صحيفة الاتحاد:
2024-09-09@05:14:03 GMT

القراءة.. الطريق إلى الإبداع والابتكار

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
القراءة تحفز على الخيال والإبداع، تزيد الأفق اتساعاً، تسهم في تحسين مهارات التفكير النقدي والتحليلي، ترفع قدرات الأفراد الفكرية، وتساعد على ابتكارات جديدة، وتمكّن القارئ من فهم الواقع والمعلومات وتحليلهما بشكل أعمق، وتزيد مفرداته وتحسن مهارات التواصل لديه، مما يساهم في تعزيز ذكائه اللغوي وقدرته على التعبير بشكل أفضل.


وأكد نخبة من القراء والكتاب والرسامين والشعراء أن القراءة أسهمت في تكوين وعيهم المعرفي وتنمية الابتكار لديهم وتطوير مهاراتهم الفكرية، وتكوين شخصيتهم كما نمَّت قدرتهم على التنبؤ وإبداء الرأي السليم، موضحين أن القراءة تلعب دوراً حاسماً في تحسين الذكاء وتطوير الإبداع واتساع المعرفة لديهم، فمن خلالها يكتشفون عوالم جديدة ويكتسبون معلومات متنوعة في مجالات عدة، مما يسهم في اكتشاف العالم من حولهم.

نور العقل
قالت وفاء الشامسي، معلمة لغة عربية لطالبات الثانوية العامة، وصاحبة صفحة على «انستجرام» تشجع عبرها على القراءة: إنّ القراءة مفتاح للإبداع والابتكار، فالكتب الجيّدة تفتّش عن قرّاء يتعمقوّن في عوالمها، ويتنقّلون بين أفكارها الثرية، بحثاً عن الأمل والضوء الذي ينير العقول، وأضافت «القراءة تنمّي الخيال والإبداع، وأنا أشجّع الجميع على القراءة لأنّني مدركة أنّ وراء كلّ كتاب فكرة ووراء كلّ فكرة خطوات إلى الأمام، فالكتب هي التي ترشد إلى النور الذي يصنع الأمم والحضارات، وبوابة لإدراك ما حولك، لتكون إنساناً أكثر وعياً، فلم تعد القراءة من كماليات الحياة فهي من لوازمها، ولا يحقّ لإنسان أن يربّي أولاده دون أن يحيطهم بالكتب، ففي اعتقادي أنّ أعظم هدية من الممكن أن يحظى بها الإنسان هي الشغف بالقراءة، فالكتب شمعة نحملها معنا أينما ذهبنا لتنير دروبنا».

تحديات
بدورها، ترى مروة كوكاش، صاحبة دار نشر، أن هناك تحديات تواجه تعزيز القراءة لدى هذا الجيل، ومنها غزو وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفعها إلى تعزيز القراءة لدى الأجيال عبر العديد من الوسائط، ومنها مجموعات عبارة عن بطاقات، وألعاب تحفيزية ومسابقات، بحيث أن كل علبة تتضمن 50 سؤالاً وجواباً، وكل سؤال يتضمن احتمالات ومعلومة عن الجواب، منها أيضاً مجموعة «العبقري الصغير» المنوعة وتتضمن مجالات عدة من فنون ورياضة وعلوم ورياضيات، مؤكدة أنها تستهدف جميع الفئات العمرية من 4 إلى 18 سنة.
وأضافت: «بهذه الوسائط نواجه التحديات التي تعرقل القراءة، كما نشجع على الإبداع والابتكار عبر ألعاب الذكاء، بحيث يقرأ الطفل بشكل بسيط ومفيد، وفي نفس الوقت نمده بالمعرفة، كما أنها تحفز اللعب والمشاركة مع الأهل، وهي وسيلة تعليمية تضاف للكتب، وهذه الوسائط قد تشجع وتحفز على الإبداع.

 كتب متخصصة
وأشار محمد الحلبي، مهندس معماري يروِّج لكتب أجنبية مستوردة في الهندسة المعمارية والفن والموضة والتصوير، إلى أنه يحرص على توفير كتب متخصصة وعميقة وجلبها للوطن العربي كتغذية بصرية ومعلومات جديدة عن هذه المجالات، موضحاً أن الفرد عندما يقرأ في الكتاب المتخصص لمدة طويلة تترسخ لديه معلومات وميول بهذا الحقل العلمي، ومنها يأخذ أفكاراً وتغذية بصرية وتدفعه للبحث أكثر، ولأن هناك صعوبة في توفير الكتب الاختصاصية، نوفر معلومات عن الطاقة المتجددة والعمارة المستدامة، وهذه المعلومات ترفد القارئ بمعلومات دقيقة، ورغم إمكانية الحصول على هذه المعلومات عبر شبكة الإنترنت، إلا أن الكتاب يوفر معلومات أعمق، ويمكّن المبدع من تطوير مداركه واستخلاص الأفكار المتجددة.

