حمص-سانا

شكلت ذكرى تأسيس الجيش العربي السوري مناسبة وطنية غالية على قلوب السوريين، وفي مقدمتهم رجالات هذا الجيش الذين خاضوا معارك الشرف والبطولة في صفوفه خلال المعارك التي خاضها جيشنا الباسل منذ تأسيسه دفاعاً عن الوطن وعزته، فكان سياجا يصون حقوق الأمة العربية ومصالحها.

عن هذه المناسبة وأثرها العظيم في نفوس أبطال الجيش العربي السوري لفت رئيس رابطة المحاربين القدماء بحمص العميد المتقاعد فايز الشامي إلى أن “عيد الجيش العربي السوري كان وسيبقى شعلة تضيء درب النصر في كل ملحمة سطرها أبطال هذا الجيش دفاعاً عن الوطن ولصون عزته وكرامته”، مؤكداً أن أعضاء الرابطة يقفون إلى جانب رفاقهم في حمل السلاح والذود عن الوطن كي يبقى عزيزا منتصراً”.

بدوره أعرب العقيد المتقاعد علي السلوم عن افتخاره بذكرى تأسيس الجيش العربي السوري الذي “ناضل وقدم تضحيات في سبيل أن تبقى سورية قوية بجيشها وشعبها الصامد والحامل لراية الانتصار في شتى ميادين الحياة”.

واعتبر العقيد الركن المتقاعد يحيى ديبو أن العقيدة التي اتبعها الجيش العربي السوري أكدت على الدوام أنه “جيش الأمة العربية.. ومهمته الدفاع عن الوطن وحماية الشعب ومنجزاته، فحمل عقيدة رسخها القائد المؤسس حافظ الأسد الذي أكد أن الشهادة قيمة القيم فكان الجندي المقاتل مثالا للقدوة والاندفاع والتضحية في سبيل تحقيق النصر”.

ورأى العميد المتقاعد أحمد كوسا أن لعيد الجيش العربي السوري “قيمة حقيقية كبيرة ومعنوية تشمخ بالنفوس إلى السماء.. فرفع راية الوطن عالياً وجعله عصياً على أعدائه بفضل البطولات التي حققها منذ تأسيسه لنصرة البلدان العربية ومازال يواصل طريق الانتصار حتى تحرير آخر شبر من سورية من براثن المجاميع الإرهابية التي أطلقها مشغلوها في الخارج لتعيث فيه قتلاً وتخريباً لطمس حضارته وهويته العربية”.

وأعرب المقدم المتقاعد مصطفى عبد الهادي عن “اعتزاز كل سوري بهذه المناسبة العظيمة التي تضيء على إنجازات الجيش العربي السوري البطولية في كل مرحلة من مراحل الصراع مع العدو”.

وأشاد العقيد المتقاعد إبراهيم عبيدو بقوة الجيش العربي السوري “الذي أذهل العالم بمحطاته البطولية القومية منذ تأسيسه فكان اندفاعه لنصرة الشعب الفلسطيني عام 1948 ومشاركته في الدفاع عن مصر في وجه العدوان الثلاثي عليها عام 1956 ونصرة الشعب والمقاومة في لبنان في وجه الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 وانتصاره في حرب تشرين عام محطات فخر واعتزاز بعقيدة هذا الجيش الجبار”.

حنان سويد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الجیش العربی السوری عن الوطن

إقرأ أيضاً:

خفايا التقارب التركي السوري

تزاحمت خلال الأسابيع القليلة الماضية التصريحات السياسية من تركيا والنظام السوري وروسيا حيال التقارب التركي ـ السوري.

وإذ حملت هذه التصريحات في طياتها معان عامة وفضفاضة، كما في السابق، إلا أن تحليل مضامينها إضافة إلى التطورات التي حصلت على الأرض قد تساعدنا في فهم مسار التقارب التركي مع النظام السوري.

