من مطروح.. وزير الزراعة يؤكد دعم الدولة لكل الأنشطة التنموية
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
التقى علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي واللواء خالد شعيب محافظ مطروح بأعضاء الجمعية الزراعية المركزية والجمعيات الفرعية ومربي الثروة الحيوانية بالمحافظة بحضور عوض سلطان رئيس الجمعية المركزية وعبدالفتاح سراج رئيس الجمعية لاستصلاح الأراضي وحسين السنيني السكرتير العام المساعد لمطروح وبعض نواب البرلمان وشيوخ وعواقل وعمد مطروح والمزراعين والمربين وبعض قيادات وزارة الزراعة ومحافظة مطروح
وذلك في ختام زيارة وزير الزراعة لمطروح.
المشكلات التي تواجه المزارعين
في بداية الاجتماع استمع الوزير إلى عرض من رئيس الجمعية حول الجهود والخدمات التي تقدمها للمزراعين والمربيين ولاعضائها ، كما استمع الوزير لآراء واقتراحات اعضاء الجمعية والمشكلات التي تواجه المزارعين والمربين في مطروح.
وخلال كلمته أكد وزير الزراعة ان الدولة تقدم كل الدعم للقطاع الزراعي نظرا لاهميته في تحقيق الأمن الغذائي كما أنه قطاع كثيف العمالة مشيرا إلى ضرورة الاستفادة من التمويلات الميسرة التي تقدمها الدولة للانشطة الزراعية المختلفة ،
فاروق قال انه جاء اليوم للاستماع إلى المشكلات التي توجه جهود التنمية الزراعية في مطروح وأيضا الحلول المقترحة لهذه المشكلات.
الوزير أكد على ضرورة الالتزام بالضوابط التي وضعتها الوزارة في شأن منظومة الاسمدة لغلق أبواب التلاعب والتهريب ولضمان وصول الدعم لمستحقيه مؤكدا أنه يتابع ذلك بنفسه.
وزير الزراعة، أكد كذلك على دعم صندوق مربي الثروة الحيوانية في مطروح سواء من الوزارة أو البنك الزراعى وكذلك من الجمعية العامة لاستصلاح الأراضي كما وجه بدعم المحافظة بفرق مكافحة الآفات الزراعية والارشاد الزراعي وتوفير المبيدات اللازمة وتكثيف القوافل البيطرية لعلاج مواشي صغار المربين مجانا ،وارسال منافذ الوزارة المتحركة إلى مطروح لبيع السلع الغذائية لمواطنيها باسعار مخفضة.
وفي نهاية كلمته، أكد وزير الزراعة على ضرورة الحفاظ على السلالات المحسنة من أغنام البرقي وتنميتها والتي تتميز بها مطروح مشيرا إلى استعداد الوزارة لتقديم كافة أوجه الدعم في سبيل ذلك.
ومن جانبه توجه اللواء خالد شعيب محافظ مطروح بالشكر لوزير الزراعة على هذه الزيارة التي اثمرت عن نتائج كثيرة إيجابية على أرض الواقع مؤكدا على إهتمام المحافظة بالتنمية الزراعية لتوفير الغذاء لمواطنيها بجانب انها محافظة ساحلية تشتهر بالنشاط السياحي وتستقبل ملايين المواطنين المصطافين من جميع أنحاء الجمهورية خلال موسم الصيف
وكان علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي قد قام صباح اليوم بزيارة الى محافظة مطروح يرافقه اللواء خالد شعيب محافظ مطروح حيث تفقدا جهود التنمية الزراعية في منطقة وادى الحريقة وتسليم شتلات الزيتون واغنام البرقي مجانا على المنتفعين من مشروع برايد بالتعاون مع مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح كما عقدا اجتماعا مع الباحثين بالمركز وكذلك التقى بأعضاء الجمعية المركزية للمحافظة.
