مسؤول إسرائيلي سابق: 17 نقطة تلخص وضعنا الراهن
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
سرايا - في 17 نقطة، لخص عيران عتصيون نائب رئيس المجلس الأمني الإسرائيلي السابق واقع إسرائيل بعد مرور 300 يوم على حربها على قطاع غزة.
جاء ذلك في تقدير موقف نشره المسؤول الأمني السابق على منصة إكس:
1. إن إسرائيل تواجه وضعا إستراتيجيا خطيرا ومتعدد الأبعاد. سياسية وإستراتيجية وأمنية وقانونية وأخلاقية واقتصادية.
2. الفجوة بين الواقع وتصور الواقع، بين قطاعات كبيرة من الجمهور الإسرائيلي، وبين معظم أعضاء الحكومة والائتلاف، هي فجوة ضخمة وخطيرة للغاية.
3. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يدرك جيدا أبعاد الفشل وغير المنفصل عن الواقع، قرر زيادة حجم الرهان، فهو يشعل حربا إقليمية شاملة، ويجبر إيران على الانجرار إليها مباشرة، ويأمل في إجبار الولايات المتحدة على الانجرار إليها أيضا، ولا يملك القدرة على تشكيل نتائج هذه الحرب.
4. إن الإدارة الأميركية وصلت إلى نقطة ضعف تاريخي نتيجة تراكم "عمليات" وظروف مؤسفة.
5. تركز أوروبا على الحرب في أوكرانيا، والتهديد الروسي، وتهديد إدارة (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب.
6. تدرك روسيا والصين الفرصة المتاحة للاستمرار في تقويض النظام العالمي والهيمنة الأميركية، سواء من خلال الحرب في أوكرانيا، أو من خلال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وحرب إقليمية في الشرق الأوسط في أسوأ وقت ممكن بالنسبة للولايات المتحدة.
7. إيران في وضع جيد جدا. لقد أصبحت حلقة وصل حيوية في المحور الروسي-الصيني، وأثبتت أن نموذج "حلقة النار" من خلال الوكلاء يعمل بشكل مثالي، ولا تملك إسرائيل أي رد عليه، فالإجراءات المضادة في طهران تحرجها بشدة، لكنها سوف تستجيب له، وهو لا يغير قواعد اللعبة على المستوى الإستراتيجي.
8. المحاولة "الأميركية لتشكيل تحالف مناهض لإيران" تم إحباطها بالفعل، وذلك من خلال دور طهران في هجوم السابع من أكتوبر، وفي دخول حزب الله والحوثيين إلى المعركة، وفي إدارة حرب استنزاف ناجحة ضد إسرائيل.
9. صحيح أن هذا التحالف ضد إيران عمل بشكل جيد في "ليلة الصواريخ" وأثبت إمكاناته، لكن رفض نتنياهو قبول مخطط بايدن قبل عدة أشهر أحبط الخطوة الكبيرة، ومنع إسرائيل من تحقيق إنجاز إستراتيجي تاريخي، وحفر لنا حفرة كبيرة سيكون من الصعب للغاية الخروج منها.
10. هذا الصباح نحن على وشك التدهور الشديد. عندما يدير الحكومة شخص غير كفء بشكل واضح، والذي يعرض الأمن القومي للخطر عن عمد، ويدمر الحاضر ويدمر مستقبلنا جميعا. فقط من أجل بقائه في السلطة والتهرب من العدالة بسبب جرائمه وأفعاله المتعددة قبل وبعد 7 أكتوبر.
11. إن قادة الجيش الإسرائيلي والجهاز الأمني في حيرة من أمرهم، فهم يفهمون الوضع وخطورة الوضع جيدا، لكنهم يخشون اتخاذ موقف علني، ونتنياهو يدرك ضعفهم ويستغله.
12. لنقول ذلك بأقصى حدة: في حرب إقليمية في السياق والتوقيت الحاليين، لن تنتصر إسرائيل، تحت أي ظرف من الظروف. إن إسرائيل أكثر عرضة للخطر من أي من أعدائها، وبالتأكيد من تحالف "الحلقة الخانقة" كمجموعة.
