لاتزال أَمام الفريق البرهان فرصة للدخول إلي التاريخ من أوسع أبوابه.. تاريخ قادة الجيوش الذين خاضوا حروباً معقدة ونقلوا أمتهم إلي ساحة النصر وسحق الأعداء..

وتاريخ الحروب المعاصرة والغابرة لم يسجل حرباً كالتي يشهدها السودان حالياً.. حرب تجاوز فيها المعتدون كل أخلاقيات الحروب.. والحقيقة أن الحروب يخوضها الشجعان وأولاد القبائل أولئك الذين يُراعون حتي أثناء المعارك حقوق الشيوخ والنساء والأطفال والحرمات.

. فلا يسرقون ولا يغتصبون ولا يقتلون ولا ينهبون ولا يحتلون منازل المواطنين.. وهذا عين ما تقوم به عصابات الجريمة العابرة للقارات التي يحاربها الشعب والجيش السوداني..

لاتزال الفرصة مواتية أمام البرهان لدخول التاريخ.. أن يجمع أمره كقائد ويعمل علي بذل كل وسعه لحسم هذه الحرب اللعينة..

ليس بوسع الفريق البرهان حسم هذه الحرب بمفرده.. ولن يحسمها بتدابير وشجاعة القادة والجنود الشجعان الذين يحيطون به ومنهم من قدّم روحه فداءاً للقائد .. وحتي يوم أمس كان الطلاب الحربيون علي أهبة الإستعداد للموت ذوداً عن القائد كما شاهده الجميع بالصوت والصورة داخل معسكر جبيت..

لايوجد الآن قائد عسكري بطول الدنيا وعرضها يخوض حرباً كالتي يخوضها البرهان.. ولايُوجد قائد عسكري بطول الدنيا وعرضها ينجو من محاولة اغتيال ثم لايتواري عن الأنظار.. بل يذهب مباشرة لزيارة جرحي المحاولة الفاشلة.. ثم يشارك بنفسه في تشييع الشهداء من الضباط.. يهيل التراب علي قبورهم.. ثم يقف كالطود يتلو الفاتحة علي ثراهم الطاهر مودعاً..

ومع هذا فإن طريق النصر لن يكتمل فقط بشجاعة البرهان.. في هذا الظرف التاريخي الحرج سيكتمل النصر عندما يعمل البرهان بالوصية التاريخية للرئيس التاريخي للولايات المتحدة روزفلت ( أول وآخر رئيس أمريكي يقدمه الشعب لرئاسة أمريكا لثلاث دورات عن الحزب الديمقراطي).. يقول رزوفلت في وصيته التاريخية : ( لكي تكسب حرباً كقائد ليس أمامك غير توظيف كل طاقات وقدرات الأمة لخوض الحرب.. وعليك أن تأخذ المقصرين من القادة والجنود بحزم وتأخذ الخونة والعملاء وتضربهم بيدٍ من حديد بالقانون.. وقبل كل هذا أن تكون صريحاً ومتعاطفاً مع شعبك.. وأن تقول لهم الحقيقة وإن كانت مرة)..

مافعله روزفلت في تاريخ أمريكا لم يفعله قائد أمريكي قبله.. ولهذا فاز ثلاث مرات في سباقات الرئاسة وبفارق عشرات الملايين من الأصوات.. حدث هذا مع أن روزفلت كان رجلا مشلولا يتكئ علي عصاتين من الحديد!!
إنها عبر التاريخ.. وعظات الحروب..

والبرهان عليه الا يضيع الفرصة التاريخية أمامه.. أن يقود أمته للنصر.. أن يحشد كل قدرات الأمة السودانية ويوظفها لصالح الحرب.. أمتنا الآن تقاتل بأقل من ربع طاقتها.. لأن البرهان والمحيطين به لايريدون ولا نقول لايعرفون توظيف طاقات وقدرات الأمة لتقاتل.. الأمة التي خرجت عن بكرة أبيها لصفوف المقاومة فرملها البرهان وقصّ أجنحة مقاومتها بقانون وقادة قتلوا فيها روح المبادرة وأماتوا الزخم الشعبي لها..

البرهان يتساهل مع المقصرين وآخرهم الذين تسببوا في كارثة جبيت يوم أمس وقبلهم الذين تسببوا في سقوط جبل موية وسنجة وسنار والدندر.. وقبلها مدني ومناطق أخري معلومة.
والقصة تطول..

