NYT: اغتيال هنية في طهران يُظهر تراجع التأثير الأمريكي بالمنطقة
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، أعدّه مارك لاندلر، قال فيه إن الدبلوماسيين والمحلّلين في العواصم الأجنبية عبّروا عن مخاوفهم من تأثير الاضطرابات السياسية داخل أمريكا على الوضع في الخارج، حيث يمكن أن يستغل لاعبون مثل روسيا وكوريا الشمالية والصين شن هجمات قد تؤثر على المصالح الأمريكية".
وتابع التقرير الذي ترجمته "عربي21" بأن "الأزمة الجيوسياسية اندلعت وفي المسرح المعروف، وقبل من 100 يوم على الإنتخابات الرئاسية.
وأبرزت أنه رغم تأكيد وزير الخارجية، أنطوني بلينكن، على عدم معرفة واشنطن بالعملية في طهران إلا أن البعض رأى في كلام بلينكن تأكيدا على فراغ خطير في السلطة بالمنطقة.
وقال ولي ناصر، وهو أستاذ الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز "اعتقدنا أن من سوف يستغل هذه الفترة المضطربة في الولايات المتحدة هو شي جين بينغ أو كيم جونغ- اون أو فلاديمير بوتين، و لم يراهن أحد على حليفة أمريكا لكي تقوم به".
وأضاف أن هذا "سيجعل المنطقة في حالة من العصبية، وليس جيدا للولايات المتحدة الظهور بمظهر من فقد السيطرة". مردفا أنه "بالنسبة لبايدن الذي أنفق وقتا ومكانته لعقد صفقة بين حماس وإسرائيل للإفراج عن الأسرى، فإن عملية الاغتيال المتعاقبة في بيروت وطهران ربّما كشفت عبثية المفاوضات ونهايتها على الأقل في الوقت الحالي".
"وأكثر من هذا، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها في مواجهة مباشرة مع إيران، وهو آمر حاول البلدان تجنبه خلال الأشهر المتوترة من الحرب في غزة" يتابع المتحدث نفسه، مشيرا إلى أن واشنطن قامت في نيسان/ أبريل بتنظيم تحالف للحد من ضربة إيران ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي ردا على تدمير قنصليتها في دمشق.
وأبرز أنه هذه المرة، إن استشهاد هنية وهو في طهران لحضور تنصيب الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان، يجعل من المحاولات الأمريكية احتواء الوضع بدون أهمية، فقد تعهد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية حالا بالرد ووعد "بعقاب شديد".
وفي هذا السياق، قال دانيال ليفي، من مشروع الولايات المتحدة للشرق الأوسط: "هذه محاولة للإهانة، أثناء حضور ضيوف حفلة، وتظهر اجتيازا إسرائيلي لعدة خطوط".
ولقد حمّل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قضيته ضد إيران مباشرة إلى واشنطن. ففي كلمته أمام جلسة مشتركة للكونغرس، الأسبوع الماضي، قال: "إن محور الإرهاب الإيراني يواجه أميركا وإسرائيل وأصدقاؤنا العرب. وهذا ليس صراعا بين الحضارات. بل هو صراع بين البربرية والحضارة".
وقاطع عدد من الديمقراطيين الجلسة، لكنه لم يرتدع، بل وأعطته الزيارة صورة عن الواقع السياسي الأمريكي. وقابل بايدن بعد أربعة أيام من خروجه من السباق الرئاسي، كما قابل كامالا هاريس، التي أصبحت المرشحة الديمقراطية المفترضة، حيث أكدت على ضرورة الحديث عن المآسي في غزة. ثم سافر نتنياهو إلى فلوريدا للقاء دونالد ترامب، المرشح الجمهوري وحمل مع صورة لطفل قال إن حماس اختطفته، فرد الرئيس السابق "سنهتم به".
وأشار بعض المحللين إلى أن نتنياهو، رأى فرصة في الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة للتحرك ضد حماس وراعيتها إيران. وتقول الصحيفة إن خسارة التأثير الأمريكي في الشرق الأوسط، يخيف الحلفاء في أوروبا الذين يعانون من مشاكلهم الخاصة.
ففي فرنسا وألمانيا، ينشغل القادة بالأحزاب الشعبوية اليمينية الصاعدة. وفي لندن، ابتعد رئيس الوزراء العمالي الجديد، كير ستارمر، عن الولايات المتحدة في تعاملها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد أشهر من تقارب لندن مع واشنطن. ففي الأسبوع الماضي، سحبت الحكومة البريطانية اعتراضها على مذكرة اعتقال نتنياهو التي طلبها مدعي عام الجنائية الدولية.