أخبار ذات صلة تحدي القراءة العربي يتوج عمر أحمد الشموري بطلاً لدورته الثامنة في لبنان «الطاقة والبنية التحتية» تطلق الدورة الثانية لجائزة البحث والابتكار

الطريق إلى الإبداع
لا شك أن الكتاب هو الصديق الوفي ورفيق الوحدة الذي لا يبخل بالمعلومات، هكذا أشارت الشاعرة ميرة القاسم، التي تنظم القصيد وتمارس الرسم، إلى أنها كانت تقرأ كثيراً وفي يوم ما وجدت نفسها في عزلة بسبب جائحة «كورونا»، فوظفت العزلة في ابتكار أشكال وأنواع من اللوحات والأعمال الفنية، وقالت: «القراءة سبقت عندي الشعر والكتابة والألوان، وخلال العزلة كنت أبحث عن متنفس، فاكتشفت أن القراءة والكتابة تختزنان لدي موهبة وقدرة على الرسم، فبدأت بالرسم مع أولادي وزوجي لأستكشف عوالم جديدة بداخلي، رسمت على فواصل الكتب وبدأت لوحاتي تتسع وتتنوع، حيث دخلت عدة دورات لاكتشاف عالم الفن التشكيلي، وبدأت في رسم «وجوه في الذاكرة»، وأغلب لوحاتي تركز على العيون الناطقة، وكل لوحة رسمتها أوحت لي بكتابة قصة قصيرة أو رواية، فالقراءة هي مخزون يمكن توظيفه في الإبداع بمجال الكتابة والرسم والابتكار. 

لغة مشتركة
الكلمة لغة مشتركة بين الشعوب وجسر تواصل مع مختلف الأجناس والأطياف، هكذا قال الكوري «كيم تي جيو»، الذي يطلق على نفسه اسم «هارون»، موضحاً: «عندما جئت إلى الإمارات كنت أفكر في حضور بعض المعارض، وأعود من حيث أتيت، ولكني اكتشفت ثقافة وعادات وتقاليد جديدة عليّ، فبدأت أقرأ وأثقف نفسي وفكرت في البقاء والكتابة عن هذا البلد المضياف، وبذلك فإن القراءة، إلى جانب تجربتي بوطن التسامح، دفعتاني للإبداع والتفكير في الكتابة لأساهم ولو بقدر بسيط في تغيير نظرة الغرب عن العرب.

خارج الصندوق
عن أهمية القراءة ودورها في الإبداع، قال الكاتب محسن سليمان: «القراءة تفتح جميع المجالات الفكرية من اجتماعية وأسرية وتاريخية، وتنمي الذائقة الروحية وترتحل بك إلى عوالم مختلفة، حسبما قال أحد الفلاسفة: «من يقرأ يطوف بلاداً بعيدةً، ومن لا يقرأ يبق حبيس منطقته»، لذلك القراءة تفتح آفاق الإدراك وتعرفك على ثقافة وعادات شعوب وتفتح اللغات الشعرية، وكلما تعمق الفرد في القراءة أصبح مخزونه الثقافي واللغوي والمعرفي غنياً، ما يعينه على مجابهة التحديات واستكشاف قدرته على التعامل مع الناس، ومن ثم ينعكس عليه وينسحب على الابتكار والقدرة على التخيل، وفي مجال التخصص يجب أن يغذي ويستزيد ويقرأ في مجال تخصصه لينمي معارفه»، موضحاً: «القراءة تجعل المرء أكثر فهماً وعمقاً وتصقل القدرات الإبداعية، والقدرة على ابتكار الحلول المتجدّدة لمشاكله، والتفكير خارج الصندوق، وتمكنه من اختيار ما يناسبه من قرارات قد تكون مصيرية في محيط أسرته ومجتمعه.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القراءة الكتابة الإبداعية الكتابة الأدبية الابتكار

إقرأ أيضاً:

إطلاق باب الترشح لجائزة الألكسو للإبداع والابتكار للباحثين في الوطن العربي

شمسان بوست / خاص:

أطلقت إدارة العلوم والبحث العلمي بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم باب الترشح لجائزة الألكسو للإبداع والابتكار للباحثين في الوطن العربي، والتي تحمل في دورتها الحالية 2024 اسم (دورة جامعة الشارقة).

ويتناول مجال الجائزة لهذه الدورة الأبحاث والدراسات والمشاريع التي تحقق الاقتصاد الأخضر ضمن مجالات الطاقة المتجددة، والأبنية الخضراء، والنقل المستدام، وإدارة المياه، وإدارة المخلفات، وكذا إدارة الأراضي (الزراعة المستدامة)، ذات الاهتمام بتعزيز كفاءة استخدام الموارد، وتخفيض انبعاثات الكربون والنفايات والتلوث ومنع خسارة التنوع الأحيائي وتدهور النظام الإيكولوجي.



