اختراق أمني وضعف عسكري في الردع.. إذلال إسرائيلي للنظام الإيراني وأذرعه بالمنطقة
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
ساعات عصيبة مر بها النظام الإيراني وأذرعه بالمنطقة العربية، بعد أن نفذت إسرائيل عمليتي اغتيال لرموز بارزة في العاصمة اللبنانية والإيرانية في أقل من 12 ساعة، أعادت التذكير بحجم الاختراق الأمني والضعف العسكري الذي يعاني منه هذا النظام والأذرع التابعة له.
حيث لقي المسئول العسكري الأول في مليشيا حزب الله اللبنانية فؤاد شكر المعروف حركياً باسم "الحاج محسن"، مصرعه بعملية اغتيال بصواريخ دقيقة نفذتها طائرات إسرائيلية على شقة سكنية كان يتواجد بها بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وهي المعقل الرئيسي للحزب.
وبعد أقل من 12 ساعة أعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية بصاروخ ذكي وموجه داخل شقة تابعة للحرس الثوري الإيراني، أقام فيها بعد ساعات من مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، داخل البرلمان الإيراني.
وجرى انتخاب بزشكيان بانتخابات رئاسية مبكرة أقامتها إيران عقب مصرع الرئيس السابق إبراهيم رئيسي وعدد من المسؤولين بينهم وزير الخارجية إثر تحطم غامض لمروحية كانت تقلهم بمنطقة جبلية شمال غرب البلاد في مايو الماضي.
وجاءت عملية اغتيال هنية لتعزز الشكوك التي كانت أثيرت عن وقوف إسرائيل خلف حادثة تحطم مروحية الرئيس الإيراني السابق، وتعيد التأكيد حول حجم الاختراق الأمني الذي يعانيه النظام الإيراني وأذرعه بالمنطقة أمام خصومه وتحديدا إسرائيل.
حيث نجحت إسرائيل في اغتيال عشرات من القيادات العسكرية والمدنية الإيرانية داخل البلاد وخارجها، خلال السنوات الماضية، كان آخرها مقتل 7 من قيادات فيلق القدس التابع للحرس الثوري، بينهم قائد الفيلق في لبنان وسوريا الجنرال البارز محمد رضا زاهدي ونائبه، بقصف على السفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق مطلع أبريل الماضي.
وهو الهجوم الذي رد عليه النظام الإيراني بتوجيه أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار نحو الأراضي الإسرائيلية، تمكن الجيش الإسرائيلي وبمساعدة من حلفائه وعلى رأسهم أمريكا في التصدي لـ99% منها، ولم يسفر الهجوم سوى عن إصابة فتاة من عرب 48 جنوب إسرائيل.
ورغم أن هذا الرد أكد على حقيقة الخلل الواضح في الميزان العسكري بين إيران وإسرائيل، إلا أن تقارير إعلامية كشفت خلال الساعات الماضية بأن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أصدر أوامره لقواته بضرب إسرائيل بشكل مباشر، رداً على مقتل هنية في طهران، وفقاً لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين، الذين قالوا بأن عملية اغتيال هنية كانت "صدمة" وتجاوزاً للخطوط الحمراء.
الصحيفة الأمريكية التي وصفت عملية الاغتيال بأنها "كانت خرقًا أمنيًا مهينًا"، نقلت عن المسؤولين الإيرانيين قولهم إن أحد الخيارات قيد الدراسة هو هجوم منسق من إيران وجبهات أخرى، بما في ذلك اليمن وسوريا والعراق، لتحقيق أقصى قدر من التأثير، مع تنجب سقوط ضحايا مدنيين داخل إسرائيل.
وكحال أذرعه، يعيش النظام الإيراني مأزقاً مركباً مع كل عملية اغتيال إسرائيلية أو أمريكية تطال قياداته أو قيادات موالية له داخل الأراضي الإيرانية كما حصل مع هنية، بشكل يضعه في موقف صعب يُجبره على الرد، وحسابات وتكاليف هذا الرد.
فمن ناحية يدرك النظام الإيراني وأذرعه الفارق المهول في التسليح وإمكانيات وقدرات ما يملكه من أسلحة مقارنة بما لدى إسرائيل بالإضافة إلى عجز كبير في مجال الاستخبارات والتجسس والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يجعله عاجزاً عن إيجاد معادلة ردع بوجه إسرائيل من خلال تنفيذ ضربات دقيقة وموجعة تستهدف قيادات عسكرية أو سياسية إسرائيلية.
