باللحظات الأخيرة.. يمني يعفو عن قاتل طفلته قبل تنفيذ حكم الإعدام
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
تصدر اسم اليمني إبراهيم البكري منصات التواصل اليمنية والعربية بعد أن عفا عن قاتل طفلته حنين في اللحظات الأخيرة من تنفيذ حكم الإعدام.
والواقع أن من أصعب اللحظات التي يعيشها الأب هو أن يقتل أحد أبنائه أمام عينيه، ويعلم من قتله، فتكون مشاعر الانتقام والغضب هي من تتملكه من قاتل طفله أو طفلته، ولكن أن يعفو عن القاتل تيمنا بقوله تعالى (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)، فهذا أعلى درجات الإيمان والصبر.
وهذا ما حدث مع إبراهيم البكري والد الطفلة "حنين"، إذ عفا -اليوم الخميس- عن قاتل ابنته "حسين هرهرة"، والمحكوم عليه بالإعدام لقتله طفلته عشية عيد الأضحى المبارك قبل الماضي، وذلك عقب شجار اندلع بينه وبين والد الطفلة بسبب حادث مروري في مديرية المنصورة بالعاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد.
هذا الرجل تسامى على حزنه الدفين وقهره الكبير ووجعه الأليم على فقد طفلته #حنين_البكري أمام عينيه بسبب حادثة تافهة، تعالى #ابراهيم_البكري وعفا عن قاتل طفلته #حسين_هرهرة.
بيض الله وجهك وربط الله على قلبك بالصبر وجزيت خيرا.#شكرا_ابراهيم_البكري pic.twitter.com/AnzFN5Wn5S
— محمد الضبياني M.Aldhabyani (@maldhabyani) August 1, 2024
وتداولت حسابات يمنية لحظة وصول القاتل إلى ساحة تنفيذ حكم الإعدام، وقبل تنفيذ الحكم بلحظات أعلن إبراهيم البكري العفو عن قاتل طفلته حنين، ليضج المكان بفرحة الحاضرين الذين كانوا ينتظرون تنفيذ الحكم.
الشهم النبيل إبراهيم البكري .. جسد اليوم اخلاق الفرسان ، أخلاق العربي الأصيل الذي يعفو عند المقدرة ..
درس لكل من يتهور في لحظات غضب وانفعال، يسيطر فيها الشيطان على عقله وفعله…
جزاك الله خير الجزاء اخي إبراهيم، وجزا الله خيرا كل من ساهم في عتق رقبة بن هرهرة. pic.twitter.com/F3rzibzcrI
— أحمد عمر بن فريد (@AhmedBinFareed1) August 1, 2024
هذه الفرحة سرعان ما انتقلت إلى منصات التواصل اليمنية والعربية، والتي بدأت الإشادة بموقف الأب الذي وصفوه بالشهم والصلب، وقال أحد المغردين أحيي الموقف الصلب والشجاع للأخ إبراهيم البكري، في مثل هذه القضايا، لا مكان للعاطفة، خاصة تجاه من يستهتر بأرواح الناس ويستخدم السلاح في كل صغيرة وكبيرة، كما أحيي الجانب الإنساني فيه.
وعلق آخرون على موقف إبراهيم بالقول أي قلب جبار في صدرك، تماسكت حتى اللحظة الأخيرة، لتعفو في لحظة الموت المحقق عن قاتل حنين لتكون عبرة للناس كافة، ويختتم تدوينته بالقول أنت اليوم بطل اليمن شكرا لك.
صحيح غادرت حنين ولكن لن تغادر من قلوبنا ????
رحمكِ الله يا حنين وجعلكِ شفيعة لوالديك ???????? #حنين_البكري #ابراهيم_البكري pic.twitter.com/b421dG55Ap
— عُـمـر بـن أحـمـد (@omar781000) August 1, 2024
وقال مغرد آخر إن الشهم والنبيل إبراهيم البكري.. جسد اليوم أخلاق الفرسان، أخلاق العربي الأصيل الذي يعفو عند المقدرة.. درس لكل من يتهور في لحظات غضب وانفعال، يسيطر فيها الشيطان على عقله وفعله.
