الحرة:
2024-09-09@04:51:59 GMT

السيناريو الأكثر ترجيحا للرد الإيراني على ضربة هنية

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

السيناريو الأكثر ترجيحا للرد الإيراني على ضربة هنية

في منتصف أبريل الماضي وردا على القصف الذي استهدف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق نفذت إيران هجوما مباشرا بالمسيرات الانتحارية والصواريخ تجاه إسرائيل، وأطلقت عليه اسم "الوعد الصادق".

وبينما كانت وسائل إعلامها تعرض مشاهد الإطلاق العابرة للحدود، خرج القائد العام لـ"الحرس الثوري"، حسين سلامي معلنا أن ما فعلوه كان "محدودا وناجحا" ومحذّرا من "مغبة استهداف المصالح الإيرانية مجددا وفي أي مكان".

وقالت إسرائيل بعد ذلك بأيام إنها نفذت ردا مضادا داخل الأراضي الإيرانية، وعادت الأربعاء لتتهم باستهداف مكان إقامة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في العاصمة طهران، مما أسفر عن  مقتله مع مرافقه.

ولا تعتبر عملية اغتيال هنية ضربة كبيرة لحركة حماس فحسب وفقا لمراقبين، بل تستهدف أيضا سيادة إيران صاحبة الأرض والمبنى الذي قتل فيه هنية، المخصص لضيوف "الحرس الثوري".

وجاءت بعد ساعات قليلة من قصف تبنته إسرائيل في الضاحية الجنوبية ببيروت وأسفر عن مقتل القيادي البارز في "حزب الله" اللبناني، فؤاد شكر. كما سبق العملية بأسبوع استهداف إسرائيلي لميناء الحديدة باليمن، ردا على هجوم نفذه الحوثيون بطائرة مسيرة وصلت إلى تل أبيب.

ويوضح مراقبون وخبراء تحدثوا لموقع "الحرة" أن ضربة اسماعيل هنية في طهران تضع إيران أمام "اختبار حقيقي" و"معضلة" ترتبط تفاصيلها بعدة أسباب ومعطيات. 

جزء من تلك الأسباب يتعلق بطبيعة الرد المحتمل الذي قد تنفذه وما إذا كان تقليديا كما حصل سابقا بـ"المسيرات والصواريخ" فقط، بينما تذهب أخرى باتجاه تحويله إلى أشد وأقوى، الأمر الذي يدفع إسرائيل لإعادة الكرّة مجددا. 

ما الأصداء الإيرانية الآن؟

آخر التصريحات وأوضحها التي خرجت من طهران جاءت على لسان رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري بعد مشاركته في مراسم تشييع هنية، حيث قال إنهم "يدرسون مع محور المقاومة كيفية الرد" على اغتيال هنية.

وأضاف سلامي حسبما نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية: "الرد سيكون حتميا.. ويجب اتخاذ إجراءات متعددة، والكيان الصهيوني سيندم على فعلته"، على حد تعبيره.

ويتقاطع حديث المسؤول العسكري الإيراني مع معلومات نشرتها وكالة "رويترز" نقلا عن 5 مصادر، عصر الخميس، ومفادها أن "مسؤولين إيرانيين كبارا سيلتقون بممثلي حلفاء طهران في المنطقة من لبنان والعراق واليمن".

ويأتي اللقاء بهدف "مناقشة الرد المحتمل على إسرائيل بعد قتل إسماعيل هنية"، وفق "رويترز".

وقبل حديث المصادر الخمسة للوكالة نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر رسمية إيرانية لم تسمها أن المرشد الإيراني، علي خامنئي أصدر أوامره بضرب إسرائيل مباشرة ردا على مقتل هنية في طهران.وذكرت الصحيفة أن "خامنئي أصدر أوامره بهذا الشأن خلال اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي، صباح الأربعاء، بعد وقت قصير من إعلان إيران عن مقتل هنية".

أعلنت حركة حماس "مقتل" هنية مع أحد حراسه الشخصيين في طهران ما السيناريو الأكثر ترجيحا؟

يتفق خبراء ومراقبون تحدث إليهم موقع "الحرة" على فكرة أن الرد الإيراني المحتمل قد يكون "متعدد الاتجاهات"، بمعنى ليس من طهران فقط بل من وكلائها في لبنان واليمن.

