إيكونوميست: الاغتيالات لن تغير موقف إسرائيل الكئيب والمنطقة على حافة الهاوية
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
شددت مجلة "إيكونوميست"، على أن الاغتيالات ربما كانت منجزات استخباراتية وعملياتية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكنها لا تغير الموقف الاستراتيجي الكئيب لـ"تل أبيب"، مشيرة إلى أن التطورات المتسارعة خلال الأيام الماضية وضعت الشرق الأوسط على "حافة الهاوية، ولا بد الابتعاد عنها".
وقالت المجلة في تحليل لها ترجمته "عربي21"، إن "مدة أسبوع قد يكون فترة طويلة خلال الحرب.
وأضافت أن "دبلوماسيين من أربع دول، كانوا يخططون لمناقشة التفاصيل في اجتماع في روما. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن المحادثات كانت داخل خط العشرة ياردات. وربما لم يقتنع الإسرائيليون والفلسطينيون باستعارة كرة القدم الأمريكية، ولكن كثيرين منهم شاركوه مشاعره".
ولفتت المجلة إلى أنه "في أعقاب ذلك، قتل 12 طفلا في ملعب لكرة القدم في مرتفعات الجولان. وردت إسرائيل بقصف الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتالت قياديا في حزب الله ،وبعد ساعات قتلت إسرائيل إسماعيل هنية في ضربة مفاجئة على طهران. ثم تحولت الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار إلى مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أكبر".
وأضافت المجلة، أن "إيران تعهدت بالرد على مقتل هنية، ولكنها ربما تكون مترددة في خوض الحرب نيابة عن حماس. كما تحرص إسرائيل وحزب الله على تجنب وابل شامل من الصواريخ، والذي من شأنه أن يسبب دمارا هائلا على جانبي الحدود".
وبحسب المجلة، فإن "نوع من الردع لا يزال قائما ــ بالكاد. ولكن الحفاظ عليه أصبح أكثر صعوبة. فالمقاتلون في المنطقة يتجاوزون خطوطا كانت تبدو مؤخرا غير قابلة للتجاوز. فقد قصفت إسرائيل بيروت مرتين هذا العام، وهي المدينة التي لم تستهدفها رسميا منذ عام 2006".
وفي نيسان/ إبريل الماضي، أطلقت إيران وابلا من الصواريخ والمسيرات على "إسرائيل" للمرة الأولى على الإطلاق. لقد تم محو قواعد الاشتباك القديمة في الشرق الأوسط. ولأن لا أحد متأكد من القواعد الجديدة، فإن كل ضربة تخاطر بالتصعيد إلى حرب شاملة. وبحسب المجلة، فإن الطريق إلى تجنب مثل هذا الصراع يبدأ بوقف إطلاق النار في غزة.
وشددت المجلة على انه "لا شك أن اغتيال هنية سوف يوقف المحادثات مع إسرائيل مؤقتا. ولكنه لن يغير الواقع في غزة". و"لكن ما زال من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو يريد إبرام صفقة"
وأشارت إلى أن رئيس وزراء الاحتلال "ظل يماطل لعدة أشهر، خوفا من أن يؤدي الاتفاق على وقف إطلاق النار إلى تحويل تركيز إسرائيل مرة أخرى إلى أمراضها الداخلية، ومحاكمته بتهمة الفساد. والنظرة المتفائلة هي أن وفاة هنية تمنحه ذريعة لإعلان النصر وقبول الصفقة".
وأوضحت المجلة أنه "مع عطلة الكنيست الآن حتى تشرين الأول/ أكتوبر، فإن نتنياهو يستطيع أن يفعل ذلك دون المخاطرة باقتراح حجب الثقة الذي قد يؤدي إلى سقوط حكومته. وهناك تفسير ساخر أيضا: إذا كنت تريد هدنة، فإن قتل محاورك الرئيسي هو وسيلة غريبة لإظهار ذلك"، مرجحة أن يكون اغتيال هنية "وسيلة يستخدمها نتنياهو لتخريب المحادثات".
وشدد على أن "الاغتيالات ربما كانت منجزات استخباراتية وعملياتية، ولكنها لا تغير الموقف الاستراتيجي الكئيب لإسرائيل. فقد ظلت حربها في غزة تتجه بلا هدف منذ شهور. ولن يؤدي فقدان هنية، ولن يؤدي اغتيال فؤاد شكر، قائد حزب الله، إلى إرغام المجموعة على وقف إطلاق النار اليومي على شمال إسرائيل. إن دولة صغيرة لا تستطيع أن تستمر في القتال على كافة الجبهات إلى ما لا نهاية".
وقالت المجلة، إن "الواقع أن الخيار أمام إسرائيل لم يكن قط أكثر وضوحا. فبوسعها أن تعقد صفقة مع حماس من أجل تحرير الأسرى الناجين من غزة، وإحلال قدر من الهدوء على حدودها الشمالية، وتوفير فرصة للدبلوماسية الإقليمية. ويؤيد الجمهور وكبار ضباط الجيش، وحتى بعض المشرعين اليمينيين، مثل هذه الخطوة. أو قد ترفض الصفقة من أجل مواصلة الحرب التي قد تخرج عن نطاق السيطرة في أي وقت ـ وربما تؤدي إلى هلاك الرهائن المائة والخمسة عشر الذين ما زالوا في غزة أيضا".
