عربي21:
2025-04-16@20:01:16 GMT

أبو العبد.. عيشة هنية وميتة رضية

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

رحم الله أبا العبد إسماعيل هنية، فقد كان له من اسمه نصيب، فقد رزق الهناءة في العيش، والهناءة في الممات، ونال ما تمنى في دنياه، نسأل الله أن يرزقه ما يتمنى في أخراه إن شاء الله، فنال شهادة على يد من قتلوا أبناءه وأحفاده وذويه، سواء من أبناء النسب، أو أبناء الشعب الفلسطيني.

كان هنية متسقا مع ذاته، ترى الهناءة في سلوكه وممارساته، لا تفارقه ابتسامة تلازم وجهه، وتلازمه مع كل من يلقى، لم تكن مصطنعة، بل كانت نابعة من نفس صافية، وقلب رقيق، وحسن صلة بربه، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا، يلمس ذلك كل من عامله، أو رآه لمرات قليلة، أو لمرة واحدة، أو شاهده عبر وسائل الإعلام المختلفة.



رأيته عدة مرات، كلها كانت في مواقف أزمة ومحنة لأهل غزة وللحركة، فلم أجده في كل مرة سوى بنفس الحس والهدوء، والاستبشار والأمل في نصر الله، نفس البشاشة، في يوم السابع من أكتوبر، وكيف كانت المفاجأة التي تمت، وفيما بعد استشهاد ذويه وأهله، رابط الجأش، واثقا فيما عند الله عز وجل.

رأيته في نقاشات يحتد فيها الحاضرون من مشايخ وأهل علم ودعوة، يعترضون على مواقف قامت بها الحركة، وبخاصة فيما يتعلق بإيران وسوريا، وهو يعلم أن جل الحاضرين سينتقدون ويهاجمون، رغم حبهم للحركة، لكن عتابا شديدا لديهم، ظل محافظا على هدوئه، وإعطاء الجميع حق الكلام بكل حرية، مهما كان سقف النقد عاليا وشديدا، تلقى كل نقد برحابة صدر، ورد على كل تساؤل بما لديه.

كان هنية متسقا مع ذاته، ترى الهناءة في سلوكه وممارساته، لا تفارقه ابتسامة تلازم وجهه، وتلازمه مع كل من يلقى، لم تكن مصطنعة، بل كانت نابعة من نفس صافية، وقلب رقيق، وحسن صلة بربه، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا، يلمس ذلك كل من عامله، أو رآه لمرات قليلة، أو لمرة واحدة، أو شاهده عبر وسائل الإعلام المختلفة.وغالى البعض في رد الفعل، وفي التصريحات المسيئة للرجل، ولمن معه في نفس الموقف، كان بعض القيادات يشكو من بعض المشايخ في تصريحاتهم الحادة والمتجاوزة، ووصفهم بالخونة من أحدهم، وكان أكثر الناس تحملا ومقابلة لما يقال بنفس الرضا والبشاشة: أبو العبد.

طالته ألسنة السوء من الإعلام الكاره للحركة، حتى خرج سياسي يكذب على هنية وأسرته، بأنه قابع في الفنادق، وأنه وأبناؤه في أمان، فإذ به بكل هدوء، يرسل ردا للإعلامي الذي استضاف الكذوب الذي افترى عليه، مما اضطر الإعلامي (عمرو أديب)، لنشر رد هنية، وقد كان رده هادئا، ومركزا، ومنهيا كل فرية تتعلق بما أثير.

ومن دلالات العيشة الهنية التي عاشها في حياته: بساطته، فالرجل لم يكن متكلفا، لا في كلامه، ولا في أدائه، والحقيقة هذا شأن إخوانه كذلك، لكنها كانت بادية بجلاء في هنية، فعندما زرنا غزة في إبريل سنة 2013م، وقد كنا مرافقين لشيخنا القرضاوي مع وفد من العلماء، فدعانا للغداء في بيته، كان يخدم العلماء بنفسه، وكان الطعام على بساطته، من أطيب ما تناولناه.

ومن بساطته التي لم يراعها إعلام متربص بالرجل وبإخوانه، أن سيارة كانت تقل الشيخ القرضاوي، فرأى أبو العبد أن ظفرا في يد القرضاوي طال يحتاج لتقليم، بكل عفوية، طلب آلة تقليم الأظافر، وقام بنفسه بذلك إجلالا منه للشيخ، فقام أحد المصورين بالتقاط الصورة، والتي تدل على البساطة، وتوقير عالم تجاوز التعسين آنذاك، ليتم تحوير الصورة، إلى النيل من هنية والقرضاوي.

ورغم بساطة الرجل في هندامه، إلا أنه رزق وسامة وهيبة، زادتها بساطته وعفويته، حتى في تواصله مع الآخرين ترى هذه العفوية الفطرية بارزة فيه، فتراه حريصا على التواصل مع كل من وقف وقفة مع طوفان الأقصى، ولو كانت مواقفه قبل وبعد ذلك سيئة.

