أفادت صحيفة التايمز البريطانية بأن ادّعاء كاذبا على موقع إخباري غامض أثار موجة غضب عارمة سرعان ما اجتاحت مدينة ساوثبورت البريطانية (شمال غربي البلاد)، وذلك على خلفية حادثة الطعن الجماعي التي شهدتها المدينة في وقت متأخر من صباح الاثنين وخلفت مقتل 3 فتيات صغيرات.

وشهدت ساوثبورت القريبة من مدينة ليفربول اشتباكات عنيفة في اليوم نفسه بين جمع من أنصار أقصى اليمين والشرطة البريطانية خارج مسجد جمعية ساوثبورت الإسلامية، فقد تم تطويق المسجد المحلي عندما اندلعت أعمال عنف مساء الثلاثاء، وأصيب أكثر من 50 ضابط شرطة بينما كان مثيرو الشغب يهتفون بعبارات معادية للإسلام.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: ما خيارات إيران للرد الانتقامي؟list 2 of 2فورين بوليسي: هل تغتال أميركا بوتين؟end of list

وردد بعض المشاركين في أعمال العنف عبارات مثل "طُعن طفلان بريطانيان وقتلا على يد مسلم اليوم لأن الحدود مفتوحة.. كفى".

ولقيت 3 فتيات صغيرات حتفهن طعنا في الهجوم، وهن: بيبي كينغ (6 سنوات)، وإلسي دوت ستانكومب (7 سنوات)، وأليس داسيلفا أغواير (9 سنوات) أثناء حضورهن حفلا.

موقع مزيف

وذكرت التايمز في تقريرها أن "القناة 3 ناو" -وهي موقع إخباري روسي مزيف- نشرت معلومات مضللة عبر الإنترنت ألقت فيها باللوم "زورا" في حادثة الطعن الجماعي للأطفال على طالب لجوء وهمي مدرج على قائمة المراقبة الأمنية.

وما لبثت أن انتشرت تلك "الأكاذيب" بعد أقل من 24 ساعة وتحولت إلى أعمال عنف وصفتها الصحيفة بأنها واحدة من أسرع الحملات الإخبارية المزيفة وأكثرها فعالية في بريطانيا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن جانبها، أوردت شبكة "بي بي سي نيوز" البريطانية أن المشتبه به ولد في كارديف لأبوين من رواندا وانتقل إلى منطقة ساوثبورت في عام 2013.

ولأن المشتبه به أقل من 18 عاما، فلا يمكن الكشف عن هويته قانونيا. ولم تقدم الشرطة أي تفاصيل سوى أنه ولد في المملكة المتحدة.

ادعاءات كاذبة

ودعا تومي روبنسون، الزعيم السابق لرابطة الدفاع الإنجليزية (أقصى اليمين)، الحكومة إلى "إغلاق حدودنا، وترحيل كل هؤلاء المخطئين"، مضيفا في وقت لاحق "ما الذي سيدفعكم إلى الغضب لكي تفعلوا شيئا ما بشأن ما حدث؟".

وأشارت الصحيفة إلى أن الملاكم الأولمبي البريطاني السابق أنتوني فاولر حصل على 4 ملايين مشاهدة عندما اتهم "رجلا سوريا" بارتكابه حادثة الطعن الجماعي.

وسخرت التايمز من "القناة 3 ناو" التي "تدّعي أنها مصدر موثوق للأخبار الدقيقة" لنشرها ادعاءات كاذبة بأن المتهم طالب لجوء مدرج على قائمة مراقبة جهاز المخابرات البريطانية (إم آي 6)، وذلك بعد ساعات قليلة فقط من تأكيد شرطة مقاطعة ميرسيسايد وقوع حادث كبير.

وفي بيئة محمومة على الإنترنت -وفق تقرير الصحيفة- انتشرت الأخبار على نطاق واسع وضخمتها روايات في وسائل إعلامية، من بينها هيئة الإذاعة الحكومية الروسية (آر تي)، كما نُشرت على منصات فيسبوك وتويتر وقنوات يمينية متطرفة على منصة تليغرام.

