الجزيرة:
2025-01-16@08:06:03 GMT

توتر أمني بإسرائيل تحسبا لأي رد من حزب الله وإيران

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

توتر أمني بإسرائيل تحسبا لأي رد من حزب الله وإيران

القدس المحتلة– تعيش إسرائيل توترا أمنيا وسط حالة الاستنفار القصوى للجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، وذلك تحسبا لرد إيران وحزب الله على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وكذلك مهاجمة الضاحية الجنوبية في بيروت واغتيال القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر.

وتشير سياسة الاغتيالات التي عادت إسرائيل لتنفيذها -بعد فشلها في حسم الحرب على غزة والإخفاق في تقويض حركة حماس سياسيا وعسكريا، ومنع اتساع المواجهة على الجبهة الشمالية مع حزب الله- إلى استعداد إسرائيل لخوض المخاطر التي من شأنها تأجيل نهاية هذه الحرب الطويلة التي تتناقض مع مفهوم الأمن لإسرائيل، وفقا لتقديرات المحللين.

وتوافقت قراءات المحللين على أن إسرائيل تعيش حالة من التوتر الأمني والترقب لطبيعة رد حزب الله وحماس وإيران الذين يهددون بالقيام برد شديد قد يستهدف العمق الإسرائيلي.

وأجمعت التحليلات على أن الاغتيالات ما هي إلا إنجاز تكتيكي، واعتبرتها فشلا إستراتيجيا لمفهوم الأمن الإسرائيلي، إذ قدرت أنه بإمكان إسرائيل أن تغتال المزيد من القيادات السياسية والعسكرية من فصائل المقاومة الإسلامية والفلسطينية، لكن دون أن تتمكن من القضاء على حماس أو حل المشكلة الإستراتيجية مع قطاع غزة.

إسرائيل عادت لتنفيذ سياسة الاغتيالات واغتالت كل من هنية بطهران وشكر بضاحية بيروت الجنوبية  (الأناضول) كسر دائرة الاستنزاف

يعتمد مفهوم الأمن لإسرائيل على 3 أسس: هي الردع والإنذار والحسم، لكن في صباح يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أصبح من الواضح بحسب المحللين أن إسرائيل ليس لديها ردع ضد حماس ولا حزب الله، كما تبين أنها لم يكن لديها أي إنذار، وهو خط الدفاع الثاني، كما أنها ما زالت تعجز عن الحسم بعد 10 أشهر من الحرب على جبهتي لبنان وغزة.

إن سياسة الاغتيالات التي تعتمدها إسرائيل تجعل الشرق الأوسط أقرب إلى حرب إقليمية شاملة. ويبدو أن إسرائيل مستعدة للمخاطرة، من أجل كسر دائرة الاستنزاف التي سقطت فيها أمام إيران ووكلائها، حسبما يقول المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل.

ولفت المحلل العسكري إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تأخذ على محمل الجد والريبة تهديدات حزب الله وحماس وإيران برد قاس على الاغتيالات، قائلا "أعلن الإيرانيون أنهم يجرون مشاورات وهذا قد يستغرق بعض الوقت، إذ يبدو أن الاغتيال في طهران فاجأهم. وبالنسبة لهم، هناك أيضاً قيمة في استنزاف أعصاب إسرائيل لأيام، كما حدث في الماضي".

وإلى حين قدوم الرد الإيراني والانتظار وسط التوتر الأمني، يقول المحلل العسكري "سيتمتع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بلحظة نادرة نسبيا من الإطراء، بعد الفشل الذريع بداية الحرب. لكن نتنياهو الذي لديه دوافع أخرى، ينتهج حرب استنزاف طويلة الأمد، لإحباط الجهود الرامية إلى الإطاحة بحكومته، وتأخير محاكمته الجنائية، لذا يخوض حربا بلا نهاية".

الردع المفقود

في العودة إلى السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مست العقيدة الأمنية الإسرائيلية بالهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على مستوطنات "غلاف غزة" وبلدات إسرائيلية بالجنوب، بحسب المحلل السياسي لـ"يديعوت أحرونوت" نداف إيال، قائلا "مع إطالة القتال وفشل الجيش الإسرائيلي بالحسم، انضمت المليشيات الإقليمية المختلفة، من العراق وسوريا إلى الحوثيين في اليمن إلى الحرب".

ومن وجهة نظر المحلل السياسي، فإن الجيش الإسرائيلي -الذي يحارب حماس في قطاع غزة ويسعى لتقويض قدرتها العسكرية- يواجه تهديدا جديدا بالشرق الأوسط من قبل مختلف التنظيمات المسلحة التي انضمت للقتال، وهو ما يشير إلى أن رؤية رئيس حركة حماس في غزة (يحيى السنوار) من معركة "طوفان الأقصى" بدأت تتحقق رويدا رويدا.