على صعيد التصريحات السياسية، كان لافتا الشروط التي وضعتها أنقرة لتنفيذ مطلب دمشق في انسحاب القوات العسكرية التركية من الأراضي السورية، وهذه الشروط هي:

ـ تطهير سوريا من العناصر الإرهابية؛ حفاظا على سلامة أراضيها ووحدتها.

ـ تحقيق مصالحة وطنية حقيقية وشاملة، وإنجاز العملية السياسية.

ـ دستور جديد في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 على أساس المطالب والتوقعات المشروعة للشعب السوري.

ـ تهيئة الظروف اللازمة لعودة آمنة وكريمة للاجئين، مع ضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون انقطاع.

إن الهدف البعيد هو التخلص من عبء اللجوء السوري، لكن يبقى هذا هدفا بعيدا لا يتحول من القوة إلى الفعل دون وجود حوامل موضوعية له: متغيرات في الجغرافية العسكرية داخل سورية، تجعل تحقيقه إمكانية واقعية.لا يحتاج المرء عناء التفكير للاستنتاج بأن هذه الشروط مستحيلة التحقق:

الشرط الأول يعني وفق القاموس السياسي التركي القضاء على تنظيم "قوات سوريا الديمقراطية" التي يشكل الأكراد عمادها، وهذا أمر خارج إمكانيات النظام وإيران وروسيا مجتمعين، إنه مرتبط بالولايات المتحدة الداعم الرئيس للوحدات الكردية.

إن وضع أنقرة هذا الشرط ليس من باب التعجيز السياسي فقط، بل هو يربط الوجود التركي في الشمال السوري بالمصالح القومية العليا لتركيا، وبهذا المعنى، فإن أية مصالحة تركية ـ سورية يجب أن تحصل وفق شروط الإمكان للطرفين، دون المطالبة بتنازلات مرتبطة بمعادلة جيوستراتيجية تتجاوز الحوامل المحلية للجغرافية السورية.

بعبارة أخرى، لا يمكن مطالبة تركيا بمطلب استراتيجي مثل هذا دون تحقيق النظام السوري لمعادله، أي إزالة الأسباب التي أدت إلى التدخل العسكري التركي في سوريا.

بخصوص الشرط الرابع (تهيئة الظروف اللازمة لعودة آمنة وكريمة للاجئين، مع ضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون انقطاع)، فهو مطلب تركي حقيقي لأنه يخفف الضغط الشعبي على السلطة، ويتيح لحزب "العدالة والتنمية" التحرر من عبء اجتماعي أثقل كاهله ولا يزال في الانتخابات.

أما الشرطان الثاني والثالث، فهما شرطان نظريان لا قيمة سياسية لهما بنظر تركيا، ذلك أن أنقرة قد تخلت مضمرا عن المطالب السياسية الكبرى للمعارضة السورية حيال شروط الحل السياسي.

لقد وضعت أنقرة هذين الشرطين كذر للرماد في العيون أولا، ولترك هذا الملف مفتوحا تبعا لتغير الظروف.

هل يوحي ما تقدم بأن التقارب التركي ـ السوري مستحيلا؟ الجواب بالتأكيد لا، ذلك أن ثمة أهداف كثيرة يمكن أن يحققها كل طرف، وإن كانت ذات قيمة محدودة في الأمد القصير.

غير أن التقارب بين الجانبين، أو بالأصح، الانعطافة السياسية التركية، ومقابلها قبول النظام السوري بالمصالحة، لم تحصل لأجل أهداف صغيرة متعلقة بمعبر هنا أو هناك، أو بمنع دخول السوريين المقيمين في الخارج ـ باستثناء تركيا ـ من دخول الأراضي السورية المحررة عبر تركيا.

يتعلق التقارب بأهداف استراتيجية بعيدة المدى: من وجهة نظر سورية، لا يمكن القبول بمصالحة مع تركيا دون الاتفاق على خطة عمل بعيدة المدى تُنهي الوجود العسكري التركي في الشمال، لا لذاته، بل لأجل القضاء على المعارضة المسلحة، والانتهاء جذريا من وجود معارضة داخل سوريا. ومن وجهة نظر تركية، لا بد من القضاء على القوة العسكرية الكردية وسحب سيطرتها على أراض سورية واسعة متاخمة لتركيا.

