رحاب: سياحة التأمل فـي ظفار-4 مشروع الحكايات والأساطير المتعلقة بالأمكنة فـي ظفار
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
تشير بعض التقديرات إلى أنَّ سياحة التأمل بما فيها السياحة الروحية تمتلك القدرة على النمو بنسبة تتراوح من 20 إلى 30% في بعض البلدان، ولذلك تعمل الدول التي تهتم بتطوير السياحة الثقافية والروحية على توفير المعلومات الكافية حول الأماكن السياحية ذات الطابع الروحي وتزويدها بالخدمات السياحية من فنادق ومرافق وطرق، ويتولى إدارتها مرشدون سياحيون متخصصون يتمُّ تأهيلهم وتدريبهم بمستوى عالٍ.
وبما أنَّ محافظة ظفار هي منطقة ممتازة للسياحة التاريخية والروحية التي تمتد لآلاف السنين، ولا تزال معالمها وأماكنها ماثلة للعيان؛ تبدأ من ولاية ضلكوت غربًا متمثلة في صخرة ضربة بن علي التي تشرئب نحو السماء على شكل نصل مدبب وتمتد شرقًا إلى جبل حبرير ذي الأسطورة العجيبة، وتتصل بالبحر عبر بحيرة خور روري المحاطة بميناء سمهرم التاريخي ويتصل بشلالات دربات صعودًا إلى أودية النجد السحيقة التي تنبت فيها أشجار اللبان، وتُشكِّل حزامًا روحيًّا ينتهي في واحة (أنظور) التي كانت ميناء بريًّا تنطلق منه قوافل اللبان إلى شمال الجزيرة العربية والعراق والشام.
بينما تحتضن جبال ظفار وسهولها العديد من الأضرحة الدينية التي ترتبط بأسماء أنبياء وأولياء تزين معالمها روابي وهضاب وقمم جبال ظفار. من هنا يمكننا القول بأنَّ ظفار تتمتع بمُقوِّمات سياحة التأمل والتواصل الروحي العميق مع الذاكرة الروحية للحضارات المتعاقبة عليها. وتتطلب هذه السياحة توفير المعلومات التاريخية وتوثيقها، وهذا ما قدَّمه مشروع جمع وتوثيق الحكايات والأساطير العُمانية المتعلقة بالأمكنة في محافظة ظفار، وكان لي شرف قيادته بمعاونة فريق من الكتَّاب والباحثين، واستطعنا أن نجمع ستًّا وثلاثين حكاية وأسطورة عن تلك الأماكن وتوثيقها ما بين عام 2020 حتى نهاية 2021.
زرنا جميع الأماكن المرتبطة بتلك الحكايات والأساطير، والتقينا بالعديد من الرواة الشفويين ممَّن تزيد أعمارهم عن خمسين سنة، كما جمعنا مئات الحكايات الأخرى التي لم نجد لها رواة تنطبق عليهم شروط الجمع. ولا أبالغ إذا قلت بأنَّه لا تكاد تخلو بقعة في محافظة ظفار من حكايات شَعبية وأساطير تراثية تحكي مضامين تعبِّر عن معتقدات سكان مناطق المحافظة من الساحل والجبال والنجد، كما أنَّ الفنون الشَّعبية بما فيها (النانا والدبرارت) كلُّها فنون فلكلورية تبث المناجاة وتخرج الآهات التي تتردد أصداؤها منذ آلاف السنين في الفيافي والكهوف والوديان، وجدير بالجهات المعنية بالسياحة الثقافية والتراثية أن تتحرى مسالك التنقل بين معالم التأمل من الساحل حتى منازل اللبان، وتوثق المعلومات الكافية في دليل يعنى بسياحة التأمل في محافظة ظفار. ويمكن أن يتضمن الدليل وصفًا طبوغرافيًّا للمحافظة وأطلسًا للمعالم الطبيعية والروحية والتاريخية، وعرض ذلك ضِمْن أطلس السياحة الروحية في العالم. إنَّ المهتمين بسياحة التأمل يسيرون اليوم في ظفار بلا دليل ويواجهون تحدِّيات نقص المعلومات، ناهيك عن عدم وجود مرشدين سياحيين على دراية بالتاريخ والحكايات والأساطير المتعلقة بتلك الأمكنة. ويمكن تصميم برنامج تدريبي يتولى إعداد الشباب الباحثين عن عمل ليكونوا مرشدين لسياحة التأمل، وذلك بتعريفهم بتلك الأماكن المتناثرة في مختلف مناطق المحافظة، كما يمكن تدريبهم على إرشاد السياح المهتمين بهذا النوع من السياحة الممتعة، خصوصًا أنَّ أغلبهم يأتون من بلدان تهيمن عليها التكنولوجيا والصخب وتفتقر إلى الهدوء والسكينة التي تستطيع سلطنة عمان توفيرها من مسندم إلى ظفار.
