لايوجد الآن قائد عسكري بطول الدنيا وعرضها يخوض حرباً كالتي يخوضها البرهان
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
لاتزال أَمام الفريق البرهان فرصة للدخول إلي التاريخ من أوسع أبوابه.. تاريخ قادة الجيوش الذين خاضوا حروباً معقدة ونقلوا أمتهم إلي ساحة النصر وسحق الأعداء..
وتاريخ الحروب المعاصرة والغابرة لم يسجل حرباً كالتي يشهدها السودان حالياً.. حرب تجاوز فيها المعتدون كل أخلاقيات الحروب.. والحقيقة أن الحروب يخوضها الشجعان وأولاد القبائل أولئك الذين يُراعون حتي أثناء المعارك حقوق الشيوخ والنساء والأطفال والحرمات.
لاتزال الفرصة مواتية أمام البرهان لدخول التاريخ.. أن يجمع أمره كقائد ويعمل علي بذل كل وسعه لحسم هذه الحرب اللعينة..
ليس بوسع الفريق البرهان حسم هذه الحرب بمفرده.. ولن يحسمها بتدابير وشجاعة القادة والجنود الشجعان الذين يحيطون به ومنهم من قدّم روحه فداءاً للقائد .. وحتي يوم أمس كان الطلاب الحربيون علي أهبة الإستعداد للموت ذوداً عن القائد كما شاهده الجميع بالصوت والصورة داخل معسكر جبيت..
لايوجد الآن قائد عسكري بطول الدنيا وعرضها يخوض حرباً كالتي يخوضها البرهان.. ولايُوجد قائد عسكري بطول الدنيا وعرضها ينجو من محاولة اغتيال ثم لايتواري عن الأنظار.. بل يذهب مباشرة لزيارة جرحي المحاولة الفاشلة.. ثم يشارك بنفسه في تشييع الشهداء من الضباط.. يهيل التراب علي قبورهم.. ثم يقف كالطود يتلو الفاتحة علي ثراهم الطاهر مودعاً..
ومع هذا فإن طريق النصر لن يكتمل فقط بشجاعة البرهان.. في هذا الظرف التاريخي الحرج سيكتمل النصر عندما يعمل البرهان بالوصية التاريخية للرئيس التاريخي للولايات المتحدة روزفلت ( أول وآخر رئيس أمريكي يقدمه الشعب لرئاسة أمريكا لثلاث دورات عن الحزب الديمقراطي).. يقول رزوفلت في وصيته التاريخية : ( لكي تكسب حرباً كقائد ليس أمامك غير توظيف كل طاقات وقدرات الأمة لخوض الحرب.. وعليك أن تأخذ المقصرين من القادة والجنود بحزم وتأخذ الخونة والعملاء وتضربهم بيدٍ من حديد بالقانون.. وقبل كل هذا أن تكون صريحاً ومتعاطفاً مع شعبك.. وأن تقول لهم الحقيقة وإن كانت مرة)..
مافعله روزفلت في تاريخ أمريكا لم يفعله قائد أمريكي قبله.. ولهذا فاز ثلاث مرات في سباقات الرئاسة وبفارق عشرات الملايين من الأصوات.. حدث هذا مع أن روزفلت كان رجلا مشلولا يتكئ علي عصاتين من الحديد!!
إنها عبر التاريخ.. وعظات الحروب..
والبرهان عليه الا يضيع الفرصة التاريخية أمامه.. أن يقود أمته للنصر.. أن يحشد كل قدرات الأمة السودانية ويوظفها لصالح الحرب.. أمتنا الآن تقاتل بأقل من ربع طاقتها.. لأن البرهان والمحيطين به لايريدون ولا نقول لايعرفون توظيف طاقات وقدرات الأمة لتقاتل.. الأمة التي خرجت عن بكرة أبيها لصفوف المقاومة فرملها البرهان وقصّ أجنحة مقاومتها بقانون وقادة قتلوا فيها روح المبادرة وأماتوا الزخم الشعبي لها..
البرهان يتساهل مع المقصرين وآخرهم الذين تسببوا في كارثة جبيت يوم أمس وقبلهم الذين تسببوا في سقوط جبل موية وسنجة وسنار والدندر.. وقبلها مدني ومناطق أخري معلومة.
والقصة تطول..
مع هذا أمام البرهان كثير وقت.. وشعب قادر علي الصمود والتحدي والجسارة..
هذا هو طريق النصر.. وبوابة التاريخ..
عبد الماجد عبد الحميد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الرجل الاسكندنافي يذكّر البرهان وأنصار الحرب بمعاناة السودانيين !!