تتسابق الدموع قبل الكلمات
بيض الله وجهك
ورفع الله قدرك
اليوم انت يا #ابراهيم_البكري
أحييت الملائين pic.twitter.com/y4yP91SdRL
— MOHAMMED ALNOUDمحمد النود (@MohammedAlnoud) August 1, 2024
وكتب أحد المتابعين عن موقف إبراهيم الذي وصفه بالعظيم، وقال أمام كل المغريات التي عرضت عليه للعفو إلا أنه لم يعفُ إلا وحسين منبطح لتلقي رصاصات الإعدام حينها بقي الأمر بين البكري وربه، فيعفو لوجه الله أو يأخذ بحقه وحينها برزت شهامته رأفة بدموع طفلة هرهرة، فجزاك الله الخير.
"ومن عفى واصلح فأجره على الله"
جزى الله المكلوم ابو حنين ابراهيم البكري خير الجزاء على عفوه عن قاتل ابنته حنين
العفو تم قبل تنفيذ الحد في ساحة الاعدام#حسين_هرهرة pic.twitter.com/uy1IyYm2q0
— DR.Mohamad ALHdla (@drmohamadalhdla) August 1, 2024
ووجه آخرون الشكر لإبراهيم على ما وصفوه بموقفه النبيل، ولكنهم تمنوا لو أنه جعل العفو مشروطا بمنع حمل السلاح داخل المدن والمحافظات على أن تكون البداية من عدن وبالتزام حكومي وقانون نافذ.
وقال والد الطفلة إنه عفا عن حسين هرهرة احتسابا للأجر والثواب عند الله -سبحانه وتعالى- أولا، وثانيا إكراما للشعب الذي حضر وتضامن معه.
ويذكر أن الطفلة "حنين البكري" قد قتلت وأصيبت شقيقتها برصاص المدعو حسين هرهرة، عقب إطلاقه النار على سيارة والد الطفلتين إبراهيم البكري في 27 يونيو/حزيران 2023، بسبب خلاف مروري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إبراهیم البکری ابراهیم البکری حسین هرهرة pic twitter com یعفو عن
إقرأ أيضاً:
ياسين سعيد نعمان يكتب: الحوثي.. الطلقة الأخيرة في مدافع آيات الله
حالة الصمت الاقليمي التي ترافق التطورات الهائلة التي تعيشها المنطقة، تركت مساحة مريحة لإيران لتتحرك تكتيكياً لانقاذ مشروعها الذي تعرض لنكسات ضخمة في أهم حلقاته: حزب الله، النظام السوري بقيادة الأسد، ناهيك عما تتعرض له مليشياته في العراق من ضغوط الدولة العائدة ، كما يبدو ، برافعة وطنية بعد سنوات من الانهيار .
النظام الايراني في هذه المساحة من الفراغ ، يحاول أن يحول السقطة إلى وثبة ، كما يقول المثل اليمني، باتباع سياسة مخاتلة مزدوجة :
-إحتواء الانكسارات والمهادنة في جبهات الهزيمة.
-وتعظيم المواجهة فيما تبقى من الجبهات التي لا زال يراهن على استخدامها للمناورة .
1- فهو من ناحية يهدئ اللعبة في لبنان ، ويطلب من حزب الله أن يرخي عضلاته تجاه الخارج ، وأن يبقي العين الحمراء في الداخل ، وأن يتقبل الصفعات ويتجرع السم ، عملاً بمقولة الخميني ، للحفاظ على ما يبقيه حاضراً في المشهد الداخلي ومؤثراً فيه . وهو يحث الخطى ، في نفس الوقت، على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق الجديدة ، ويغذ السير نحو إعادة فتح سفارته في دمشق ، وكأنه لم يصنع الخراب في هذا البلد لسنوات طويلة ، كما أنه يطلب من مليشياته في العراق أن تقبض على الجمر بانتظار ما ستسفر عنه التغيرات التي سيشهدها الإقليم وفقاً لتنبؤات المرشد .
ولترسيخ هذه السياسة التي تؤسس لجولة أخرى من إحياء المشروع إياه ، فقد شهدنا خطابات متتالية لقيادات النظام الايراني تبشر بعدم الاستقرار في سوريا ، وآخرها مقابلة وزير الخارجية عراقجي الذي تنبأ بمواجهات عسكرية شاملة في سوريا ، وهي المقابلة التي توعد فيها بدعم الحوثيين ساخراً من كل الجهود الاقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق السلام في اليمن ، وتجنيب المنطقة كارثة المواجهة العسكرية .
