يمانيون:
2025-03-06@10:48:29 GMT

إمامُ الثائرين وملحمتُه الخالدة

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

إمامُ الثائرين وملحمتُه الخالدة

أم المختار مهدي

لطالما كان أهل البيت -عليهم السلام- هم منقذو الأُمَّــة وهادوها والمضحون قبل غيرهم؛ مِن أجلِ هدايتها ورشادها.

بعد حادثة كربلاء وتفريط الأُمَّــة بالإمام الحسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- تسلَّط عليها أظلم الناس وأجرمهم وأشرهم وأفسدهم وأبعدهم عن الرحمة والإيمان؛ ليسعوا في الأرض فسادًا ويملؤوها ظلمًا وجورًا ويضلوا الناس ويبعدوهم عن الهدى والرشاد، فانتشر شرب الخمر في الحانات وفي قصور الولاة والأمراء، وانتشر سب الرسول وآله على منابر الجمعة، ونُهبت أموال المسلمين لتكون للسلاطين وخاصتهم، وعاد الناس إلى الجاهلية إثر التعصب الجاهلي والفئوي وتقسيم المجتمعات إلى طبقات، وإثارة النزاعات والتمييز بين العرب والعجم، ووصلت الأُمَّــة إلى أسوأ حالاتها، وعُرف عن ولاتها بأنهم أجرم ممن تولى الخلافة قبلهم؛ فكان لا بُـدَّ للأُمَّـة من منقذ، وللحق من ناصر، ولدين الله من معلٍ، ولكتاب الله من حامل، فنهض الإمام زيد -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- بهذه المسؤولية مقتديًا بجده الحسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- على طريق جدهما رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وكان له من المؤهلات العظيمة ما لم تكن لغيره؛ من حيثُ إنه اختلى بالقرآن الكريم ١٣ عاماً حتى سُمي بحليف القرآن، وعُرف آنذاك بعلمه الغزير وفيه يقول محمد الباقر: “لقد أُعطِيَ أخي زيد من العلم، اسألوه فهو يعلم ما لا نعلم”، كما أنه كان أعلم أهل زمانه فصاحة وبلاغة وأدبًا حتى شُبه بالإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، فهذه المؤهلات وغيرها جعلته إمامًا في الجهاد والاستبسال والعمل على إعلاء كلمة الله تعالى ومجاهدة الظالمين وبذل الروح والدم في سبيل الله.

الإمام زيد -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- بثورته العظيمة واجه ملك بني أمية هشام بن عبد الملك الذي عُرف بقساوته وظلمه حتى فاق بهذا الطاغية يزيد، ولكن الإمام زيداً -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- بدافع المسؤولية جاهد، وبثقته الكبيرة بالله لم يخش ظلم هشام وجبروته، بل جسد موقفه القوي ضده بقوله: “والله لو لم يكن إلا أنا ويحيى ابني لخرجت عليه”؛ لأَنَّ تكليفه الديني يأبى السكوت على ما يرى من الظلم والجور والعصيان لله تعالى، ولحرصه الشديد على الأُمَّــة وهدايتها وتحريرها من هيمنة الظالمين، وهذا ما دلَّ عليه قوله: “لوددت أن يدي ملصقة بالثريا وأقع، حَيثُ أقع ثم أتقطَّعُ قطعةً قطعةً ويصلح بي الله أمر أُمَّـة محمد صلى الله عليه وآله وسلم”، وفعلًا مضى في مواجهة الظالمين بكل بصيرة ووعي وشجاعة ولم يخف في الله لومة لائم، ولم يثنه عن مواصلة جهاده تخاذل الأُمَّــة عن نصرته والتفاتها حول الطاغية هشام، بل جاهد كما جاهد آباؤه من قبله حتى صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها؛ ليعبد لكل الأحرار طريق الحرية ويكن لهم ملهمًا في الطريق الحق، ومنارة لكل المؤمنين إلى يومنا هذا.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

