إندبندنت: هل نحن على أعتاب حرب شاملة بالشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
أدى اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية أمس الأربعاء، وقتلها القائد العسكري في حركة حزب الله فؤاد شكر يوم الثلاثاء، إلى زيادة حادة للتوترات في الشرق الأوسط، مما يهدد بنشوب صراع إقليمي أوسع، وفقا لصحيفة إندبندنت البريطانية.
وقال الكاتب كريس ستيفنسون في تقرير له بصحيفة إندبندنت إن اغتيال هنية يغير من خارطة المحادثات في غزة، حيث كان طرفا رئيسيا في مفاوضات وقف إطلاق النار، وعلى تعامل مباشر مع قطر ومصر، وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن اغتيال هنية من شأنه أن يؤخر المفاوضات "عدة أشهر".
ومن المتوقع -حسب الكاتب- أن يؤثر اغتيال هنية على رد حزب الله على مقتل فؤاد شكر، إذ كانت هناك إشارات يوم الثلاثاء بأن إسرائيل لا تتوقع ردا عسكريا مباشرا جراء ذلك، ولكن بعد اغتيال هنية في طهران، أصبح من الممكن أن يأتي رد حزب الله بالتنسيق مع إيران أو حماس، مما يزيد من احتمالية وقوع حرب.
ومن جانب إيران، قال الكاتب إن اغتيال هنية على أرضها يشكل ضربة قوية، وفيه إهانة لأمن الدولة، خصوصا أن إيران تعد هنية حليفا، وقد يأتي الرد الإيراني من طهران، أو من حلفائها الحوثيين في اليمن، أو من حلفائها في العراق، أو بالتعاون مع حماس وحزب الله.
وحسب الكاتب، فإن الجهود الدبلوماسية الحالية تواجه عقبات متزايدة وتكافح لمنع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من الضغوط الدبلوماسية المستمرة من الحلفاء الغربيين على إسرائيل، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، فإن نتنياهو مصر على الاستمرار في الحرب، وفق ما يقول الكاتب.
وبينما تشير إسرائيل إلى رغبتها في تجنب المزيد من التصعيد، فإن أفعالها قد تستحث ردود فعل انتقامية قوية، هذا بالإضافة إلى أن اغتيال هنية يمثل نكسة لكل جهود التفاوض المستمرة منذ شهور سعيا لوقف إطلاق النار في غزة.
ويتوقع الكاتب أن تتزايد الجهود الدبلوماسية من داخل المنطقة وخارجها تحسبا لردود إيران وحزب الله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات اغتیال هنیة
إقرأ أيضاً:
إندبندنت: لهذه الأسباب شباب الروهينغا مجبرون على القتال
بعد 4 سنوات من الحرب والتعذيب والاغتصاب والحرق المتعمد في ولاية أراكان (راخين) على إثر الانقلاب العسكري في بورما (ميانمار) يجبر شباب الروهينغا الآن على التجنيد القسري للقتال، إما من طرف المجلس العسكري الحاكم أو من جهة جيش أراكان.
وبهذه المقدمة افتتحت صحيفة إندبندنت تقريرا بقلم شويتا شارما من منطقة كوكس بازار في بنغلاديش- انطلقت فيه من قصة المراهق محمد رياس (13 عاما) الذي ما كاد ينهي امتحاناته حتى اضطر إلى الفرار من منزله تجنبا للرصاص وللهروب من التجنيد الإجباري في حرب اضطهدت مجتمعه لسنوات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يديعوت أحرونوت: 5 أولويات على أجندة نتنياهو في واشنطنlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: زيارة نتنياهو لواشنطن قد تحدد أسوأ نهاية لمسيرتهend of listمحمد مراهق من الروهينغا الذين كانوا يعيشون حتى وقت قريب في بلدة بولاية أركان (غرب ميانمار) وقد استهدفهم المجلس العسكري الذي أطاح بالزعيمة أونغ سان سوكي وسجنها عام 2021، وهم الآن -بين الجيش الحاكم والمتمردين الذين يريدون الاستقلال- مجبرون على القتال كجنود مشاة في كلا الجانبين.
أهوال لا توصف
يتذكر محمد أهوالا لا توصف وما كان ينبغي لمراهق مثله أن يعيشها، ويصف كيف هربت أسرته المكونة من 7 أفراد قبل شهرين، قائلا "بدأ الأمر بسحب المجلس العسكري للشباب من منازلهم لتجنيدهم قسرا. وكان كل شيء هادئا قبل ذلك. لكن حملة التجنيد أشعلت القتال في القرية".