حيث أن ما يملكه من صواريخ بالستية وطائرات مسيرة غير قادرة على تخطي الدفاع الجوية المتطورة لدى إسرائيل وحلفائها وعلى رأسهم أمريكا، فضلاً عن أنها أسلحة غير ذكية يمكن توجيهها بشكل دقيق.
في حين أن استخدامه لصواريخ فرط صوتية التي يزعم أنه يمتلكها لتجاوز المنظومات الدفاعية قد تسبب في سقوط ضحايا مدنيين داخل إسرائيل وهو ما يعني تدشين حرب مفتوحة مع إسرائيل وحلفائها، قد لا يقدر على تحملها هو وحتى أذرعه بالمنطقة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: النظام الإیرانی عملیة اغتیال
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي يتحدث عن سبب اغتيال مسؤول الإعلام في حزب الله
تحدث وزير الطاقة بحكومة الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين، عن سبب اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله اللبناني محمد عفيف قبل أيام، ضمن تواصل العدوان الواسع على لبنان والغارات المكثفة التي طالت العاصمة بيروت.
وقال كوهين خلال لقاء صحفي نظمته صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه "لم يعد هناك الكثير من الأشخاص لتصفيتهم في حزب الله، لذلك تمت تصفية المتحدث باسم الحزب أيضا".
وأشار إلى أن "هناك محادثات لوقف إطلاق النار في لبنان، لكننا سنتوصل إلى اتفاق فقط إذا تمت تلبية جميع مطالبنا، بما في ذلك إبعاد حزب الله، وضمان عدم تمكن الحزب من تعزيز قدراته، وتأمين عودة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، وضمان حرية كاملة للجيش الإسرائيلي للعمل ليس فقط في حالة الهجوم، لكن في حالة محاولات التعزيز"، على حد قوله.
وأضاف أنه "سيستمر التفاوض فقط تحت النار، بما في ذلك تصفية عناصر حزب الله (..)، ولم يعد هناك الكثير لتصفيتهم، لذا تمت تصفية المتحدث باسم حزب الله أيضًا. لهذا السبب، نحن لسنا في سباق ضد الزمن"، بحسب تعبيره.
ورداً على سؤال حول ما إذا كنا قريبين من تهدئة في الشمال، قال الوزير كوهين: "تجربتي في الحياة تجعلني حذرًا من التنبؤ بالمواعيد. يجب أن نقول شيئًا واحدًا: الحقيقة هي أننا نسمع منهم رغبة في التوصل إلى وقف إطلاق نار، وهذا ناتج فقط عن الإجراءات الكبيرة التي قمنا بها. نحن اليوم في وضع يسمح لنا بتحديد الشروط (..)".
وتابع بقوله: "في نهاية المطاف، نحن نقوم بإطفاء الحرائق. عندما تتعامل مع حماس، أو مع حزب الله، أو مع الحوثيين، فإنها مجرد عمليات إطفاء حرائق. لن نتمكن من تحقيق استقرار إقليمي دون الإطاحة بالنظام الإيراني، لأنهم يمولون هؤلاء، وغدًا سيمولون الآخرين. نحن على بعد شهرين من بداية حقبة ترامب الثانية. أعتقد أن هذه فرصة تاريخية للإطاحة بالنظام في إيران من جهة، وتوسيع دائرة السلام من جهة أخرى".
وحول ما إذا كانت مواجهة مع إيران مطروحة على الطاولة، قال: "الإجابة هي نعم. لن نفصل ما سنفعله أو متى سنفعله. هل ما فعلناه في إيران هو نهاية المطاف؟ الإجابة هي لا. في المواجهات التي وقعت، أظهرنا قدرات دفاعية وحققنا ضربات دقيقة. الحرب ضد إيران ليست فقط مصلحة إسرائيلية، بل هي مصلحة إقليمية ودولية. تلقيت من زملائي السابقين، وزراء خارجية في دول مسلمة، رسائل دعم لمواصلة جهودنا ضد إيران، التي تهددهم أيضًا".