رويترز: طهران عقب اغتيال هنية تستدعي حلفائها من اليمن والعراق ولبنان
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
كشفت 5 مصادر أن مسؤولين إيرانيين كبارً سيلتقون بممثلي حلفاء طهران في المنطقة من لبنان والعراق واليمن، اليوم الخميس، لمناقشة الرد المحتمل على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، وفق رويترز.
في غضون ذلك أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الدفاعات الجوية ترفع حالة التأهب لاعتراض أي تهديد من لبنان.
وقالت أن مقاتلات من سلاح الجو تنفذ دوريات في الجبهة الشمالية.
يشار إلى أن المنطقة تواجه خطر اتساع دائرة الصراع بين إسرائيل وإيران وحلفائها بعد اغتيال هنية في طهران، الأربعاء، واغتيال القائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء.
وتحارب ايران اسرائيل بالوكالة عبر ادواتها في المنطقة.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
البيجر يعود بنسخة إيرانية..فهل الحرب قادمة
اتهمت إيران، الثلاثاء 14 يناير الجاري، إٍسرائيل بزرع متفجرات في أجهزة طرد مركزي اشترتها طهران لبرنامجها النووي.
مثل هكذا خبر ليس بجديدا على مسامع المتابعين، لأن هناك نسخة لبنانية، تحديداً مع ما حصل مع حزب الله، حليف إيران، في 17 سبتمبر الماضي، عندما صُدم اللبنانيون والعالم بأشخاص ينتمون إلى حزب الله اللبناني وهم يتساقطون أرضًا بين قتيل وجريح بسبب تفجيرات حصلت مع حاملي أجهزة الاتصالات اللاسلكية “البيجر” في ضاحية بيروت وفي الجنوب وحتى خارج الأراضي اللبنانية.
عملية تفجير أجهزة النداء في لبنان، التي كان الحزب قد استوردها واستخدمها على نطاق واسع بين محاربيه، على اعتبار أنها بعيدة عن الخرق الاستخباراتي الإسرائيلي، شكلت بداية لحرب إسرائيلية كبرى على حزب الله في لبنان. إذ توافقت كافة التقارير على وصف ما حدث في عملية تفجير أجهزة النداء، بأنه يعتبر “أكبر خرق أمني تمهيدًا للحرب الكبرى على لبنان، باعتبار أنها أفقدت حزب الله عامل التواصل، وأدت إلى انكشافه أمنيًا فسقط الحزب بعد 60 يومًا بتوقيع على تسوية كانت أشبه بالاستسلام.”، وإنه كان السبب المباشر لاغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، والقادة في الصف الأول والثاني وحتى الثالث.
لا يمكن الفصل بين اتهامات إيران لإسرائيل بسعيها لتفخيخ ولاحقًا تفجير أجهزة الطرد المركزي المتعلقة ببرنامجها النووي، وبين ما أكده مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، الأربعاء 15 يناير، أن “ضعف إيران يشكل مصدر قلق لنا،” مشيرًا إلى أنّ “ضعفها قد يدفعها إلى إعادة التفكير بموقفها من الأسلحة النووية“.
لم تتوقع الجمهورية الإسلامية أن يتم تحجيم دورها في المنطقة بهذه السرعة والطريقة معًا. فإيران التي بنت مجدها ووسّعت نفوذها من طهران وصولًا إلى بيروت بعد تصدير ثورتها عام 1980 إلى الخارج، أصبحت اليوم لاعبًا يتفرّج على خسائره، ويتمهل في اتخاذ القرارات علّ المنطقة ترسم خطوطها العريضة.
نكسة أصابت سياسة إيران الخارجية، تحديدًا بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على حزب الله حيث قوّضت هذه الحرب أهم أذرعها في المنطقة. ولكن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا كانت كارثة على مشروعها الذي أخذ من سوريا ممرًا لتوريد السلاح إلى حزب الله، كما أن هروب الأسد بتلك الطريقة أسقط ورقة تفاوضية رئيسية من يدها. لهذا وجدت طهران نفسها محاطة بسلسلة من الهزائم، باستثناء الورقة الرئيسية وهي ورقة التفاوض على ملفها النووي مع الدول الغربية المعنية.
