التايمز: خبر كاذب تسبب في اندلاع شغب ضد المسلمين بساوثبورت البريطانية
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
أفادت صحيفة التايمز البريطانية بأن ادّعاء كاذبا على موقع إخباري غامض أثار موجة غضب عارمة سرعان ما اجتاحت مدينة ساوثبورت البريطانية (شمال غربي البلاد)، وذلك على خلفية حادثة الطعن الجماعي التي شهدتها المدينة في وقت متأخر من صباح الاثنين وخلفت مقتل 3 فتيات صغيرات.
وشهدت ساوثبورت القريبة من مدينة ليفربول اشتباكات عنيفة في اليوم نفسه بين جمع من أنصار أقصى اليمين والشرطة البريطانية خارج مسجد جمعية ساوثبورت الإسلامية، فقد تم تطويق المسجد المحلي عندما اندلعت أعمال عنف مساء الثلاثاء، وأصيب أكثر من 50 ضابط شرطة بينما كان مثيرو الشغب يهتفون بعبارات معادية للإسلام.
وردد بعض المشاركين في أعمال العنف عبارات مثل "طُعن طفلان بريطانيان وقتلا على يد مسلم اليوم لأن الحدود مفتوحة.. كفى".
ولقيت 3 فتيات صغيرات حتفهن طعنا في الهجوم، وهن: بيبي كينغ (6 سنوات)، وإلسي دوت ستانكومب (7 سنوات)، وأليس داسيلفا أغواير (9 سنوات) أثناء حضورهن حفلا.
موقع مزيفوذكرت التايمز في تقريرها أن "القناة 3 ناو" -وهي موقع إخباري روسي مزيف- نشرت معلومات مضللة عبر الإنترنت ألقت فيها باللوم "زورا" في حادثة الطعن الجماعي للأطفال على طالب لجوء وهمي مدرج على قائمة المراقبة الأمنية.
وما لبثت أن انتشرت تلك "الأكاذيب" بعد أقل من 24 ساعة وتحولت إلى أعمال عنف وصفتها الصحيفة بأنها واحدة من أسرع الحملات الإخبارية المزيفة وأكثرها فعالية في بريطانيا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن جانبها، أوردت شبكة "بي بي سي نيوز" البريطانية أن المشتبه به ولد في كارديف لأبوين من رواندا وانتقل إلى منطقة ساوثبورت في عام 2013.
ولأن المشتبه به أقل من 18 عاما، فلا يمكن الكشف عن هويته قانونيا. ولم تقدم الشرطة أي تفاصيل سوى أنه ولد في المملكة المتحدة.
ادعاءات كاذبةودعا تومي روبنسون، الزعيم السابق لرابطة الدفاع الإنجليزية (أقصى اليمين)، الحكومة إلى "إغلاق حدودنا، وترحيل كل هؤلاء المخطئين"، مضيفا في وقت لاحق "ما الذي سيدفعكم إلى الغضب لكي تفعلوا شيئا ما بشأن ما حدث؟".
وأشارت الصحيفة إلى أن الملاكم الأولمبي البريطاني السابق أنتوني فاولر حصل على 4 ملايين مشاهدة عندما اتهم "رجلا سوريا" بارتكابه حادثة الطعن الجماعي.
وسخرت التايمز من "القناة 3 ناو" التي "تدّعي أنها مصدر موثوق للأخبار الدقيقة" لنشرها ادعاءات كاذبة بأن المتهم طالب لجوء مدرج على قائمة مراقبة جهاز المخابرات البريطانية (إم آي 6)، وذلك بعد ساعات قليلة فقط من تأكيد شرطة مقاطعة ميرسيسايد وقوع حادث كبير.
وفي بيئة محمومة على الإنترنت -وفق تقرير الصحيفة- انتشرت الأخبار على نطاق واسع وضخمتها روايات في وسائل إعلامية، من بينها هيئة الإذاعة الحكومية الروسية (آر تي)، كما نُشرت على منصات فيسبوك وتويتر وقنوات يمينية متطرفة على منصة تليغرام.
ووصفت التايمز نشأة "القناة 3 ناو" بأنها مثيرة للفضول، مشيرة إلى أن اثنين من المواطنين الباكستانيين هما من يملكان العنوان البريدي لبروتوكول الإنترنت (آي بي) الخاص بالقناة.
تضليل ممنهجولم يكن للقناة قبل 12 سنة سوى حساب على موقع يوتيوب تبث خلاله مقاطع لرياضيين روس أثناء مشاركتهم في سباقات بالسيارات أو الدراجات البخارية بين اثنين من المتسابقين.
ثم تحولت قبل 5 سنوات إلى موقع يبث عناوين مثيرة أو مضللة تجذب نقرات على جزء من المحتوى المنشور.