كذلك، تُفكّر في تعليق بيع الأسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. وتأتي الضربات أيضا في وقت يتزايد فيه قلق الاحتلال الإسرائيلي بشأن طموحات إيران النووية، والتي توسعت منذ انهيار جهود إدارة بايدن لإحياء أجزاء من الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران في عام 2022.
وترى الصحيفة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ربّما تحرّكت ضد إيران بسبب إحباطها من الجهود الغربية ومنع إيران من التقدم في برامجها النووية. فمن خلال استفزاز نزاع مع طهران، ستجد مبررا لضرب المفاعلات النووية الإيرانية.
وقال جوناثان باريس، وهو زميل سابق في مجلس العلاقات الخارجية لشؤون الشرق الأوسط: "كانت إسرائيل قلقة للغاية بشأن التطور التدريجي للبرنامج النووي الإيراني. ومن الواضح أن الولايات المتحدة لا تفعل الكثير في هذا الصدد؛ ولو كنت إسرائيلياً مهتماً بالردع، فقد تكون هذه إحدى الطرق للقيام بذلك".
وتقول الصحيفة إن "اغتيال هنية قد يحرم الولايات المتحدة من شريك دبلوماسي على شكل الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان". فيما يرى المحلّلين أن من الصعوبة عليه إقامة اتصالات وعلاقات بعد الإهانة الإسرائيلية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية طهران إيران غزة إيران امريكا غزة طهران إسماعيل هنية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة فی طهران
إقرأ أيضاً:
قبل يومين من "مباحثات مسقط".. عقوبات أمريكية جديدة على إيران
واشنطن- رويترز
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم الأربعاء فرض عقوبات جديدة على إيران، وذلك بعد يومين من إعلان الرئيس دونالد ترامب عزم الولايات المتحدة إجراء محادثات مباشرة مع طهران بشأن برنامجها النووي.
وقالت الوزارة في بيان إن العقوبات تستهدف 5 كيانات إضافة إلى شخص واحد في إيران لدعمهم البرنامج النووي الإيراني. وأضافت أن العقوبات تهدف إلى منع طهران من امتلاك سلاح نووي.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في البيان "سعي النظام الإيراني المحموم لامتلاك أسلحة نووية لا يزال يُشكل تهديدا خطيرا للولايات المتحدة، وتهديدا للاستقرار الإقليمي والأمن العالمي". وأضاف "ستواصل وزارة الخزانة استخدام أدواتها وصلاحياتها لإحباط أي محاولة من إيران للمضي قدما في البرنامج النووي والأجندة الأوسع نطاقا المزعزعة للاستقرار".
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك بعد على طلب للتعليق.
ويأتي الإجراء بعد تعليقات مفاجئة من ترامب يوم الاثنين أعلن خلالها أن الولايات المتحدة وإيران ستجريان محادثات مباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني يوم السبت في سلطنة عُمان، لكن وزير الخارجية الإيراني قال في وقت لاحق إن المناقشات في عُمان ستكون غير مباشرة.
وفي إشارة إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق بين الخصمين حذر ترامب من أن "إيران ستكون في خطر كبير" إذا فشلت المحادثات.
وأوضحت الوزارة أن الكيانات المستهدفة لعبت دورا مهما في دعم كيانين مسؤولين عن البرنامج النووي الإيراني سبق أن خضعا لعقوبات، وهما منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وشركة تكنولوجيا الطرد المركزي التابعة لها.
ومن بين الكيانات المستهدفة بالعقوبات الجديدة شركة تقوم بتصنيع الألمنيوم لصالح شركة تكنولوجيا الطرد المركزي، المسؤولة عن عدد من مشروعات المفاعلات النووية والمكلفة بتطوير تقنيات المفاعلات التي تعمل بوقود الثوريوم.
كان وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت قد صرح أمس الثلاثاء بأن إيران يمكن أن تنتظر المزيد من العقوبات إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع ترامب حول برنامجها النووي.
وشهدت جهود تسوية النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني تذبذبا على مدى أكثر من 20 عاما دون التوصل إلى حل. وتقول طهران إن البرنامج للاستخدام المدني فقط بينما تعتبره دول غربية تمهيدا لصنع قنبلة ذرية.
وخلال ولايته الأولى انسحب ترامب في عام 2017 من الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 بين إيران وست قوى عالمية هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وتعثرت المحادثات منذ ذلك الحين.
وقال مسؤولون إيرانيون لرويترز أمس الثلاثاء إن طهران تتوخى الحذر إزاء المحادثات المقررة مطلع الأسبوع المقبل مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي في ظل غياب الثقة في إحراز تقدم وشكوك بالغة في نوايا واشنطن.