ما كشف عنه سوليفان عن ضعف إيران الذي سيدفع بها لامتلاك أسلحة ردعية ليس بغريب، إذ أن إيران على ما يبدو غيرت في “عقيدتها النووية”، وانطلقت لزيادة الطرد في مفاعلاتها النووية، نحو إنتاج القنبلة. لم تترك الأحداث المتلاحقة خيارات كثيرة أمام طهران، ما يجعل من مسؤوليها يقتنعون بأن لا رادع أمام أعدائها إلا في امتلاكها سلاحًا نوويًا. هذا ما زاد من التخوّف عند مراكز القرار في إسرائيل، والتي حثّت على السير قدمًا نحو ضرب المفاعلات النووية من خلال تفجير أجهزتها الطردية المستوردة، أو شلّ قدراتها على الطريقة البيجرية.
كان يتوقّع أن تقوم إسرائيل بتنفيذ ضربات مركزة على منشآت إيران النووية، مستغلةً إطلاق الصواريخ الإيرانية عليها، ولكن هذا ما لم يحصل، استجابة للرغبة الأميركية. وهذه الرغبة قد تكون مبنية على تقارير استخباراتية تؤكّد أن إيران لم تصل بعد إلى مرحلة من التخصيب لليورانيوم تخول لها امتلاك القنبلة. لكنّ اليوم تغيّر الواقع، وإيران اليوم ليست إيران الأمس، فها هي بعدما لم تنفع سياسة “وحدة الساحات” التي فرضتها على المنطقة، وجدت أن عليها أن تعزز قدراتها الردعية لأن الحرب على ما يبدو طويلة مع الغرب.
ليس عبثًا أن تزيح إيران الستار عن مدينة صاروخية جديدة تحت الأرض، تضم صواريخ إستراتيجية تعمل بالوقود السائل. حيث كشف الحرس الثوري الإيراني في مشاهد مصورة عن جزء من هذه المدينة الجديدة التابعة لقوات الجوفضاء في الحرس. وتضمّ مجموعة كبيرة ومتنوعة من الصواريخ التي بعثت من خلالها رسائل إلى أكثر من طرف في المنطقة، على رأسها إسرائيل ومصالح أميركا بأنّ هذه الصواريخ قد تكون موجهة إلى أماكن تواجدكم.
عرض المدينة هذا، الذي لن يكون الأخير، قد يحمل مفاجأة في الأشهر المقبلة وفي مدن جديدة، ولكن هذه المرة قد تكون الصواريخ ذات رؤوس نووية. فطهران أيقنت أنّه لم يعد باستطاعة أي فصيل في المنطقة أن يدافع عنها، فالحرب المقبلة ستكون مباشرة وعلى أرضها إن حصلت. لهذا كان الكشف الردعي من خلال مدينة الصواريخ، لكن في ما بعد قد يكون العرض مكلّلًا بالنووي. وهذا ما يجعل إسرائيل تسرّع وتيرة فرملة الاندفاعية الإيرانية نحو امتلاك السلاح النووي.
كشفت إيران عن تفخيخ أجهزة الطرد قبل تفجيرها، والأكيد أن احتمالية أن توجه إسرائيل ضربة إلى طهران قائمة، إلا أن المؤكد أن الأمريكي لا يسعى للانزلاق نحو حرب مباشرة مع طهران، بقدر ما يعمل على تفجير الوضع داخليًا.
فعلى طريقة انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 بعد فرض عقوبات عليه، وإفلاس هذا النظام عن محاكاة العالم الجديد، تلجأ الولايات المتحدة إلى تطبيق الإستراتيجية ذاتها مع إيران، لهذا منعت إسرائيل من الصدام المباشر، لاعتبار أنّ هكذا نظام وصل إلى مرحلة الإفلاس الاقتصادي والسياسي، فبات سقوطه واردًا على أيدي معارضيه، عندها تدخل الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية مستغلتين الفوضى العارمة التي ستصيب البلاد لتعطيل برنامج إيران النووي، أو لتوجيه ضربات مركزة على المنشآت تمامًا كما كان الحال بعد سقوط بشار الأسد.