كثافة المستقبِلات في الساعة البيولوجية تحكم إيقاعات الجسم اليومية
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
تُولَد إيقاعات الحياة الموسمية واليومية كنتيجة لإشارات من الساعة البيولوجية المركزية في أدمغة البشر والحيوانات الأخرى، وتعمل الساعة البيولوجية بما يتوافق مع دورة الضوء والظلام خلال الـ24 ساعة. وتساعد إيقاعات الساعة البيولوجية الجسم على التحضير للتغيرات المتوقعة في البيئة، وتعمل على تحسين توقيت النوم وتناول الطعام والأنشطة اليومية الأخرى.
يعاني بعض الأشخاص من عدد من العواقب السلبية إذا تعطلت إيقاعات الساعة البيولوجية لديهم، فيمكن أن يعانوا من التعب في النهار، وتغيرات في الهرمونات، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وتغيرات في المزاج، وأكثر من ذلك. وهذا ما يجعل فهم هذه الإيقاعات اليومية أمرا مهما.
ويعمل العلماء بجامعة واشنطن في سانت لويس على فك لغز احتفاظ ساعاتنا البيولوجية الداخلية بالوقت، ويساعد بحثهم الجديدة -الذي نُشر في 24 يوليو/تموز الماضي في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم- على الإجابة عن الأسئلة القديمة المتعلقة بكيفية توليد الإيقاعات اليومية والحفاظ عليها.
كيف تعمل الساعة البيولوجية؟تأتي إشارات إيقاعات الساعة البيولوجية اليومية في جميع الثدييات، من جزء صغير من الدماغ يسمى النواة فوق التصالبية. وحاولت عدة دراسات سابقة من جامعة واشنطن ومؤسسات أخرى تحديد إذا ما كان الناقل العصبي المسمى حمض جاما أمينوبوتيريك -والمعروف اختصارا بالاسم "جابا"- يلعب دورا في مزامنة الإيقاعات اليومية بين خلايا النواة فوق التصالبية الفردية. ومع ذلك، ظل دور جابا في النواة فوق التصالبية غير واضح.
ولا يبدو أن التدخلات الكيميائية التي قدمها الدكتور دانيال غرانادوس فونتيس -الباحث بكلية الآداب والعلوم والباحث بمختبر عالِم الأحياء إريك هيرزوج والمشرف على الدراسة الجديدة- وعلماء آخرون؛ غيرت كثيرا في طريقة إطلاق الخلايا العصبية في النواة فوق التصالبية، أو أثرت في تنظيم الإيقاع اليومي للسلوك الفعلي في الفئران.
نهج مختلفلذا، فإن غرانادوس فونتيس وفريقه نهجوا نهجا مختلفا، إذ قاموا بتغيير تعبير نوعين من مستقبِلات جابا لمعرفة إذا ما كان لكثافة المستقبلات أي تأثير في التزامن أو السلوك.
ويَعتبر غرانادوس "ضبط عدد المستقبلات مهماً لتنظيم العمليات الفسيولوجية مثل التعلم والذاكرة، ولكن ليس الإيقاعات اليومية". ولكن في هذه الحالة، كان لتغيير كثافة مستقبلات جابا من النوع "جاما 2" أو "دلتا" تأثير دراماتيكي، إذ إن تقليل أو تحوّر هذه المستقبلات في النواة فوق التصالبية للفئران قلّل من تزامن إيقاعاتها اليومية إلى الثلث، وزادت الفئران في هذه الدراسة من جريها على العجلة خلال النهار وقللت من جريها الليلي الطبيعي.
وأدى الإفراط في التعبير عن أحد نوعي مستقبلات جابا إلى تعويض فقدان الآخر، مما يشير إلى أن هذين النوعين من المستقبلات يمكن أن يؤديا وظيفة مماثلة في النواة فوق التصالبية، على الرغم من أنهما سهلتا عمليات مختلفة داخل الجسم، حسبما قال غرانادوس.