من الطبيعي أن تكون نهاية من عاش بهذه البساطة والهناءة، بما انتهت به، فإن الدنيا تظل بالنسبة له محطة سريعة، فرغم المعيشة الهنية بطاعة ربه، كان الختام ميتة رضية، ميتة يحبها كل إنسان صالح، بل يتمناها كل ساع في طريقه إلى الله، فليس هناك أحب ولا أفضل من الشهادة في سبيل الله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسماعيل هنية اغتيال إسماعيل هنية رأي فلسطينية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عائدون إلى بني سهيلا بخان يونس: هكذا كانت حياتنا وهكذا أصبحت

يستذكر فلسطينيون عادوا إلى بلدتهم بني سهيلا في محافظة خان يونس في قطاع غزة حياتهم فيها قبل الدمار، وكيف تغيرت وسط حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة والتي محت عائلات بأكملها من السجل المدني.

ورصد تقرير بثته قناة الجزيرة أحوال ناس عادوا إلى بني سهيلا أشهر بلدات محافظة خان يونس التي تشهد كغيرها من مناطق قطاع غزة غارات ومجازر عديدة منذ بداية الحرب، كان آخرها في 13أبريل/نيسان الجاري.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الرئيس السوري يزور الدوحة ويجري مباحثات مع الشيخ تميم بن حمدlist 2 of 2تزايد أعداد العرائض الإسرائيلية المطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرىend of list

فقد عاد رواد القهوجي إلى بلدته بني سهيلا، وتذكّر أسماء العائلات التي دُمرت بيوتها، وكيف كانت عائلات أبو فايد وأكرم أبو ريدة والقهوجي تجتمع مع بعضها البعض في شهر رمضان المبارك وفي سائر الأيام في مكان دمره جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة.

وتستذكر سماهر سرحان طفولتها، وكيف كانت تستيقظ باكرا وتأخذ مصروفها من أهلها، ثم تذهب إلى دكان "عمو أبو أيمن"، الدكان الوحيد الذي كان موجودا في الحارة.

وتتحدث سماهر عن بيت الجار أبو توفيق الذي اشتغل منذ صغره نجارا وسباكا حتى يبني بيته ويعيش فيه رفقة أولاده وعائلته، لكن بفعل صاروخ إسرائيلي غادر تحول هذا البيت إلى ركام.

ومن جهته، يعود مصطفى القهوجي بذاكرته إلى ما قبل العدوان الإسرائيلي ويقول وهو يشير إلى الركام: "هنا كان مخبزنا الذي كانت لنا ذكريات معه.. كنا نستيقظ صباحا على رائحة الخبز الحلوة".

إعلان

ويضيف مصطفى أن المخبز كان قديما عبارة عن محمص، وكان والده وأعمامه وأهل الحارة يستيقظون على رائحة البن المطحون.

وهو يمسك بهاتفه ويقلب صورا تذكارية، يروي أسامة النجار لحظات قصف إسرائيلي شديد وصعب فاجأ سكان بني سهيلا وأدى إلى سقوط شهداء، قال إنهم عثروا عليهم تحت الأنقاض وهم في كامل ملابسهم وأحذيتهم، وكأنهم كانوا مستعدين للإجلاء.

ويكشف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة في أحد المنازل الذي صار دمارا وخرابا، فقد قام بقصفه وبداخله ما يقارب 25 شخصا استشهدوا جميعا، وتم محوهم من السجل المدني.

شطب من السجل المدني

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد شطب الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 2000 عائلة من السجل المدني، وقتل 4 أجيال في غزة.

ولم يكتف الاحتلال بتدمير البيوت وقتل الناس، بل دمر أيضا المصانع، كما هو الحال مع مصنع البراربيش أقدم مصانع بلدة بني سهيلا، حيث دمره كاملا.

ووفق التقرير الخاص الذي بثته قناة الجزيرة، فقد بلغت نسبة الدمار الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس جنوبي القطاع بعد الحرب 75%، وفي رفح جنوبي القطاع بلغت 90%.

مقالات مشابهة

  • جولة تفقدية لمدير عام رعاية الطلاب بأزهر شمال سيناء في عدد من المعاهد
  • عائدون إلى بني سهيلا بخان يونس: هكذا كانت حياتنا وهكذا أصبحت
  • المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية
  • مناوي: الخرطوم كانت محاصرة والآن هي حرة .. الجزيرة كانت محاصرة والآن هي حرة
  • السوداني: انخفاض نسبة المشاريع المتلكئة إلى أقل من 850 بعدما كانت بالآلاف
  • حملة لتنظيف وإعادة تأهيل الكورنيش الرئيسي في دير الزور
  • أحمد موسى: مصر كانت دائما إلى جانب الكويت في أزماتها
  • سياسي أنصار الله يدين الاقتحامات الصهيونية للأقصى ويؤكد استمرار الانتصار لغزة مهما كانت التداعيات
  • شرطة بلدية طرابلس صادرت عوائق كانت تعيق حركة المرور
  • نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة