بوابة الوفد:
2025-02-02@05:36:48 GMT

مأساة مصنع المحمودية للغزل

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

فى زيارة إلى مسقط رأسى، مدينة المحمودية وهى بالمناسبة مدينة تاريخية (بناها السلطان العثمانى محمود خان عام 1820 ) حزنت كثيرا عندما شاهدت بوابات مصنع المحمودية للغزل والنسيج مغلقة بالضبة والمفتاح، فيما سقطت لافتته أرضا، منذ سنوات واختفى علم مصر من فوق مبناه العتيق، بعد أن أكل الصدأ ساريته، وصمتت صافرة المصنع التى كانت تقوم بدور الساعة أو المنبه مذكرة العمال ببدء الدوريات الثلاث، معلنة موت مصنع كبير كان يعج بآلاف العمال ذهابا وإيابا فى حركة طبيعية هادئة كموج النيل الذى يحتضن هذه المدينة الجميلة الحالمة فوق  ضفتى ترعة المحمودية التى أمر محمد على والى مصر بحفرها عام 1807 لإمداد الاسكندرية بمياه النيل عبر فرع رشيد.


وحزنت أكثر عندما علمت أن هناك آلاف العمال من الشباب والشيوخ المهرة من أصحاب الخبرة تم الاستغناء عن معظمهم، فيما أجبرالآخرون على الخروج إلى المعاش المبكر أو التصفية بمستحقات سنين كانت سر حياة عمال مات بعضهم كمدا وحسرة وهم يشهدون رحلة الموت العصيبة لمصنع كان مصدر رزقهم الوحيد قبل أن تتوقف ماكينات عن العمل على أمل التطوير والتحديث.
ومن ظهر هؤلاء العمال البسطاء، أنجبت المحمودية علماء أزهر وأطباء ومهندسين وإعلاميين وصحفيين وأدباء وقضاة ورؤساء محاكم ونيابات وظباط ومحامين وغيرهم ممن يشار لهم بالبنان داخل المدينة وخارجها، وجميعهم حزين مثلى فى حلقه غصة ومرارة، وهو يشاهد جدران مصنع كبير إنهار بسبب الإهمال والفساد.
أما الذى حرضنى فعلا على كتابة هذا المقال فيديو قصير جدا بثه الأستاذ عادل الشرقاوى على قناته لخص فيه مآساة هذا المصنع ومدى احتياج المدينة لعودته من جديد، ولا سيما وأن أصوله مازالت باقية صامدة وعماله رهن إشارة العودة واتخاذ قرار التشغيل.
وبمناسبة حديث الدكتور مصطفى مدبولى للإعلاميين وتعهده بالاستغلال الأمثل لموارد الدولة دون المساس بحقوق العمال والمواطنين، أناشده والفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والصناعة، سرعة التدخل لنفض التراب وإزالة الصدأ عن  2000 مصنع يرتبط بذهب مصر الأبيض الذى عرفت به عالميا، وإزالة كافة العقبات التى قتلت أهم قطاع صناعى فى مصر بالضربة القاضية .
بصراحة.. لا أجد سببا لبقاء مادة الاسبستوس المحظورة دوليا فى أراضى بعض هذه المصانع، ولا ندرى من صاحب المصلحة الكبرى فى عدم توريد الماكينات الجديدة؟، ولا أين ذهبت القروض والمنح التى كانت مخصصة للتطوير والتحديث؟، ولا أين ذهبت المليارات حصيلة بيع بعض أراضى هذه الشركات؟! وأين اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب والأجهزة الرقابية؟.
إن الأمن الكسائى يا سادة لا يقل أهمية عن الأمن الغذائى والأمن القومى، وإن كنا نبكى ونصرخ (ونولول) من نقص الدولار والعملات الصعبة، فلماذا نقتل قطاع الغزل والنسيج الذى يعوضنا بالتصدير عن هذا العجز؟ ولماذا نترك ما تبقى ينزف حسرة ودما؟ ولصالح من تنتج تلك المصانع 30 % فقط من طاقتها الإنتاجية؟ وماذا فعلتم بالدراسات التى أجراها مكتب «وارنر الأمريكى» وتكلفت الملايين من دم العمال المطحونين .
ورغم كل ذلك لا أفقد الأمل، فى أن تعود ماكينات مصنع المحمودية للغزل للعمل من جديد على يد «كامل الوزير» الذى وعد بفتح جميع المصانع المغلقة وإنقاذ التى تعانى سكرات الموت فى غرف الإنعاش. وأقول لوزراء الصناعة وقطاع الأعمال والاستثمار و رؤساء الشركة القابضة السابقين، سامحكم الله، ولكن لن يرحمكم التاريخ، ولن يغفر لكم صمتكم على إنهيار أهم صناعة عرفت بها مصر منذ فجر التاريخ.
‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مياه النيل

إقرأ أيضاً:

أمريكا ترسل ٢٤ ألف بندقية لإسرائيل

 

