اقترب الحزب الديمقراطي من عملية اختيار نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس رسمياً، مرشحةً للانتخابات الرئاسية في البلاد، فيما وجد منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب نفسه في موقع دفاعي غداة تصريحاته الصدامية مع مجموعة من الصحافيين السود، وتشكيكه بالأصل العرقي لمنافسته، فضلاً عن اضطراره للتدخل شخصياً دفاعاً عن مرشحه لمنصب نائب الرئيس جيمس ديفيد فانس.

 

 

وباشر المندوبون في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عملية تصويت «عن بعد»، انطلقت الخميس، وتختتم الاثنين. ويتضمن الاجتماع الافتراضي قراءة للائحة أسماء المرشّحين، علماً بأن هاريس لا تزال المرشحة الوحيدة المؤهلة للحصول على الأصوات، بعد أقل من أسبوعين من انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق وتأييده لها.

 

وهيمنت هاريس بقوة على ديناميكيات السباق، بعدما بدا لفترة أنه يميل لمصلحة الرئيس السابق. وظهر الزخم الاستثنائي لدى هاريس بعدما جمعت أكثر من 200 مليون دولار، وجذبت أعداداً كبيرة من المتطوعين الجدد والآلاف من الناس إلى فعالياتها الانتخابية، لتصبح المنافسة متقاربة وعلى أوْجها ضد ترمب.

 

لكن الجمهوريين حذروا من أن «شهر العسل» بين هاريس والناخبين سينتهي قريباً.

في غضون ذلك، واجه ترمب عاصفة من الانتقادات بسبب تلميحه إلى أن هاريس ضلّلت الناخبين في شأن أصلها العرقي. ففي لقاء مع الجمعية الوطنية للصحافيين السود في شيكاغو تحول سريعاً إلى العدائية، ادعى ترمب أن هاريس، وهي أول امرأة سوداء وأميركية آسيوية تشغل منصب نائب الرئيس، كانت في الماضي تروج لتراثها الهندي فقط. وقال: «لم أكن أعرف أنها سوداء حتى قبل عدة سنوات عندما تحولت إلى سوداء، والآن تريد أن تُعرّف بأنها سوداء. لذا، لا أعرف، هل هي هندية أم سوداء؟»، متجاهلاً بذلك أنها ابنة لأب جامايكي وأم هندية هاجر كل منهما إلى الولايات المتحدة، وأنها بصفتها طالبة جامعية، التحقت بجامعة هوارد البارزة، وأنها انضمت إلى جمعية «ألفا كابا ألفا» النسائية السوداء التاريخية، وأنها كانت ضمن الكتلة السوداء خلال ولايتها سيناتورةً في مجلس الشيوخ الأميركي.

 

وتحول ظهور ترمب مع الصحافيين السود إلى ما يشبه الشجار مع المحاورة راشيل سكوت من شبكة «إيه بي سي» للتلفزيون، إذ اتهمها بتوجيه «مقدمة وقحة للغاية»؛ لأنها سألته عن انتقاداته السابقة للسود والصحافيين السود، وهجماته على المدعين العامين السود الذين تابعوا قضايا ضده، وعن تناوله العشاء في ناديه مارالاغو في فلوريدا مع عنصري أبيض. وقال ترمب: «أعتقد أنه أمر مخزٍ. أتيت إلى هنا بروح طيبة. أنا أحب السكان السود في هذا البلد. فعلت الكثير من أجل السكان السود في هذا البلد». كما وصف نبرتها وأسئلتها بأنها «بغيضة»، وهي الكلمة التي استخدمها في الماضي عند وصف النساء، وبينهن هيلاري كلينتون وميغان ماركل، مكرراً ادعاءه بأن المهاجرين في البلاد بشكل غير قانوني «يأخذون وظائف السود».

الوظيفة السوداء

وعندما سألته سكوت عما يشكل «وظيفة سوداء»، رد ترمب: «الوظيفة السوداء هي أي شخص لديه وظيفة». ثم قال: «أنا أفضل رئيس للسكان السود منذ أبراهام لينكولن» واستجاب الجمهور بمزيج من الاستهجان والتصفيق.