حضور واسع
حضر جولة الوزير لمطروح نواب البرلمان وشيوخ وعواقل وعمد مطروح والمهندس حسين السنينى السكرتير العام المساعد والدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء والدكتور نعيم مصيلحي المنسق الوطني لمشروع برايد والمهندس محمود الامير مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، والمهندس أحمد يوسف مدير مديرية الزراعة في مطروح والدكتور عبدالمجيد ابوشادى مدير مديرية الطب البيطري بمطروح وبعض قيادات الوزارة والمحافظة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزیر الزراعة فی مطروح
إقرأ أيضاً:
من الريف إلى الينابيع الساخنة: قصة نجاح السياحة الزراعية في اليابان
على أحد التلال اليابانية الخضراء، تترامى الحقول كأمواج بحر هادئ، بين ضفتي مزرعة قديمة تحوّلت إلى وجهة سياحية فريدة. هنا، لا يأتي الزوار بحثًا عن فنادق فاخرة أو مراكز تسوق، بل يسعون وراء تجربة أصيلة تملأ أرواحهم بالدفء والهدوء. يحصدون الخضروات بأيديهم، يطهون الطعام بمكونات طازجة، ويجلسون حول موقد تقليدي يتبادلون الحكايات مع أصحاب المزرعة. إنها رحلة إلى عالم مختلف في تفاصيله، حيث لا يزال الإيقاع البطيء للحياة يحمل في طياته سحرًا لا يُقاوَم.
السياحة الزراعية هي نوع من السياحة يُتيح للزوار التعايش مع الحياة الريفية والمشاركة في الأنشطة الزراعية الحقيقية، مثل زراعة المحاصيل، وتربية الحيوانات، وإعداد المأكولات التقليدية من منتجات المزارع الطازجة. إنها تجربة تفاعلية، تعليمية، وثقافية تعزز الوعي بأساليب الزراعة المستدامة، وتُعمّق التواصل مع التراث المحلي والطبيعة.
يُعد استقبال الضيوف في منازل العائلات الريفية من أبرز أساليب السياحة الزراعية في اليابان. تتيح هذه التجربة للزائر التعرف على أسلوب الحياة التقليدي في الريف الياباني، حيث يُستقبل الضيوف بأذرع مفتوحة في بيوتٍ مبنية من الخشب والحجارة الطبيعية، وتكون تفاصيلها معبّرة عن التراث العريق.
من بين التجارب الفريدة التي تشتهر بها اليابان، يُذكر "منزل السين"، وهو بيت قديم تم تجديده بعناية ليجمع بين اللمسات التقليدية والعصرية. يقع هذا المنزل في منطقة هادئة، ويطل على مناظر طبيعية خلابة، ويضم حمامين ساخنين خارجيين يُعرفان بالينابيع الساخنة، وهي مصادر طبيعية للعلاج والاسترخاء. تمنح هذه الينابيع الساخنة الزائر إحساسًا بالراحة والانتعاش، إذ تُستخدم مياهها الطبيعية الدافئة لتدليك الجسم وتخفيف آلام اليوم الطويل.
هناك نموذج آخر رائع هو تجربة "بيت الضيافة الريفية"، الذي تحوَّل من منزل زراعي قديم إلى فندق صغير يقدم إقامة مميزة تجمع بين الراحة والتقاليد.يقدّم هذا البيت للضيوف وجبات متعددة الدورات تُعد باستخدام مكونات محلية طازجة، وتتميز بتركيزها على الأطباق التي تُبرز النكهات الأصيلة للمناطق الريفية. كما يتم تنظيم ورش عمل تعليمية لتعلُّم فنون الطبخ وصناعة الحرف اليدوية التقليدية، مثل صناعة الفخار والخزف، مما يتيح للزائر فرصة التعمق في الثقافة المحلية.