2-وهنا نأتي إلى الجبهة الأخرى ، أي جبهة الحوثي، التي أبقاها النظام الإيراني مشتعلة . فما كدسه في مستودعات الحوثي ومخازنه وأنفاقه وكهوفه من الصورايخ والمسيرات كاف للقيام بمهمة رفع الروح المعنوية لأذرعها المنهارة من خلال زج اليمن في معادلة "الردع" التي تخص النظام الايراني وحده ؛ وهي المعادلة التي لم تعد فيها إيران تتجرأ أن تطلق صاروخاً واحداً من أراضيها ، فطالما أن هناك من يتكفل بتولي المهمة ، ويتحمل ما سيسفر عنها من خرائب نيابة عنها ، فلا بأس أن تواصل سياستها المزدوجة تلك بانتظار ما ستسفر عنه المتغيرات .
الحوثي ، الذي لا يعنيه من أمر اليمن شيئاً ، هو الطلقة الأخيرة في مدافع آيات الله والحرس الثوري الإيراني ، والذي أخذوا يناورون به في عملية مكشوفة ، فيما عرف بالتعويض النفسي للضرر الجسيم الذي تعرض له الاستثمار الايراني المكلف في مشروع فاشل ، والذي كان على حساب الحياة المعيشية للشعب الايراني . وحتى لا يتساءل الشعب الايراني عن المليارات التي انفقت في هذا المشروع الفاشل ، والذي بسببه عاش أكثر من ثلثي الشعب تحت خط الفقر ، فقد أبقى النظام جبهة الحوثي مشتعلة بتلك الكيفية العشوائية التي يراد لها تغطية الفشل الذريع لهذا المشروع ، وهي الجبهة التي تعمل "تل أبيب" اليوم على توظيفها في إقناع العالم بأن ما يحيط بها من مخاطر يضعها في مواجهة دائمة مع هذه المنطقة التي " لا تنتج غير العنف والارهاب" .
والحقيقة هي أن إيران تدرك ، ويدرك معها الحوثي ، أن المسيرّة ، أو الصاروخ الذي يطلق هنا أو هناك نحو الاراضي المحتلة لا يؤثر قيد أنملة في مجرى الأحداث ، بقدر ما يوفر المبررات لاسرائيل لمواصلة الحرب والمزيد من التدمير ، كما أن الحوثي الذي دمر اليمن ، وهجر أبناءها وشردهم ، وأودعهم السجون، وأهدر كرامة من وقع في يده من نساء اليمن ، واختطف الشباب وأخفاهم في سجون لا تقل بشاعة عن صيدنايا ، وزج بهم ليحترقوا في معارك الانتقام من معاوية وعائشة ومن الجمهورية ، من السخرية أن يدعي الغيرة على كرامة الفلسطينيين ، وما هي إلا لعبة أخذت أعمدتها تتداعى وتتكشف منذ اليوم الأول عن حقيقة قوامها استثمار موارد الشعب الايراني في مشروع طائفي هلالي يمتد من طهران مروراً ببغداد ، دمشق ، بيروت ، صنعاء على أن تستكمل دائرته عند نقطة على الخليج العربي لتضع ثروات ومصير المنطقة كلها في قبضة نظام الملالي الايراني ، وعندها تستطيع إيران أن تساوم العالم وتعيد دورها كشرطي يحرس بوابة القادمين الى هذه المنطقة من العالم ، وهو الأمر الذي طالما حلمت به وعملت بقوة وبكافة الوسائل من أجله .
ويبقى السؤال الذي لا بد من أن نتوقف أمامه للرد عليه بمسئولية ، وكنت قد ناقشته في مقالات سابقة ، ويتعلق بالدور الذي تعوله إيران على الحوثي في جعل هذه السياسة المزدوجة وسيلة للمراوغة في انتظار ما ستستقر عليه الأحداث ، لتقرر بعد ذلك الخطوة التالية .