ويرى غرانادوس أن "هذه النتائج تفتح إمكانية فهم إذا ما كانت التغيرات في كثافة مستقبلات جابا مهمة لتنظيم الاستجابات الموسمية، فعلى سبيل المثال: كيف تستجيب الحيوانات في الطبيعة للصيف عندما تكون الأيام طويلة أو الشتاء عندما تكون الأيام قصيرة؟".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
مشروب الحلبة.. كنز صحي مهمل في الشتاء
لا يحظى مشروب الحلبة بشعبية كبيرة بوصفه مشروبا شتويا كما هي الحال مع السحلب والحليب الساخن بالشوكولاتة، رغم ما يحمله من فوائد صحية، فلا يستخدم لأغراض التدفئة وحسب، بل لأسباب أكثر تتعلق بمتاعب الشتاء، وعلى رأسها مشاكل الجهاز التنفسي، والالتهابات المختلفة في أنحاء الجسم، فضلا عن دوره في دعم الجهاز المناعي للجسم، وتشير مزيد من الدراسات والأبحاث إلى الدور الفعال لمشروب الحلبة الساخنة في الشتاء، فما تلك الفوائد؟ وكيف يمكن التغلب على الرائحة النفاذة المميزة للحلبة؟
تُعد الحلبة من البقوليات وتُستخدم توابل لتحسين النكهة واللون، بالإضافة إلى دورها مثبتا غذائيا وعاملا مستحلبا في صناعة المخبوزات الصحية. لكن فوائدها تتجاوز الطهي، إذ تحمل خصائص علاجية عديدة، منها:
تحسين الهرمونات: تساهم في توازن هرموني التستوستيرون والإستروجين، مما يعزز الرغبة الجنسية. دعم صحة المرأة: تخفف من تقلصات الدورة الشهرية وأعراض ما بعد انقطاع الطمث. تحسين الهضم: تساعد في تهدئة القولون العصبي وآلام البطن. تسهيل الولادة وزيادة إدرار الحليب لدى المرضعات. تنقية الجسم: تعمل كمعرّق لطرد السموم والخلايا الميتة. علاج الالتهابات: تُستخدم تقليديا لعلاج الدمامل، التهاب النسيج الخلوي، والسل. مكافحة أمراض الجهاز التنفسي: تخفف من نزلات البرد، والإنفلونزا، والربو، والتهابات الحلق والجيوب الأنفية. إدارة مرض السكري: تقلل امتصاص السكر في الجسم وتحسن مستويات الغلوكوز. إعلان الحلبة على الطريقة الهنديةلا تقتصر شعبية مشروب الحلبة على العالم العربي، بل تمتد إلى مناطق أخرى، إذ يتم تناوله بعد غلي بذوره، أو دمجه في مشروبات تقليدية مثل "المغات"، أو حتى على شكل منقوع يتم شربه صباحا على معدة فارغة.
في الهند، يُعرف منقوع الحلبة بـ"ماء الميثي" ويُستخدم كعلاج طبيعي شائع لمشاكل الجهاز التنفسي. وقد أكدت دراسات دوره في تحسين وظائف الرئة، خاصة لدى مرضى الربو. وتبرز فوائد الحلبة في فصل الشتاء من خلال:
إزالة الاحتقان: تساعد في طرد المخاط من الجهاز التنفسي، مما يسهل التنفس ويخفف الأعراض.
تعزيز المناعة: تحتوي على مركبات تدعم وظيفة الجهاز المناعي في مكافحة العدوى، خاصة في الجهاز التنفسي.
تهدئة الشعب الهوائية: يعمل الصمغ الموجود في بذور الحلبة على تكوين طبقة واقية، مما يخفف السعال المستمر ويهدئ التهيج.
مقاومة الالتهابات: تساهم في تقليل التهابات الجهاز التنفسي وتخفيف الأعراض المصاحبة لها.
بهذه الفوائد، يصبح مشروب الحلبة خيارا فعالا لمواجهة أمراض الشتاء وتعزيز الصحة العامة.
رغم فوائدها المثبتة علميا والمعروفة شعبيا، فإن ثمة جوانب مظلمة بشأن الحلبة، في مقدمتها إمكانية التحسس منها، خاصة لدى هؤلاء الذين يعانون بالفعل من حساسية تجاه البقوليات، مثل فول الصويا والفول السوداني، والبازلاء الخضراء.
ويمكن أن تظهر بعض الأعراض الجانبية عقب استخدام الحلبة لفترات طويلة تصل إلى 3 سنوات، من بينها الإسهال واضطراب المعدة والانتفاخ والغازات، وتبدو الحلبة غير آمنة في حالات الحمل، فهي لا تسبب تقلصات مبكرة وحسب، بل قد تتسبب أيضا في تشوهات الأجنة.
لكن الأمر الأكثر إزعاجا بشأن الحلبة هو رائحتها النفاذة المميزة التي تخرج مع العرق، ويعود السبب في ذلك لاحتواء الحلبة على مجموعة من المركبات المتطايرة التي تتداخل مع تركيبة عرق الجسم فتبدو الرائحة نفاذة، ورغم عدم وجود دراسات حول الطريقة التي يمكن من خلالها تلافي الرائحة النفاذة للمشروب الشهير، فهناك نصائح شعبية وتوصيات تقليدية بشأن السيطرة على الرائحة على رأسها، شربها بكميات معتدلة، فضلا عن إضافة قشر الليمون أو أعواد القرفة أو بعض من الزنجبيل لتقليل الرائحة القوية، أو نقعها قبل الاستخدام لساعة والتخلص من الماء لتخفيف تركيز الرائحة.
إعلانكما ينصح البعض بمضغ أوراق البقدونس أو الهيل لتخفيف الرائحة، وكذلك شرب كميات كافية من الماء للتخلص من أثرها سريعا مع العناية بالنظافة الشخصية للتخلص من رائحة العرق فور ظهورها.