بوساطة تركية.. إتمام صفقة تبادل سجناء كبيرة بين روسيا والولايات المتحدة
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
الجديد برس:
أعلنت الاستخبارات التركية أن أكبر عملية تبادل في الأعوام الأخيرة جرت، اليوم الخميس، في أنقرة، بوساطةٍ منها، شملت 26 سجيناً من 7 دول.
وذكرت المديرية، في بيان، أن الدول هي الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبولندا وسلوفينيا والنرويج وروسيا وبيلاروسيا.
وأفادت وسائل إعلام تركية بأن طائرة تقل سجناء روساً هبطت في مطار أنقرة، تمهيداً لمبادلتهم مع سجناء من الولايات المتحدة.
بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن “الكرملين” لا يعلق على موضوع الاستعدادات لتبادل محتملٍ للأسرى.
وكانت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية كشفت، في وقتٍ سابق اليوم، أن روسيا تعتزم إطلاق سراح مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في موسكو، إيفان غيرشكوفيتش، والجندي السابق في مشاة البحرية الأمريكية، بول ويلان، كجزءٍ من صفقة تبادل سجناء كبرى مع الولايات المتحدة.
ونقلت الوكالة، عن أشخاص مطلعين على الصفقة، أن الرجال المسجونين في روسيا، بموجب تهم التجسس، في طريقهم إلى خارج روسيا.
وقال الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، بسبب مناقشتهم أموراً لم يتم إعلانها بعد، إن الولايات المتحدة وحلفاءها “سيعيدون السجناء الذين يحتجزونهم، بموجب الاتفاق، إلى روسيا”.
من جهتها، وافقت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على تبادل السجناء مع روسيا، والمتوقع أن يتضمن إطلاق الروسية الأمريكية، ألسو كورماشيفا، إلى جانب غيرشكوفيتش وويلان، بحسب قناة “سي بي أس” التلفزيونية الأمريكية.
وقالت إن عملية التبادل ستضم 24 شخصاً بين الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا و3 دول غربية أخرى، مشيرةً إلى أن من المتوقع إطلاق سراح ما لا يقل عن 12 سجيناً محتجزين في روسيا إلى ألمانيا كجزء من الصفقة، ومن المتوقع إعادة 8 مواطنين روس إلى روسيا.
وكان جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أعلن، في مارس 2023، اعتقال غيرشكوفيتش في مدينة يكاترينبورغ الروسية في جبال الأورال، بسبب الاشتباه في قيامه بالتجسس.
ووفقاً لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، جمع غيرشكوفيتش معلومات تشكل سراً من أسرار الدولة، بشأن “أنشطة إحدى الشركات التابعة للمجمع الصناعي العسكري الروسي، بناءً على تعليمات من الولايات المتحدة الأمريكية. وتم اعتقاله في أثناء محاولته الحصول على معلومات سرية”.
وحينها، دعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في اتصالٍ هاتفي بنظيره الروسي، سيرغي لافروف، إلى الإفراج الفوري عن غيرشكوفيتش، ليرد لافروف بأن مصير غيرشكوفيتش سيقرره القضاء الروسي، داعياً إلى “ضرورة احترام قرارات السلطات الروسية المتخذة بموجب التشريعات والالتزامات الدولية لروسيا الاتحادية”.
وأبلغ لافروف بلينكن أن “من غير المقبول أن تسيس واشنطن قضية المراسل، وأن تثير جلبة بشأنها من جانب المسؤولين في واشنطن، ووسائل الإعلام الغربية، بقصد واضح، هدفه إضفاء صفة سياسية على هذه القضية”.
أما عنصر البحرية الأمريكية السابق، بول ويلان، والذي يحمل الجنسيات الآيرلندية والكندية والبريطانية، بالإضافة إلى الأمريكية، فاعتُقل في موسكو، في ديسمبر 2018، بتهمة التجسس والحصول على معلوماتٍ حساسة تخص الدولة.
ولاحقاً، أعربت الولايات المتحدة عن “استنكارها” الحُكم على ويلان بالسجن، مطالبةً بـ”إطلاق سراحه فوراً”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأوبزرفر: ستارمر يمشي على حبل مشدود بين أوروبا والولايات المتحدة
في تقرير مطول، أفادت صحيفة الأوبزرفر اللندنية بأن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يجد نفسه في موقف صعب يتطلب سلوكا حذرا ومدروسا بشأن تطورات الأوضاع بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن أوكرانيا عقب لقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن الجمعة الماضي.
وشبّهت الصحيفة -التي تصدر كل يوم أحد عن مؤسسة غارديان الإعلامية- وضع ستارمر الآن كمن يسير على حبل مشدود بين الولايات المتحدة وأوروبا، محاولا أن يكون جسرا بين ترامب والقارة العجوز.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: نظرة ترامب إلى أوروبا تقرع أجراس الخطرlist 2 of 2بريطانيا بين مراجعة ميزانيات الإنفاق وحسابات السياسةend of listولم يكد رئيس الوزراء البريطاني يفرغ من اجتماعه مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، حتى بدأ التوافق حول أوكرانيا ومستقبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في التداعي والانهيار.
وذكرت الصحيفة أن ستارمر مهد، في اجتماعه مع ترامب، الطريق جيدا للرئيس الأميركي من خلال التزامه بزيادة نفقات الدفاع البريطانية، مانحا بذلك الأخير كل ما كان يتمناه وأكثر.