إن القدرة الاستيعابية لدى الحوثيين وحزب الله ولبنان، وبالتأكيد لدى إيران، أكبر بكثير من قدرة إسرائيل. إن دولة صغيرة بأرضها وعدد سكانها، وغربية، ومنغمسة حتى الرقبة في حرب استمرت 300 يوم لم تنتصر فيها، لا ينبغي لها أن تبدأ حربا أوسع نطاقا مع أعداء أقوى من حماس.
إن الدولة التي يطالبها جميع أصدقائها بوقف الحرب والذهاب إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، يجب ألا ترفض هذه المقترحات بازدراء، وتتوقع دعما ساحقا على شكل شحنات أسلحة ونقض في الأمم المتحدة. إن وقف الحرب بشروط مواتية لإسرائيل لن يحدث.
إن الدولة التي يعاني اقتصادها بالفعل من أسوأ أزمة منذ عام 1973، لا ينبغي لها أن تزيد من المخاطر وتثقل كاهل الاقتصاد بعبء ثقيل آخر لا يطاق. إن الدولة التي استنفدت قواتها الاحتياطية، وتضرر جيشها النظامي، لا ينبغي لها أن ترسله إلى حرب أكثر صعوبة دون أن تتمكن من إنهائها بشروط جيدة.
13. مطلوب من جميع المتطرفين (دعاة الحرب) في الحكومة ووسائل الإعلام والشبكات والجمهور الإجابة عن سؤال واحد: ما الوضع النهائي الواقعي للحرب الإقليمية التي تشجعونها؟ كيف يبدو الاتفاق الذي سينهي الحرب مع لبنان؟ كيف يبدو الاتفاق الذي سينهي الحرب مع إيران؟
ففي النهاية، ليس لديكم حتى إجابة مقنعة لـ"اليوم التالي" في غزة، وهي أبسط وأصغر وأضعف هذه الساحات…
الحقيقة هي أن لا أحد منهم لديه أي إجابة، ولا تستطيع إسرائيل "التغلب" على إيران بمفردها.
من الصعب جدا على إسرائيل إنهاء هذه الحرب، ولن تحتاج إلى الموافقة الإيرانية فحسب -وهو الأمر الذي سوف يتطلب ثمنا باهظا بطبيعة الحال- بل إنها تحتاج أيضا إلى الموافقة الروسية والصينية، وليس لدى هاتين القوتين مصلحة في تقصير مدة الحرب على العكس تماما. فمن مصلحتهم إطالة أمدها، وكشف تقصير الولايات المتحدة، التي "ليست قادرة حتى على كبح جماح إسرائيل".
وهذا يعني أن إسرائيل يمكن أن تتدهور إلى أشهر طويلة جدا من الحرب بكثافة لم تشهدها من قبل.
14. كان من المفترض على كل المعلقين والإعلاميين أن يتعاملوا مع كل هذا وهذا فقط. ولكن معظمهم في كون آخر. في هذا الكون الموازي، ليس على إسرائيل إلا أن تقرر، أن تكون "هجومية حتى لو كان الثمن باهظا".
إن المستقبل يبدو واضحا تماما: على ما يبدو حروب استنزاف طاحنة لا تنتهي أبدا بين إسرائيل وإيران ووكلائها.
هذا المستقبل الأسود، ما سماه نفتالي بينيت "سبارطة الشرق الأوسط"، وما سماه نتنياهو "الحياة على السيف"، ويسميه سموتريتش وحاخاماتهم "أجمل أيامنا"، ويسميه الإنجيليون "حرب يأجوج ومأجوج". وبعدها سيرى كل اليهود النور ويصبحون مسيحيين، هذا المستقبل هو ما يطبخه لنا نتنياهو وأعضاء حكومة الدمار.
16. لذا فإن من يعتقد أن هذه "حرب بلا خيار"، ومن يعتقد أن هذا التحليل برمته خاطئ، فهو موضع ترحيب ليقترح تحليلا بديلا ويجادل. ومن يدرك خطورة الوضع، مطلوب منه ألا يتحمله، بل أن يحارب مرتكبيه.
