وفد من كنيسة العذراء مريم بالمنيا يزور المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
أستقبل المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية وفداً كريماً من كنيسة العذراء بمحافظة المنيا هذه الزيارة المميزة، التي تعكس عمق التسامح والتعايش بين مختلف الأديان والثقافات في مصر، سلطت الضوء على الدور المحوري للمتاحف في بناء جسور التواصل بين المجتمعات وتعزيز الهوية الوطنية.
انطلقت الجولة الاستكشافية للوفد الزائر وسط أجواء من الحماس والترقب، حيث استقبلهم فريق العمل بالمتحف بحفاوة بالغة بدأ الوفد رحلته الاستكشافية عبر أروقة المتحف، متجولاً بين القطع الأثرية الفريدة التي تحكي قصصاً عن عظمة الحضارات اليونانية والرومانية في مصر.
أعرب أعضاء الوفد عن إعجابهم الشديد بما شاهدوه، مؤكدين أن هذه الزيارة كانت فرصة ذهبية للتعرف على جزء مهم من تاريخ مصر العريق. وأشاروا إلى أن القطع الأثرية المعروضة في المتحف ليست مجرد أحجار وأخشاب، بل هي شواهد حية على حوار الحضارات وتبادل الأفكار والمعارف بين الشعوب.
وتأتي أن هذه الزيارة في إطار حرص المتحف على التواصل مع مختلف فئات المجتمع ونشر الوعي بأهمية التراث الثقافي. وأضاف أن المتحف يسعى جاهداً إلى أن يكون فضاءً مفتوحاً للحوار والتفاهم، وأن يكون نموذجاً يحتذى به في مجال الحفاظ على التراث وتعزيز السياحة الثقافية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وفد الإسكندرية محافظة المنيا كنيسة العذراء المتحف اليوناني الروماني المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية كنيسة العذراء مريم بالمنيا
إقرأ أيضاً:
بين النيل والسين.. العلاقات الثقافية المصرية الفرنسية وحوار الحضارات
في مشهد يجسد عمق التاريخ وتبادل الحضارات، اصطحب أمس الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في جولة وسط أزقة خان الخليلي وساحة مسجد الحسين، لم تكن هذه الزيارة مجرد لحظة بروتوكولية، بل رمزية تذكرنا بجذور العلاقة الثقافية الطويلة بين مصر وفرنسا، وتلخص قرونًا من التبادل الثقافي والحضاري بين بلدين جمعت بينهما رغبة عميقة في المعرفة، واختلاف غني فتح أبواب الحوار لا الصدام.
البداية من الحملة… والثقافة من بين الرماد
منذ الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، بدأ فصل جديد من التبادل الثقافي والعلمي بين البلدين، وعلى الرغم من أن الحملة كانت غزوًا عسكريًا، لكنها حملت معها نخبة من العلماء والباحثين، وأدت إلى ميلاد أول مطبعة حديثة في مصر، وإصدار كتاب «وصف مصر» الذي وثق ملامح الحضارة المصرية بكل تفاصيلها، ثم جاءت الحملة الثقافية الأكبر مع بزوغ نجم محمد علي، الذي أرسل البعثات التعليمية إلى فرنسا، لتبدأ نهضة فكرية وعلمية غيّرت وجه مصر الحديث، ومن هناك، جاءت ترجمات الكتب، وولدت مدارس الفنون والآداب، وتشكلت ملامح حركة التنوير المصرية.
محمد علي وفرنسا.. بداية التنوير الحقيقي
بدأ التنوير مع عهد محمد علي باشا، المؤسس الحقيقي لمصر الحديثة، الذي أرسل البعثات العلمية إلى باريس، وأسس أول نواة لمؤسسات التعليم والفكر في مصر، على الطريقة الأوروبية ولكن بروح مصرية، ومن هذه اللحظة، بدأت تتشكل طبقة من المثقفين المصريين الذين يجيدون الفرنسية، ويتواصلون مع الفلسفة، والعلم، والآداب الفرنسية، ثم يعيدون إنتاجها بما يناسب الواقع المصري.
صالونات القاهرة... على خطى باريس
في النصف الأول من القرن العشرين، تشكّلت طبقة ثقافية مصرية متأثرة بباريس: صالونات أدبية، مجلات فكرية، ترجمات لأعمال فولتير وروسو وسارتر، وظهور فنانين وكتّاب مصريين حاوروا هذه الثقافة دون أن يفقدوا مصريتهم، حيث طه حسين درس في السوربون، وتجلّت النزعة العقلانية الفرنسية في مشروعه التنويري، بينما نجيب محفوظ حمل عن نثر الفرنسيين عمق التفاصيل، مع حفاظه على طابع الحارة المصرية.
الفن والعمارة.. لغة أخرى للتواصل
من وسط البلد في القاهرة بتصميمها الأوروبي، إلى مبنى دار الأوبرا الخديوية القديمة التي شُيدت خصيصًا لعرض أوبرا عايدة، ومن مباني الجامعة المصرية الأولى، إلى الطراز المعماري الذي يحمل روح باريس، يتجلى الحضور الفرنسي لا كمستعمر، بل كشريك في بناء الحداثة.
وجها لوجه في العصر الحديث
اليوم، العلاقات الثقافية لا تزال نابضة، حيث معاهد الثقافة الفرنسية في القاهرة والإسكندرية تدرس اللغة الفرنسية لآلاف المصريين، وتدعم المسرح والسينما والفنون البصرية، والمصريون، بدورهم، يشاركون في معارض باريسية ويدرسون في جامعات فرنسية، في علاقة أخذ وعطاء.
وجاءت جولة ماكرون في خان الخليلي، ومروره بجوار المشغولات النحاسية، والعطور الشرقية، والمقاهي الشعبية، تجسيد فعلي لأن الثقافة لا تعترف بالحدود السياسية، بل تتجاوزها إلى مساحة إنسانية أوسع.
نجيب محفوظ.. حاضر في لحظة تاريخية
في لفتة رمزية تعكس عمق البُعد الثقافي للزيارة، اختار الرئيسان عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون أن يتشاركا العشاء في مطعم نجيب محفوظ بخان الخليلي، أحد أشهر معالم الحي العتيق، والمكان الذي يحمل اسم الأديب المصري العظيم صاحب نوبل.
داخل المطعم، الذي يجمع بين الطابع الشرقي الأصيل واللمسة الثقافية الراقية، جلس الرئيسان وسط أجواء تحاكي عبق القاهرة القديمة، وتذكر بزمن نجيب محفوظ الذي كتب عن شوارع الحسين، وأزقة الجمالية، ومقاهي القاهرة التي احتضنت شخصيات رواياته.
هذا العشاء لم يكن مجرد استراحة في جدول زيارة رسمية، بل لحظة حوار حضاري صامت، لقاء في حضرة نجيب محفوظ، الذي طالما كتب عن التلاقي بين الشرق والغرب، عن الإنسان حين يواجه نفسه وسط تحولات العصر، ولو كان بيننا اليوم، لربما كتب قصة جديدة بعنوان: «الرئيس في الحي القديم».