بيروت- لم يتأخر حزب الله في إعلان موقفه من اغتيال إسرائيل لقائده الجهادي الكبير فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت. إذ توعد أمينه العام السيد حسن نصر الله  "برد حقيقي"، لكنه أبقى توقيته للميدان، في إشارة واضحة إلى أن الهدف قد حدد والقرار اتخذ.

موقف حزب الله جاء ليماثل التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط بعد اتهام إيران لإسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في مقر إقامته بطهران، تزامنا مع دخول الحرب على غزة يومها الـ300 وسط استمرار ارتكاب المجازر والجرائم دون حسيب.

واليوم الخميس، شيع حزب الله والضاحية الجنوبية لبيروت شكر المعروف باسم "الحاج محسن"، الذي اغتالته إسرائيل بغارة جوية استهدفت مبنى كان فيه، بمنطقة حارة حريك مساء الثلاثاء الماضي، وأدت إلى سقوط 7 شهداء بينهما سيدتان وطفلان ونحو 80 جريحا.

من مراسم تشييع فؤاد شكر (الجزيرة) مرحلة جديدة

ونفّذت إسرائيل وعيدها بالرد على الهجوم الصاروخي الذي استهدف ملعبا لكرة القدم في بلدة مجدل شمس بالجولان باستهداف فؤاد شكر، رغم أن حزب الله نفى مسؤوليته عن ذلك. واعتبر الحزب الغارة الإسرائيلية عدوانا أدخل المنطقة في مرحلة جديدة، وليس فقط اغتيالا، وفق ما أكد أمينه العام نصرالله.

وفي مراسم تشييع القائد فؤاد شكر، اعتبر نصر الله، في خطابه، أن العدو يقوم بأكبر عملية تضليل من خلال اتهام الشهيد شكر بأنه قاتل أطفال مجدل شمس. وأكد أن حزب الله نفى سابقا مسؤوليته عن قصف مجدل شمس بعد تحقيقات أجراها، مشيرا إلى أن الحزب لو كان فعلا وراء ذلك لأعلنه.

وأكد أن العدو ومن خلفه عليهم انتظار رد مدروس سيأتي حتما، مبينا أن العدو لا يعرف من أين سيأتي الرد، سواء من شمال فلسطين أو جنوبها، وهل سيكون متفرقا أم متزامنا.

في المقابل، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل في حالة استنفار عالية جدا، ومستعدون لأي احتمال، وسنقف متحدين وعازمين في وجه أي تهديد"، كما رفعت إسرائيل حالة التأهب تحسبا لرد إيران وحركة حماس وحزب الله.

ويرى المحلل السياسي الدكتور علي مطر في حديث للجزيرة نت، أن خطاب السيد حسن نصر الله قد رسم معالم المرحلة المقبلة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، حيث أوضح أن المرحلة القادمة ستشهد تغييرات كبيرة مقارنة بالسابق.

قتال دون قيود

ويعتبر المحلل السياسي مطر أن نصر الله أكد أن دعم غزة سيبقى ثابتا مهما كانت التضحيات، وأن المواجهات على الأرض ستتصاعد، مع استعداد المحور لمواجهة جميع الخيارات إذا ما اختار الإسرائيليون التصعيد، حيث سيقاتل المحور دون أي قيود.

ويؤكد مطر أن محور المقاومة لا يسعى لبدء حرب شاملة، لكنه يمتلك القدرة على اتخاذ جميع الخيارات في حال أراد الإسرائيلي ذلك. ووفقا لخطاب السيد نصر الله، يعتبر مطر أن الأولوية الآن هي دعم غزة والرد على العدوان الإسرائيلي في لبنان وإيران بطريقة مؤلمة ورادعة للعدو.

ويوضح مطر أن نصر الله ركز على أن هدف العدو من الأحداث في مجدل شمس والعدوان في الضاحية هو إثارة الفتنة بين اللبنانيين والدروز في سوريا، وهو هدف أول قد تم إفشاله. أما الهدف الثاني، فهو منع نتنياهو من جرّ حزب الله وإيران والمحور إلى مواجهة شاملة في توقيته ومصلحته.

ويضيف مطر أن الرد سيكون قويا ومتوازنا، ومهما تدخلت الدول والأطراف لثني حزب الله عن الرد، فإن ذلك لن ينفع لأن الإسرائيلي هو من بدأ بالعدوان.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إسرائيل توعد “برد حقيقي"خلال تشييع جنازة فؤاد شكر الذي اغتاله الاحتلال (الجزيرة) مختصر وحاسم

ويصف المحلل السياسي حسن الدر للجزيرة نت خطاب نصر الله بأنه مختصر في الشكل، لكنه حاسم ودقيق في المضمون. ويرى أن الخطاب أشار إلى حتمية الرد والاستمرار في المواجهة، وأن جميع أهداف العدوان باغتيال الشهيد فؤاد شكر لم تتحقق، إذا ما اعتبرت إسرائيل أنها باغتيال شكر تمارس ضغطا.