17. على الحكومة المختصة أن تستغل النكسات لتتوجه إلى الولايات المتحدة ومصر وقطر والمجتمع الدولي برمته وتقول: نحن مهتمون بالتوقيع على الصفقة الآن، ساعدونا في جلب حماس إلى طاولة المفاوضات، وساعدونا في استعادة غزة وبناء حكومة فلسطينية فعالة وبراغماتية، ساعدونا على بناء نظام إقليمي جديد، على أساس خطة بايدن، التي نحن جميعا فيها.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
رشا عوض
إنها قوانين متواترة في الاجتماع السياسي بكل أسف!
الحركات الفاشية تظن أن استعبادها المستدام للشعوب بواسطة القوة العسكرية هو قانون طبيعي لا يناقش ناهيك عن المطالبة بتغييره!
عندما تتزاوج الفاشية الدينية مع الفاشية العسكرية كحال المنظومة الكيزانية يصبح التمسك بنظام الاستعباد أكثر شراسة كما نرى في هذه الحرب!
الذي جعل هذه الحرب القذرة حتمية هو إصرار الكيزان على استدامة استعبادهم للشعب السوداني عبر القوة العسكرية الأمنية ممثلة في الأخطبوط الأمنوعسكري بأذرعه المتعددة: جيش ودفاع شعبي وكتائب ظل وأمن رسمي أمن شعبي واحتياطي مركزي ووووووووووو
ظنوا أن العقبة الوحيدة أمام هيمنتهم العسكرية هي الدعم السريع، غرورهم وحساباتهم الرغائبية التي زادتها الأطماع وتضليل دوائر إقليمية خبيثة، كل ذلك جعلهم يظنون أن ضربة عسكرية خاطفة وقاضية تدمر الدعم السريع في سويعات أو أسبوع أسبوعين ممكنة!
ولكن هل يعقل أن الكيزان لم يضعوا احتمال أن الحرب يمكن أن تطول وتدمر البلاد؟
مؤكد ناقشوا هذا الاحتمال ولكن ذلك لن يجعلهم يترددوا في الحرب! لأن التضحية بالسلطة الاستبدادية المحمية بالقوة العسكرية غير واردة مطلقا، والخيار الافضل حال فشلت الحرب في إعادتهم إلى السلطة والتحكم في السودان كاملا هو تقسيم السودان وتقزيمه أرضا وشعبا إلى المقاس المناسب لقدرتهم على التحكم! وإن لم ينجحوا في ذلك فلا مانع من إغراق البلاد في حرب أهلية طويلة تؤدي إلى تدمير السودان وتفتيته وطي صفحته كدولة (يا سودان بي فهمنا يا ما في سودان) كما قال قائلهم!
الانعتاق من استعباد الكيزان مستحيل دون تجريدهم من قوتهم العسكرية! لن يتنازلوا عن السلطة الاستبدادية إلا إذا فقدوا أدواتها! لن يكفوا عن نهش لحم الشعب السوداني إلا إذا فقدوا أنيابهم ومخالبهم!
وحتما سيفقدونها!
لأن المنظومة الأمنية العسكرية التي راهنوا عليها أصابها ما يشبه المرض المناعي الذي يصيب جسم الإنسان، فيجعل جهاز المناعة يهاجم أعضاء الجسم الحيوية ويدمرها إلى أن يقضي على الجسم نهائيا!
الدعم السريع الذي يقاتل الجيش وكتائب الكيزان كان ذراعا باطشا من أذرع المنظومة الأمنية العسكرية الكيزانية حتى عام ٢٠١٨، وحتى بعد الثورة لم يكف الكيزان عن مغازلته ولم يقطعوا العشم في احتوائه! ولكنه “شب عن الطوق” فأرادوا ترويضه بحرب خاطفة والنتيجة ماثلة أمامنا!
المرض المناعي ليس فقط مهاجمة الدعم السريع للجيش والكتائب! بل المنظومة الأمنية نفسها انقسمت بين الطرفين ومعلومات التنظيم الكيزاني والدولة السودانية بيعت في سوق النخاسة المخابراتية الإقليمية والدولية والنتيجة هي واقع الهوان والهشاشة الماثل الذي لا يبشر بأي نصر عسكري حاسم في المدى المنظور!
