رئيس مجلس القضاء يُقدّم واجب العزاء في استشهاد القائد إسماعيل هنية
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
الثورة نت../
قدّم رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل، ومعه رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي أحمد الشهاري، وأمين عام مجلس القضاء القاضي سعد هادي اليوم، واجب العزاء في استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس القائد المجاهد إسماعيل هنية.
وجدد رئيس مجلس القضاء خلال زيارته لمكتب حركة حماس بصنعاء، إدانته الشديدة لجريمة اغتيال القائد هنية من قبل الكيان الصهيوني، معتبرا ذلك انتهاكا صارخا لسيادة الدول والقانون الدولي الإنساني.
كما جدد التأكيد على موقف اليمن الثابت والمبدئي في مساندة ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة حتى إنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية.
وعبر رئيس مجلس القضاء خلال لقائه ممثل حركة حماس في اليمن معاذ أبو شمالة وقيادات المقاومة الفلسطينية، عن خالص التعازي في استشهاد القائد إسماعيل هنية، وكل الشهداء من قيادات المقاومة الفلسطينية وحزب الله.
وأشاد بمناقب الشهيد إسماعيل هنية وجميع الشهداء من حماس وحركات المقاومة في غزة، وقيادات حزب الله وآخرهم الشهيد القائد فؤاد شكر.. منوها بالدور الجهادي للشهيدين هنية، وشكر في نصرة قضية الأمة.
ولفت القاضي المتوكل، إلى أن الشعب اليمني يعيش أوجاع فلسطين لحظة بلحظة ويعمل ما بوسعه للمشاركة في المواجهة المباشرة مع العدو.. مشيرا إلى أن موقف قائد الثورة ومعه الشعب اليمني وقواته المسلحة في نصرة الشعب الفلسطيني، جسد صدق الإيمان والانتماء والعروبة في مواجهة الطغيان والظلم الذي يمارسه الصهاينة المحتلين.
من جانبه عبر أبو شمالة وقيادات المقاومة الفلسطينية عن اعتزازهم بموقف اليمن وقيادته المجاهدة الشجاعة، وعبروا عن الشكر لرئيس وأعضاء مجلس القضاء على هذه الزيارة التي تحمل مشاعر أخوية إيمانية ومواساة صادقة.
وتطرق أبو شمالة إلى مسيرة فقيد الأمة وشهيدها العظيم ضد العدو حتى ارتقى شهيدا.. مشيدا بموقف اليمن وقيادته المجاهدة والذي يعد الموقف الأقوى في المنطقة العربية في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، ويدل على نخوة وعزة هذه القيادة الحكيمة والشعب اليمني.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: رئیس مجلس القضاء إسماعیل هنیة
إقرأ أيضاً:
وداعًا أيها القائد.. إنّا على العهد
محمد يحيى الملاهي
حين ارتفعت صرخات الحشود: “إنّا على العهد”، اختلطت دموع الفراق بصوت التحدي، رافضةً أن يُدفن القائد وحده، وكأن الأُمَّــة تُعيد اكتشاف ذاتها: نبكيك؛ لأَنَّك جعلتنا نرفض أن نبكي على ذلِّنا.
السيد حسن نصر الله، شهيد الإنسانية وشهيد المقاومة، لم يكن مُجَـرّد قائد، بل كان وجدان أُمَّـة وضميرًا حيًّا لا يعرف المساومة. رحيله لم يكن خسارة فردية، بل زلزالًا هزَّ ضمير العالم الحر؛ لأَنَّ العظماء لا يموتون، بل يحيون في قلوب الشعوب التي نذرت نفسها للحق.
لم يكن السيد وحده في رحلته إلى الخلود، بل لحق به في هذا المجد رفيق دربه، الشهيد السيد هاشم صفي الدين، الرجل الذي كان سنده في كُـلّ معارك العزة، وقلب المقاومة النابض بالحكمة والصبر. حين حملت الجماهير نعشيهما في بيروت، كانت تحمل معهما عهدًا جديدًا بأن الطريق لن يتوقف، وأن المسيرة لن تنكسر.
“ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون” [آل عمران: 169]
لقد نال حسن نصر الله ورفيقه السيد هاشم صفي الدين هذا المقام العظيم، فلا موت للشهداء، بل حياة أبدية في سجل الخالدين، حَيثُ تبقى أرواحهم نورًا يضيء درب المستضعفين.
وكما قال الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي:
“من أعظم نكبات الأُمَّــة أن تفقد عظماءها”.
واليوم، نحن أمام هذه النكبة الكبرى، لكننا نعلم أن العظماء لا يرحلون إلا ليزدادوا حضورًا في ضمير الشعوب.