وقد تشترك فيه أيضا حركة "حماس"، كون الضربة استهدفت زعيمها السياسي الأبرز.

ويعتقد الباحث الأمني الإيراني، حميد رضا عزيزي أن "سيناريو الرد بالوكالة فقط، أي مع عدم مشاركة إيران نفسها وتفويضها لا يبدو سيناريو قويا في الوقت الحالي".

ويقول، وهو زميل زائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية (swp)، إن "السيناريو الأكثر ترجيحا في الوقت الحالي هو رد منسق من إيران وبعض أو كل حلفائها الإقليميين".

وقد يشمل ذلك بالتأكيد بحسب رضا عزيزي "حزب الله" والميليشيات العراقية والحوثيين في اليمن.

ويوضح الباحث لموقع "الحرة" أن حادثة اغتيال هنية لم تكن بمعزل عن غيرها، بل جاءت ضمن سلسلة أحداث تصعيدية في جميع أنحاء المنطقة.

وبعدما أشار إلى مقتل القيادي في "حزب الله"، فؤاد شكر والهجوم الأميركي على مواقع لـ"الحشد الشعبي" في العراق وضربة ميناء الحديدة تابع أن "كل هذه الجهات الفاعلة المختلفة فيما يسمى (محور المقاومة) سيكون لديها حوافزها الخاصة لإظهار الرد على إسرائيل".

ومن غير المستبعد أن تحث إيران وكلاءها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان على الانضمام إلى أي ضربة صاروخية و/أو بطائرات بدون طيار ضد إسرائيل لتعقيد الدفاعات الإسرائيلية، كما يرى المحلل العسكري في معهد هيدسون بواشنطن، ريتشارد وايتز.

ويضيف وايتز لموقع "الحرة" أن "الحكومة الإيرانية شعرت بالحرج من سهولة وقوع عملية الاغتيال في عاصمتها"، وأن "تكرار الضربة الصاروخية والطائرات بدون طيار كما حدث في أبريل لن يمحو هذا حقا".

إسماعيل هنية يلتقي المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بطهران في 30 يوليو 2024 "لن تنصلح صورة إيران"

وفي خطابه الأول بعد مقتل شكر في الضاحية الجنوبية ببيروت وهنية في طهران قال زعيم "حزب الله" في لبنان، حسن نصر الله إن "كل جبهات الإسناد دخلت في مرحلة جديدة وتصاعدها يتوقف على ردات فعل العدو"، في إشارة إلى إسرائيل.

وأضاف بنبرة تهديد: "ستبكون كثيرا لأنكم لا تعلمون أي خطوط حمراء تجاوزتم".

وقال أيضا: "نحن في معركة مفتوحة في كل الجبهات وقد دخلت في مرحلة جديدة".

ويعتقد كبير الخبراء الأميركيين في "المجلس الأطلسي"، ريتش أوتزن أنه من المرجح للغاية أن تستخدم إيران مجموعات وكيلة إقليمية لمحاولة الانتقام لضربة هنية. 

وكان هنية "أداة في جهودهم بالوكالة، ولذا سيكون هناك قدر معين من التناسق في ذلك"، على حد قول أوتزن لموقع "الحرة".

ويضيف أن ما سبق يتماشى أيضا "مع حرب الظل مع إسرائيل التي يحتفظ فيها كلا الجانبين بقدر من الإنكار المعقول".

ومع ذلك، وبينما يشير إلى أن "الانتقام الناجح لإيران قد يصلح صورة رعاية الإرهاب أو إدارة الوكلاء بكفاءة" يرى أن "الرد لن يستطيع إصلاح صورة إيران بأنها قادرة على حماية (الضيوف) بنجاح على أراضيها".

ولا ينظر المسؤولون الإيرانيون، بحسب "نيويورك تايمز" إلى مقتل هنية على أنه مجرد عملية انتهازية من جانب إسرائيل لأحد أعدائها، بل إنها أيضا "إهانة" لجهازهم الأمني ​​مما يشير إلى أنه يمكن استهداف وقتل أي شخص في إيران على أي مستوى.

ويقول الباحث الأمني رضا عزيزي إن مقتل هنية "ألحق ضررا استخباراتيا قويا للغاية بالنسبة لإيران".

ولذلك من المحتمل أن تحاول استخدام هذا كفرصة ليس فقط للرد، ولكن أيضا "لإعادة التأكيد على التنسيق مع حلفائها الإقليميين داخل محور المقاومة"، بحسب رضا عزيزي.