إعلانويقول "في اليوم الذي غادرت فيه، كان من المفترض أن أؤدي امتحاناتي، ولكن المتمردين بدؤوا في إطلاق الرصاص والطائرات المسيرة. وجرف النهر العديد منا، واضطررنا إلى السير فوق الجثث هربا. نحن نتعرض للذبح. إنهم (الجيش وجيش أراكان) يكرهوننا".
محمد من بين عشرات الآلاف من الروهينغا الذين أجبروا على ترك منازلهم في ميانمار، وقد لجأ نحو 80 ألفا منهم إلى المخيمات المكتظة في كوتوبالونغ بالقرب من كوكس بازار في بنغلاديش، بعد أن وقعوا في تقاطع النيران بين الجيش والمتمردين.
وقد استمر اضطهاد الروهينغا لعقود -كما تقول الصحيفة- وطرد عشرات الآلاف منهم عام 2012، ثم جاء أسوأ عنف عام 2017 عندما نفذ جيش ميانمار ما أسمته الأمم المتحدة "التطهير العرقي النموذجي" الذي أسفر عن مقتل نحو 10 آلاف شخص، واغتصاب وقتل الآلاف، وحرق قرى بأكملها.
وذكرت الصحيفة بأن رئيسة وزراء ميانمار أونغ سان سوكي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، بدت مثيرة للجدل وقتها، عندما رفضت إدانة الوحشية التي تعرض لها الروهينغا، ودافعت عن النظام العسكري. ولكنها سُجنت بعد وقت قصير من الانقلاب، وقضت معظم وقتها في الحبس الانفرادي.
ومن بين من فروا مؤخرا مصطفى كمال (22 عاما) وقد أُجبر على ترك أخته، حيث يقول "اقتحم المتمردون منزلنا وأخذوا ابن أخي الصغير. وتم تجنيده قسرا من قبل جيش أراكان. وفي البداية عمل حمالا، ولكن عندما اندلع القتال استخدموه درعا بشريا. ولحسن الحظ نجا وهرب في أول فرصة سنحت له" ولكن مسلحين داهموا منزله وعذبوا والديه واختطفوه، ولا يزال مصيره مجهولا.
ويسعى جيش أراكان، وهو الجناح العسكري لجماعة أراكان العرقية البوذية بولاية أراكان الغربية، لانتزاع الحكم الذاتي من قبضة الحكومة المركزية في ميانمار التي يديرها المجلس العسكري.
إعلان
وحشية شديدة
أشارت إندبندنت إلى وحشية جيش أراكان الشديدة، مستشهدة بقصة نور فاطمة التي هاجم 5 متمردين منزلها واغتصبوها أمام زوجها، وضربوه. وتقول والدموع تنهمر على خديها "اقتحم 5 عناصر من جيش أراكان منزلي. وأرسلوا زوجي إلى الخارج، وقام اثنان منهم بتثبيتي واغتصبني آخر. وسمع زوجي صراخي وجاء راكضا لكن المسلحين الآخرين ضرباه بوحشية فأغمي عليه".
ويتذكر روحول أمين (25 عاما) يوم عيد الأضحى، عندما اندلع القتال بين الجيش والمتمردين وبدأ الناس في الصراخ، ويقول "قال البعض إن الجيش أشعل النار في القرية. ومات نحو 500 شخص في ذلك اليوم بسبب إصابات بالرصاص وهجوم بطائرات مسيرة. وكان ذلك آخر يوم لنا في وطننا".
وتقول وكالة الإغاثة البريطانية (كافود) التي تعمل في منطقة كوكس بازار بالشراكة مع "كاريتاس بنغلاديش" إن وضع الروهينغا في ميانمار تدهور بشكل أكبر منذ انقلاب 2021، ودعت إلى اهتمام دولي بالأزمة.
ويقول فيل تالمان، منسق برنامج كافود في بنغلاديش "في هذه الذكرى السنوية للانقلاب، ندعو إلى تجديد الاهتمام الدولي بهذه الأزمة، والمزيد من تقاسم الأعباء بين بلدان المنطقة، وزيادة التمويل وزيادة الضغط على ميانمار من أجل العودة الطوعية والآمنة والكريمة للروهينغا".