باحثة سياسية: نتنياهو يغطي على فشله في غزة بتبني سياسة الاغتيالات
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
قالت الدكتورة تمارا حداد، كاتبة ومحللة سياسية، إن إسرائيل تريد أن تعمق انتصاراتها، تحديدا فيما يتعلق بازدياد الإنقسام الاسرائيلي، سواء كان ما حدث قبل يومين في معسكر سيدي تيمان بالإضافة إلى تظاهرات مستمرة تطالب بتحقيق صفقة التبادل.
مزاعم اغتيال محمد الضيفوأضافت «حداد»، في مداخلة على برنامج «منتصف النهار»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، إن الواقع الإسرائيلي يشير إلى مزاعم اغتيال محمد الضيف، حتى يعمق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت انتصاراته وإنجازاته، لأنه يعلم أنه بعد 10 أشهر لن يتحقق الهدف الأساسي وهو أن الخيار العسكري والحربي أخرج المحتجزين وحقق صفقة التبادل.
وأكدت أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، يريد أن يغطي على فشل ما يحدث الآن في قطاع غزة نحو سياق سياسة الاغتيالات التي يتبعها اليوم ضمن استراتيجية عملية حربية نوعية وعملية أمنية استخباراتية بالإضافة إلى الجبهات الأخرى.
وأوضحت، أن جالانت يتبع استراتيجية فصل بعض المناطق عن بعضها، كفصل الضفة الغربية والشمالية عن قطاع غزة، لكي يحقق الأهداف التي وضعها في بادئء الحرب على غزة، مشيرة إلى أن الاستراتيجية تأخذ وقتًا طويلًا إلا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تضع على سلم أولوياتها، اغتيال عدد من الشخصيات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نتنياهو الاحتلال جالانت إسرائيل غزة
إقرأ أيضاً:
ضمن سياسة تفكيك الجغرافيا الفلسطينية وضغطًا على «حماس».. إسرائيل تمحو رفح من الخريطة وتحولها لمنطقة عازلة
البلاد – رام الله
يمضي الاحتلال الإسرائيلي في خطواته لابتلاع مزيد من أراضي قطاع غزة، إذ كشفت مصادر عبرية أن جيش الاحتلال يستعد لتحويل مدينة رفح والأحياء المحيطة بها إلى منطقة عازلة يُمنع السكان من العودة إليها، مع تسوية المباني بالأرض بالكامل، ما يعني فعليًا محو المدينة الفلسطينية من الوجود.
وتقع المنطقة التي تبلغ مساحتها 75 كيلومترًا مربعًا بين محوري فيلادلفيا وموراج، وكانت قبل الحرب موطنًا لحوالي 200 ألف فلسطيني. لكن العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة، خاصة بعد انتهاء وقف إطلاق النار الأخير، دفعت ما تبقى من السكان إلى النزوح قسرًا، بعد تلقيهم إنذارات بالإخلاء نحو مناطق تُوصف بـ “الإنسانية” في خان يونس والمواصي. وتشير شهادات ميدانية إلى أن القوات الإسرائيلية دمّرت خلال الأسابيع الماضية أعدادًا كبيرة من المنازل والبنى التحتية، ما يجعل العودة شبه مستحيلة.
اللافت أن هذه هي المرة الأولى التي يتجه فيها الجيش الإسرائيلي إلى ضم مدينة فلسطينية كاملة إلى “المنطقة العازلة” التي بدأت تتشكل على طول حدود غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. وتشير مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن القرار يستند إلى توجيهات سياسية عليا باستمرار الحرب، وتعزيز السيطرة على “مناطق واسعة” من القطاع، في محاولة لفرض واقع جديد يخدم مصالح الاحتلال ويقلّص قدرة الفصائل الفلسطينية خاصة حركة حماس على إعادة تنظيم صفوفها.
وبحسب تقارير استخباراتية أوردتها “هآرتس”، يعمل جيش الاحتلال على توسيع محور موراج وتدمير المباني المحيطة به، ليصل عرض المنطقة العازلة في بعض المواقع إلى أكثر من كيلومتر واحد. ويجري النظر في إبقاء رفح بأكملها منطقة محظورة على المدنيين، أو تدميرها بالكامل، في سيناريو يعكس ما جرى في مناطق واسعة من شمال القطاع.
ومع بداية الحرب في أكتوبر 2023، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن نيته إنشاء منطقة عازلة على طول حدود قطاع غزة من شأنها إبعاد التهديدات عن المستوطنات المحيطة إلى مسافة تتراوح بين 800 متر إلى 1.5 كيلومتر. هذه منطقة تبلغ مساحتها نحو 60 كيلومترا مربعا، أي أكثر من 16% من أراضي قطاع غزة، والتي كان يعيش فيها نحو ربع مليون غزي حتى السابع من أكتوبر. وكشف تقرير لمركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، نُشر في أبريل من العام الماضي، أن نحو 90% من المباني في المنطقة العازلة قد دمرت أو تضررت.
هذا التوسع في رقعة المناطق العازلة يحمل تداعيات خطيرة، ليس فقط لكونه يبتلع نحو خمس مساحة القطاع عبر رفح وحدها، بل لأنه، مضافًا إلى المناطق المحيطة بمحوري موراج وفيلادلفيا، والمنطقة الشرقية القريبة من مستوطنات الغلاف، يضع إسرائيل فعليًا في موقع السيطرة على أكثر من نصف أراضي غزة.
النتيجة المباشرة لهذا المخطط هي تفكيك الجغرافيا الفلسطينية وتحويل القطاع إلى جزر معزولة أو “كنتونات” لا يمكن العيش فيها بكرامة. كما أن إغلاق رفح، بوصفها المعبر البري الوحيد مع مصر، يرسّخ خنق القطاع وحرمانه من أي أفق للتنفس.
في ظل صمت دولي مريب، تتواصل عملية محو رفح وتهجير سكانها، في خطوة يرى فيها محللون تصعيدًا غير مسبوق، يهدد مستقبل القطاع بكامله، ويقوّض أي إمكانية لحل سياسي عادل في الأفق.