ستارمر وترامبفقد أشاد ترامب بالموقف التفاوضي القوي لستارمر بخصوص الرسوم الجمركية، وبالعلاقة الخاصة بين بلديهما، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، مبديا إعجابه بـ"لكنة ستارمر الجميلة". وقال ترامب "لو كانت لدي مثل هذه اللكنة، لأصبحت رئيسا قبل 20 عاما".
إعلانلكن بعض من هم على دراية بسلوك ترامب على مر السنين، وكيف يتحول من مزاج وطريقة عمل إلى أخرى في غضون ساعات أو حتى دقائق، لاحظوا أن مواضيع في غاية الأهمية لم تُحسم في الاجتماع وظل الغموض يكتنفها بشكل مثير للقلق، حسب الصحيفة التي زعمت أن الأمور لم تكن كلها على ما يرام كما قد يبدو للوهلة الأولى.
فقد كانت هناك مجالات كان من الواضح أنها بحاجة إلى مزيد من التفاصيل، أحدها متعلق بمطالب أوروبا وأوكرانيا بضرورة أن توفر الولايات المتحدة دعما أمنيا إذا تم التوصل إلى أي اتفاق سلام مع روسيا بوساطة ترامب.
ولعل هذا الافتقار الصارخ للتفاصيل -وفق الأوبزرفر- هو الذي تكشف في اجتماع آخر في البيت الأبيض بعد أقل من 24 ساعة على لقاء ستارمر. فقد شهد اجتماع الجمعة مشادة حادة بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني، وقد سارت نتائجه على غير ما كان متوقعا.
وعلى الرغم من أن الوفد البريطاني خرج من اجتماعه مع ترامب وعلامات الرضا بادية على وجوه أعضائه بعد أن أسمعوا الرئيس الأميركي ما يريد سماعه -حسب مصدر بوزارة الخارجية البريطانية- فإن الأمور سارت على غير ما يرام بعد ذلك، عكس ما كان يعتقد الناس.
أوروبا تقاومأما السبب في هذا التباين، فتعزوه الصحيفة إلى تصريحات القادة الأوروبيين الذين من المقرر أن يكون قد استضافهم ستارمر لعقد اجتماع في لندن في وقت سابق من يوم الأحد. وتقول الصحيفة إن هؤلاء هم نفس القادة الذين هرعوا لتوجيه رسائل دعم لزيلينسكي بعد الإذلال الذي تعرض له على يدي ترامب ونائبه جيه دي فانس.
وكان من بين الأوروبيين الذين وقفوا إلى جانب زيلينسكي، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني فريدريش ميرتس الذي فاز حزبه بأكبر حصة من الأصوات في الانتخابات الفدرالية في فبراير/شباط.
وقد كتب ميرتس منشورا على الإنترنت موجها إلى زيلينسكي قائلا: "نحن نقف إلى جانب أوكرانيا في السراء والضراء. يجب ألا نخلط أبدا بين المعتدي والضحية في هذه الحرب المروعة".
إعلانويوم السبت، التقى ستارمر بالرئيس الأوكراني في لندن. وقد عبّر أحد الوزراء البريطانيين -لم تكشف الصحيفة عن هويته- عن اعتقاده بأن ستارمر بدأ يدرك مدى صعوبة أن يكون الجسر الذي يربط بين ترامب وأوروبا.
ويتجلى الموقف الصعب الذي يواجهه رئيس الوزراء البريطاني في بيان أصدره يميل فيه إلى جانب الأوروبيين بشأن أوكرانيا، مؤكدا فيه على دعمه الثابت لكييف في حربها ضد روسيا.
من دون أميركاويأتي هذا البيان غداة اجتماع ستارمر الأحد مع قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا والدانمارك من بين دول أخرى، ودول من خارج الاتحاد الأوروبي بما في ذلك كندا وتركيا وأوكرانيا.
وأشارت الأوبزرفر إلى أن الأمل كان يحدو المسؤولين الأوكرانيين في الحصول على دعم ترامب لبلادهم عقب فوزه في انتخابات الرئاسة الأخيرة.
لكن الصحيفة البريطانية ترى أنه إذا كان ثمة أمل مرتجى في أن يدعم ترامب أوكرانيا، أو حتى أن يكون وسيطا منصفا بين موسكو وكييف، فقد تلاشى أمام أعينهم يوم الجمعة بعد أن تحولت زيارة زيلينسكي إلى البيت الأبيض إلى "أكبر كارثة دبلوماسية في هذا القرن".
ويخشى كثيرون في أوكرانيا مما هو أسوأ في القادم من الأيام. وطبقا للصحيفة، فإن المهندسين الأوكرانيين يسارعون لإيجاد بديل لخدمة ستارلينك للإنترنت عبر الأقمار الصناعية التي يملكها إيلون ماسك مستشار ترامب، والذي يلعب دورا حاسما في ساحة المعركة.
وبدون تلك الخدمة، قد تفقد الوحدات العسكرية الأوكرانية في الجبهات الأمامية للقتال ميزة الاستفادة من الفيديوهات التي ترصد الطائرات الروسية المسيرة في حينه.
وفي الوقت نفسه، إذا أوقفت الولايات المتحدة تدفق البيانات الاستخباراتية، ستعاني أوكرانيا في تحديد أهداف العدو وتدميرها، بما في ذلك تلك الموجودة في عمق روسيا.