ويعيد الباحث التأكيد على اعتقاده بأن "السيناريو الأكثر احتمالية هو استجابة منسقة من قبل هذه الجهات الفاعلة المختلفة".

و"ربما يكون اغتيال زعيم إسرائيلي في إسرائيل أو دولة غربية أفضل لإيران ولكنه سيكون أكثر خطورة"، وفق المحلل العسكري وايتز.

ويستبعد أن تتغير معادلة الحرب في غزة إلا إذا "شن حزب الله هجوما واسع النطاق ضد إسرائيل". 

تم إسقاط معظم المسيرات والصواريخ الإيرانية قبل وصولها إلى إسرائيل "واحدا أو على مراحل"

وفي ضربة أبريل كانت إسرائيل قد أعلنت أن إيران أطلقت قرابة 300 طائرة مسيرة في هجومها، إضافة لتنفيذ هجمات صاروخية، جاء بعضها من العراق واليمن.

وأضاف الجيش الإسرائيلي، حينها، أن الدفاعات الجوية تصدت لـ 99 بالمئة منها.

وقالت إيران في المقابل إن ردها في تلك الفترة استهدف مركزا استخباريا إسرائيليا شمال الجولان، استُخدم في تخطيط وتنفيذ العملية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق.

وأضافت أيضا على لسان مسؤوليها أن الرد استهدف كذلك قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية المقر الرئيسي لطائرات "إف 35"، القريبة من مفاعل ديمونا النووي.

وفيما يتعلق بالرد المحتمل الآن يرجح الباحث الأمني رضا عزيزي أنه "قد نشهد هجوما ضخما واحدا من قبل هذه الجهات الفاعلة المختلفة: إيران وحزب الله والميليشيات العراقية والحوثيين".

أو قد نشهد الرد على مراحل، مثل قيام بعض الجهات المذكورة والمرتبطة بإيران ببعض العمليات ثم في المرحلة التالية ينضم إليها آخرون.

ويتصور الباحث السياسي الإيراني المقيم في طهران، سعيد شارودي أن "الرد المحتمل سيكون مختلفا عن ذاك الذي حصل في أبريل". 

ويقول لموقع "الحرة": "إيران تريد أن تقول هذه المرة: إذا لم تتعلموا الدرس من الضربة السابقة سأرد عليكم هذه المرة بضربة قد تجعلكم تفكرون في المستقبل مليّا عند تنفيذ أي عمل عدائي".

وقد يكون الهجوم من إيران وبأسلحة إيرانية ولا يستبعد شارودي ان تنضم أطراف أخرى، مثل "حزب الله" والحوثيين في اليمن.

ويتابع: "قد تجمع إيران وحماس وحزب الله والحوثيين في اليمن ويكون الرد رباعيا"، مما "سيضعف إسرائيل ويسبب لها المتاعب في المستقبل"، على حد تعبيره. 

 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الرد المحتمل مقتل هنیة حزب الله فی الیمن فی طهران هنیة فی

إقرأ أيضاً:

كيف قرأت الأوساط الإيرانية موقف موسكو حيال ممر زنغزور؟

طهران- على وقع الغزل المتبادل بين إيران وروسيا اللتين تستعدان لتوقيع اتفاقية التعاون الإستراتيجي الشامل خلال الأشهر القليلة المقبلة، يأتي موقف موسكو الداعم لأذربيجان بفتح ممر زنغزور البري لربط العاصمة باكو بإقليم نخجوان محرجا لطهران التي تعتبر أي تغيير في الحدود الإقليمية خطا أحمر لها.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تحدث أثناء زيارته إلى أذربيجان، الشهر الماضي، عن حق باكو في امتلاك ممر بري يربطها بالإقليم. وانتقد وزير خارجيته سيرغي لافروف سياسة أرمينيا الرافضة لتنفيذ اتفاق المعابر والممرات لعام 2020، مما أثار ضجة لدى الأوساط الإيرانية التي عدّت موقف الحليف الروسي "طعنة في خاصرة طهران الشمالية".

