أراغون الإسبانية… جنة مراكز البيانات الأوروبية الجديدة
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
من أمازون إلى مايكروسوفت، مرورا ربما بشركة ميتا، تشهد منطقة أراغون الإسبانية المتقدمة في مجال الطاقة المتجددة، تزايدا في مشاريع مراكز البيانات، مدفوعة بطفرة الذكاء الاصطناعي، وبدعم السلطات التي تأمل في تحقيق مكاسب اقتصادية، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
تمتلك أراغون كل ما يلزم "لتصبح منطقة رئيسية في أوروبا على صعيد الحوسبة السحابية"، حسب مانويل خيمينيس، المدير التنفيذي لاتحاد "سباين دي سي" الذي يضم 170 شركة عاملة في مجال "مراكز البيانات"، وهي مستودعات ضخمة لتخزين كميات هائلة من المعلومات المستخدمة من الشركات والأفراد.
حتى وقت قريب مضى، "لم تكن المنطقة موجودة على خريطة الاتصال العالمية، لكن اليوم الجميع يعرف موقعها"، وفق ما يؤكده هذا المتخصص في الحوسبة السحابية، متوقعا أن يستمر هذا الحماس خلال السنوات المقبلة.
ونهاية مايو/أيار الماضي، أعلنت شركة أمازون الأميركية العملاقة عن استثمار ضخم بقيمة 15,7 مليار يورو، عبر شركتها "أمازون ويب سيرفيسز" (AWS)، لزيادة قدرة مراكز البيانات الثلاثة التابعة لها في أراغون، والتي أقيمت منذ عام 2022 في مناطق صناعية ذات مناظر طبيعية صخرية.
وحذت حذوها مايكروسوفت مطلع يوليو/تموز الماضي، بمشروع بقيمة 2,2 مليار يورو، ليصل إجمالي استثماراتها في المنطقة إلى 6,7 مليارات. وحسب وسائل إعلام إسبانية، فإن مجموعة ميتا، الشركة الأم لإنستغرام وفيسبوك، تدرس الانضمام إليهما في هذه الخطوة.
ويأتي ذلك نتيجة إستراتيجية تطوير شاملة بين هذه المجموعات الرقمية العملاقة، التي اضطرت لزيادة سعة التخزين لديها في مواجهة الاحتياجات الهائلة للذكاء الاصطناعي التوليدي، والتي تحرص أيضا على توسيع شبكتها للاقتراب أكثر من مستخدميها.
"فيرجينيا الأوروبية"وفي سرقسطة، عاصمة هذه المنطقة الممتدة من جبال البيرينيه إلى وادي إيبرو، تشجع السلطات المحلية بوضوح على تنمية هذه الاستثمارات.
وفي السياق، تقول ماريا ديل مار فاكيرو، نائبة رئيس المنطقة، إن وصول هذه المجموعات "يمثل فرصة عظيمة، وعلينا أن نغتنمها"، مبدية سعادتها بـ"الجاذبية" التي تتمتع بها أراغون.
وتعزو فاكيرو هذا الإقبال على المنطقة إلى مساحاتها الشاسعة وأسعارها الرخيصة نسبيا، والاتصال الجيد بالمراكز الاقتصادية في البلاد (مدريد وبرشلونة وإقليم الباسك)، فضلا عن وجود مزارع هائلة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في هذه المنطقة المشمسة وقليلة السكان.
وتؤكد مجموعة أمازون أن هذه العوامل تساهم في "استدامة عملياتنا" من خلال تزويد "مراكز البيانات لدينا بالكهرباء المتجددة بنسبة 100%"، مشيدة بـ"الثقة المؤسسية" لدى السلطات.
وتوضح فاكيرو "لقد أنشأنا وحدة مخصصة"، لكي "لا تشكل البيروقراطية عائقا" ولتتمكن الشركات من الاستفادة من "الأمن القانوني".
ويتمثل الهدف المعلن من حكومتها في تحويل المنطقة إلى "فيرجينيا الأوروبية"، في إشارة إلى الولاية الواقعة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة التي تشكل مركزا رئيسيا لخدمات الحوسبة السحابية في العالم، خصوصا مع حيها الشهير المعروف بـ"زقاق مركز البيانات"، حيث يُخزن جزء كبير من بيانات شركات المعلوماتية العالمية.
ومع ذلك، يثير النمو المتسارع لمراكز البيانات في منطقة سرقسطة انتقادات لدى بعض الجهات، بدءا من الناشطين البيئيين الذين يشيرون إلى استهلاكها المرتفع للكهرباء وحاجتها لكميات هائلة من المياه لتبريد غرف الحاسوب.
وتقول أورورا غوميس، من منصة "سحابتك تجفف نهري"، إنه "من الصعب الحصول على أرقام دقيقة، لأن القطاع غامض للغاية"، لكن "نحن نعلم أن الاستهلاك هائل". وتندد بما تعتبرها تنمية "غير منضبطة" لا تخلو من "المخاطر".