 

وفي مرحلة ما، عندما كان يدافع عن أنصاره الذين دخلوا مبنى الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، قال: «لا يوجد شيء مثالي في الحياة». وقارن اقتحام الكونغرس بالاحتجاجات في مينيابوليس ومدن أخرى في عام 2020، بعد وفاة جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس، والاحتجاجات الأحدث في الكابيتول الأسبوع الماضي، من قبل المتظاهرين المعارضين للحرب في غزة.

 

رد هاريس

وفي رد على تصريحات ترمب هذه، تحدثت هاريس أمام جمعية نسائية سوداء في هيوستن، فقالت: «كان نفس العرض القديم. الانقسام وعدم الاحترام»، مضيفة: «دعوني أقول فقط إن الشعب الأميركي يستحق الأفضل».

وقال مدير الاتصالات لحملة المرشحة الديمقراطية، مايكل تايلر، في بيان، إن «العدوانية التي أظهرها دونالد ترمب على المسرح هي العدوانية نفسها التي أظهرها طوال حياته، وطوال فترة ولايته، وطوال حملته الرئاسية وهو يسعى لاستعادة السلطة».

 

وعندما سُئلت عن تصريحات ترمب، أبدت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار تعجبها. ثم وصفت ما قاله ترمب بأنه «مثير للاشمئزاز. إنه مهين ولا يحق لأحد أن يخبر شخصاً ما من هو، وكيف يحدد هويته».

 

وبرز هذا النمط من التمييز عند بعض الساسة الأميركيين من خلال نشر نظريات كاذبة، مفادها أن الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهو الرئيس الأسود الأول للبلاد، لم يولد في الولايات المتحدة. واستخدم ترمب ما سمي «البيرثرية» للتشكيك في مؤهلات السياسيين الأميركيين السود. وخلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري هذا العام، سخر ترمب من المندوبة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، من خلال تعمد ارتكاب أخطاء في ذكر اسمها الهندي «نيمراتا».

 

وخلال حملة لترمب في بنسلفانيا، عرض فريقه لعناوين إخبارية قديمة تصف هاريس بأنها «أول سيناتورة هندية أميركية» على الشاشة الكبيرة في المكان.

 

دفاعاً عن فانس

وفي موقف نادر، اضطر ترمب إلى الدفاع عن فانس بسبب اقتراح الأخير أن هاريس وغيرها من «سيدات بلا أطفال» يُردن جعل البلاد بائسة. وقال ترمب: «أنا أتحدث عن نفسي فقط. وأعتقد أنني أتحدث عنه أيضاً. تفسيري هو أنه ملتزم بقوة بالأسرة. لكن هذا لا يعني أنه إذا لم يكن لديك عائلة، فهناك خطأ في ذلك».

 

ودفعت تصريحات فانس السيناتور كيفن كرامر، وهو حليف لترمب، إلى القول: «أعتقد أنه إذا كان يفكر قبل عامين أو ثلاثة أعوام: قد أكون على تذكرة رئاسية في غضون عامين، فقد يختار كلمات مختلفة»، مقترحاً أيضاً أن فانس يمكن أن يعتذر عن تعليقاته حول الأميركيين الذين ليس لديهم أطفال.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي يقترب ترشيح كامالا هاريس الرئيس الأميركي الرئيس جيمس ديفيد فانس أن هاریس

إقرأ أيضاً:

ليلة سوداء في تورينو.. «أتالانتا» يدكّ حصون «يوفنتوس» في عقر داره

حقق نادي أتالانتا “فوزا تاريخيا على مضيفه يوفنتوس برباعية نظيفة، في مباراة جمعتهما على ملعب “أليانز ستاديوم” في تورينو ضمن منافسات الجولة الـ28 من الدوري الإيطالي لكرة القدم”.

وخلال المباراة، “تقدم أتالانتا في الدقيقة 29 عن طريق ماتيو ريتيجي من ضربة جزاء، وأضاف زميله مارتن دي رون الهدف الثاني في الدقيقة 46، وفي الدقيقة 66 سجل ديفيد زاباكوستا الهدف الثالث لأتالانتا، فيما أكمل أديمولا لوكمان الرباعية لأتالانتا في الدقيقة 77”.

