واشنطن خرقت الهدنة وتجاهلت المحادثات الأمنية ووضعت حكومة العراق في حرج
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
1 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: شهدت الأوساط السياسية والأمنية في العراق تصعيداً جديداً بعد الضربة الجوية التي وجهتها القوات الأميركية إلى “كتائب حزب الله” العراقية في منطقة جرف الصخر، بمحافظة بابل. هذا الهجوم يعكس، وفقاً لتحليلات متعددة، عدم اكتراث أميركي بنتائج المحادثات الأمنية الجارية مع الجانب العراقي، ما يشير إلى تراجع الموقف العراقي في سلم اهتمامات صانع القرار الأميركي.
تشير التحليلات إلى أن الولايات المتحدة لا تبالي بمحاذير تصعيد الصراع مع الفصائل المسلحة في العراق، والتي يمكن أن تؤثر سلباً على محادثاتها الأمنية مع حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. وهذا التجاهل يضع الحكومة العراقية في موقف حرج أمام هذه الفصائل، التي ترى في التصعيد الأميركي خرقاً للهدنة وتهديداً للاستقرار الهش في البلاد.
التصعيد الإقليمي وتأثيره على العراقوكانت التهدئة المؤقتة بين الفصائل المسلحة والقوات الأميركية متوقعة أن تتلاشى بسبب التصعيد الإقليمي المتزايد بين جبهة المقاومة وإسرائيل.
وواشنطن، بإقدامها على هذه الضربة، استفزت العراق وخرقت الهدنة غير الرسمية، مما يعكس عدم احترامها للمحادثات الأمنية الجارية مع الحكومة العراقية.
وهذه الخطوة من قبل الولايات المتحدة تجعل حكومة السوداني تبدو ضعيفة وغير قادرة على حماية الفصائل المسلحة المتحالفة معها، مما يزيد من التوتر الداخلي.
التحليل والمآلات المحتملةبعض التحليلات ترى أن هناك جانباً إيجابياً في هذا التصعيد، حيث قد يضطر القوات الأميركية إلى الانسحاب من العراق، خاصة إذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي أعرب خلال إدارته السابقة عن استعداده لسحب القوات الأميركية من سوريا والعراق. هذا السيناريو قد يعيد ترتيب الأوراق في المنطقة ويضعف النفوذ الأميركي، بينما يمنح الفصائل المسلحة مزيداً من الحرية في التحرك.
تفاصيل الهجوم ونتائجهشنّ الجيش الأميركي ضربة جوية ضدّ مقاتلين في العراق حاولوا إطلاق مُسيّرات تهدّد القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها في المنطقة، وفق ما أعلنه مسؤول دفاعي أميركي. وأفادت مصادر عراقية بأن الضربة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وهي الأولى التي تشنها القوات الأميركية في العراق منذ آخر ضربة نفذتها في فبراير الماضي، والتي أسفرت عن مقتل قائد عسكري.
ويؤكد مراقبون أن هذه الضربة تزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في العراق، حيث يتصاعد الغضب الشعبي والسياسي ضد التدخلات الأميركية.
قيادة الحشد الشعبي أدانت الهجوم، مؤكدة أن “القوات الأميركية لا تزال مصرة على نهجها المعادي لأبناء الحشد الشعبي”، محذرة دولة الكويت من “الاستمرار في جعل أراضيها منطلقاً للنهج الإجرامي الأميركي تجاه بلادنا”.
ومن المحتمل أن تؤدي هذه التطورات إلى تصعيد تدريجي من قبل الفصائل المسلحة ضد الأميركيين في العراق، مما يزيد من احتمالية نشوب صراع أوسع في المنطقة. هذا الوضع يضع الحكومة العراقية أمام تحديات كبيرة في محاولتها لتحقيق التوازن بين الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة وإدارة الضغوط الداخلية من الفصائل المسلحة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة الفصائل المسلحة فی العراق
إقرأ أيضاً:
سبب انضمام الفصائل المسلحة إلى «الدفاع السورية».. خطة إعادة الهيكلة
انضمت الفصائل المسلحة السورية إلى الجيش السوري في اتفاق لحل جميع الفصائل ودمجها تحت إشراف وزارة الدفاع السورية، وفقًا لبيان أعلنته الحكومة المؤقتة، في إطار المساعي لإعادة هيكلة الوزارة.
وتوصل أحمد الشرع، قائد العمليات العسكرية السورية، إلى اتفاق مع زعماء فصائل سورية سابقين لحل جميع الفصائل ودمجها تحت إشراف وزارة الدفاع السورية، بحسب ما أعلنته قناة «القاهرة الإخبارية»، نقًلا عن وكالة «رويترز».
إعادة هيكلة وزارة الدفاع السوريةوكان رئيس الوزراء في الحكومة السورية المؤقتة، محمد البشير، قال الأسبوع الماضي إن الوزارة ستخضع لإعادة هيكلة باستخدام الفصائل المسلحة السابقة والضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري.
وكان أحمد الشرع، زعم لمسؤولين غربيين زاروه، أن الفصائل المسلحة لن تسعى للانتقام من النظام السابق ولن تقمع أي أقلية دينية.
وكانت الحكومة السورية المؤقتة، أعلنت تعيين مرهف أبو قصرة، وزيرًا للدفاع في الحكومة، وقال «الشرع» قبل تعيينه، إنه بحث مع قادة الفصائل شكل المؤسسة العسكرية الجديدة في سوريا.
سبب انضمام الفصائل المسلحة إلى «الدفاع السورية»ويأتي انضمام الفصائل المسلحة إلى الوزارة ضمن إعادة هيكلتها، بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا وسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأعلن الشرع اعتزامه الكشف عن هيكلة جديدة للجيش السوري من لجنة قيادية عسكرية.
وستبدأ الفصائل السورية المسلحة حل نفسها والانضمام إلى الوزارة، وخلال مؤتمر صحفي لـ«الشرع»، مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قال إنه لن يسمح أبدًا بأن يكون هناك سلاح خارج إطار الدولة، مضيفًا: «السلاح المنفلت في الدول يؤدي بالتأكيد إلى اضطرابات داخلية، وهذا ما تسعى الإدارة السورية الجديدة إلى التعامل معه».