د. أحمد بن علي المعشني ✱
✱ رئيس أكاديمية النجاح للتنمية البشرية
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: محافظة ظفار
إقرأ أيضاً:
غادة لبيب: 150 مليار جنيه استثمارات لتنفيذ مشروع رفع كفاءة الإنترنت الثابت
استعرضت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جهود الدولة فى بناء مجتمع رقمى تفاعلى آمن ومنتج ومستدام وذلك فى جلسة حوارية تحت عنوان: «وضع البشر كأولوية فى العصر الرقمى» ضمن فعاليات المنتدى الحضرى العالمى فى دورته الثانية عشرة والذى تستضيفه مصر تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى نظمته الحكومة المصرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية خلال الفترة من 4 -8 نوفمبر الجارى.
وخلال الجلسة أشادت المهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسى باستضافة مصر للمنتدى الحضرى العالمى كتجمع فريد للقادة والخبراء والمجتمعات لإيجاد حلول عملية للتحديات التى تواجه المناطق الحضرية برؤية مشتركة لبناء مدن شاملة ومستدامة ومرنة؛ موضحة أن وضع المواطنين فى المقام الأول أصبح المحرك الأساسى لكل سياسات الدولة بما فيها السياسات الرقمية فى ظل الجمهورية الجديدة؛ مشيرة إلى أهمية التكنولوجيا باعتبارها أداة للتمكين حيث تعمل الحلول الرقمية على تمكين كل الفئات على قدم المساواة، وسد الفجوات، واحترام الخصوصية، وإنشاء أساس للتنمية الشاملة والمستدامة من خلال تهيئة نظام بيئى رقمى داعم؛ مؤكدة على حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على التعاون مع كافة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص من الشركات المحلية والدولية والمجتمع المدنى، لبناء مصر الرقمية لتحقيق المستهدفات التنموية والرقمية، وذلك من خلال منهجية رقمية تركز على المواطن كمحور لاهتمامها؛ انطلاقا من رؤية الوزارة بأن المواطن هو أساس نجاح أية منظومة رقمية والضامن لاستدامتها.
وأشارت إلى جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتأكد من عدم ترك أى شخص خلف الركب الرقمى، وعدم ترك أى شخص غير متصل بالإنترنت؛ حيث تم ضخ استثمارات بقيمة تتجاوز الـ 15 مليار جنيه لتنفيذ مشروع رفع كفاءة الإنترنت الثابت فى مصر وإنشاء شبكة جديدة من كابلات الألياف الضوئية، كما يتم العمل على التمكين الرقمى لنحو 4500 قرية من قرى حياة كريمة؛ مضيفة أنه تم إطلاق استراتيجية مصر الرقمية فى عام 2018 لبناء مجتمع رقمى تفاعلى آمن ومنتج ومستدام، من خلال العمل وفقا لثلاثة محاور أساسية هي: التحول الرقمى، وبناء الإنسان المصرى رقمياً، ورعاية الإبداع التكنولوجى، فيما ترتكز الاستراتيجية على 3 ركائز أساسية هى بنية تحتية ذات كفاءة مستدامة، وإطار تشريعى محوكم، وريادة دولية؛ منوهة إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعمل بالتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع على تهيئة نظام بيئى يعزز الابتكار الرقمى وريادة الأعمال للوصول إلى اقتصاد رقمى قوى، ومجتمع رقمى متكامل.
وتطرقت المهندسة غادة لبيب إلى جهود الوزارة لتهيئة المجتمع والمؤسسات والمواطنين لاستيعاب التقنيات الرقمية الحديثة والتعامل الآمن معها، وذلك من خلال العمل على محو الأمية الرقمية ونشر الثقافة الرقمية والتأهيل الرقمى للمواطن للتعامل مع معطيات ومفاهيم وأدوات تكنولوجيا المعلومات تنفيذاً للالتزام الوارد فى المادة 25 من الدستور المصرى والتى تلزم الدولة بوضع خطة شاملة للقضاء على الأمية الهجائية والرقمية بين المواطنين فى جميع الأعمار، ووضع آليات تنفيذها بمشاركة مؤسسات المجتمع المدنى، وذلك وفق خطة زمنية محددة.
وأوضحت نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسى أن الوزارة انتهت من تدريب ورفع الوعى الرقمى لنحو مليون و200 ألف مواطن على مستوى كافة محافظات الجمهورية، وشملت البرامج التثقيفية والتدريبية للوزارة، برامج لرفع الوعى الرقمى وتعزيز المهارات الرقمية فى إطار مشروعات الوزارة لدعم الشمول الرقمى والمالى للمواطنين، وذلك فى إطار استراتيجية الوزارة لبناء مجتمع رقمى ومحو الأمية الرقمية وبناء القدرات الرقمية لكافة فئات المجتمع فى كافة محافظات الجمهورية. فضلاً عن تنفيذ برامج لرفع الوعى الرقمى والتمكين الاقتصادى الرقمى للمواطنين فى قرى المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية حياة كريمة فى 20 محافظة على مستوى الجمهورية لسد الفجوة الرقمية بين الريف والحضر وتمكين أهالى القرى المستهدفة من أدوات التكنولوجيا الحديثة، وتوعيتها بالخدمات الرقمية المتاحة على المنصات الإلكترونية لمختلف الجهات الحكومية، مع العمل على بناء وتأهيل «كوادر المعرفة الرقمية» لتنفيذ المبادرة داخل القرى المستهدفة.