وتسعى الجائزة إلى تشجيع الباحثين العرب وحثهم على الإقبال على البحث العلمي والتقني، ورعاية الإبداع والمبدعين العرب وتقديرهم مادياً ومعنوياً، ونشر ثقافة البحث العلمي والابتكار بين الشباب العربي والتعريف بهم، وجذب الاهتمام إلى الأولويات البحثية العربية وتحقيق معالجة تطبيقية للتحديات التي تواجه الوطن العربي، فضلاً عن دعم جهود المؤسسات والهيئات والمراكز البحثية العربية لدفع عجلة البحث العلمي والابتكار في الوطن العربي.

وتضم جائزة الالكسو للإبداع والابتكار في دورتها الحالية ثلاث فئات تمنح من خلالها، الفئة الأولى للباحث الذي قام بتنفيذ بحث أو مجموعة من الأبحاث يحمل صفة الريادي والإبداع والابتكار في مجال الجائزة، أما الفئة الثانية تمنح لباحث أو مجموعة باحثين عن مشروع بحث لم ينفذ بعد ويحمل صفة الإبداع والابتكار في مجال الجائزة، فين حين تمنح الفئة الثالثة لمؤسسة عربية قامت أو تقوم بتنفيذ مشروع يحمل صفة الإبداع والابتكار في مجال الجائزة.

وتتألف الجائزة من شهادة تتضمن اسم الجائزة واسم الفائز وسنة الحصول عليها، وميدالية تحمل اسم الجائزة وشعار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومكافأة مالية مقدارها (خمسة آلاف دولار أمريكي) لكل فائز من الفئات الثلاث.



وهناك مجموعة من الشروط والمعايير للترشح والإنتاج العلمي للمتقدم لنيل هذه الجائزة للفئات الثلاث يمكن الاطلاع عليها من خلال زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بالجائزة

(https://ctiaward.alecso.org/)

ويعتمد تقييم الجائزة على مجموعة من المقاييس والضوابط في ترتيب الترشحات من قبل اللجنة العلمية، أبرزها المردود العلمي والتقني للباحث أو فريق البحث، والتأثيرات الصناعية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية للأعمال العلمية المقدمة ومدى تحقيقها لأهداف التنمية المستدامة في مجال الجائزة، وعنصر الإضافة العلمية والتقنية للإبداع والابتكار.

ويمكن التقدم للجائزة اعتباراً من يوم الأحد الموافق 01.09.2024 وحتى نهاية يوم الجمعة الموافق 25.10.2024 بتوقيت تونس ولا تقبل أية طلبات تقدم للجائزة بعد ذلك التاريخ، وسيتم تكريم الفائزين في الفئات الفائزة في حفل افتتاح فعاليات ملتقى الألكسو الثاني لتوأمة الجامعات العربية الذي تستضيفه جامعة الشارقة يومي 20-22 نوفمبر 2024م في الشارقة دولة الإمارات العربية المتحدة.

الجدير ذكره أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (إدارة العلوم والبحث العلمي) عبر خططها واستراتيجياتها دأبت على مساعدة الدول العربية في تقليص الفجوة المعرفية وتأثيرها على منظومة البحث العلمي العربي باعتبارها إحدى المقومات الأساسية للتقدم والتنمية، ورصد مواضيع وقضايا مختلفة بغرض التوصل إلى نتائج دقيقة تسهم في حل المشكلات التي تعترض المجتمعات وتبحث عن حلول مثالية لها.



وتأتي تسمية هذه الدورة 2024 باسم (دورة جامعة الشارقة) تقديراً لدور الجامعة المتميز في رفد مسيرة البحث العلمي وتطور العلم والريادة والابتكار على المستوى العربي والعالمي واعترافاً من الألكسو بجهودها.

مقالات مشابهة

  • وثيقة أمريكية جديدة تكشف معلومات صادمة عن الأجسام الطائرة المجهولة
  • معلومات جديدة عن عصابة زوق مصبح... ماذا في التفاصيل؟
  • خطيرة جدا.. وثيقة أمريكية جديدة تكشف معلومات صادمة عن الأجسام الطائرة المجهولة
  • تعاون بين شبكة الابداع والابتكار والاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني
  • إطلاق باب الترشح لجائزة الألكسو للإبداع والابتكار للباحثين في الوطن العربي
  • الترهوني: تصريحات صالح وحفتر تدل على رؤية جديدة للجنوب الذي سيكون موطن الإعمار والبناء
  • هل يقرأ حزب الله خطاب الآخرين جيدًا؟
  • تاليسكا يعبر عن حماسه بعودته إلى الاستديو : دعونا نصنع التاريخ سوياً
  • نخر الأنف بالأصبع تسبب هذا المرض الذي يعاني منه الكثيرون.. دراسة جديدة تكشف آخر ما توصل إليه العلماء
  • دراسة جديدة تمهد الطريق لتطوير لقاح فعّال ضد فيروس نقص المناعة للأطفال