وتبدي غوميس قلقها، لأن "إسبانيا واحدة من البلدان الأكثر تضررا من الاحترار والتصحر. ولا يمكننا أن نفعل أي شيء".
ويشير آخرون إلى ضبابية في هذه المرحلة حول الفوائد الاقتصادية لهذه المنشآت. غير أن "سباين دي سي" تنفي هذا الانتقاد قائلة إن "تأثير مراكز البيانات على الناتج المحلي الإجمالي والتوظيف واضح، بل إنه أكبر من تأثير منشآت تطوير الطيران"، وفق مانويل خيمينيس.
وأطلقت الحكومة الإقليمية مشروع "حديقة تكنولوجية" واسعة تبلغ مساحتها 42 هكتارا خلال الربيع في ضواحي سرقسطة، بهدف استيعاب الشركات ذات الوزن الثقيل في هذا القطاع، وكذلك الشركات الناشئة ومراكز الأبحاث العامة.
وتأمل السلطات من خلال هذه الخطوة في تأكيد الموقع الريادي في أراغون، في سياق المنافسة الشرسة بين المناطق. وتذكّر فاكيرو بأن "أراغون كانت حتى ذلك الحين معروفة بالصناعات الغذائية والسيارات والخدمات اللوجستية".
ومع ذلك، تأمل فاكيرو في أن تعطي التكنولوجيا "زخما لهذه القطاعات" وأن تصبح "محركا للتحول الاقتصادي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مراکز البیانات
إقرأ أيضاً:
الحكومة الإسبانية تدافع عن إنفاق 2.5 مليون يورو على مركبات لصالح الأمن المغربي
يستمر المغرب في تلقي الدعم من إسبانيا لتعزيز إمكانياته الأمنية. آخر هذه المساعدات تمثلت في تمويل بقيمة 2.5 مليون يورو لشراء مركبات ستستخدم في تعزيز أمن الحدود.
الحكومة الإسبانية بررت هذا الإنفاق في وثيقة رسمية قُدمت إلى الكونغرس الإسباني، واطلع عليها موقع Vozpópuli، حيث أكدت أن القرار جاء في إطار « علاقة الصداقة » مع المغرب، بالإضافة إلى أسباب تتعلق بالتضامن والمسؤولية المشتركة.
وتم تنفيذ عملية الشراء عبر مؤسسة الإدارة والسياسات العامة الدولية والإيبيرية (FIIAPP)، التي تدير مشروعًا أطلقه الاتحاد الأوروبي لتعزيز الأمن في الجناح الجنوبي. كما أن الاتحاد الأوروبي هو الممول الرئيسي لهذه العمليات.
بعد الإعلان عن هذه الصفقة، قدم نواب من حزب فوكس استجوابًا في الكونغرس الإسباني يطالبون فيه بمزيد من الشفافية حول هذه المساعدات. وأشار الحزب إلى أن ميزانية الدفاع المغربية تبلغ 21 مليار يورو سنويًا – بناءً على تقارير إعلامية – وأن المغرب يخطط لاستثمار 4 مليارات يورو في شراء 24 مروحية هجومية من طراز أباتشي.
وتساءل نواب فوكس في استجوابهم، المسجل في يناير الماضي:
« ما هي الأسباب التي تبرر استمرار تخصيص أموال من قبل الحكومة الإسبانية إلى المغرب، على الرغم من الإنفاق الكبير للمملكة على المعدات العسكرية، مما يشير إلى عدم وجود حاجة واضحة للمساعدات الاقتصادية؟ »
تم نشر رد الحكومة هذا الأسبوع في النشرة الرسمية للبرلمان الإسباني، حيث شددت على أن « إسبانيا تحافظ على علاقات جيدة من التعاون والصداقة مع المغرب لتحقيق المصالح المشتركة ».
كما أوضحت أن المساعدات المقدمة في إطار التعاون الأمني الدولي تستند إلى أحكام المرسوم الملكي 732/2007، الذي يحدد القواعد الخاصة بهذا النوع من التعاون. وأشارت إلى أن هذه المساعدات مدعومة قانونيًا بموجب القانون العام للمنح رقم 38/2003، حيث تمثل جزءًا من السياسة الخارجية والأمنية للحكومة الإسبانية.
واختتمت الحكومة ردها بالتأكيد على أن « إسبانيا تدافع عن مبدأ التضامن والمسؤولية المشتركة، ليس فقط داخل الاتحاد الأوروبي ولكن أيضًا في علاقاتها مع الدول الأخرى، مشيرة إلى أن التعاون مع المغرب فعال في مكافحة تهريب البشر والهجرة غير النظامية، إلى جانب قضايا أمنية أخرى ».
كلمات دلالية أمن إسبانيا المغرب