وبذلك، “رفع أتالانتا رصيده إلى 58 نقطة في المركز الثالث، بفارق ست نقاط عن يوفنتوس صاحب المركز الرابع، ويبتعد بفارق ثلاث نقاط فقط خلف المتصدر إنتر ميلانو، ونقطتين فقط خلف نابولي صاحب المركز الثاني”.

هذا “وبعد خروجه من بطولتي دوري أبطال أوروبا وكأس إيطاليا، بات الهدف الأول لأتالانتا هذا الموسم هو المنافسة على ما تبقى من حظوظ في الفوز باللقب للمرة الأولى، وبينما تسير ظروف يوفنتوس في نفس الاتجاه، لكن الأخير يرغب في التواجد في المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل فقط، بغض النظر عن المنافسة”.

ومنذ بداية المباراة، “اندفع أتالانتا للهجوم بحثا عن تسجيل هدف التقدم، ونجح في ذلك في ضربة جزاء نفذها ماتيو ريتيجي في شباك ميكيل دي جريجوريو في الدقيقة 29، ليمنح فريقه التقدم في أداء والنتيجة، واعتمد يوفنتوس في هجومه على الفرنسي راندل كولو مواني، لكن الأخير لم ينجح في تقديم المستوى المأمول خاصة في الشوط الأول، في ظل رقابة دفاعية لصيقة من جانب أتالانتا، الذي نجح في تأمين مرماه حتى أطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول بتقدمه بهدف نظيف”.

وخلال الشوط الثاني، “لم تمر سوى دقيقة واحدة حتى سجل مارتن دي رون الهدف الثاني لأتالانتا، حيث انطلق لوكمان من الجهة اليسرى، وسدد كرة تصدى لها حارس يوفنتوس، لترتد أمام دي رون الذي سددها بقوة في الشباك مسجلا الهدف الثاني، وواصل أتالانتا زحفه ونجح في تسجيل الهدف الثالث عن طريق ديفيد زاباكوستا في الدقيقة 69، حيث تلقى تمريرة بعقب القدم من زميله سياد كولاسيناك، ليسدد كرة أرضية زاحفة هزت شباك دي جريجوريو، وفي الدقيقة 77 اختتم أديمولا لوكمان الرباعية، حيث استغل خطأ من دوسان فلاهوفيتش، مهاجم يوفنتوس، في تمرير الكرة، لينطلق بها على الجهة اليسرى ثم يسدد كرة اصطدمت بدفاع يوفنتوس وهزت الشباك”.

وفرض أتالانتا “أسلوبه فيما تبقى من دقائق، بينما لم ينجح فريق المدرب تياغو موتا في تسجيل ولو هدف حفظ ماء الوجه، وحافظ الفريق على تقدمه حتى أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة بفوز كبير على أرض يوفنتوس برباعية نظيفة”.

???????????? GOAL | Juventus 0-4 Atalanta | Lookman

LOOKMAN MAKES IT FOUR FOR ATALANTA !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!pic.twitter.com/xitjO3WK04

— Tekkers Foot (@tekkersfoot) March 9, 2025

Atalanta defeat Juventus 4-0.

The first time Juve lose a Serie A match at home by four or more goals since 1967 ???? pic.twitter.com/n8m0iiP4cR

— B/R Football (@brfootball) March 9, 2025

مقالات مشابهة

  • اتحاد السلة يُعيد ترشيح القرقاوي لـ «رئاسة العربي»
  • إزالة جدارية حياة السود مهمة في واشنطن تثير استياء شعبيا
  • واشنطن تزيل جدارية لـ"حياة السود مهمة" بضغط من الجمهوريين
  • إزالة جدارية لـ"حياة السود مهمة" في واشنطن
  • بعد ترشيح بسيوني لتحكيم مباراة القمة.. نتائج الأهلي والزمالك تحت إدارته
  • ليلة سوداء في تورينو.. «أتالانتا» يدكّ حصون «يوفنتوس» في عقر داره
  • بسبب ابنته .. نائب ترامب يُهاجم نشطاء مؤيدين لأوكرانيا
  • رئيس الجيل الديمقراطي: السلام هو الخيار الأول لمصر والدول العربية
  • التحالف العربي الديمقراطي الاجتماعي يحتفي باليوم العالمي للمرأة
  • الحزب الحاكم بكوريا الجنوبية يرحب بقرار إطلاق سراح الرئيس يون