رويترز: حزب الله كان يعتقد أن الدبلوماسية ستمنع الغارة الإسرائيلية على الضاحية
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية مقربة من حزب الله ودبلوماسيين أن الحزب لم يخل مواقعه الحساسة أو كبار المسؤولين في ضاحية بيروت الجنوبية قبل الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل أحد كبار قادته لأنه كان يعتقد أن الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة ستمنع إسرائيل من ضرب المنطقة.
وقالت المصادر إنه كان هناك انطباع لدى الحزب بأن إسرائيل لن تضرب الضاحية الجنوبية، لأنه اعتقد أن القوات الإسرائيلية ستلتزم بالخطوط الحمراء غير الرسمية التي التزم بها الجانبان بشكل عام في الصراع الذي تصاعد خلال الحرب على غزة.
ونقلت الوكالة رويترز عن مصدرين أمنيين أن حزب الله أخلى مواقع رئيسية بجنوب وشرق لبنان، لكنه لم يتخذ تدابير مماثلة في بيروت قبيل الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل القيادي في الحزب فؤاد شكر.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب لرويترز إنهم لم يتوقعوا أن يضرب الإسرائيليون بيروت لكنهم استهدفوها.
وكانت مصادر أمنية لبنانية قالت لرويترز إن حزب الله وضع قواته في حالة استنفار شديد وأخلى بعض المواقع المهمة في جنوب لبنان وفي سهل البقاع شرق البلاد بعد تهديد إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية للحزب ردا على سقوط قتلى جراء إطلاق صاروخ على الجولان السوري المحتل مساء السبت الماضي.
وقصفت طائرات حربية ومسيّرة إسرائيلية مساء الثلاثاء مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعد ساعات أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تأكد من اغتيال القيادي فؤاد شكر.
وصباح الأربعاء أصدر حزب الله بيانا أكد فيه أن شكر كان موجودا في المبنى المستهدف بالغارة الإسرائيلية، وأشار إلى بطء عملية رفع الأنقاض، قبل أن يعلن لاحقا مقتله.
ووفق حصيلة نهائية نشرتها وزارة الصحة اللبنانية، أسفر القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت عن مقتل 7 أشخاص بينهم طفلان، وبالإضافة إلى فؤاد شكر، قتل مستشار عسكري إيراني، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إيرانية.
وشنت إسرائيل الغارة بذريعة الرد على مقتل 12 معظمهم فتية وأطفال إثر سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم في قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل مساء السبت الماضي، وزعم الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ "إيراني الصنع" من طراز "فلق 1" أطلقه حزب الله، ولكن الحزب نفى ذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الغارة الإسرائیلیة حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله خارج الحكومة؟
كان لافتاً تصريح رئيس كتلة "الوفاء والمقاومة" النائب محمد رعد بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، اذ ان التصعيد الذي حمله كلام عون جاء اثر، ما تسميه اوساط الحزب، الانقلاب الناعم الذي حصل عليه في الليلة السابق للاستشارات النيابية والتي ادت الى تسمية القاضي نواف سلام رئيسا للحكومة وهذا ما يطرح اسئلة كثيرة عن مسار المرحلة المقبلة.
كان من المقرر ان يكون الزخم الذي يسير به عهد الرئيس جوزيف عون سريعاً وايجابياً لناحية التكليف والتشكيل واعطاء الثقة ومن ثم الدعم السياسي والمالي الدولي والعربي، لكن ما حصل من خلال تسمية سلام من دون تنسيق مع "الثنائي الشيعي" اعاد خلط الاوراق، خصوصا ان المرحلة الحالية بالغة الحساسية بالنسبة للحزب وحضوره.
كلام رعد اوحى بأمرين، الاول ان الحزب لن يسهل ولادة الحكومة وهذا سيصيب عهد الرئيس جوزيف عون بالصميم ويجعل انطلاقته بطيئة نسبياً، خصوصا ان الحزب يرى انه سار بعون في مقابل ضمانات سياسية واضحة وهذا ما تم الانقلاب عليه داخليا او خارجيا، لذلك فلن يكون تشكيل الحكومة سهلا ولم يوضح رعد ما اذا كان الحزب يريد المشاركة في الحكومة ام لا.
اما الامر الثاني الذي ألمح له رعد ان اي مشاركة غير مرضية للمكوّن الشيعي ستعني اعتباره الحكومة غير ميثاقية، وعليه فإن شروط الحزب يجب ان تؤخد بعين الاعتبار خلال التشكيل وهذا بحد ذاته سيطيل المفاوضات، اما في حال شكلت الحكومة من دون موافقة الثنائي فإن الثقة لن تؤخذ لاعتبارات كثيرة ومتعددة وسيدخل البلد في دوامة من الفوضى ...
قد يستفيد "حزب الله" من رغبة المجتمع الدولي وتحديدا الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية بالوصول الى تسوية في لبنان والى استقرار سريع لاسباب اقليمية واستراتيجية من هنا فان إفشال عهد عون او فرملة اندفاعته سيؤديان الى جعل الدول المهتمة تتحرك لتلبية مطالب الحزب والتخفيف من الضغوط عليه..
من الواضح ايضا ان بعض تصريحات خصوم "حزب الله" الايجابية امس توحي بأنهم يتهيبون الخوض في مواجهة سياسية غير محسوبة خصوصاً ان "الثنائي" يعطيها معان طائفية ومذهبية وهذا ما لا يمكن العبث به ضمن التوازنات اللبنانية، فهل تشهد المرحلة المقبلة حلحلة سريعة او عرقلة طويلة؟ المصدر: خاص "لبنان 24"