عربي21:
2025-01-29@05:52:04 GMT

أبو العبد.. عيشة هنية وميتة رضية

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

رحم الله أبا العبد إسماعيل هنية، فقد كان له من اسمه نصيب، فقد رزق الهناءة في العيش، والهناءة في الممات، ونال ما تمنى في دنياه، نسأل الله أن يرزقه ما يتمنى في أخراه إن شاء الله، فنال شهادة على يد من قتلوا أبناءه وأحفاده وذويه، سواء من أبناء النسب، أو أبناء الشعب الفلسطيني.

كان هنية متسقا مع ذاته، ترى الهناءة في سلوكه وممارساته، لا تفارقه ابتسامة تلازم وجهه، وتلازمه مع كل من يلقى، لم تكن مصطنعة، بل كانت نابعة من نفس صافية، وقلب رقيق، وحسن صلة بربه، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا، يلمس ذلك كل من عامله، أو رآه لمرات قليلة، أو لمرة واحدة، أو شاهده عبر وسائل الإعلام المختلفة.



رأيته عدة مرات، كلها كانت في مواقف أزمة ومحنة لأهل غزة وللحركة، فلم أجده في كل مرة سوى بنفس الحس والهدوء، والاستبشار والأمل في نصر الله، نفس البشاشة، في يوم السابع من أكتوبر، وكيف كانت المفاجأة التي تمت، وفيما بعد استشهاد ذويه وأهله، رابط الجأش، واثقا فيما عند الله عز وجل.

رأيته في نقاشات يحتد فيها الحاضرون من مشايخ وأهل علم ودعوة، يعترضون على مواقف قامت بها الحركة، وبخاصة فيما يتعلق بإيران وسوريا، وهو يعلم أن جل الحاضرين سينتقدون ويهاجمون، رغم حبهم للحركة، لكن عتابا شديدا لديهم، ظل محافظا على هدوئه، وإعطاء الجميع حق الكلام بكل حرية، مهما كان سقف النقد عاليا وشديدا، تلقى كل نقد برحابة صدر، ورد على كل تساؤل بما لديه.

كان هنية متسقا مع ذاته، ترى الهناءة في سلوكه وممارساته، لا تفارقه ابتسامة تلازم وجهه، وتلازمه مع كل من يلقى، لم تكن مصطنعة، بل كانت نابعة من نفس صافية، وقلب رقيق، وحسن صلة بربه، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا، يلمس ذلك كل من عامله، أو رآه لمرات قليلة، أو لمرة واحدة، أو شاهده عبر وسائل الإعلام المختلفة.وغالى البعض في رد الفعل، وفي التصريحات المسيئة للرجل، ولمن معه في نفس الموقف، كان بعض القيادات يشكو من بعض المشايخ في تصريحاتهم الحادة والمتجاوزة، ووصفهم بالخونة من أحدهم، وكان أكثر الناس تحملا ومقابلة لما يقال بنفس الرضا والبشاشة: أبو العبد.

طالته ألسنة السوء من الإعلام الكاره للحركة، حتى خرج سياسي يكذب على هنية وأسرته، بأنه قابع في الفنادق، وأنه وأبناؤه في أمان، فإذ به بكل هدوء، يرسل ردا للإعلامي الذي استضاف الكذوب الذي افترى عليه، مما اضطر الإعلامي (عمرو أديب)، لنشر رد هنية، وقد كان رده هادئا، ومركزا، ومنهيا كل فرية تتعلق بما أثير.

ومن دلالات العيشة الهنية التي عاشها في حياته: بساطته، فالرجل لم يكن متكلفا، لا في كلامه، ولا في أدائه، والحقيقة هذا شأن إخوانه كذلك، لكنها كانت بادية بجلاء في هنية، فعندما زرنا غزة في إبريل سنة 2013م، وقد كنا مرافقين لشيخنا القرضاوي مع وفد من العلماء، فدعانا للغداء في بيته، كان يخدم العلماء بنفسه، وكان الطعام على بساطته، من أطيب ما تناولناه.

ومن بساطته التي لم يراعها إعلام متربص بالرجل وبإخوانه، أن سيارة كانت تقل الشيخ القرضاوي، فرأى أبو العبد أن ظفرا في يد القرضاوي طال يحتاج لتقليم، بكل عفوية، طلب آلة تقليم الأظافر، وقام بنفسه بذلك إجلالا منه للشيخ، فقام أحد المصورين بالتقاط الصورة، والتي تدل على البساطة، وتوقير عالم تجاوز التعسين آنذاك، ليتم تحوير الصورة، إلى النيل من هنية والقرضاوي.

ورغم بساطة الرجل في هندامه، إلا أنه رزق وسامة وهيبة، زادتها بساطته وعفويته، حتى في تواصله مع الآخرين ترى هذه العفوية الفطرية بارزة فيه، فتراه حريصا على التواصل مع كل من وقف وقفة مع طوفان الأقصى، ولو كانت مواقفه قبل وبعد ذلك سيئة.