في رابع حلقات «الإمام الطيب» لعام 2025: دعاء المسلمين كان له أثر في صمود أهل غزة

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن تضرع المسلمين إلى الله بأسمائه الحسنى لنصرة إخوانهم المظلومين في غزة كان ذا أثر قوي في مدهم بالعون للتصدي لأعدائهم، موضحا أنه ورغم تعرض أهالي غزة طوال هذه الفترة للقتل ليل نهار، قتل طال الأطفال والنساء والعجائز والمرضى، وهدم للبيوت والمستشفيات والمساجد والكنائس على من فيها، وتدمير منظم ووحشي لم نر له مثيل من قبل في تاريخ الحروب، في هجمات كانت كفيلة خلال شهر واحد أن تبيد شعوبا أخرى وتنهيها عن آخرها، إلا أنهم، وفي معجزة إلهية بفضل دعاء الكثيرين من إخوانهم لهم، ظلوا صامدين أمام أحدث ما أنتجته مصانع الغرب من أدوات قتل وإبادة.

وبيِن الإمام الطيب، خلال حديثه اليوم بثاني حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» لعام ٢٠٢٥، أنه ورغم كل ما تعرض له الشعب الفلسطين طوال وجدناه صامدا شامخا متشبثا بأرضه، ويعود كأنه طوفان وكأن شيئا لم يكن، فبكل تأكيد هذا الشعب هو الذي انتصر، فقد كان في مخيلة الصهاينة أن أهالينا في غزة لن يستطيعوا تحمل كل ذلك وأنهم بعد شهر أو شهرين ستخضع لهم غزة محروقة ومنتهية، لكن هذا لم يحدث، رغم أن هذا الشعب لا سلاح معه ولا نصير إلى جواره سوى دعوات إخوانهم لهم بالثبات والنصر.

وأكد شيخ الأزهر، أن صمود الشعب الفلسطيني لم يكن صمودا عاديا، بل كان صمودا مليئا بالشموخ والتحدي، ولا تفسير لذلك إلا أن الله قد استجاب لدعوات الضعفاء ليل نهار بأن يقف الله معهم، وهذا هو أثر الاتجاه إلى الله سبحانه وتعالى في مثل هذه المواقف بالدعاء والتضرع، وفي تاريخنا الكثير من المواقف المشابهة، ومن ذلك قوله تعالى: " إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الذين كفروا"، فهذا ليس أمرا خياليا ولكنه مصدق بالقرآن الكريم، لافتا أن قتال المسلمين هو دفاع عن عقيدة وحق، ودائما ما ينصف التاريخ أهل الحق وينصرهم على أهل الباطل، وقد رأينا بأعيينا ما تعرض له أهل غزة وهم أهل الحق من ظلم وقهر، بل مرت علينا لحظات لم نكن نستطيع مشاهدة ما تراه أعيننا على الشاشات من قتل وتقطيع وذعر ومشاهد، ولم نكن نتخيل حدوثها في القرن الواحد والعشرين، بعد أن وعدونا بأن هذا القرن هو قرن الديمقراطية والسلام والحرية وحقوق الإنسان، فإذا بالعدوان على غزة يؤكد أنه قرن العبودية الأولى.

مقالات مشابهة

  • اليك يا ياقرين الذكر وحليف الانتصارات الخالدة
  • ضمن جهود الهيئة لتوفير بيئة مناسبة لراحة الإمام أثناء أدائه للصلاة..أنواع متعددة وتصاميم مختلفة لسجادات إمام المسجد الحرام لكل صلاة
  • شيخ الأزهر يشرح معنى اسم الله «الودود» في القرآن
  • في رابع حلقات «الإمام الطيب» لعام 2025: دعاء المسلمين كان له أثر في صمود أهل غزة
  • «عبق رمضان بحي السيدة عائشة بالقاهرة»
  • دعاء ختم القرآن في رمضان .. تعرف عليه
  • شخصيات إسلامية: الإمام الزهري.. أعلم الحفاظ
  • المسلماني: إطلاق اسم الإمام الليث بن سعد على مسجد الوطنية للإعلام بماسبيرو
  • رئيس الوطنية للإعلام: إطلاق اسم الإمام الليث بن سعد على مسجد الهيئة بماسبيرو
  • الوطنية للإعلام: إطلاق اسم الإمام الليث بن سعد على مسجد الهيئة بماسبيرو