النقباء يتلقى التعازي باستشهاد هنية .. والزعبي إلى الدوحة للمشاركة في الجنازة
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
سرايا - يشارك اليوم، رئيس مجلس النقباء نقيب الأطباء د. زياد الزعبي ممثلا عن النقابات المهنية إلى جانب نقيب المحامين يحيى أبو عبود، بتشييع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية - حماس إسماعيل هنية في قطر، والذي اغتيل في طهران، بعد ساعات من مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزكشيان اول من امس.
وخلال إقامة بيت للتعزية بالشهيد هنية في مجمع النقابات المهنية، امس، توافدت جموع من النقابيين والمواطنين معزية بالشهيد، واستذكروا خلال وجودهم مناقب الشهيد، ومواقفه الصلبة، وتجربته النضالية، واستشهاد أفراد عائلته، وما قدمه للمقاومة من أعمال.
الزعبي، قال إن "هنية قدّم في نيسان (إبريل) الماضي عددا من أبنائه وأحفاده من أجل فلسطين في معركة طوفان الأقصى، وها هو يلتحق بركب الشهدا، اذ قارب عددهم حتى اليوم 40 ألفا في غزة وأكثر من 100 ألف جريح.
ولفت الزعبي إلى أن هذا العدد من الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم دفاعا عن كرامة الأمة في مواجهة الصهيونية الباغية، التي لا تعترف لا بقرارات ولا بأعراف دولية ولا بأخلاق كما هي العادة.
وبين أن كيان الاحتلال، ينظر للأمة بتعال، لذا فإنه يلاحق قيادات المقاومة في كل مكان، مؤكدا أنه يجب علينا أن نعي بأنه لا تصالح ولا تفاوض مع الصهيونية الممثلة بـ"إسرائيل"، و"أن ندافع عن كرامة الأمة، اذ لا بد وأن يأتي يوم ويغادر هذا العدو الصهيوني أرض فلسطين والأرض العربية كلها".
وأشار الزعبي، إلى التقصير جهة الأهل في غزة، مؤكدا أننا "لا نجد غير دولة مثل الأردن تقدم وما تزال مساعدات إغاثية وإنسانية للاهل هناك، وترسل وفودا طبية، لكن هذا لا يكفي، فالحرب الآن أصبحت بين كيان غاشم والعرب والمسلمين".
نقيب أطباء الأسنان د. عازم القدومي، قال "ندين العدوان الصهيوني الغاشم وحالة الصمت العربية على ما يحدث في غزة"، مؤكدا أن هذه الحرب مع كيان غاصب محتل، يمارس أبشع أشكال الإبادة الجماعية في فلسطين، مضيفا أن "المقاومة الباسلة في غزة تدافع عن شرف وكرامة الأمتين العربية والإسلامية، وهي ترى أن نهج المقاومة سلاحها في وجه الاحتلال، الذي لا يفهم إلا لغة الإجرام والقتل والبطش، والرد عليه يكون بمزيد من المقاومة وتوحيد الصفوف ونهضة أمتنا".
وأضاف "نأمل أن تكون معركة 7 تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، فاتحة النصر المجيد الذي سطّره المقاومون في غزة، وسنحتفي بالنصر الكبير المقبل هناك، ولا يمكن لآلة الحرب الصهيونية محو ذلك اليوم العظيم من ذاكرتنا وأذهاننا".
وقال القدومي، إن هذا النصر تحقّق فكل ما يحدث بعد ذلك اليوم، على يد الاعداء، هدفه محاولة مسح صورة يوم عظيم رسخت في عقل الأمة، لكن ستبقى صورة إذلالهم وخنوعهم حاضرة في كل لحظة من التاريخ.
بدوره، دان نقيب المحامين يحيى أبو عبود، الجريمة الصهيونية الغادرة التي أسفرت عن استشهاد إسماعيل هنية، لافتا إلى أن هذه الجريمة، مؤشر واضح على حجم الهزيمة التي مني بها الاحتلال على يد المقاومة منذ 7 أكتوبر.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
عن اليوم التالي للحرب على غزة
البدايات هي التي تحدد النهايات، واليوم الأول يحدثنا عن اليوم الثاني، ولما كانت البدايات هجوم فلسطيني جريء وغير مسبوق على المواقع الإسرائيلية المحصنة باسم طوفان الأقصى، فذلك يدلل على أن النهايات لن تكون مغايرة كثيراً للبدايات، والتي أكدت على عجز العدو الإسرائيلي عن تحقيق أهداف العدوان على غزة منذ اليوم الأول وحتى اليوم 471 من حرب الإبادة، وفي ذلك إشارة إلى أن الأيام التي ستلي اليوم 471 لوقف إطلاق النار لن تختلف كثيراً عن اليوم الأول، لأن قرار وقف إطلاق النار، والخضوع لصفقة تبادل أسرى لم يكن يوم ترفٍ إسرائيلياً، ولم يكن استراحة محارب بمقدار ما عكس حجم ومستوى التوازنات على أرض الواقع.
