وخارجها، وذلك بالتعاون مع شركة روساتوم العالمية.
بدأت الفعاليات بعزف النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية، ثم ألقى عدد من القيادات الأكاديمية والشركاء كلماتهم التي أكدت على أهمية هذه الاحتفالية في تعزيز مكانة جامعة حلوان كمنارة علمية رائدة في المنطقة.
أكد الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، في كلمته أن الجامعة تسعى باستمرار لتكون في مقدمة المؤسسات الأكاديمية التي ترعى الإبداع والابتكار، مشيرًا إلى أن هذه الاحتفالية تُعد منصة لإطلاق العقول نحو آفاق جديدة.
وقال "نحن نؤمن أن العلم هو الطريق إلى المستقبل، وأن شبابنا يمثلون الركيزة الأساسية لبناء مصر الحديثة. هذه الفعالية تعكس رؤية الجامعة في دعم البحث العلمي والابتكار، وتعزيز مكانة مصر على الخريطة العلمية العالمية".
كما وجّه رئيس الجامعة التحية لشركاء المؤتمر من شركة "روساتوم" العالمية، متمنيًا استمرار التعاون المثمر، موضحًا أن النجاح يتطلب وضوح الرؤية ومعرفة كل طرف بمكانه والاتجاه الذي يسعى إليه بشكل عملي وواقعي. وأضاف أن التعليم في عصر جامعات الجيل الرابع والخامس أصبح يعتمد على تنوع مصادر المعرفة، مما يضع العبء الأكبر على الطالب، بينما تعمل الجامعة على توفير الإمكانات اللازمة لدعمه. وأكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح توجهًا عالميًا يدخل في مختلف المجالات، والجامعة تستعد له عبر تجهيزات متخصصة، مع التشديد على أهمية جدية الطالب ووعيه لتحقيق التقدم.
وأشار "قنديل "إلى أن هذه الندوات تمثل فرصة كبيرة، خاصة بالتعاون مع شركة تمتلك نحو 500 فرع حول العالم، حيث تسخر الجامعة إمكاناتها لخدمة الطلاب. كما شدد على ضرورة امتلاك مصر لمفاعل نووي سلمي للطاقة، باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وهي مسؤولية مشتركة يجب أن نشارك فيها جميعًا. وأوضح أن مصر عبر تاريخها كانت دائمًا داعية للسلام وحافظة لحدودها، وأن حضارتها تؤكد أنها دولة تسعى للسلام وتمتلك قوة التنمية لتحقيقه، واختتم بالتأكيد على أن الجامعة ستتعامل مع توصيات هذا اللقاء باعتبارها ملزمة، وسيتم تنفيذها بدقة.
أكد الدكتور عماد أبو الدهب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، أن هذه الفعالية تجسد التزام جامعة حلوان بالتميز العلمي ودعم البحث والابتكار لخدمة المجتمع. وأوضح أن الندوة، بعنوان "دور الذكاء الاصطناعي في الاستخدام السلمي للطاقة النووية"، تجمع نخبة من الخبراء لمناقشة أحد أهم القضايا العالمية الراهنة.
وأشار " أبو الدهب" إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة محورية في إعادة تشكيل العصر الحديث، حيث يسهم في تعزيز الأمان النووي، رفع الكفاءة التشغيلية، توقع الأعطال، دعم إدارة أنظمة التبريد والتحكم، تطوير تقنيات الحماية الإشعاعية، إدارة النفايات المشعة، وتسريع البحث في المفاعلات والوقود النووي.
مؤكدًا أن الندوة تهدف إلى استعراض أحدث التطبيقات البحثية، وفتح آفاق التعاون العلمي بين المؤسسات الوطنية والدولية لبناء قدرات قادرة على مواكبة التطورات المتسارعة. واختتم أبو الدهب بتوجيه الشكر للجنة المنظمة والمشاركين، متمنيًا أن تكون هذه الفعالية خطوة نحو مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا قائم على العلم والمعرفة.
أوضح الدكتور أسامة إمام عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، أن كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان تضع نصب أعينها نشر ثقافة البحث العلمي بين الطلاب، وأضاف: "إننا نعمل على إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة."
وأكد" أمام" أن الكلية لم تتوان قط عن تنفيذ رؤية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لبناء الجمهورية الجديدة طبقا لرؤية مصر 2030 والتي ارتكزت على الذكاء الاصطناعي واستجابة لهذه الرؤية الطموحة، شهدت الكلية تحولاً جذرياً حيث تم تغيير المسمى من "الحاسبات والمعلومات" إلى "الحاسبات والذكاء الاصطناعي" وقد واكب هذا التغيير تطوير شامل وتحديث كامل لجميع البرامج الدراسية.
كما أعلن" إمام" أن الكلية ستبدأ صفحة جديدة، نرسم فيها هدفنا الأسمى: بأن نكون مركز إشعاع إقليمي لتطوير وتوطين الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وذلك بتقديم سلسلة دورات متخصصة لخريجي الجامعات المصرية بمختلف تخصصاتها بالتعاون مع صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء بدأ من عام 2026.
ومن جانبها أعربت منى فؤاد، مديرة العلاقات العامة بشركة روساتوم عن سعادتها بالشراكة مع جامعة حلوان، مؤكدة أن دعم الشباب ونشر ثقافة الابتكار جزء أساسي من رسالة الشركة. وقالت: "إننا في روساتوم نؤمن أن الاستثمار في العقول الشابة هو الاستثمار الحقيقي للمستقبل، هذه الاحتفالية تمثل نموذجًا للتعاون المثمر بين المؤسسات الأكاديمية والشركات العالمية، بما يعزز مكانة مصر في مجال العلوم والتكنولوجيا." ونحرص دائماً على المشاركة في الفعاليات المرتبطة بالشباب، فالشباب المصري لا يقل كفاءة عن نظرائه في أي دولة أخرى، ونعمل على بناء وعيهم وتوجيههم نحو المنافسة الدولية. ونتمنّى أن تكون هذه الفعالية مثمرة، مع خالص التوفيق للجميع والاستفادة القصوى من هذا الحدث.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية تم تقديم الدروع التقديرية إلى كل من: الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، والدكتور عماد أبو الدهب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، والدكتور أسامة إمام عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، تقديرًا لدورهم الفعال.