نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، أعدّه مارك لاندلر، قال فيه إن الدبلوماسيين والمحلّلين في العواصم الأجنبية عبّروا عن مخاوفهم من تأثير الاضطرابات السياسية داخل أمريكا على الوضع في الخارج، حيث يمكن أن يستغل لاعبون مثل روسيا وكوريا الشمالية والصين شن هجمات قد تؤثر على المصالح الأمريكية". 

وتابع التقرير الذي ترجمته "عربي21" بأن "الأزمة الجيوسياسية اندلعت وفي المسرح المعروف، وقبل من 100 يوم على الإنتخابات الرئاسية.

فقد أدّى استهداف قائدا في بيروت وزعيما لحماس في طهران لتعميق المخاوف من حرب إقليمية، واحدة تجد الولايات المتحدة نفسها عالقة في الدراما السياسة داخل البلاد وبدون قدرة على منع أو حتى احتوائها". 

وأبرزت أنه رغم تأكيد وزير الخارجية، أنطوني بلينكن، على عدم معرفة واشنطن بالعملية في طهران إلا أن البعض رأى في كلام بلينكن تأكيدا على فراغ خطير في السلطة بالمنطقة. 

وقال ولي ناصر، وهو أستاذ الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز "اعتقدنا أن من سوف يستغل هذه الفترة المضطربة في الولايات المتحدة هو شي جين بينغ أو كيم جونغ- اون أو فلاديمير بوتين، و لم يراهن أحد على حليفة أمريكا لكي تقوم به".

وأضاف أن هذا "سيجعل المنطقة في حالة من العصبية، وليس جيدا للولايات المتحدة الظهور بمظهر من فقد السيطرة". مردفا أنه "بالنسبة لبايدن الذي أنفق وقتا ومكانته لعقد صفقة بين حماس وإسرائيل للإفراج عن الأسرى، فإن عملية الاغتيال المتعاقبة في بيروت وطهران ربّما كشفت عبثية المفاوضات ونهايتها على الأقل في الوقت الحالي".

"وأكثر من هذا، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها في مواجهة مباشرة مع إيران، وهو آمر حاول البلدان تجنبه خلال الأشهر المتوترة من الحرب في غزة" يتابع المتحدث نفسه، مشيرا إلى أن واشنطن قامت في نيسان/ أبريل بتنظيم تحالف للحد من ضربة إيران ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي ردا على تدمير قنصليتها في دمشق. 


وأبرز أنه هذه المرة، إن استشهاد هنية وهو في طهران لحضور تنصيب الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان، يجعل من المحاولات الأمريكية احتواء الوضع بدون أهمية، فقد تعهد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية حالا بالرد ووعد "بعقاب شديد". 

وفي هذا السياق، قال دانيال ليفي، من مشروع الولايات المتحدة للشرق الأوسط: "هذه محاولة للإهانة، أثناء حضور ضيوف حفلة، وتظهر اجتيازا إسرائيلي لعدة خطوط".

ولقد حمّل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قضيته ضد إيران مباشرة إلى واشنطن. ففي كلمته أمام جلسة مشتركة للكونغرس، الأسبوع الماضي، قال: "إن محور الإرهاب الإيراني يواجه أميركا وإسرائيل وأصدقاؤنا العرب. وهذا ليس صراعا بين الحضارات. بل هو صراع بين البربرية والحضارة". 

وقاطع عدد من الديمقراطيين الجلسة، لكنه لم يرتدع، بل وأعطته الزيارة صورة عن الواقع السياسي الأمريكي. وقابل بايدن بعد أربعة أيام من خروجه من السباق الرئاسي، كما قابل كامالا هاريس، التي أصبحت المرشحة الديمقراطية المفترضة، حيث أكدت على ضرورة الحديث عن المآسي في غزة. ثم سافر نتنياهو إلى فلوريدا للقاء دونالد ترامب، المرشح الجمهوري وحمل مع صورة لطفل قال إن حماس اختطفته، فرد الرئيس السابق "سنهتم به". 

وأشار بعض المحللين إلى أن نتنياهو، رأى فرصة في الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة للتحرك ضد حماس وراعيتها إيران. وتقول الصحيفة إن خسارة التأثير الأمريكي في الشرق الأوسط، يخيف الحلفاء في أوروبا الذين يعانون من مشاكلهم الخاصة. 

ففي فرنسا وألمانيا، ينشغل القادة بالأحزاب الشعبوية اليمينية الصاعدة. وفي لندن، ابتعد رئيس الوزراء العمالي الجديد، كير ستارمر، عن الولايات المتحدة في تعاملها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد أشهر من تقارب لندن مع واشنطن. ففي الأسبوع الماضي، سحبت الحكومة البريطانية اعتراضها على مذكرة اعتقال نتنياهو التي طلبها مدعي عام الجنائية الدولية. 

كذلك، تُفكّر في تعليق بيع الأسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. وتأتي الضربات أيضا في وقت يتزايد فيه قلق الاحتلال الإسرائيلي بشأن طموحات إيران النووية، والتي توسعت منذ انهيار جهود إدارة بايدن لإحياء أجزاء من الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران في عام 2022. 


وترى الصحيفة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ربّما تحرّكت ضد إيران بسبب إحباطها من الجهود الغربية ومنع إيران من التقدم في برامجها النووية. فمن خلال استفزاز نزاع مع طهران، ستجد مبررا لضرب المفاعلات النووية الإيرانية. 

