علماء يكشفون فائدة مرتبطة بتقليل السكر في الغذاء
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
خلص الباحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو إلى وجود صلة بين التزام نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن، وخاصة النظام الذي لا يحتوي على الكثير من السكر، وبين عمر بيولوجي أصغر على المستوى الخلوي.
بحث العلماء كيفية تأثير ثلاثة مقاييس مختلفة للأكل الصحي ووجدوا أنه كلما أكل الناس بشكل أفضل، كلما بدت خلاياهم أصغر سنا.
وقالت الدكتورة دوروثي تشيو، الباحثة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، المؤلفة الأولى للدراسة التي نشرت في دورية تابعة للجمعية الطبية الأميركية: "تتوافق الأنظمة الغذائية، التي فحصناها، مع التوصيات الحالية للوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة، وهي تسلط الضوء على فعالية العناصر الغذائية المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات على وجه الخصوص".
وأضافت "من وجهة نظر طب نمط الحياة، من المفيد أن نرى كيف أن الاستجابة لهذه التوصيات قد تؤدي إلى تعزيز عمر خلوي أصغر مقارنة بالعمر الزمني".
تعتبر الدراسة الحالية واحدة من أولى الدراسات التي أظهرت وجود صلة بين السكر المضاف والتقدم في العمر اللاجيني، والأولى التي تدرس هذا الارتباط في مجموعة غير متجانسة من النساء، من مختلف مكونات الشعب الأميركي، في منتصف العمر. بينما كانت معظم الدراسات السابقة حول هذا الموضوع تتناول مشاركين من كبار السن من فئة واحدة.
وأضافت الدكتورة إليسا إيبل المؤلفة المشاركة في الدراسة، والأستاذة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن "الدراسة تساعد على تعميق فهمنا لسبب ضرر السكر على الصحة".
وقالت إيبل: "كنا نعلم أن المستويات العالية من السكر المضاف ترتبط بتدهور الصحة الأيضية والإصابة بالأمراض المبكرة، ربما أكثر من أي عامل غذائي آخر"، مؤكدة "نعلم الآن أن التقدم في العمر اللاجيني المتسارع يكمن وراء هذه العلاقة، ومن المحتمل أن تكون هذه إحدى الطرق العديدة التي يؤدي بها الإفراط في تناول السكر إلى الحد من طول العمر الصحي".
وأفادت النساء المشاركات في الدراسة باستهلاك ما متوسطه 61.5 غرامًا من السكر المضاف يوميًا. تحتوي قطعة شوكولاتة الحليب على حوالي 25 غرامًا من السكر المضاف، بينما تحتوي علبة من المشروبات المحلاة على حوالي 39 غرامًا. توصي إدارة الغذاء والدواء الأميركية البالغين بعدم استهلاك أكثر من 50 غرامًا من السكر المضاف يوميًا. أخبار ذات صلة علامات على كبر الجسم أسرع مما ينبغي! "أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية" تصدر قراراً بشأن تنظيم إجراءات أخذ عينات الغذاء والعلف
مقاربة قائمة على المغذيات
في إطار الدراسة، حلل الباحثون سجلات الطعام الخاصة بـ 342 امرأة بمتوسط عمر 39 عامًا من شمال ولاية كاليفورنيا. ثم قارنوا وجباتهن الغذائية بمقاييس الساعة اللاجينية، والتي استخلصت من عينات اللعاب.
سجل الباحثون النظام الغذائي للنساء لمقارنته بنظام غذائي على طراز البحر الأبيض المتوسط غني بالأطعمة المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة ثم بنظام غذائي مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
أخيرًا، سجل الباحثون النظام الغذائي للنساء مقابل مقياس قاموا بإنشائه ويعتمد على العناصر الغذائية (وليس الأطعمة) التي تم ربطها بالعمليات المضادة للأكسدة أو المضادة للالتهابات وصيانة الحمض النووي وإصلاحه. يشمل ذلك الفيتامينات A وC وB12 وE وحمض الفوليك والسيلينيوم والمغنيسيوم والألياف الغذائية والإيزوفلافون.
ارتبط الالتزام بأي من الأنظمة الغذائية بشكل كبير بانخفاض العمر اللاجيني، وكان النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط هو الأقوى ارتباطا.
فحص الباحثون تناول السكر بشكل منفصل، ووجدوا أن تناول الأطعمة المضاف إليها السكر كان مرتبطًا بتسارع مظاهر التقدم في السن البيولوجية، حتى في ظل وجود نظام غذائي صحي.
وقالت باربرا لاريا، الباحثة الرئيسية المشاركة في الدراسة: "بالنظر إلى أن الأنماط اللاجينية تبدو قابلة للعكس، فقد يكون التخلص من 10 غرامات من السكر المضاف يوميًا بمثابة إعادة الساعة البيولوجية إلى الوراء بمقدار 2.4 شهرًا، إذا استمرت مع مرور الوقت".
وأضافت لاريا الأستاذة في جامعة كاليفورنيا "إن التركيز على الأطعمة، التي تحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية الأساسية وقليلة السكريات المضافة، قد يكون طريقة جديدة للمساعدة في تحفيز الناس على تناول الطعام بشكل جيد من أجل عمر أطول".