الشهيد حسن نصر الله لم يكن فقط رجل سلاح، بل كان رجل كلمة وموقف. كان شهيد الإنسانية؛ لأَنَّه رفض الظلم أينما كان، فصرخ في وجه العدوان على اليمن حين صمت الجميع، ودافع عن فلسطين حين تواطأ الكثيرون، ومدّ يده إلى كُـلّ مظلوم، مؤمنًا أن المقاومة ليست مُجَـرّد بندقية، بل روح ترفض الخضوع.
أما الشهيد السيد هاشم صفي الدين، فكان رفيق الدرب، ومهندس الصمود، ورجل الميدان الذي رسم معالم المواجهة مع العدوّ، ليؤكّـد أن المقاومة ليست خيارًا، بل قدر أُمَّـة قرّرت ألا تركع.
حرب تموز 2006 لم تكن مُجَـرّد معركة، بل كانت معجزة عسكرية، قادها الشهيد حسن نصر الله ورفاقه، ليثبتوا أن اليقين بالله أقوى من أية ترسانة. هناك، سقطت أُسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، وولدت معادلة جديدة: المستحيل ممكن، والإرادَة تصنع النصر.
وحين انطلقت عملية طوفان الأقصى، لم يكن السيد حسن نصر الله متفرجًا، بل كان السند والداعم، مؤكّـدًا أن غزة ليست وحدها، وأن المقاومة واحدة. في خطاباته، رسم معادلة الردع، وأوصل رسالة واضحة: أي اعتداء واسع على غزة سيشعل المنطقة؛ لأَنَّ المقاومة لا تعرف الحياد عندما يكون العدوّ الصهيوني هو الذي يظلم. واجه العدوّ الإسرائيلي بالسلاح والصواريخ والمواجهة المباشرة، فكان سندًا لغزة وانتصارا للقدس.
“ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياء ولكن لا تشعرون” [البقرة: 154]
نحسبك كذلك يَـا سيد المقاومة، لم تغب، بل صرت رمزًا حيًّا في قلوب الأحرار، كما أن دماءك ودماء رفيقك ستبقى مشعلًا لا ينطفئ في درب تحرير فلسطين.
اليوم، تبكيك قلوب الملايين؛ ليس لأَنَّ الموت انتصر عليك، بل لأَنَّ الأُمَّــة فقدت رجلًا جعلها تؤمن بأن الكرامة لا تُوهب، بل تُنتزع. ولكن دموعنا ليست دموع يأس، بل وعد بأن طريقك سيستمر، وأن القدس ستظل حلمنا، واليمن ستبقى قلعة المقاومة والجهاد، وأن كُـلّ قطرة دم سقطت ستُزهر نصرًا جديدًا.
كنت تقول يا شهيد الإنسانية:
“لا يجوز تسويق الجرائم ضد المدنيين بذرائعَ سياسية”.
وجعلتنا نرفع رؤوسنا ونردّد: “هناك رجال لا يخافون إلا الله”.
واليوم، وقد رحلت جسدًا، سنُخلِّد ذكراك بالثبات. سنجاهد كما جاهدت، ونحب القدس كما أحببتها، وننصر الضعيف كما فعلت.
يا سيدي، لقد علمتنا أن الشهادة بداية وليست نهاية. حين سقط الأبطال شهداء، كنت تقول:
“كل قطرة دم تُسفك في سبيل الله تُقرّبنا من القدس”.
واليوم، نقول لك ولرفيقك السيد هاشم صفي الدين: ستروننا من خلف الغيوم ماضين على دربكم، سنحرّر القدس، وسنُعيد للأُمَّـة عزّها وكرامتها.
الوداع ليس آخر الكلام، بل هو بداية الطريق. نعدكما أن دموعنا ستتحول إلى صواريخ تحطم عروش الظالمين، وأن كُـلّ طفل سيكبر وهو يردّد اسمكما؛ لأَنَّ الإنسانية فقدت قادتها، لكنها لم تفقد طريقها.
رحلتما عن أعيننا، لكن قلب الأُمَّــة لن يفارقكما. ستسمعان في جنّتكما هتافنا: لن ننساكما… ولن ننسى القدس!
“ومن يقتلْ شعبًا لِيُسكتَه، سيُخلقُ مِن صمتهِ ألف ثورةٍ”.
نحنُ اليمنيون، أبناء الجبالِ التي لا تنحني، نقسمُ إننا:
سنَمضي حتى تُفتحَ أبواب الأقصى، وحتّى يُقالَ للتاريخِ:
“هؤلاءِ اليمنيون.. ثأروا لسيّدِ الشهداءِ، فحرّروا القدسَ!”