يتضح من التصريحات، التي أطلقها وزير خارجية ايران بأنهم سيواصلون دعم الحوثي ، أنهم متمسكون بالنهج العدواني تجاه اليمن والمنطقة بشكل عام . وهو ما يعني أن الاتفاق السعودي الايراني الذي نص على اتباع منهج سلمي يضمن استقرار المنطقة، وعدم التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد قد خرقه النظام الايراني بشكل سافر بهذا التصريح ، وهو تطاول فج على كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام في اليمن ، وفي المنطقة عموماً ، على الرغم من أن الجميع يدرك أن النظام الايراني واصل دعمه بالسلاح للحوثي .
هذا التصريح ، وبهذا الشكل الفج ، يعني فيما يعنيه أن خيار النظام الإيراني قد استقر عند تحويل ذلك الجزء من اليمن الذي يقع في قبضة الحوثي إلى إلى مركز تجمع عسكري لأذرع ايران ، وهو المركز الذي سيشكل بؤرة حرب في خاصرة المنطقة ، وسيُعزز بالإمكانيات التي كانت تقدم للجبهات الأخرى ، وستوكل إليه المهام اللوجستية التي كان يقوم بها حزب الله في لبنان .
وبالنظر إلى خطورة ما يسعى إليه النظام الإيراني ، فإنه لا بد من مناقشة هذه المسألة بقدر من التفصيل لمعرفة العوامل التي يتوقف عليها تحقيق ذلك :
1-إصرار النظام الايراني على مواصلة نهجه التوسعي ، وتقديره بأن معركة مشروعه لم تنته بعد ، فإنه سيعمل على تمكين الحوثي من أن يصبح بديلاً لوجستياً لحزب الله ، على الأقل ، لفترة مؤقتة بانتظار ما ستسفر عنه الأحداث وتستقر عليه الأمور .
2-استعداد الحوثي على القيام بهذا الدور ، وما يرتبه ذلك من مخاطر على اليمن وعلى مصالح اليمنيين ، وما ستتعرض له البلاد من تدمير جراء القيام بالمواجهة نيابة عن النظام الايراني ودفاعاً عن أمنه ومصالحه ، بما في ذلك تعطيل فرص تحقيق السلام ، وما سيترتب على ذلك من كوارث انسانية ونتائج اجتماعية خطيرة .
3-لا نعتقد أن دول المنطقة لم تقرأ بدقة هذه السياسة التي سينتهجها النظام الايراني في اليمن ، لكن الصمت حيالها ، وعدم مواجهتها بالمكاشفة في ضوء ما تم معه من اتفاقات ، سيوفر للنظام الايراني بيئة مناسبة للمضي قدماً في تحويل الجغرافيا التي بقبضة الحوثي إلى مركز عسكري إيراني في خاصرة المنطقة ، وسيكون معه اليمن كله عرضة لفوضى في المنطقة بأكملها .
4-إن العالم الذي يسعى إلى مواجه خطر النظام الايراني على أمنه في اليمن يخطئ مرتين : مرة لأنه يتجه في المواجهة نحو الذيل ويتجاهل الرأس ، وهذا لا يغير في المعادلة شيئاً ، ولا يحسم المعركة . وثانياً لأنه يدمر المنشئات والمقدرات اليمنية فقط ، وهي أمور لا يهتم بها الحوثي أو إيران ، ولذلك فإن مواجهة مخاطر النظام الايراني يجب أن تتوسع لتشمل المركز الذي يعد المصدر الرئيسي لمعطيات منظومة المشروع كلها في صورها العسكرية والمالية والايديولوجية ، وإليها يعود "خُمُس" الشيعة في العالم لتمويل العبث بأمن العالم .
5-الخطوات التي أخذت الحكومة الشرعية تتخذها مؤخراً باتجاه تعزيز الجبهة الداخلية بالمزيد من الإجراءات العسكرية والاقتصادية والاصلاحات الشاملة لا بد أن تنعكس في خطة شاملة يتفرغ لتنفيذها الجميع ، ويكون محورها استعادة الدولة بالسلم أو بالحرب ، وعلينا أن ندرك أن الكلمة التي ينصت إليها المجتمع الدولي باهتمام هي التي تقف وراءها قوة تسندها ، ففي كل الأحيان لا يكفي أن تكون كلمتك معبرة عن الحق . قد يتعاطف العالم مع الحق ، لكنه لن يتعامل بجدية إلا مع من يشعر أنهم مؤهلون لحمل هذا الحق وحمايته .