من الطبيعي أن تكون نهاية من عاش بهذه البساطة والهناءة، بما انتهت به، فإن الدنيا تظل بالنسبة له محطة سريعة، فرغم المعيشة الهنية بطاعة ربه، كان الختام ميتة رضية، ميتة يحبها كل إنسان صالح، بل يتمناها كل ساع في طريقه إلى الله، فليس هناك أحب ولا أفضل من الشهادة في سبيل الله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسماعيل هنية اغتيال إسماعيل هنية رأي فلسطينية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

علي زين: مواجهة الرأس الأخضر كانت صعبة.. والفوز كان الأهم

صرح علي زين نجم المنتخب المصري لكرة اليد، بعدما نجح المنتخب في التأهل إلى ربع نهائي بطولة العالم المقامة حاليًا في كرواتيا والدنمارك والنرويج وتستمر حتى 2 فبراير المقبل.

وتأهل منتخب اليد رسميًا إلى دور الثمانية بعد الفوز على نظيره الرأس الأخضر بنتيجة "31-24" في ختام مواجهات الفراعنة بالدور الرئيسي ببطولة العالم.

قال علي زين عبر تصريحات ل قناة اون تايم سبورتس: "سعداء كثيرًا بالتأهل إلى ربع نهائي بطولة العالم للمرة الرابعة على التوالي، وهذا لم يكن سهلًا على الإطلاق مثلما يعتقد الجميع ولكن نتاج تعب وجهد كبير منذ أكثر من عشر سنوات".

نجم منتخب اليد: بطولة العالم الحالية الأصعب بسبب قوة المنافسة والإصابات

وأضاف: "لدينا إصابات كثيرة داخل المنتخب المصري بالإضافة إلى صعوبة المباريات فهذه النسخة من بطولة العالم قوية حيث إن مباريات دور المجموعات والدور الرئيسي كانت صعبة".

وتابع: "لا يوجد أحد سيشعر بالتعب الذي نبذله سوى الذي يعيشه معنا ويعرف الظروف التي نمر بها والجهد الذي نبذله قبل كل البطولات من أجل الوصول إلى هذه المكانة".

وعن مباراة المنتخب أمام الرأس الأخضر أكد: "كانت المباراة صعبة كثيرًا خاصة مع اعتقاد الجميع أننا سنحقق الفوز، وكان تركيز اللاعبين ليس عالٍ ولكن استطعنا تحقيق الفوز، والمستوى لم يكن المطلوب ولكن المهم الفوز والخروج من المباراة بأقل عدد من الإصابات".

علي زين: بطولة العالم هذه النسخة قوية كثيرًا.. و هناك ضغط كبير على اللاعببن

وواصل: "الجهاز الطبي للمنتخب المصري برئاسة الدكتور محمد شوقي يبذل قصارى جهده معنا من أجل إعدادنا جيدًا، خاصة في ظل ضغط المباريات، حيث يكون هناك ضغط وتوتر عصبي ونفسي على اللاعبين بشكل كبير".

و عن مواجهة منتخب مصر أمام فرنسا غداً، اختتم: "سنقوم بالتحضير جيدًا للمباراة وسنعتبرها نهائي حيث ستكون المباراة قوية ولكن سنبذل ما في وسعنا لتحقيق الفوز".

علي زين، منتخب اليد، بطولة العالم لكرة اليد، الرأس الأخضر، فرنسا، علي زين، منتخب اليد، بطولة العالم لكرة اليد، الرأس الأخضر، فرنسا، علي زين، منتخب اليد، بطولة العالم لكرة اليد، الرأس الأخضر، فرنسا، 

مقالات مشابهة

  • لخدمة أهل سيناء.. مواعيد قطارات القنطرة شرق - بئر العبد وبشتيل - السادات
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • «أحمد عمر هاشم»: الإسراء والمعراج معجزة كبرى ودعوة للثبات على الحق مهما كانت التحديات
  • علي زين: مواجهة الرأس الأخضر كانت صعبة.. والفوز كان الأهم
  • خلاف عائلي ينتهي باشتباكات دامية: تخلف قتلى وجرحى
  • «البحوث الإسلامية» رحلة النبي كانت تكريما إلهيا ودعوة لتعزيز القِيم الإيمانية
  • أحمد عمر هاشم: الإسراء والمعراج كانت بالروح والجسد و القرآن نص على ذلك
  • "أخلاقنا".. التى كانت
  • سوريا تضبط شحنة أسلحة كانت في طريقها إلى حزب الله اللبناني
  • هل فرضت الصلاة في رحلة المعراج أم كانت موجودة قبلها؟.. السر في العدد