المؤلم في كل ذلك هو أن المواطن السوداني البريء هو الذي يدفع الثمن الأكبر في هذه الحرب القذرة قتلا واعتقالا وتعذيبا وسلبا ونهبا وتشريدا وجوعا ومهانة في حرب صراع السلطة لا حرب الكرامة ولا حرب الديمقراطية كما يزعمون.
هذه الحرب هي عملية تفكك مشروع الاستبداد العسكر كيزاني وانشطار نواته المركزية عبر مرض مناعي أصاب منظومته الأمنية والعسكرية نتيجة تراكمات الفساد وغياب الحد الأدنى من الكفاءة السياسية والأخلاقية المطلوبة للحفاظ ليس على الدولة والشعب، فهذا خارج الحسابات منذ أمد بعيد، بل من أجل الحفاظ على النظام الفاسد نفسه!! حتى عصابات تجارة المخدرات تحتاج إلى قدر من الأخلاق والانضباط بين أفرادها للحفاظ على أمن العصابة وفاعليتها!! هذا القدر افتقده نظام الكيزان!!
ومع ذلك يرفعون حاجب الدهشة ويستغربون سقوط نظامهم صبيحة الحادي عشر من أبريل ٢٠١٩ !!
يعاقبون الشعب السوداني بهذه الحرب على ثورته ضدهم!!
يعاقبونه على أنه أكرم جنازة مشروعهم منتهي الصلاحية بالدفن لأن إكرام الميت دفنه!!
تفادي الحرب بمنطق البشر الأسوياء عقليا واخلاقيا لم يكن مستحيلا، وهو الهدف الذي سعت إليه القوى المدنية الديمقراطية بإخلاص ولكن الكيزان اختاروا طريق الحرب مع سبق الاصرار والترصد! وفرضوه على البلاد فرضا!
المصلحة السياسية الراجحة للقوى السياسية المدنية هي استبعاد البندقية كرافعة سياسية لأنها ببساطة لا تمتلك جيوشا ولا بنادق!!
والتضليل الفاجر بأن هذه القوى المدنية متحالفة مع الدعم السريع لاستغلال بندقيته كرافعة سياسية لا ينطلي على عاقل! بندقية الدعم السريع التي تمردت على صانعيها هل يعقل أن تضع نفسها تحت إمرة مدنيين عزل يرفعون راية الجيش المهني القومي الواحد وإنهاء تعدد الجيوش!
الحرب ليست خيارنا وضد مصالحنا! اشتعلت غصبا عنا كمواطنين وكقوى مدنية ديمقراطية سلمية ومسالمة!!
الحرب قهرتنا وأحزنتنا وأفقرتنا وفجعتنا في أعز الناس وأكرمهم، ومنذ يومها الاول لم نتمنى شيئا سوى توقفها وعودة العقل لمشعليها ولكن ذهبت امنياتنا ادراج الرياح!
ليس أمامنا سوى مواصلة مساعي السلام، والتماس العزاء في أن قسوة هذه الحرب وجراحها المؤلمة ونزيف الدم الغزير الذي روى أرض الوطن ربما نتج عنه “فصد السم” الذي حقنه نظام الكيزان في شرايين الوطن على مدى ثلاثة عقود!
إخراج السموم من جسد الأوطان عملية شاقة ومؤلمة!!
تمنينا أن يتعافى جسد الوطن من سموم الاستبداد والفساد والفتن العنصرية بالتدريج وبأدوات نظيفة ورحيمة وعقلانية عبر مشروع انتقال مدني ديمقراطي سلمي يفتح للبلاد طريقا لعهد جديد يضعها في خانة القابلية للتغيير والحياة المستقرة!
الكيزان أشعلوا الحرب ضد تعافي جسد الوطن من سمومهم! أشعلوها لإعادة الوطن إلى حظيرتهم البائسة! يظنون أن عجلة التاريخ يمكن أن تدور إلى الخلف!
ربما تكون نتيجة هذه الحرب على عكس ما أرادوا وخططوا!! فتفصد السم الزعاف بآلام مبرحة ولكن بشفاء كامل!!
أليست المزايا في طي البلايا والمنن في طي المحن!
ألم يسخر كتاب الله من المجرمين والظالمين على مر العصور “يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.
الوسومالدعم السريع ثورة ديمسبر حرب الكيزان