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: العمر البيولوجي السكر الغذاء التقدم في العمر فی جامعة کالیفورنیا غرام ا
إقرأ أيضاً:
باحثون: عدد وفيات الحرب في السودان يزيد بكثير عن المسجل
أظهر تقرير جديد أصدره باحثون في بريطانيا والسودان أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 61 ألفا قتلوا في ولاية الخرطوم خلال أول 14 شهرا من الحرب في السودان مع وجود أدلة تشير إلى أن العدد الكلي أعلى بكثير مما سُجل من قبل.
وشملت التقديرات سقوط نحو 26 ألفا قتلوا جراء جروح خطرة أصيبوا بها بسبب العنف، وهو رقم أعلى من الذي تذكره الأمم المتحدة حاليا للحصيلة في البلاد بأكملها.
وتشير مسودة الدراسة -التي صدرت عن مجموعة أبحاث السودان في كلية لندن للحفاظ على الصحة وطب المناطق الحارة أمس الأربعاء- إلى أن التضور جوعا والإصابة بالأمراض أصبحا من الأسباب الرئيسية للوفيات التي يتم الإبلاغ عنها في أنحاء السودان.
وقال الباحثون إن تقديرات أعداد الوفيات الناجمة عن كل الأسباب في ولاية الخرطوم أعلى بنسبة 50% عن المتوسط المسجل على مستوى البلاد قبل بدء الحرب التي نشبت بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع دفع 11 مليونا للفرار من منازلهم، وتسبب في أكبر أزمة جوع في العالم. ويحتاج نحو 25 مليون نسمة -أي نصف سكان السودان تقريبا- إلى المساعدات في وقت تنتشر فيه المجاعة بمخيم واحد للنازحين على الأقل.
ويشكل إحصاء عدد القتلى تحديا في ظل الحرب. ويقول باحثون إنه حتى في أوقات السلم لا يتم تسجيل الكثير من الوفيات في السودان. ومع تصاعد حدة القتال، تقطعت بالسكان السبل للوصول للجهات التي تسجل الوفيات، مثل المستشفيات والمشارح والمقابر. كما تسبب الانقطاع المتكرر في خدمات الإنترنت والاتصالات في عزل الملايين عن العالم الخارجي.
رصد الوفياتتقول ميسون دهب -المختصة بعلوم الأوبئة والمديرة المشاركة بمجموعة أبحاث السودان، وهي أيضا من قادت الدراسة- إن الباحثين حاولوا "رصد (الوفيات) غير المرئية" من خلال أسلوب عينات يعرف باسم "الرصد وإعادة الرصد".
وباستخدام بيانات من مصدرين مستقلين على الأقل، بحث الباحثون عن أفراد يظهرون في عدة قوائم. وكلما قل التداخل بين القوائم، زادت فرص وجود وفيات غير مسجلة وهي معلومات يمكن البناء عليها لتقدير الأعداد الشاملة للوفيات.
وفي تلك الحالة، جمع الباحثون 3 قوائم للمتوفين:
فالقائمة الأولى بناء على مسح للجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ويونيو/حزيران 2024.
أما القائمة الثانية، فقد اعتمدت على نشطاء في المجتمع المدني و"سفراء للدراسة" لتوزيع المسح بشكل شخصي على معارفهم وشبكات تواصلهم.
والقائمة الثالثة جمعت من منشورات نعي على وسائل تواصل اجتماعي، وهو أمر شائع في مدن الخرطوم وأم درمان وبحري التي تشكل معا منطقة العاصمة السودانية.
وكتب الباحثون "ما خلصنا إليه يشير إلى أن الوفيات ظلت دون رصد إلى حد كبير".
أعداد الوفيات الناجمة عن كل الأسباب في ولاية الخرطوم أعلى بنسبة 50% عن المتوسط المسجل (رويترز) وفيات غير مسجلةولا تشكل الوفيات التي رصدتها القوائم الثلاث سوى 5% فحسب من تقديرات إجمالي الوفيات في ولاية الخرطوم، و7% من تلك الوفيات يعزى إلى "إصابات متعمدة". وتقول الدراسة إن النتائج تشير إلى أن مناطق أخرى منكوبة بالحرب من البلاد ربما شهدت خسائر بشرية مماثلة أو أسوأ.
وذكرت ميسون أن الباحثين لم يكن لديهم بيانات كافية لتقدير معدلات الوفيات في مناطق أخرى من البلاد أو تحديد عدد الوفيات إجمالا الذي يمكن ربطه بالحرب.
وأفاد مسؤول في تجمع الأطباء السودانيين بأميركا (سابا)، وهي منظمة تقدم الرعاية الصحية مجانا في أنحاء السودان، بأن النتائج تبدو مقنعة.
وقال مدير البرنامج عبد العظيم عوض الله لرويترز "العدد ربما يكون أكبر حتى من ذلك" مشيرا إلى أن ضعف المناعة بسبب سوء التغذية يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، مؤكدا أن "أمراضا بسيطة تقتل الناس".
وجاء تمويل الدراسة من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية، منها بالولايات المتحدة ووزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في بريطانيا.
وأكد سكان أن مئات القبور ظهرت بجوار المنازل في مختلف أنحاء الخرطوم الكبرى منذ العام الماضي. ومع عودة الجيش إلى بعض الأحياء، بدؤوا في نقل الجثث إلى "الجبانة" الرئيسية في أم درمان.