ولفتت إلى أن "الولايات المتحدة تعهدت بحماية إسرائيل. وفي الأيام الأخيرة، أرسلت بهدوء مجموعة حاملة طائرات إلى الخليج العربي. لكن ردع إيران ووكلائها ليس سوى جزء من المعادلة".
واختتمت تحليلها، بالإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمضى أشهرا في محاولة إقناع نتنياهو بوقف إطلاق النار، وتعهد بقضاء الأشهر الأخيرة من رئاسته في السعي إلى ذلك".
وأشارت إلى أن "الوقت حان لكي يتخذ بايدن موقفا صارما ويهدد بعواقب حقيقية إذا استمر نتنياهو في الرفض. وقد يتعارض ذلك مع غرائزه المؤيدة لإسرائيل. ولكن إذا لم يضغط على إسرائيل، فقد تكون العواقب أسوأ بالنسبة للمنطقة، بما في ذلك إسرائيل نفسها: صراع مدمر لا يستطيع أحد السيطرة عليه".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال إسماعيل هنية إيران غزة إيران غزة الاحتلال إسماعيل هنية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل على صفيح ساخن.. الشارع يغلي رفضًا لقرارات نتنياهو
تشهد الساحة الإسرائيلية هذه الأيام حالة من التوتر الداخلي المتزايد، على خلفية قرارات الحكومة الأخيرة التي أثارت غضب قطاعات واسعة من الشارع الإسرائيلي.
وتجلّى هذا الغضب في موجة احتجاجات واسعة اجتاحت عدة مدن يوم الأربعاء، خاصة بعد قرار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وسط اتهامات للحكومة بالتقاعس عن معالجة قضية الأسرى المحتجزين في غزة.
شهد الشارع الواصل بين تل أبيب والقدس حالة من الشلل التام، بعد أن أغلقه المتظاهرون في إطار احتجاجاتهم ضد قرارات نتنياهو. وانطلقت المسيرات من تل أبيب باتجاه القدس، وسط انتشار أمني مكثف على طول الطريق.
واعتبر المتظاهرون أن قرارات الحكومة الإسرائيلية الأخيرة بشأن ملف الأسرى وإقالة رئيس الشاباك تمثل خيانة لهم، مطالبين حكومة نتنياهو بإعادة النظر في هذه القرارات التي وصفوها بالظالمة.
مسيرات ضخمة تندد بإقالة رئيس الشاباكفي السياق ذاته، انطلقت مسيرة ضخمة من منطقة تل أبيب إلى القدس، حيث ردد المتظاهرون شعارات قوية تندد بإقالة رئيس الشاباك.
وأكد المحتجون أن الحكومة الحالية تقدم مصلحة أعدائها على مصلحة الأسرى والمختطفين، في إشارة واضحة إلى حالة الغضب الشعبي.
كما أصدر ممثلو المحتجين بيانًا انتقدوا فيه إصرار الحكومة على إبقاء من وصفوهم بـ "الخونة" في صفوفها، معتبرين أن ذلك يأتي على حساب سلامة وأمن الأسرى والمجتمع الإسرائيلي ككل.
مظاهرة أمام مكتب نتنياهو في القدسومن جانب آخر، تجمعت مظاهرة أخرى أمام مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في القدس. وطالب المتظاهرون هناك بإلغاء قرار إقالة رئيس الشاباك واستكمال صفقة تبادل الأسرى التي توقفت بسبب الخلافات داخل الحكومة. ويبدو أن هذه التحركات الشعبية تضغط بشكل غير مسبوق على حكومة نتنياهو، التي تجد نفسها أمام موجة رفض داخلي يصعب احتواؤها.
وفي تطور آخر يزيد من حدة الأزمة، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد جميع الإسرائيليين إلى النزول إلى الشوارع للاحتجاج ضد حكومة نتنياهو. وكتب لابيد على منصة "إكس" أن "لا خطوط حمراء في سياسات الحكومة الحالية"، مشددًا على أن الحل الوحيد يكمن في وحدة الشعب الإسرائيلي للوقوف ضد ما وصفه بتصرفات الحكومة التي تهدد استقرار الداخل الإسرائيلي.
تصعيد مستمر وضغط متزايدتتواصل المسيرات الحاشدة وتصاعد وتيرة الاحتجاجات، في ظل إصرار المحتجين على تحقيق مطالبهم. ووفقًا لما ذكرته وسائل إعلام عبرية، فإن هذه الموجة من الغضب مرشحة للاستمرار خلال الأيام المقبلة، ما لم تتراجع الحكومة عن قراراتها وتستجيب لمطالب الشارع الإسرائيلي الذي يرى أن الحكومة الحالية تتخذ قرارات تمس أمنه واستقراره.