من جانبها، سارعت الخارجية الإيرانية إلى استدعاء السفير الروسي ليكسي ديدوف، وفي خطوة نادرة لم يعتدها الحليفان، حمله نائب وزير الخارجية الإيراني مجتبي دميرجي رسالة إلى موسكو مفادها أن طهران تعارض التغييرات الجيوسياسية في المنطقة وأنه يجب أخذ مصالح ومخاوف الدول في الاعتبار.

يفصل ممر زنغزور التابع لأرمينيا حاليا بين أراضي أذربيجان ومقاطعة نخجوان الأذرية المتمتعة بالحكم الذاتي (الجزيرة) خط أحمر

في السياق، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أي تغيير في الحدود القائمة "أمرا غير مقبول على الإطلاق"، وفي تغريدة على منصة إكس، كتب أن "أي تهديد يوجه ضد سلامة أراضي دول الجوار أو تغيير جيوسياسي قرب حدودنا يشكل خطا أحمر بالنسبة لإيران".

والخط الأحمر الذي ترسمه طهران على حدودها جنوبي القوقاز يتحدث عنه الناشط السياسي علي مطهري، في تدوينة على منصة إكس بالقول إن "هذا الممر سيغلق الطريق الرابط بين إيران وأوروبا عبر أرمينيا".

ويرى مراقبون في إيران أن جزءا من مخاوف بلادهم بشأن أي تغيير جيوسياسي على حدودها نابع من توجسها إزاء المخططات الرامية إلى تشكيل عالم تركي عبر ممر زنغزور. ويُراد له أن يربط تركيا بريا بدول آسيا الوسطى ذات العرق التركي، ومنها أذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وصولا إلى إقليم شينجيانغ الذي تقطنه أغلبية من الإيغور التركية شمال غربي الصين، وتركمانستان بصفة مراقب.

من ناحيته، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "الشهيد بهشتي" علي بيكدلي، أن المساعي الروسية لتحريك المياه الراكدة في ملف ممر زنغزور في التوقيت الراهن تأتي في سياق البحث عن مخرج يمكنها من الالتفاف على العقوبات الغربية التي تضيق الخناق على اقتصادها.

مصالح

وفي حديث للجزيرة نت، يعتقد بيكدلي أن موسكو لطالما فرطت بالمصالح الإيرانية في سبيل مصالحها الوطنية، معتبرا إثارة مسألة الممر هدية من بوتين لحلفائه الأتراك في تركيا وأذربيجان على حساب المصالح الإيرانية والأرمينية، ظنا منه أن سياسته هذه ستفتح أسواقا جديدة لاقتصاده المحاصر.

ورأى أن قبول طهران بشق ممر زنغزور عبر مقاطعة سيونيك الأرمينية سوف يوازي القبول بمحاصرتها وقطع طريقها باتجاه أوروبا الشرقية، لأنها لن تستطيع بعد ذلك التحكم بأي طريق يستحدث على حدودها، ناهيك عن المخاطر الجيوإستراتيجية التي قد تهدد أمنها انطلاقا مما يسمي بتشكيل الهلال التركي على حدودها.

ولدى إشارته إلى سياسة التوجه شرقا التي تبنتها الحكومات الإيرانية المتعاقبة، طالب بيكدلي بعدم المراهنة على عدد محدد من الدول ووصف العلاقات معها بأنها إستراتيجية، مؤكدا ضرورة تطبيع العلاقات مع الدول الأوروبية.

وتابع أنه رغم الضغوط الغربية على طهران بشأن تعاونها العسكري مع روسيا في حربها على أوكرانيا، لكن موسكو تغض البصر عن حساسية إيران حيال التغييرات الجيوسياسية قرب حدودها، وتوقع أن تمضي روسيا في دعمها باكو لفتح الممر، مما يحتم إعادة إيران النظر في علاقاتها مع حلفائها السابقين.

وحظيت تغريدة الصحفي والناشط السياسي محمد بارسي -حول وقوف الروس إلى جانب أعداء إيران على مر التاريخ- بتفاعل واسع على منصات التواصل، إذ طالب المغردون الإيرانيون سلطات بلادهم بالاعتبار من تجاربهم المريرة مع موسكو.

وكان بارسي قد كتب على منصة إكس، أن "الروس قد وقفوا إلى جانب الرئيس العراقي السابق صدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية، وفي القرارات الأممية مع أميركا، وفي العقوبات مع أوروبا، وفي قضية الجزر الثلاث مع العرب، وفي حرب غزة مع إسرائيل، وفي ممر زنغزور مع أذربيجان". وتساءل "لماذا لا تزال الجمهورية الإسلامية تعتبر موسكو دولة صديقة وشريكا إستراتيجيا لها؟".