مع هذا أمام البرهان كثير وقت.. وشعب قادر علي الصمود والتحدي والجسارة..
هذا هو طريق النصر.. وبوابة التاريخ..

عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حميدتي: البرهان الانقلابي قائد قوات الحركة الإسلامية سعى لاستغلال تواجده في الصيني لادعاء شرعية متوهمة، وتقديمه خطاب أجوف ملئ بالأكاذيب

في تغريدة له على منصة (X)، كتب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي” ما يلي: يبحث البرهان والحركة الإسلامية التي تختبئ خلف القوات المسلحة عن أمل، ولو كان كاذب، لتغيير الواقع الذي يعلمه الجميع وهو إشعالهم لحرب الخامس عشر من أبريل، بهدف إعادة عقارب الساعة إلى الوراء واستعادة دولة الفساد والمحسوبية والتمكين.

Rapid Support Forces - قوات الدعم السريع النشر
Mohamed Hamdan Daglo
@GeneralDagllo

في تغريدة له على منصة (X)، كتب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي” ما يلي:

يبحث البرهان والحركة الإسلامية التي تختبئ خلف القوات المسلحة عن أمل، ولو كان كاذب، لتغيير الواقع الذي يعلمه الجميع وهو إشعالهم لحرب الخامس عشر من أبريل، بهدف إعادة عقارب الساعة إلى الوراء واستعادة دولة الفساد والمحسوبية والتمكين.

لقد سعى قائد قوات الحركة الإسلامية الانقلابي البرهان إلى استغلال تواجده في قمة منتدى التعاون الإفريقي الصيني لادعاء شرعية متوهمة، وتقديمه خطاب أجوف ملئ بالأكاذيب والمزاعم التي تفتقد للمصداقية، دأب على تكرارها كل حين، وهو لا يعي أن الجميع يدركون حقيقة الأوضاع في السودان.

إن عصابة بورتسودان تمارس سلوكاً إجرامياً بقتل وترويع المدنيين الأبرياء، وتدمير البنى التحتية، وإطالة أمد الحرب لتحقيق أجندة ومصالح النظام القديم، وهو سلوك موصول بزعزعة الاستقرار، والسلم والأمن الإقليمي والدولي.

منذ فجر الاستقلال في بلادنا، ظل شعبنا محروماً من العيش في سلام، بسبب العنف الذي تمارسه الدولة ضد الشعوب السودانية التي تطالب بالحرية والعدالة، ولذلك نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى جهد مضاعف يبذله المجتمع الدولي والإقليمي يتكامل مع جهود قوات الدعم السريع والسودانيين المتطلعين للحرية والديموقراطية لانتشال شعبنا من دوامة العنف والحروب التي لا تنتهي ولترسيخ دعائم السلام والديمقراطية.
٦:١٦ م · ٦ سبتمبر ٢٠٢٤

   

مقالات مشابهة

  • هل دفعت أزمة حفل تخرج عسكري قائد سرية للاستقالة؟
  • قائد عسكري يكشف تأثير إسقاط “MQ9” على العمليات الأمريكية
  • قائد عسكري يكشف تأثير إسقاط MQ9 على العمليات الأمريكية
  • المدونة الصينية “عائشة” تلتقط صور مع البرهان وتصفه بالزعيم: (تذوقت الطعام السوداني وتأثرت بصدق وتواضع ووفاء البرهان بعد أن دعا السائقين والموظفين الذين عملوا معه سابقاً في الصين للقاء لاستاضفتهم وتكريمهم)
  • حميدتي: البرهان الانقلابي قائد قوات الحركة الإسلامية سعى لاستغلال تواجده في الصيني لادعاء شرعية متوهمة، وتقديمه خطاب أجوف ملئ بالأكاذيب
  • الأمم المتحدة: سكان غزة يشكلون 80% من البشر الذين يعانون من الجوع
  • السودان: الرئيس الصيني يستقبل قائد الجيش عبدالفتاح البرهان
  • موقع أمريكي: واشنطن تخوض حربا باليمن منذ 20 عاما.. لكن الحوثيين مازالوا قادرين على خنق البحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • أدميرال أمريكي يرى أن الحروب المستقبلية ستُخاض تحت الأرض بعد نموذج أنفاق حماس
  • صناعة المعجزات لا انتظارها