ووصفت التايمز نشأة "القناة 3 ناو" بأنها مثيرة للفضول، مشيرة إلى أن اثنين من المواطنين الباكستانيين هما من يملكان العنوان البريدي لبروتوكول الإنترنت (آي بي) الخاص بالقناة.

تضليل ممنهج

ولم يكن للقناة قبل 12 سنة سوى حساب على موقع يوتيوب تبث خلاله مقاطع لرياضيين روس أثناء مشاركتهم في سباقات بالسيارات أو الدراجات البخارية بين اثنين من المتسابقين.

ثم تحولت قبل 5 سنوات إلى موقع يبث عناوين مثيرة أو مضللة تجذب نقرات على جزء من المحتوى المنشور.

وكانت القناة تستخدم اسم "فوكس 3 ناو"، قبل أن ترفع شركة "فوكس ميديا" الإخبارية المعروفة عليها دعوى قضائية أجبرتها على تغيير اسمها إلى "القناة 3 ناو" المسجلة في جمهورية ليتوانيا.

وحذرت مبادرة "التكنولوجيا ضد الإرهاب"، التي تدعمها الأمم المتحدة لمكافحة النشاط الإرهابي في مجال التكنولوجيا على الإنترنت، من أن سلسلة الأحداث التي تتضمن عددا من الإجراءات وتأثيراتها المتجاورة والمرتبطة معا والتي تؤدي إلى نتائج معينة "يمكن أن تكون انعكاسا لجهود التضليل التي تبذلها دولة قومية ما لتغذية التطرف بغرض زعزعة استقرار المملكة المتحدة".

وبحسب التايمز، فقد اعتذرت "القناة 3 ناو" وحذفت المنشور الذي بثته قبل ذلك على منصة إكس (تويتر سابقا)، إلا أن اسم "المسلم" الذي ادّعت أنه مرتكب الجريمة ما زال متداولا على وسائل التواصل الاجتماعي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

أنواع من الأدوية تسبب «الخرف».. فما طرق تجنّب الإصابة به؟

يرتبط مرض “الخرف”، بنسيان الشخص للأمور والخطط المهمة، وصعوبة استيعاب المعلومات الجديدة، بالإضافة إلى القلق والأرق، وبحسب آخر الدراسات، فإن هناك أنواع من الأدوية تلعب دورا كبيرا بظهور هذا المرض، فكيف نتجنبه؟

وأظهرت دراسة تحليلية جديدة “أن 5 أنواع من الأدوية المستخدمة بشكل شائع قد ترفع من خطر الإصابة بالخرف”.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، “حلل الباحثون بيانات من 14 دراسة تتبع تشخيص الخرف لأكثر من 130 مليون شخص، ودرسوا الأدوية التي تناولوها، وأشاروا إلى أن نتائج الدراسات كانت غير متسقة في تحديد الأدوية التي قد تؤثر على خطر الإصابة بالخرف”.

وبحسب الصحيفة، ربطت الدراسة “بين مضادات الذهان وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، إلى جانب الفيتامينات والمكملات الغذائية ومضادات الاكتئاب، بزيادة احتمالية الإصابة بالخرف، وأظهرت النتائج أن بعض أنواع مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، قد تزيد من خطر تشخيص الخرف بنسبة تصل إلى 125%”.

ووفق الصحيفة، “في المقابل، اكتشف فريق البحث من جامعتي كامبريدج وإكستر، أن بعض الأدوية الأخرى قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف، وتم ربط بعض اللقاحات والعلاجات المضادة للميكروبات والمضادات الحيوية بانخفاض خطر الخرف بنسبة 32%”.

وأكد الفريق العلمي أن “هذا الاكتشاف يمثل خطوة واعدة، ويجب مواصلة البحث لمعرفة إذا ما كانت هذه الأدوية يمكن أن تساعد في علاج الخرف، وأظهرت النتائج أن لقاحات التهاب الكبد A والتيفوئيد والخناق، قد تساهم في تقليل خطر الخرف، كما أشارت دراسات سابقة إلى أن لقاح BCG، الذي يحمي من مرض السل، قد يكون له تأثير وقائي ضد مرض ألزهايمر”.