 

 

اكد مسئول أمريكى أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تدرس إرسال 24 ألف بندقية هجومية إلى إسرائيل والتى تم احتجازها فى وزارة الخارجية بناء على أوامر أنتونى جيه بلينكين، وزير الخارجية السابق. بحسب نيويورك تايمز الأمريكية

وكان بلينكن قد طلب من وزارة الخارجية عدم المضى قدماً فى تلبية طلب إسرائيل، الذى يتألف من ثلاث دفعات بقيمة إجمالية تبلغ 34 مليون دولار. على إثر مخاوف المشرعين الديمقراطيين من امتلاك ميليشيات المستوطنين واستخدامها من جانب ضباط الشرطة الإسرائيلية فى أعمال عنف غير مبررة ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية.

وتشترى إسرائيل أكثر من ثلاثة أرباع البنادق المعلقة من شركة كولت.وأصبح المشرعون على علم بأمر بيع الأسلحة بعد أن قدمت وزارة الخارجية إخطارًا غير رسمى بالبيع إلى لجنتين فى الكونجرس بعد أسابيع قليلة من هجمات حماس فى إسرائيل فى أكتوبر 2023 والتى أشعلت ضربات عنيفة من قبل الجيش الإسرائيلى فى غزة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الأمر أثار قلق المشرعين وبعض مسئولى وزارة الخارجية.

وكان وزير الأمن القومى ايمتار بن غفير قد صرح فى أكتوبر 2023 أنه سيزود المستوطنات بالسلاح وسينشئ ميليشيات مدنية لحماية المستوطنين.

وعندما سُئل أحد مسئولى وزارة الخارجية عن المخاوف بشأن كيفية استخدام البنادق، قال إن الأسلحة ستذهب فقط إلى «الوحدات الخاضعة لسيطرة الشرطة الوطنية الإسرائيلية»، فى إشارة إلى الشرطة الوطنية الإسرائيلية. لكن المسئولة، جيسيكا لويس، التى تدير المكتب المسئول عن نقل الأسلحة، لم تحدد هذه الوحدات.

وقد غادر بن غفير وحزبه الحكومة مؤخراً احتجاجاً على سلسلة جديدة من صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين.

وفى ديسمبر 2023، وافق المشرعون الديمقراطيون بشكل غير رسمى على طلب البنادق بشرط أن تقدم إسرائيل ضمانات مناسبة لاستخدامها، حسبما قال المسئول الأمريكى، ثم واصل المشرعون التعبير عن مخاوفهم بلينكين، الذى أمر فى النهاية باحتجاز البنادق.

وفى منتصف الشهر الماضى، أبلغ البيت الأبيض البنتاجون أنه قد يرسل شحنة كبيرة من القنابل التى يبلغ وزنها 2000 رطل إلى إسرائيل، والتى كان بايدن قد أوقفها فى الصيف الماضى فى محاولة لثنى إسرائيل عن إسقاط ذخائر ثقيلة على مدينة رفح الفلسطينية، وهو ما فعلته على أى حال. ويرى المسئولون العسكريون الأميركيون أن القنابل التى يبلغ وزنها 2000 رطل مدمرة للغاية بحيث لا يمكن استخدامها فى حرب المدن.

وأوضح مايك هاكابى، الذى اختاره ترامب ليكون السفير الأمريكى القادم إلى إسرائيل، أن الضفة الغربية بأكملها تابعة لإسرائيل واعلا يوجد شىء اسمه فلسطين.

يأتى ذلك فى ظل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لعقد اجتماع عمل مع ترامب بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت والتى لفتت الى دعم الرئيس الجديد لإسرائيل.

وذكر موقع أكسيوس أن من المتوقع اجتماع ترامب ونتنياهو مرتين فى واشنطن يوم الثلاثاء المقبل، مرة من أجل اجتماع عمل والأخرى من أجل عشاء غير رسمى بصحبة زوجتيهما.

ومن المزمع أن يجرى الاجتماع، والذى أكدته حكومتا إسرائيل والولايات المتحدة هذا الأسبوع، وسط وقف هش لإطلاق النار مدته ستة أسابيع أدى إلى توقف مؤقت للقتال الذى استمر 15 شهراً بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) فى قطاع غزة.

من بين الموضوعات الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال صفقة إطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار التى تم تنفيذها جزئياً والتى لا تزال قيد التطوير بين إسرائيل وحماس ودخلت حيز التنفيذ فى 19 يناير بعد أشهر من المفاوضات وبعد ضغوط مكثفة مارسها مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، الذى انضم إلى المحادثات حتى قبل أن يؤدى الرئيس الأمريكى الجديد اليمين الدستورية.

 

مقالات مشابهة

  • أمريكا ترسل ٢٤ ألف بندقية لإسرائيل
  • ترامب وحلم السطوة
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول
  • «الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • قضية القضايا