هذان هما الهدفان الكبيران، ومن خلالهما يمكن لأنقرة إيجاد مخرج لأزمة اللاجئين السوريين داخل حدودها.

ضمن هذه المقاربة يمكن النظر إلى التحول السياسي التركي في الملف السوري، فبلغة الاستراتيجيا، ما هو الثمن الذي ستحصل عليه تركيا من انفتاحها على النظام السوري؟

صحيح إن الهدف البعيد هو التخلص من عبء اللجوء السوري، لكن يبقى هذا هدفا بعيدا لا يتحول من القوة إلى الفعل دون وجود حوامل موضوعية له: متغيرات في الجغرافية العسكرية داخل سورية، تجعل تحقيقه إمكانية واقعية.

يتعلق التقارب بأهداف استراتيجية بعيدة المدى: من وجهة نظر سورية، لا يمكن القبول بمصالحة مع تركيا دون الاتفاق على خطة عمل بعيدة المدى تُنهي الوجود العسكري التركي في الشمال، لا لذاته، بل لأجل القضاء على المعارضة المسلحة، والانتهاء جذريا من وجود معارضة داخل سوريا. ومن وجهة نظر تركية، لا بد من القضاء على القوة العسكرية الكردية وسحب سيطرتها على أراض سورية واسعة متاخمة لتركيا.غير أن كل هذا البنيان الاستراتيجي الذي يبنى، لن يكتب له النجاح في ظل بقاء الأكراد قوة عسكرية فاعلة ومهيمنة في الشمال السوري.

لهذا السبب، يمكن القول إن الخلاف التركي ـ السوري، أو الأسباب التي تؤخر المصالحة، لا تتعلق بقضايا فرعية (إنسانية، مساعدات، معابر، حلول سياسية)، بل تتعلق بكيفية القضاء على الوجود العسكري الكردي في سوريا كخطوة أولى تؤدي إلى سحب تركيا لقواتها العسكرية، والتخلي عن المعارضة العسكرية.

قد لا نندهش إذا ما رأينا في الفترة المقبلة تحالفا عسكريا يضم تركيا إلى جانب النظام السوري وروسيا وإيران، إنه استانة عسكرية، بعدما فشلت استانة السياسية.

هذا هو المخطط الكبير الذي يسعى الجانبان إلى تحقيقه بدعم روسية وإيراني، وإذا ما استشعرت أنقرة بحواسها السياسية العالية استحالة تحقيقه، ستتحول المصالحة والتقارب إلى مجرد ديكور سياسي يستخدمه كل طرف نحو قواعده الاجتماعية ليس إلا.

مقالات مشابهة

  • التليفزيون السوري: حريق كبير في ريف حماة بسبب الغارات الإسرائيلية
  • أزهري محمد علي: الحرب الحالية ليست حرب كرامة بل تخص طرفاً واحداً تقاطعت مصالحه
  • أبو عبيدة يعلق على العملية البطولية التي نفذها المواطن الأردني وأسفرت عن مقتل ثلاثة صهاينة
  • بوادر تمرد داخل الجيش: أردوغان يتدخل بعد الفيديو الذي أثار ضجة واسعة في تركيا
  • جناح الصناعات الدوائية في اكسبو 2024 … المعرض فرصة لتقديم المنتج السوري إلى الخارج
  • حجز محاكمة متهمي "خلية الشروق الإرهابية" للحكم
  • ‏الجيش الإسرائيلي: مسلح جاء من الأردن بشاحنة وفتح النار على القوات الإسرائيلية التي تعمل في معبر اللنبي
  • هيئة الدواء: الوكالة العربية للدواء «وعد» تمثل فرصة حقيقية لتحقيق التكامل العربي في تحسين الصحة العامة
  • إطلاق باب الترشح لجائزة الألكسو للإبداع والابتكار للباحثين في الوطن العربي
  • خفايا التقارب التركي السوري