وأوضح الباحثون أن “ارتباط بعض الأدوية بزيادة خطر تشخيص الخرف قد يكون بسبب أن الأشخاص المصابين بالخرف يتعرضون بالفعل لعوامل أخرى قد تؤدي إلى وصف أدوية مثل مضادات الاكتئاب، وليس لأن الأدوية نفسها تزيد من خطر الإصابة بالخرف، وأضافوا أن هذا يعد “سببا عكسيا”، حيث يمكن أن يؤدي الخرف إلى تغييرات في المزاج، ما يزيد من الحاجة لمضادات الاكتئاب بين المصابين”.

وقالت الدكتورة إليانا لوريدا من جامعة إكستر: “ارتباط دواء معين بتغير خطر الإصابة بالخرف لا يعني بالضرورة أنه يسبب الخرف أو يعالجه، فمثلا، نعلم أن مرض السكري يزيد من خطر الخرف، لذا فإن الأشخاص الذين يتناولون أدوية لإدارة مستويات الغلوكوز لديهم معرضون أيضا لخطر الإصابة بالخرف”.

أربع طرق فعالة لتجنب “الخرف

أوضحت  الدكتورة يلينا كورشون الأخصائية في مجال الطب المضاد للشيخوخة، خبيرة التغذية كيفية تحسين الحالة وتجنب الاضطرابات المعرفية الخطيرة في المستقبل، أنه “يعتبر ظهور ضعف بسيط في الذاكرة، وانخفاض سرعة معالجة المعلومات، ومشكلات في التركيز لدى الشخص، علامات على زيادة العبء على الدماغ التي غالبا ما لا يشعر بها المحيطين به، وقد تتفاقم هذه الأعراض مع الإجهاد، ولكنها لا تشير إلى تطور الخرف”.

وأضافت بحسب موق “سموتريمsmotrim”: “لكن خطر الإصابة بخلل إدراكي خطير لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف ذاتي أعلى بكثير من غيرهم،  لذلك لا ينبغي إهمال الوقاية:

اتباع “قاعدة الطماطم الأربع”، أي تنظيم يوم العمل إلى فترات: 25 دقيقة عمل – 5 دقائق استراحة،بعد أربع دورات من هذا القبيل، يلزم أخذ قسط من الراحة لمدة 30 دقيقة، سيساعد هذا الدماغ على التعافي وتجنب الإرهاق. عدم إهمال النشاط البدني، لأنه يعمل على تحسين تدفق الدم والدورة الدموية الدقيقة في أوعية الدماغ. استخدام تمارين التأمل والتنفس، لتشتيت الانتباه عما يحدث والاسترخاء، ويمكن الاستماع إلى الموسيقى المفضلة والتركيز على الحالة الداخلية. استخدام المكملات والمضافات الغذائية بعقلانية، حيث تساعد هذه المنتجات على تحسين التركيز وتحسن الروابط العصبية وتدعم القدرات الإدراكية للدماغ.

مقالات مشابهة

  • قلب الكون..كيف غيّرت قناة بنما التي يرغب دونالد ترامب بالإستيلاء عليها العالم؟
  • أنواع من الأدوية تسبب «الخرف».. فما طرق تجنّب الإصابة به؟
  • جامعة القناة: حققنا تقدما في 4 تخصصات بتصنيف التايمز البريطاني 2025
  • ترامب يثير الجدل.. أمر تنفيذي جديد قد يعيد حظر سفر المسلمين
  • ترامب يصدر عفوا كاملا عن (روس أولبريكت) صاحب موقع “طريق الحرير “السيء
  • تحذيرات من أمر تنفيذي لترامب قد يعيد حظر سفر المسلمين إلى أميركا
  • تحذيرات من أمر تنفيذي لترامب يعيد "‭‬حظر سفر"‭‬ المسلمين
  • "حكماء المسلمين" يشارك بـ 250 إصداراً في "القاهرة للكتاب"
  • «حكماء المسلمين» يشارك بـ 250 إصداراً في «القاهرة للكتاب»
  • ترامب يعفو عن مؤسس موقع سيء السمعة على "دارك ويب".. ما قصته؟