وقال جوناثان باريس، وهو زميل سابق في مجلس العلاقات الخارجية لشؤون الشرق الأوسط: "كانت إسرائيل قلقة للغاية بشأن التطور التدريجي للبرنامج النووي الإيراني. ومن الواضح أن الولايات المتحدة لا تفعل الكثير في هذا الصدد؛ ولو كنت إسرائيلياً مهتماً بالردع، فقد تكون هذه إحدى الطرق للقيام بذلك".
 
وتقول الصحيفة إن "اغتيال هنية قد يحرم الولايات المتحدة من شريك دبلوماسي على شكل الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان". فيما يرى المحلّلين أن من الصعوبة عليه إقامة اتصالات وعلاقات بعد الإهانة الإسرائيلية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية طهران إيران غزة إيران امريكا غزة طهران إسماعيل هنية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة فی طهران

إقرأ أيضاً:

بعد ارتفاعها..تراجع أسعار النفط بدعم من الدولار وقبل بيانات المجلس الاحتياطي الأمريكي

بعد ارتفاع سعر النفط في الساعات الأولى من اليوم الاثنين الموافق 6 يناير، تراجع سعره وسط قوة الدولار والمخاوف بشأن العقوبات الأمريكية وقبل بيانات اقتصادية مهمة من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي وبيانات الوظائف الأمريكية في وقت لاحق من الأسبوع.
ووفق لرويترز، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 21 سنتا بما يعادل 0.3 بالمئة إلى 76.3 دولار للبرميل بحلول الساعة 0445 بتوقيت جرينتش بعد أن استقرت يوم الجمعة عند أعلى مستوياتها منذ 14 أكتوبر.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 19 سنتا أو 0.3 بالمئة إلى 73.77 دولار للبرميل بعد أن أغلق يوم الجمعة عند أعلى مستوياته منذ 11 أكتوبر.

ارتفاع سعر النفط بفضل الطقس البارد والتحفيز الصيني 

وسجلت أسعار النفط مكاسب على مدى خمس جلسات في وقت سابق بفضل آمال ارتفاع الطلب بعد الطقس البارد في نصف الكرة الشمالي والمزيد من التحفيز المالي من جانب الصين لإنعاش اقتصادها المتعثر.
ومع ذلك، فإن قوة الدولار هي على رادار المستثمرين، كما كتبت بريانكا ساشديفا، المحللة البارزة للسوق في فيليب نوفا، في تقرير اليوم الاثنين.. وفقا لرويترز.


الدولار يصل لأعلى مستوياته 

فيما ظل الدولار قريبا من أعلى مستوى في عامين اليوم، حيث أن قوة الدولار تجعل شراء السلع المقومة بالعملة الأمريكية أكثر تكلفة وبالتالي تكبح الضغوط على النفط.
وينتظر المستثمرون أيضًا الأخبار الاقتصادية للحصول على المزيد من الأدلة حول توقعات أسعار الفائدة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي واستهلاك الطاقة.
ومن المقرر أن يصدر محضر الاجتماع الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، كما سيصدر تقرير الرواتب لشهر ديسمبر يوم الجمعة.
كما أثرت اضطرابات إمدادات النفط الإيراني والروسي مع تشديد الدول الغربية للعقوبات على المعنويات.

فرض المزيد من العقوبات على روسيا

وتعتزم إدارة بايدن فرض المزيد من العقوبات على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، مستهدفة عائداتها النفطية باتخاذ إجراءات ضد الناقلات التي تحمل الخام الروسي، حسبما قال مصدران مطلعان على الأمر يوم الأحد.
وتوقع بنك جولدمان ساكس أن ينخفض إنتاج إيران وصادراتها بحلول الربع الثاني نتيجة للتغيرات السياسية المتوقعة والعقوبات الأكثر صرامة من إدارة الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب.
وقالوا إن إنتاج الدولة العضو في منظمة أوبك قد ينخفض بمقدار 300 ألف برميل يوميا إلى 3.25 مليون برميل يوميا بحلول الربع الثاني.
وأظهر تقرير أسبوعي من شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز يوم الجمعة أن عدد منصات النفط في الولايات المتحدة، وهو مؤشر على الإنتاج المستقبلي، انخفض بمقدار منصة واحدة إلى 482 الأسبوع الماضي.
ومع 
ذلك، لا تزال سوق النفط العالمية غائمة بسبب فائض العرض هذا العام، حيث يتوقع المحللون أن يؤدي ارتفاع الإمدادات من خارج أوبك إلى تعويض زيادة الطلب العالمي إلى حد كبير، مع إمكانية زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة تحت حكم ترامب.

مقالات مشابهة

  • جيشا أمريكا والاحتلال يبحثان مهاجمة منشآت نووية في إيران
  • مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: تواجد طهران في سوريا قانوني
  • خامنئي يحذر من التأثير الأميركي على الرأي العام في إيران
  • إيران تطلق سراح صحفية إيطالية بعد أسابيع من اعتقالها
  • الجيشان الأمريكي والإسرائيلي يبحثان شن هجوم على منشآت إيران النووية
  • تراجع قيمة أسهم شركة تينسنت بعد تصنيفها من قبل الولايات المتحدة كشركة عسكرية صينية
  • إيران تضاعف من مناورات الشتاء العسكرية.. ما علاقة ترامب بها؟
  • بعد ارتفاعها..تراجع أسعار النفط بدعم من الدولار وقبل بيانات المجلس الاحتياطي الأمريكي
  • إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع
  • شولتس يدين دعم ماسك لحزب "البديل من أجل ألمانيا" المتطرف ويتّهمه بمحاولة التأثير في المشهد السياسي