ويوضح أن نصر الله حدد 3 نقاط أساسية في الخطاب، أولها الاعتداء على الضاحية وثانيا استهداف منطقة سكانية وقتل المدنيين من أطفال ونساء، وثالثا اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر.

ويعتبر الدر أن نصر الله وضع شرطا وحيدا للتهدئة، وهو وقف العدوان على غزة، مما يعني أن هذا هو الشرط الأساسي لتجنب الرد أو جعله محسوبا. ويضيف أن نصر الله أكد أنه لن يرد فورا، وأن الأيام القادمة ستظهر كيف سيكون الرد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن نصر الله فؤاد شکر مجدل شمس حزب الله مطر أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تختطف مواطنًا لبنانيًا في الجنوب

أشارت مصادر عسكرية لبنانية، اليوم الثلاثاء، إلى أن دورية إسرائيلية قامت باختطاف مواطن لبناني من بلدة كفر حمام في الجنوب.

اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

وفي وقتٍ سابق، أكدت قيادة اليونيفيل على ضرورة إعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية في جميع أنحاء الجنوب وضمان العودة الآمنة للمدنيين النازحين على جانبي الخط الأزرق.

 وشددت قيادة اليونيفيل على ضرورة الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من لبنان وإزالة أي أسلحة أو أصول غير مصرح بها جنوب نهر الليطاني.

 وجاء ذلك بعد أن كان الجيش اللبناني أصدر بيانًا أكد فيه استشهاد أحد العسكريين على طريق مروحين – الضهيرة جراء الاعتداء الإسرائيلي المُتواصل. 

 وتسبب العدوان الإسرائيلي في إصابة عسكري آخر في ميس الجبل- مرجعيون بعد ان تم استهدافه ببنيران إسرائيلية.

 وفي هذا السياق، شنّ نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، هجومًا لاذعًا على دولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك على خلفية العدوان الذي تقوم به على بلاده.

 ودعا بري المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها في الجنوب. 

 

 وقال بري: "إسرائيل تواصل انتهاك بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتُمعن في انتهاك السيادة اللبنانية".

تتمثل أهمية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في دورها الحيوي في الحفاظ على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان منذ تأسيسها في عام 1978، بعد الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني. تعمل اليونيفيل على تنفيذ مهمتها الأساسية بموجب القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، الذي يهدف إلى مراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وضمان عدم قيام أي نشاط عسكري في المنطقة بين الطرفين. حيث تنتشر قوات اليونيفيل في المنطقة الحدودية الجنوبية، خصوصًا في مناطق تقع بين الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة وفلسطين المحتلة.

إضافة إلى ذلك، تساهم اليونيفيل في دعم السيادة اللبنانية، من خلال العمل على تعزيز قدرة الجيش اللبناني على السيطرة على المنطقة الجنوبية ومساعدته في الحفاظ على الاستقرار المحلي. كما تقوم بتوفير الدعم الإنساني للمجتمعات المحلية، خاصة في المناطق الريفية، عن طريق تقديم مساعدات إغاثية وتعليمية وصحية. من ناحية أخرى، تلعب اليونيفيل دورًا مهمًا في دعم الحوار بين الأطراف اللبنانية والإسرائيلية، والعمل على الحد من التصعيد العسكري عبر عمليات الوساطة والتهدئة عند حدوث أي توترات. 

ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها في مواجهة الانتهاكات المستمرة من بعض الأطراف، إلا أن دور اليونيفيل في حفظ السلام والاستقرار في لبنان لا يزال أساسيًا في تحقيق الأمن المستدام في المنطقة، وضمان عدم تجدد الصراعات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.

 

مقالات مشابهة

  • الصين تأمل في اتفاق يجنبها حربا تجارية مع الولايات المتحدة
  • هل يجوز الحلف بالمصحف كذبًا للضرورة ؟ .. اعرف الرد الشرعي
  • مصطفى شعبان يشكر كل من واساه في فقدان أخيه
  • وزيرة التضامن الاجتماعي تشهد حفل إشهار أول نادي روتاري للأشخاص ذوي الإعاقة في مصر والشرق الأوسط
  • وزيرة التضامن تشهد حفل إشهار أول نادي روتاري لذوي الإعاقة في مصر والشرق الأوسط
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • عمرو يوسف ودينا فؤاد ورياض الخولي يصلون عزاء شقيق مصطفى شعبان
  • إسرائيل تختطف مواطنًا لبنانيًا في الجنوب
  • ترمب يشن حرباً جمركية عالمية ويطالب بخفض سعر النفط
  • 23 شباط تشييع السيّدين...نعشان على آليّة كبيرة مفتوحة أمام الأعين