ولمزيد من التوضيح، فقد حاول الجنرال غيورا أيلاند أن يرسم معالم اليوم الثاني للحرب على غزة، فوضع مع مجموعة من الجنرالات الخبراء في الحروب مع العرب، خطته التي عرفت باسم خطة الجنرالات، والتي تقوم على تهجير سكان شمال قطاع غزة، والاستفراد برجال المقاومة، ذبحاً، وتجويعاً، وتعطيشاً، بحيث لا يكون أمام رجال المقاومة إلا الموت بالسلاح الإسرائيلي، أو الموت بالجوع والعطش.
وبفعل المقاومة العنيدة في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، فشلت خطة الجنرالات في القضاء على المقاومة الفلسطينية، فجاءت في اليوم التالي لفشلها خطة الرئيس الأمريكي ترامب، والتي تمشي على الخطى نفسها التي رسمها الجنرال غيورا أيلاند، مع المزيد من التوسع في الخطة، فبدل تهجير سكان شمال قطاع غزة بصب الجحيم على رؤوسهم، اعتمد ترامب فكرة تهجير كل سكان قطاع غزة، بعد صب المزيد من الجحيم على رؤوسهم والهدف النهائي لخطة التهجير هو القضاء على المقاومة الفلسطينية.
وكما أفشل الشعب الفلسطيني في غزة خطة غيورا أيلاند في القضاء على المقاومة، سيفشل الشعب الفلسطيني خطة ترامب بصموده، وتمسكه بأرضه، شرط ألا يلتف على عنق الشعب الفلسطيني حبل التآمر والغدر الذي سيلجأ إليه العدو الإسرائيلي، بعد أن تأكد لديه استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية لا بالقوة العسكرية، ولا بقوة تعذيب وتجويع وترويع أهل غزة.
التآمر على أهل غزة والغدر بهم لن يقف عند حدود المخططات الصهيونية والأمريكية، فهناك الكثير من حلفاء إسرائيل في المنطقة، والمعظمين شأنها، والحاقدين على المقاومة، لأنها فضحت عجزهم، وكشفت تخاذلهم، كل أولئك الأعداء يقلقهم بقاء المقاومة وانتصارها، ويزعجهم استقرار حال غزة، وثبات أهلها، واحتضانهم للمقاومة، فترى أصدقاء إسرائيل جزءاً من مؤامرة الغدر بأهل غزة، وبمجمل القضية الفلسطينية، وعنوان تخاذلهم وغدرهم يقوم على رفضهم للشراكة السياسية في إدارة حكم غزة، وإصراراهم على تجريد المقاومة من سلاحها، ونفيها من الوجود السياسي الفلسطيني، كشرط للموافقة على حكم غزة، ومن ثم التساوق مع مشاريع الإعمار، وأزعم أن هؤلاء الرافضين للشراكة السياسية هم المحرضون الأوائل على عدم إعمار غزة وإبعاد رجال المقاومة عن غزة، وإبعاد فكر المقاومة عن الشراكة في حكم غزة لا يختلف كثيراً عن المشروع الإسرائيلي الذي حاول أن يطبقه غيورا أيلاند على قطاع غزة، والهادف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية، وهو المشروع الصهيوني نفسه الذي طرح ترامب، والهادف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية، وهو المشروع الصهيوني نفسه الذي يدعمه بعض العرب والفلسطينيينِ، والهادف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية، ليصطف دعاة السيطرة على غزة دون رجال المقاومة مع غيورا أيلاند وترامب، ولكن بشكل مهذب، وتحت عباءة المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، وتحت بند رفض التهجير لأهل غزة.
غزة التي انتصرت بصبرها وصمودها على المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية، بحاجة إلى المزيد من الصبر والصمود، وتحمل المشقة، لتنتصر على مؤامرة عشاق إسرائيل وأمريكا، كما انتصرت في الميدان على المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية..
*كاتب ومحلل سياسي فلسطيني