حميتو لـ "الوفد": المؤسسات الدينية لا تملك الخطاب الإعلامي القوي
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
قال يوسف حميتو الأستاذ المشارك بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بأبو ظبي، أن الحل الأمثل للحد من الفجوة الأخلاقية التي خلقها العالم المتسارع في ظل التطور التكنولوجي، هو تطوير وتمتين مأسسة الفتوى، بحيث تظل الفتوى مبنية على العمل المؤسسي الذي ترعاه الدولة ضمن إطار الدولة المؤسسية، بالإضافة إلى ضرورة مراقبة كل الأعمال التي تتعلق بالفتوى.
وأضاف حميتو أن قدرة مؤسسات الفتوى على التخفيف من حدة الوضح الحالي يحدث بشرط واحد، وهو أن يكون ما تقدمه هذه المؤسسات مستجيبًا لكل ما يحتاجه المُتلقي في حياته اليومية، وأخر ما نحتاجه هو أن يظل المفتي في برج عاجي، ويتكلم بمنظور بعيد عن الواقع، وغريب عن هموم الناس، لأنه بطبيعة الحال لن يسمعه أحد حينها، وسيبحث الجمهور على الفتوى عند غير المتخصصين، والمفتي هو أبن البيئة التي خرج منها، والمجتمع الذي كُلف بالفتوى فيه، فعليه أن ينزل للشعب ويكلمهم بلغتهم الخاصة لأنه يعرفهم حق المعرفة.
فوضى الفتاوى وتجريم الغير مُتخصصين
وأشار حميتو في حديثه مع الوفد، إلى خطورة ظاهرة فوضى الفتاوى، حيث انتشرت فتاوى الفضائيات والحركيين وغيرهم من الذين أصبح لديهم تمكن من الإعلام والقنوات ومواقع التواصل الاجتماعي، لذا كلما زادت جرعات التأسيس، كلما أصبحت الفتوى أقدر على معالجة العجز الأخلاقي الحالي، وإن لم تعالجه بشكل كامل، ولكنها بالتأكيد ستقلل من سوء الأوضاع. ق
ووضح حميتو أن فكرة تجريم مُدعين الفتوى من غير المتخصصين في الإفتاء، مسألة ترجع إلى ولي الأمر وصلاحيته من الناحية القانونية والإجراءات الإدارية، ويجب على ولي الأمر أن يقوم بتجريمها إذا كانت هذه الفتنة ستضر بالمجتمع، وبالنسيج الوطني والمجتمعي، أو وحدة الدولة ومصالحها الداخلية والخارجية.
الخطاب الإعلامي للمؤسسات الدينية
وانتهى حميتو إلى أن أصل المشكلة يكمن في أن المؤسسة الدينية لا تملك الخطاب الإعلامي القوي الذي يصل إلى الجمهور، بل تقوم بتقديم برامج وموضوعات تقريبًا شبه سطحية، ولا تمس هموم المواطن، بل وتراثية وقديمة في كثير من الأحيان، والمواطن يحتاج إلى من يُجيب على أسئلته وهمومه، على كل المستويات، العدل والاقتصاد والشأن الديني، فبطبيعة الحال يلجأ لغير المُتخصصين، لذا كلما وجد المواطن المؤسسة الدينية قادرة على أن تمنح خطاب متوازن، يُشعره الأقل بالقرب من حياته اليومية، فسيكون له أثر كبير جدًا في تحسين الواقع الحالي بالنسبة لتدني القيم الأخلاقية وانتشار فوضى الفتاوى في عصر انفتاح التواصل الاجتماعي.
مؤتمر الإفتاء العالمي التاسع 2024مؤتمر الإفتاء العالمي التاسع 2024 وقد شهد المؤتمر على مدار يومَي 29 و30 يوليو العديدَ من الفعاليات المهمة لمناقشة دَور الفتوى في تعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية في عالم يزداد تسارعًا، حيث يهدُف إلى تعزيز الوعي بأهمية الفتوى الرشيدة في ترسيخ الأخلاق والقيم الإنسانية، ومناقشة دَور الفتوى في مواجهة تحديات العصر الحديث، إضافة إلى تعزيز التعاون بين مؤسسات الفتوى والمنظمات الدولية والإقليمية، ومحاولة الخروج بتوصياتٍ عمليةٍ لتعزيز البناء الأخلاقي في المجتمعات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفتوى الخطاب الإعلامي مؤتمر الإفتاء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية للعلوم الإنسانية المؤسسات الدينية
إقرأ أيضاً:
حكم سفر المرأة للحج بدون محرم؟..أمينة الفتوى تجيب
تحدثت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن مسألة سفر المرأة لأداء مناسك الحج بدون محرم.
وقالت: إن هذا الأمر من المسائل التي اختلف فيها الفقهاء منذ القدم، وسبب هذا الخلاف يعود إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرأة أن تسافر إلا ومعها ذو محرم”.
وأشارت أمينة الفتوى خلال تصريح لها إلى أن فهم هذه المسألة يحتاج إلى التمييز بين الأحكام الشرعية ذات العلل المعقولة المعنى، والأحكام التعبدية.
وأوضحت أن الله سبحانه وتعالى عندما يأمرنا بتكليفات ننظر العلة فيها، فبعض العلل تكون معقولة المعنى، والأوامر التي بها علل معقولة نقول أن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، لكن الأحكام التعبدية يكون واجب تنفيذها بدون النظر للسبب.
ونوهت أن مشروعية وجود المحرم مع المرأة في السفر كان هدفه صيانة المرأة وحمايتها، لأن السفر قديمًا كان مشوبًا بالمخاطر، وتابعت “كان زمان وسيلة السفر ركوب الدابة، وكانت المرأة محتاجة حد يساعدها، وما ينفعش راجل غريب يمسك إيدها أو يسندها، فعشان كده كان لازم يكون معاها محرم زي زوجها أو قريب لها”.
وأضافت: "النهارده الدنيا اختلفت، الطرق ممهده، والأمان منتشر، ووسائل السفر بقت آمنة وسهلة، وكمان نقدر نتواصل مع أي حد بسهولة.. وبالتالي، الفقهاء دلوقتي بيقولوا إنه يجوز للمرأة تسافر بدون محرم لو كانت في رفقة آمنة، أو كانت تقدر تأمن على نفسها من الطريق.
واستطردت: الفقهاء زمان برضه كانوا بيقولوا إنه لو مع المرأة مجموعة نساء ثقات، يبقى تعتبر معاها رفقة آمنة، وبالتالي يجوز لها السفر بدون محرم،ولكن هناك استثناء بالنسبة للمرأة الكبيرة في السن، لأنه حتى في الفتاوى القديمة كان الفقهاء يجوزون لها السفر بدون محرم بشرط إنها تأمن على نفسها من الطريق.