التوجه الإيراني

أما عن تساؤلات الأوساط السياسية في إيران عن سبب إثارة ملف الممر في التوقيت الراهن، فيبحث أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة الخوارزمي يد الله كريمي بور، عن إجابة في توجه الحكومة الإيرانية الجديدة وعزمها فتح قنوات مع العالم الغربي لحلحلة القضايا الشائكة.

وفي تعليق نشره على قناته بمنصة تليغرام، رأى أن الجانب الروسي يعتبر أدنى خطوة لتطبيع إيران علاقاتها مع الدول الغربية "أمرا قاتلا" ذلك لأن موسكو تواجه -حاليا- حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأميركا الشمالية على جبهتين، وقوى شرقية مثل اليابان المتحالفة مع واشنطن وبريطانيا وأستراليا ضمن اتفاقية أوكوس الأمنية، ناهيك عن ملفاتها العالقة مع الصين وجنوب القوقاز وغيرها.

وخلص كريمي بور إلى أن أي توجه إيراني نحو الغرب لاسيما بخصوص إحياء العلاقات الإستراتيجية سيكون غير مقبول بالنسبة للجانب الروسي، وقد تعتبره موسكو بمثابة "رصاصة الرحمة" على علاقاتها القائمة مع عدد محدود من الدول منها إيران.

في المقابل، يعتقد السفير الإيراني السابق في باكو، محسن باك آئين، أن المواقف الروسية الداعمة لأذربيجان تأتي للضغط على أرمينيا بالدرجة الأولى لقربها من الناتو وانتزاع الامتيازات من باكو ثانيا. وأوضح أن تصريحات بوتين ولافروف كانت غامضة ولم يشيرا إلى ممر زنغزور بشكل واضح بل جاءت للضغط على يريفان لعدم التزامها بمعاهدة السلام 2020.

وفي حديثه للجزيرة نت، يرى باك آئين، أن فتح الممر سيضر بالمصالح الروسية قبل المصالح الإيرانية لأنه سيمكّن الناتو من الوصول إلى بحر قزوين وهذا ما لا ترغب به موسكو في الوقت الراهن، حيث تمضي آلة الحرب مع أوكرانيا بقضم المزيد من أراضي الجانبين.

وخلص إلى أن التحركات الروسية في جنوب القوقاز تأتي لمواجهة الناتو بالمنطقة، مما يؤكد ضرورة تفعيل الدبلوماسية بين طهران وموسكو وباكو ويريفان لاحتواء السياسات الغربية التوسعية جنوبي القوقاز.

وسواء كان الموقف الروسي للضغط على يريفان أو يرمي لفتح ممر زنغزور، فإن تصريحات القادة الروس الأخيرة أثارت حفيظة الجانب الإيراني الذي طالما تحسس نتائج كارثية لإقامة الممر على حدوده وسارع أكثر من مرة لحشد قواته المسلحة قرب الحدود المشتركة مع أذربيجان وأرمينيا لإفشال أي عمل عسكري محتمل يرمي لشق الطريق البري.

مقالات مشابهة

  • "أربعون هنية".. ووقت إيران "المناسب وغير المناسب"
  • “العقيدة النووية” و”الرد”.. وأوراق إيران التفاوضية المقبلة!
  • ‏نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني: رد ⁧إيران⁩ على اغتيال هنية سيكون في التوقيت المناسب
  • مدير الاستخبارات البريطانية: أشك أن إيران ستحاول الانتقام لاغتيال إسماعيل هنية
  • رئيس المخابرات البريطانية عن الرد الإيراني ضد الاحتلال: علينا توخي الحذر
  • بريطانيا تتوقع انتقاماً إيرانياً لاغتيال هنية
  • رئيس المخابرات البريطانية: إيران لا تزال تعتزم الثأر لمقتل هنية
  • رئيس المخابرات البريطانية: إيران تعتزم الثأر لمقتل إسماعيل هنية
  • ‏قائد الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل استهدفت خلال الفترة الماضية 14 من سفننا في البحرين الأحمر والمتوسط
  • كيف قرأت الأوساط الإيرانية موقف موسكو حيال ممر زنغزور؟