ويرى إيال أن بقاء قيادة حماس في قطاع غزة يشكل دليلا على أن إسرائيل "العظيمة والقوية" قد حل محلها مثل هذه الحركة المقاتلة (حماس) التي ما عاد يردعها الجيش الإسرائيلي، بل هي من تردع خصومها (إسرائيل) وباتت حركة تسحب سيفها بشكل متكرر وتشهره بوجه إسرائيل، وإن نزفت الدم فإنها تمتص الضربات.

وشكك المحلل السياسي في استعادة الردع بسبب الاغتيالات، قائلا "مهما كانت عمليات الاغتيال معقدة ومثيرة للإعجاب ومبررة إسرائيليا لست متأكدا على الإطلاق أنها تسهم بإعادة الردع المفقود".

ولفت إلى أنه مع رفع الجيش الإسرائيلي عتبة الهجوم، مشيرا إلى أن "هناك حالة من الخوف من الوقوع بالفخ، حيث يخيم على الأجواء دوامة إقليمية لا تنتهي". وقال "لا يخدعن أحد نفسه، من الواضح للجميع أن إيران ستهاجم إسرائيل".

فشل إستراتيجي

تحت عنوان "إنجاز تكتيكي.. فشل إستراتيجي" كتب المؤرخ الإسرائيلي آفي شيلون مقالا في موقع "واي نت" شرح فيه أن عمليتي الاغتيال في بيروت وطهران "يجب أن توضعا في سياق الحرب على غزة المستمرة منذ أكثر من 300 يوم".

ولفت المؤرخ المحاضر في "كلية تال حاي" بالجليل الأعلى إلى أنه "باستثناء حرب الاستقلال، التي بدأت حتى قبل أن تقوم إسرائيل كدولة، فإن الحرب الحالية هي أطول حرب عرفها شعب إسرائيل على الإطلاق".

ويعتقد أن استمرار الحرب في حد ذاته فشل إسرائيلي، وذلك "حتى قبل مناقشة حقيقة أن عشرات الآلاف من سكان البلدات الحدودية مع لبنان والجليل الأعلى الذين تم إجلاؤهم منذ 10 أشهر ما زالوا مشردين عن منازلهم، وأن المختطفين الإسرائيليين في غزة ما زالوا هناك".

ويرى المؤرخ الإسرائيلي أن استمرار الحرب -التي تعتبر الأكثر إيلاما وصدمة للإسرائيليين حتى من حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، واستمرت أقل من 3 أسابيع- هو فشل ذريع لأنه يتعارض مع المفهوم الإسرائيلي الأساسي للأمن.

وضع مختلف

ينبع السعي وراء الحروب القصيرة -في مفهوم الأمن الإسرائيلي- بحسب شيلون "من حقيقة أن إسرائيل تعتمد على جيش احتياط، حيث يمكن لتعبئته على مدى فترة طويلة من الزمن أن يؤدي إلى انهيار الاقتصاد، وأن الحروب الطويلة تمنح ميزة وأفضلية للعالم العربي، بإرهاق إسرائيل عبر حرب الاستنزاف".

وفي الحرب على غزة، يرى المؤرخ الإسرائيلي أن "كل الجبهة الداخلية ساحة قتال وفي دائرة الاستهداف، وهو الواقع الذي كان في حرب 1948، لكن الوضع مختلف مقارنة بالسابق". ويضيف "اليوم يتم إخلاء سكان الشمال. وفي قطاع غزة سوف يستغرق الأمر وقتا لإعادة بناء المستوطنات والكيبوتسات، ويجب أن نضيف إلى هذا بالطبع المختطفين الذين يموتون في غزة".

وبافتراض أن تحقيق النصر المطلق "أمر جيد من حيث المبدأ" كما يقول شيلون "فإنه لا يزال له ثمن، فالحرب المستمرة تضر بمكانة إسرائيل، وتضعف الاقتصاد، وترهق المواطنين، وتعرض المزيد من الجنود للموت، كما أنه ليس من الواضح ما هو هدفها الإستراتيجي، لذا وقف الحرب يصب بمصلحة إسرائيل، واستمرارها يضعفها إستراتيجيا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی أن إسرائیل الحرب على حرکة حماس حزب الله قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

لماذا يرفض الاحتلال الإسرائيلي مناقشة اليوم التالي في قطاع غزة؟

رغم مرور أكثر من أربعة عشر شهرا، لا يزال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية يرفضون طيلة شهور الحرب، ولأسباب شخصية، مناقشة مسألة اليوم التالي في غزة، ولذلك فإن الحرب، وباعتراف الإسرائيليين أنفسهم، تدور الآن دون رؤية أو توجه للمستقبل من قبل المستوى السياسي، بل إن عناصر مهمة في أحزاب الائتلاف الحاكم تتبنى رؤية الاحتلال والاستيطان في غزة، وهو مزيج من أحلام اليقظة والمشي أثناء النوم، والفاشية، والشعبوية، والشر. 