وكانت القناة تستخدم اسم "فوكس 3 ناو"، قبل أن ترفع شركة "فوكس ميديا" الإخبارية المعروفة عليها دعوى قضائية أجبرتها على تغيير اسمها إلى "القناة 3 ناو" المسجلة في جمهورية ليتوانيا.
وحذرت مبادرة "التكنولوجيا ضد الإرهاب"، التي تدعمها الأمم المتحدة لمكافحة النشاط الإرهابي في مجال التكنولوجيا على الإنترنت، من أن سلسلة الأحداث التي تتضمن عددا من الإجراءات وتأثيراتها المتجاورة والمرتبطة معا والتي تؤدي إلى نتائج معينة "يمكن أن تكون انعكاسا لجهود التضليل التي تبذلها دولة قومية ما لتغذية التطرف بغرض زعزعة استقرار المملكة المتحدة".
وبحسب التايمز، فقد اعتذرت "القناة 3 ناو" وحذفت المنشور الذي بثته قبل ذلك على منصة إكس (تويتر سابقا)، إلا أن اسم "المسلم" الذي ادّعت أنه مرتكب الجريمة ما زال متداولا على وسائل التواصل الاجتماعي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
إعداد بسيط في هاتفك قد يجعلك تبدو أصغر بـ10 سنوات!
كشفت دراسة كندية مثيرة أن إيقاف اتصال الإنترنت على الهاتف المحمول لمدة أسبوعين قد يساعد في عكس شيخوخة الدماغ بمقدار 10 سنوات.
وفي دراسة أجريت على 400 شخص - طلاب وبالغين في سن العمل - طلب الباحثون من المشاركين تنزيل تطبيق يحظر وصول هواتفهم الذكية إلى الإنترنت، ولكن لا يزال بإمكانهم إجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية، وفق "دايلي ميل".
وأكمل المشاركون استبيانات قبل الدراسة وبعدها، لقياس وظائف أدمغتهم وصحتهم العقلية.
وأظهرت النتائج أن انتباههم المُستدام - أي قدرتهم على التركيز على موضوع واحد - قد ازداد بشكل كبير، لدرجة أنه أصبح يُعادل مدى انتباه شخص أصغر سناً بعشر سنوات.
يُظهر الرسم البياني، أعلاه، كيف تحسّنت القدرة على الانتباه المستدام (أي التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة)، إلى جانب الصحة النفسية على مدار شهر.
ويمثل اللون الأزرق المجموعة التي حظرت الوصول إلى الإنترنت من هواتفها خلال الأسبوعين الأولين، بينما يُظهر اللون الأحمر نتائج الأسبوعين التاليين.
كما أفاد 90% من المشاركين بتحسّن ملحوظ في صحتهم العقلية، وهي نسبة تفوق بكثير التأثير المتوقع لتناول مضادات الاكتئاب لمدة أسبوعين.
وأكد المشاركون أنهم شعروا بتحسن في صحتهم وشعورهم بالرضا عن الحياة.
وقال الباحثون إن هذا التحول في الدماغ يُرجَّح أن يكون نتيجةً لتغيرٍ في كيفية قضاء الناس لوقتهم، حيث أصبح الأفراد يقضون وقتاً أقل على الإنترنت، ويزيدون من التواصل الاجتماعي المباشر، وممارسة الرياضة، والتواجد في الطبيعة.
ثمن الاتصالوجد الباحثون أيضاً، خلال فترة الدراسة، أن وقت استخدام الشاشة انخفض إلى النصف تقريباً - حيث انخفض لدى إحدى المجموعات من 5 ساعات و14 دقيقة إلى ساعتين و41 دقيقة يومياً في المتوسط.
وفي الدراسة، قال فريق من جامعة كولومبيا البريطانية: "على الرغم من الفوائد العديدة التي يُقدمها الإنترنت عبر الهاتف المحمول، فإن تقليل الاتصال المستمر بالعالم الرقمي يُمكن أن يكون له آثار إيجابية كبيرة".
وأضافوا: "تُقدم نتائجنا دليلاً على أن حظر الإنترنت عبر الهاتف المحمول عن الهواتف الذكية لمدة أسبوعين يُمكن أن يُؤدي إلى تحسينات كبيرة في الرفاهية والصحة العقلية والقدرة على الحفاظ على التركيز، والتي تُقاس موضوعياً، وحتى أولئك الذين لم يلتزموا تماماً بالتدخل شهدوا تحسينات كبيرة، وإن كانت أقل قوة، وتشير هذه النتائج إلى أن الاتصال المستمر بالعالم الإلكتروني له ثمن، حيث يتحسن الأداء النفسي عند تقليل هذا الاتصال".