يمانيون:
2025-01-30@19:03:52 GMT

إمامُ الثائرين وملحمتُه الخالدة

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

إمامُ الثائرين وملحمتُه الخالدة

أم المختار مهدي

لطالما كان أهل البيت -عليهم السلام- هم منقذو الأُمَّــة وهادوها والمضحون قبل غيرهم؛ مِن أجلِ هدايتها ورشادها.

بعد حادثة كربلاء وتفريط الأُمَّــة بالإمام الحسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- تسلَّط عليها أظلم الناس وأجرمهم وأشرهم وأفسدهم وأبعدهم عن الرحمة والإيمان؛ ليسعوا في الأرض فسادًا ويملؤوها ظلمًا وجورًا ويضلوا الناس ويبعدوهم عن الهدى والرشاد، فانتشر شرب الخمر في الحانات وفي قصور الولاة والأمراء، وانتشر سب الرسول وآله على منابر الجمعة، ونُهبت أموال المسلمين لتكون للسلاطين وخاصتهم، وعاد الناس إلى الجاهلية إثر التعصب الجاهلي والفئوي وتقسيم المجتمعات إلى طبقات، وإثارة النزاعات والتمييز بين العرب والعجم، ووصلت الأُمَّــة إلى أسوأ حالاتها، وعُرف عن ولاتها بأنهم أجرم ممن تولى الخلافة قبلهم؛ فكان لا بُـدَّ للأُمَّـة من منقذ، وللحق من ناصر، ولدين الله من معلٍ، ولكتاب الله من حامل، فنهض الإمام زيد -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- بهذه المسؤولية مقتديًا بجده الحسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- على طريق جدهما رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وكان له من المؤهلات العظيمة ما لم تكن لغيره؛ من حيثُ إنه اختلى بالقرآن الكريم ١٣ عاماً حتى سُمي بحليف القرآن، وعُرف آنذاك بعلمه الغزير وفيه يقول محمد الباقر: “لقد أُعطِيَ أخي زيد من العلم، اسألوه فهو يعلم ما لا نعلم”، كما أنه كان أعلم أهل زمانه فصاحة وبلاغة وأدبًا حتى شُبه بالإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، فهذه المؤهلات وغيرها جعلته إمامًا في الجهاد والاستبسال والعمل على إعلاء كلمة الله تعالى ومجاهدة الظالمين وبذل الروح والدم في سبيل الله.

الإمام زيد -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- بثورته العظيمة واجه ملك بني أمية هشام بن عبد الملك الذي عُرف بقساوته وظلمه حتى فاق بهذا الطاغية يزيد، ولكن الإمام زيداً -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- بدافع المسؤولية جاهد، وبثقته الكبيرة بالله لم يخش ظلم هشام وجبروته، بل جسد موقفه القوي ضده بقوله: “والله لو لم يكن إلا أنا ويحيى ابني لخرجت عليه”؛ لأَنَّ تكليفه الديني يأبى السكوت على ما يرى من الظلم والجور والعصيان لله تعالى، ولحرصه الشديد على الأُمَّــة وهدايتها وتحريرها من هيمنة الظالمين، وهذا ما دلَّ عليه قوله: “لوددت أن يدي ملصقة بالثريا وأقع، حَيثُ أقع ثم أتقطَّعُ قطعةً قطعةً ويصلح بي الله أمر أُمَّـة محمد صلى الله عليه وآله وسلم”، وفعلًا مضى في مواجهة الظالمين بكل بصيرة ووعي وشجاعة ولم يخف في الله لومة لائم، ولم يثنه عن مواصلة جهاده تخاذل الأُمَّــة عن نصرته والتفاتها حول الطاغية هشام، بل جاهد كما جاهد آباؤه من قبله حتى صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها؛ ليعبد لكل الأحرار طريق الحرية ويكن لهم ملهمًا في الطريق الحق، ومنارة لكل المؤمنين إلى يومنا هذا.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الإعجاز القرآني فى قوله سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ.. تعرف عليه

أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن هناك نقطة عجيبة في بداية سورة الإسراء، وهي أن الله سبحانه وتعالى بدأ السورة بالتسبيح فقال: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ". 

وقال الدكتور هاني تمام، خلال تصريحاته، "ما كان ينبغي أن نغفل عن هذا التبديع من الله في الحديث عن هذه الرحلة العظيمة التي تمت في جزء من الليل، وهي رحلة الإسراء والمعراج للنبي صلى الله عليه وسلم، رحلة تخرق نواميس الكون، حيث طوى الله سبحانه وتعالى الزمان والمكان لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم".

وأضاف "ربنا بدأ السورة بالتسبيح بدلًا من الحمد لسبب عجيب، العرب كانوا يستخدمون التسبيح للتعبير عن التعجب، وهو ما نجده حتى الآن في قولنا 'سبحان الله' عندما نُصاب بدهشة أو استغراب من أمر ما، فالله سبحانه وتعالى بدأ بهذه الطريقة ليثبت للناس أن هذه الرحلة هي منحة إلهية محضة، وليس للنبي صلى الله عليه وسلم أي تدخل فيها، هو فقط عبد لله سبحانه وتعالى، ولذلك بدأ سبحانه وتعالى بالتسبيح الذي يعني التنزيه، أي تنزيه الله عن أي نقص أو عيب".

وتابع: "هذه الرحلة المباركة تدل على قدرة الله المطلقة، وأنه لا يعجزه شيء، فالله سبحانه وتعالى يخرق نواميس الكون متى شاء، ولذلك ما من شيء يستحيل على الله، في الوقت الذي كان العرب فيه يسافرون المسافة بين مكة والقدس في شهر كامل، جاء الله سبحانه وتعالى ليُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم في جزء من الليل. وهذا درس آخر نتعلمه من هذه الرحلة: أن حسابات البشر لا تُقاس بحسابات الله".
وأضاف: "ما يُستغرب أو يُستحيل بالنسبة للبشر هو ممكن على الله سبحانه وتعالى، فلا يجب أن نتوقع أي شيء عجز أو مستحيل من قدرة الله."

أكد الدكتور هاني تمام أن هذه الرحلة هي حدث فاق عقول البشر، ومع ذلك كان القرآن الكريم ثابتًا في إثباتها كحدث حقيقي حدث للنبي صلى الله عليه وسلم، بما لا يدع مجالًا للشك.

مقالات مشابهة

  • الأطفال يسألون لماذا خلق الله بعضنا فقراء وبعضنا أغنياء؟ الإمام الأكبر يجيب
  • هل الدعاء في أول ليلة من شعبان مستجاب؟.. تعرف على ما قاله الإمام الشافعي
  • جريمة تهز أضنة.. مراهق ينهي حياة إمام مسجد بسبب مزاعم تحرش
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • دعاء للرزق في شعبان .. احرص عليه من الآن
  • ما حكم الصلاة وراء إمام فعل أشياء قد تبطلها؟.. أمين الفتوى يجيب
  • ما حكم الصلاة وراء إمام ارتكب بعض المبطلات خلال أداء الفريضة؟
  • معنى الظلم في دعاء سيدنا يونس: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
  • حكم قول "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" في الركوع
  • الإعجاز القرآني فى قوله سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ.. تعرف عليه