أما تجربة "المنزل الهادئ"، فهي مثال آخر على التجارب المميزة، حيث تحوَّل البيت الزراعي القديم إلى نُزُل فاخر يقدم تجربة سياحية متكاملة. يتيح هذا النُزُل للزائر المشاركة في الأنشطة الزراعية، مثل حصاد المحاصيل والعناية بالحيوانات، كما يُقدم جلسات تعريفية حول الزراعة العضوية وطرق الزراعة المستدامة. وتُضاف إلى ذلك جولات سيرًا على الأقدام لاستكشاف الطبيعة الخلابة المحيطة، وزيارات إلى أسواق القرى، حيث يُمكن التعرف على المنتجات التقليدية والحرف اليدوية المحلية.
وفي تجارب ناجحة أخرى، أظهرت دول أوروبية عدة نماذج تُبرز روح الاستدامة والابتكار في السياحة الزراعية. فقد نجحت النرويج في تحويل المزارع إلى وجهات سياحية تجمع بين الراحة والأنشطة الزراعية التقليدية. وقدمت العديد من المزارع النرويجية إقامة ريفية فاخرة، مع ورش عمل تعليمية حول الزراعة العضوية وإعداد الأطباق المحلية، مما يُعزز دخلا للمزارعين ويسهم في الحفاظ على البيئة.
وفي السويد، ظهر نهج مستدام في تطوير السياحة الزراعية، حيث أتيحت للمسافرين فرصة الإقامة في منازل المزارعين والمشاركة في الأنشطة الزراعية والتراثية. كما تُعقد ورش عمل وحلقات تعليمية تركز على الزراعة المستدامة والحرف اليدوية، مما يسهم في نقل المعرفة والتجارب بين الأجيال.
أما هولندا، فهي من الدول الرائدة في تقديم تجارب السياحة الزراعية، حيث تجمع بين جولات الدراجات بين المزارع، وزيارات للمزارع الحيوانية، وورش عمل لصناعة الجبن والمنتجات الحليبية. يعتمد النموذج الهولندي على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز التواصل بين المزارعين والزوار، مما يضفي بُعدًا عصريًا على التجربة الريفية التقليدية.
وتؤكد التجارب الدولية الناجحة والرائدة في السياحة الزراعية أن هذا النوع من السياحة يُعد فرصة استثمارية واعدة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في المناطق الريفية، إذ يُساعد على توفير دخل إضافي للمزارعين، ودعم الصناعات المحلية. فمن خلال إقامة الزوار والمشاركة في الأنشطة الزراعية، يتم خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النشاط الاقتصادي في القرى والمناطق النائية. كما تُسهم هذه التجارب في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية المحلية من خلال نقل القصص والعادات والتقاليد عبر الأجيال. إضافة إلى ذلك، تُعد السياحة الزراعية وسيلة لتعزيز الوعي البيئي، حيث يتعلم الزائرون أهمية الحفاظ على الطبيعة، وتبنّي أساليب الزراعة المستدامة التي تحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. إن تبنّي هذه النماذج يُشكل استثمارًا واعدًا في مستقبل السياحة المستدامة، مع فتح آفاق جديدة للتنمية الشاملة التي تُثري المجتمعات وتدعم الاقتصاد المحلي.
لقد أثبتت التجارب الدولية أن السياحة الزراعية ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي استثمار حقيقي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فالدول التي نجحت في تحويل مزارعها إلى وجهات سياحية مزدهرة استطاعت تحقيق فوائد اقتصادية مستدامة، ودعم المجتمعات الريفية. فلماذا لا نستفيد من هذه التجارب، ونوظّف مواردنا الطبيعية ومناخ بلادنا المتنوع لجذب السياح الباحثين عن تجارب أصيلة؟
إن السياحة الزراعية ليست فقط وسيلة لتعزيز الاقتصاد الريفي، بل هي أيضًا فرصة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية المحلية، إلى جانب نشر الوعي بأهمية الزراعة المستدامة وحماية البيئة. فمع التخطيط السليم والاستثمار الذكي، يمكن أن يتحول الريف إلى وجهة سياحية نابضة بالحياة، تفتح آفاقًا جديدة للتنمية والازدهار.