يائير تال، كاتب يوميات حرب أكتوبر 1973، أكد أن "هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، مثل يوماً من الهزيمة لإسرائيل لن ينسى أبداً، فيما حظيت حماس بموضع إعجاب واسع النطاق وكبير بين عامة الناس في العالم العربي والإسلامي من حولنا بسبب انتصارها في ذلك اليوم، واكتسبت وقادتها شهرة خاصة بين المنظمات المسلحة، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وفي الدول الإسلامية مثل إيران". 


وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" العبري، وترجمته "عربي21"، أن "دولة الاحتلال في اليوم التالي لبدء الحرب على غزة كان بوسعها التوصل لاتفاق مع حماس يعيد بموجبه مختطفيها في غضون أيام قليلة، تعرض على حماس إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ويتراوح عددهم بين خمسة وست آلاف أسير، وضمان عدم القيام بمهاجمة حماس وقادتها، لكن الدولة امتنعت عن اتخاذ هذه المبادرة، مما يعني تمجيد حماس، وانتهاء الأمر بنهاية المعركة، وربما حتى الحرب، بانتصار كامل لحماس".  

وأشار إلى أنه "ليس مؤكدا أن الدولة تصرفت بشكل صحيح في تلك الأيام، حيث لم تبادر لمثل هذه الخطوة، بل ردت بهجوم شامل على غزة، وهدفها حرب شاملة ضد حماس جاءت نتائجها كارثية على غزة، وحينها كان بوسعنا أن نتخذ مرة أخرى زمام المبادرة لإعادة المختطفين، ونزع غزة من الأسلحة الهجومية، وتدمير الأنفاق التي تخترق الحدود، لكن إسرائيل وزعماءها لا يعرفون كيف يتوقفون، وهنا بدأ الخلاف حول إطلاق سراح المختطفين، استمرارا لحالة الفوضى السياسية التي تعيشها".  

وأوضح أن "الحرب في غزة اندلعت واستمرت بينما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متهم بارتكاب جرائم، ويعمل على تدمير ثقة الإسرائيليين بمؤسسات إنفاذ القانون، وفي ذروة الحرب يشير بإصبع الاتهام للجيش وقادته بأنهم هم، وليس هو، المسؤولون عن كارثة السابع من أكتوبر، مما جعله محروما من الثقة الكاملة بين نصف الإسرائيليين، الذين هم على قناعة بأن قراراته، حتى في أمور الحرب، تتأثر أكثر بدوافعه الشخصية، ومصلحته التي تأتي في المقام الأول على حساب مصلحة الدولة".  


وأكد أن "هذه العناصر اليمينية خطيرة، وقد تفاجئنا بقوتها وتأثيرها على مجرى الأمور، بل وقد تنجح بالخطوات الأولى نحو تحقيق رؤيتها التدميرية للدولة، فيما الحكومة لو تكونت من أشخاص عاديين ومسؤولين، يقدّرون مصير ومستقبل دولتهم، فقد كان يمكنهم طرح تصور لنهاية الحرب في غزة وما بعدها، يتضمن إعادة جميع المختطفين، وضم قطاع غزة والضفة الغربية لذات الوحدة السياسية برئاسة السلطة الفلسطينية، التي تعارض الكفاح المسلح، وتتعهد بنزع السلاح من غزة، وفي غضون عام، الاتفاق على تسوية دائمة معها". 

وختم بالقول إن "الغرض من اليوم التالي في صالح الإسرائيليين يتمثل بتحقيق تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولتهم الخاصة بجانب دولة الاحتلال، القائمة على الاتفاق على الحدود بين الدولتين، والترتيبات اللازمة لضمان أمن الاحتلال، وإيجاد آلية تضمن بشكل متبادل عدم مطالبة الطرفين بأي أراضٍ من الطرف الآخر، وهذا اليوم التالي الذي سيجلب الأمن، ويرفضه نتنياهو وحكومته". 

مقالات مشابهة

  • حماس: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها وقادرون على بناء غزة
  • وزير المالية الإسرائيلي: الصفقة سيئة وخطيرة على أمن إسرائيل
  • التوصل لاتفاق وقف النار في غزة بين حماس و إسرائيل
  • حماس: لم نسلم ردنا على مسودة الاتفاق بسبب تأخر إسرائيل في تسليم الخرائط التي توضح المناطق التي ستنسحب منها
  • محلل سياسي فلسطيني: العالم ينتظر رد الجانب الإسرائيلي بالموافقة على وقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • محلل إسرائيلي: هذه التغيرات التي عجّلت بإنجاز صفقة تبادل الأسرى
  • لماذا يرفض الاحتلال الإسرائيلي مناقشة اليوم التالي في قطاع غزة؟
  • ما تاريخ صفقات التبادل التي أجرتها إسرائيل مع دول عربية وفصائل المقاومة؟
  • ما تاريخ صفقات التبادل التي أجربتها إسرائيل مع دول عربية وفصائل المقاومة؟
  • محلل أمني: استراتيجية إسرائيل الخاطئة ستؤبد الحرب