تعرف إلى الفيلسوف الذي مات من فرط الضحك
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
يقال إن الموت بسبب الضحك هو شكل نادر للغاية من أشكال الوفاة، وعادة ما يكون نتيجة سكتة قلبية أو اختناق ناجم عن نوبة ضحك شديدة. وقد سُجلت العديد من حالات الوفاة بالضحك من العصور القديمة إلى العصر الحديث. غالبًا ما تُستخدم عبارة “الموت من الضحك” للمبالغة، لكن هذا ما حدث لشخصية شهيرة، وهو الفيلسوف اليوناني خريسيبوس سوليوس، الذي عاش بين 279 و206 قبل الميلاد.
خريسيبوس كان فيلسوفًا رواقيًا من قيليقية، لكنه انتقل إلى أثينا في شبابه، حيث أصبح تلميذًا لكليانثس في المدرسة الرواقية. بعد وفاة كليانثس حوالي عام 230 قبل الميلاد، أصبح خريسيبوس ثالث رئيس للمدرسة، وعُرف بكتاباته الغزيرة وتوسيع المذاهب الأساسية التي وضعها زينون الرواقي، مما أكسبه لقب المؤسس الثاني للرواقية.
برع خريسيبوس في المنطق، نظرية المعرفة، الأخلاقيات، والفيزياء. وابتكر نظامًا جديدًا للمنطق الافتراضي لفهم أفضل للكون ودور البشرية فيه. رغم التزامه برؤية حتمية للقدر، إلا أنه بحث في دور الحرية الشخصية في الفكر والعمل، وآمن بأن الأخلاق تعتمد على فهم طبيعة الكون. كان يدعو إلى التخلص من العواطف الجامحة التي تثبط الروح. بفضله، أصبحت الرواقية واحدة من أكثر الحركات الفلسفية تأثيرًا لقرون في العالمين اليوناني والروماني.
المفارقة العجيبة في وفاة خريسيبوس، هي الموت من فرط الضحك، وهي تبدو مسألة غريبة في كون أن الرجل من أهل الفلسفة الذين عرف عنهم الصرامة والجدية، لكن يبدو أن المنظر الذي شاهده خريسيبوس أثار في نفسه قدراً كبيراً من التعجب أو ربما التأمل العميق الذي قاده نحو ضحك ساخر أودى بحياته المديدة التي قضاها في الفلسفة والعلوم والتأليف.
وتقول حكاية الرواية الشهيرة عن موت خريسيبوس: إن الرجل أثناء جلوسه في الطريق يتأمل الوجود، شاهد حماراً يأكل بعضاً من التين، فصرخ في صاحبه: ماذا يفعل هذا الحمار، لماذا يأكل كل تلك الكمية من التين، وبينما هو يشاهد الحمار يرتوي من الشراب الذي أمامه دخل في نوبة من الضحك المتواصل، ربما بسبب حركات الحمار، حتى مات، لتنتهي بتلك الطريقة الغريبة حياة مفكر كبير كان له أثره في الفلسفة.
صحيفة الخليج
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
دراسة صادمة: اكتشاف انفجارات غامضة في الدماغ لحظة الوفاة
شمسان بوست / متابعات:
يتساءل الكثيرون عن تجربة الاحتضار وما يمر به الشخص في اللحظات الأخيرة قبل الوفاة، وقد تناول الدكتور ستيوارت هامروف، أخصائي التخدير وأستاذ في جامعة أريزونا، هذا الموضوع في دراسة جديدة تركزت على نشاط الدماغ للمرضى في الدقيقة الأخيرة قبل الموت.
في هذه الدراسة قام العلماء بتسجيل نشاط الدماغ خلال آخر دقيقة من حياة سبعة مرضى يعانون من أمراض مزمنة، تم وضع أجهزة استشعار صغيرة على أدمغتهم قبل دقائق من فصلهم عن أجهزة الإنعاش، مما أتاح لهم التقاط النشاط بعد انخفاض ضغط الدم ونبض القلب إلى الصفر، وفقًا لما نشرته صحيفة “نيويورك بوست”.
وفي حديثه عن هذه الدراسة في برنامج قناة Project Unity على يوتيوب وصف الدكتور هامروف أن هناك انفجارًا غامضًا يحدث في الدماغ أثناء الموت، قد يرمز إلى خروج الروح من الجسد، وذكر أن العلماء شهدوا اختفاء كل شيء وظهور هذه الانفجارات المفاجئة للنشاط، مما قد يدل على تجربة اقتراب من الموت أو حتى على مغادرة الروح للجسد.
يعتقد هامروف أن الوعي يتم تجربته على مستوى كمي أعمق من داخل الأنابيب الدقيقة (هياكل صغيرة في خلايا الدماغ)، وليس فقط نتيجة للإشارات الكهربائية واسعة النطاق بين الخلايا العصبية، وأوضح أن هذا قد يفسر استمرار الوعي في حالات انخفاض طاقة الدماغ، مثل التخدير أو النوم العميق أو حتى تجارب الاقتراب من الموت.
وأشار الباحثون إلى أن الانفجارات قد تحدث بسبب انقطاع الأكسجين عن المخ، وعلق هامروف قائلاً: “عندما يتوقف القلب عن النبض ويتوقف تدفق الدم، تفقد الأنابيب الدقيقة حالتها الكمية، لكن المعلومات الكمية لا تُدمر، بل تتناثر في الكون”.
وأضاف أنه إذا تم إنعاش المريض يمكن لهذه المعلومات الكمية أن تعود إلى الأنابيب الدقيقة، مما قد يجعل المريض يشعر بأنه “مر بتجربة قرب الموت”. وفي حال لم يتم إنعاشه ووافته المنية، فإنه يمكن أن تبقى هذه المعلومات الكمية خارج الجسم، ربما إلى أجل غير مسمى، كنوع من الروح.
ومع ذلك يعتقد معظم العلماء أن الوعي هو نتيجة تفاعلات معقدة داخل الدماغ، تتشكل من خلال الشبكات العصبية التي تعالج المعلومات وتخلق تجربة ذاتية موحدة.
وفي تحليل لنتائج الدراسة أشار هامروف إلى أنه بعد توقف قلب أحد المرضى، أظهر دماغه اندفاعًا مفاجئًا من النشاط عالي التردد المعروف بتزامن جاما، واستمر هذا النشاط لمدة 30 إلى 90 ثانية قبل أن يتلاشى، وتزامن جاما هو نمط من الموجات الدماغية المرتبطة بالتفكير الواعي والإدراك، مما يعني أنه حتى بعد توقف القلب، أظهر الدماغ لفترة وجيزة علامات يمكن أن ترتبط بالوعي أو الإدراك.