نهدي إلى البرهان (الذي يريد مواصلة الحرب لمزيد من إنهاك الشعب السوداني- كما قال) ولياسر العطا وأنصار الحرب وإلى (رعاع تظاهرة لندن) والمثقفين الثوريين الاستراتيجيين، وكاتب الشرق الأوسط الصحفي داعية الحرب "عثمان ميرغني".. مقتطفات ما قاله الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين (إيان إيجلاند) عن حرب السودان..بعد زيارته لدارفور وبورتسودان وشرق السودان ومناطق أخرى..!
وبالمناسبة لا نعتقد أن هذا الرجل الاسكندنافي إيجلاند يمكن اتهامه بأنه "قحاتي" أو من جماعة "تنسييقية تقدّم"...!
حديث "إيجلاند" منشور ومذاع في وكالة فرانس برس؛ ووكالة الأنباء الألمانية DPA
نورد هنا مقتطفات مما قاله..ونعتذر عن الإطالة:
الأزمة الإنسانية في السودان أسوأ من الأزمات في أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعين..!
حياة 24 مليون شخص في السودان الآن "على المحك".. وتقرير لأمم المتحدة يؤكد معاناة نحو 26 مليون سوداني من الجوع الحاد..!
السودان اليوم من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم..!
الحرب المتواصلة أسفرت عن مئات الآلاف من القتلى والجرحى وتشريد الملايين داخليًا وخارجيًا، ما يجعل الوضع في السودان من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم حالياً..!
لدينا في السودان أكبر أزمة إنسانية على هذا الكوكب، أكبر أزمة جوع، أكبر أزمة نزوح… والعالم لا يبالي..!
إذا اتفقنا أن حياة الإنسان ذات قيمة متساوية في أي مكان بالعالم، سيكون السودان على قمة القائمة الآن..!
نحن ننظر إلى عد تنازلي قوي نحو المجاعة واليأس وانهيار حضارة بأكملها..!
حرب إسرائيل في غزة ولبنان وحرب روسيا مع أوكرانيا تلقي بظلالها على السودان ويجب ألا تصرف الانتباه عن معاناة السودانيين.
أنا أتابع وأشهد تداعيات الصراع المستمر منذ 600 يوم.وهناك دلالات واضحة للغاية على وقوع حرب مروّعة من منزل إلى منزل ومنطقة بعد منطقة تعرّضت للحرق والدمار والنهب.!.
الوضع "على وشك الانفجار" مثلما هو الحال عندما يهرب ملايين اللاجئين من مناطق مزقتها الحرب..!
يشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بدأ في الخرطوم..امتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.
السودان الذي يشهد حربا مدمّرة يتجّه نحو "مجاعة وشيكة" والمساعدات الإنسانية تقتصر على "تأخير الوفيات" ولا تمنع وقوعها..!
الحرب أوقعت أوقعت عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص..!
قابلت نساء بالكاد على قيد الحياة.. يتناولن وجبة واحدة من أوراق النباتات المسلوقة يومياً..!
نحو 1,5 مليون سوداني "على حافة الموت جوعا"..!
العنف يمزق المجتمعات بوتيرة أسرع بكثير من قدرتنا على إيصال المساعدات..!
قبل عقدين، وقعت إبادة جماعية في إقليم دارفور الشاسع عندما أطلقت الحكومة آنذاك يد مليشيات قبلية ضد أقبائل أخرى..!
من غير المعقول أن تستحوذ الأزمة في السودان حالياً على جزء يسير من الاهتمام الذي استحوذت عليه قبل 20 عاما في دارفور عندما كانت الأزمة أصغر بكثير..!
التقيت في تشاد بشبان سودانيين نجوا من التطهير العرقي في دارفور وقرروا عبور المتوسط لمحاولة الوصول إلى أوروبا رغم غرق أصدقاء سبقوهم في المحاولة..!
الوضع في السودان مروّع ويزداد سوءاً..حتى المناطق البعيدة عن دمار الحرب تعاني الأمرّين..!
في كل أنحاء شرق السودان تكتظ المخيمات والمدارس والمباني العامة بالنازحين الذين تُركوا لتدبّر أمورهم بأنفسهم.
زرت مدرسة في ضواحي بورتسودان تأوي أكثر من (3700) نازح حيث لم تتمكن الأمهات من إطعام أطفالهن.!
حتى الجزء الذي يسهل الوصول إليه في السودان يشهد مجاعة..وكلا الطرفين يستخدمان الجوع سلاحا في الحرب. تعرقل السلطات والمليشيات على نحو روتيني وصول المساعدات مع تهديد ومهاجمة طواقم الإغاثة.
الجوع المستمر مأساة من صنع الإنسان وكل تأخير أو إعاقة غذاء شاحنة واحدة هو حكم بالإعدام على عائلات لا تستطيع إطعام أطفالها.!
أدعو المانحين إلى زيادة التمويل وأدعو منظمات الإغاثة التحلي بمزيد من الشجاعة بالرغم من أن أطراف النزاع متخصصون في إخافتها..!
انتهت المقتطفات....الله لا كسّبكم...!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com